المبحث الخامس
الآثار المترتبة على الإدمان
لقد أصبحت الأضرار المتسببة عن تعاطي مواد الإدمان - بعد أن استفحل خطرها- موضع الاهتمام المتزايد من جانب كثير من العلماء خاصة العاملين منهم بحقل الأمراض العصبية والنفسية، كما ارتفعت صيحات العلماء المخلصين ورجال الأخلاق والاجتماع تطالب بإيجاد الحلول الحاسمة، واتخاذ الإجراءات الحازمة لإيقاف موجة الإدمان التي تجتاح العالم.
أما بالنسبة (للإدمان الكحولي)، وهو موضوع بحثنا، فلقد تمت الدراسات المستفيضة الخاصة بالتعرف على آثار الكحول الضارة في الإنسان، سواء كان كحولاً صافياً، أو كان في أية صورة من الصور، خمرا كانت أو مستحضراً دوائياً. وتم التعرف على آثار الكحول وأضراره بأية كمية يتعاطاها الإنسان. وأجريت التجارب، وتحققت المشاهدات، ورصدت حالات الإدمان، والسكر ودون السكر، وكادت أن تتوحد المعلومات العلمية وكذلك الفكر العلمي تجاه مفعول الكحول في الإنسان وآثاره الضارة بأية كميات يتعاطاها الإنسان، ولم تعد تلك المعلومات موضع جدل بين العلماء، وهي الآن موضع استقصاء وتعرف على مزيد من التفاصيل.
وفيما يلي تقدم بعض المعلومات العلمية المقتضبة:
أولا: يثبط الكحول الجهاز العصبي المركزي من البداية إلى النهاية، وهو مثبط أيضاً للمراكز العليا بالمخ التي تميز الشخصية الإنسانية عن الحيوانات، والتي اكتسبت أدائها بالتعاليم الدينية والتهذيب والثقافة، والتي تقوم بكبح جماح الغرائز الإنسانية؛ ولذلك فإن الكحول يطلق العنان لهذه الغرائز بمفعوله المثبط لعمل المراكز العليا الضابطة لها والمهيمنة عليها، ويترتب على ذلك بالضرورة بعض مظاهر الانطلاق العضلي والذهني مما يظنها البعض نشاطا، وهي في حقيقتها حالات انفلات من سيطرة المراكز العليا، لهذا فهي نشاط كاذب ومؤقت.
والكحول بهذا الجمع بين الأثر المثبط للجهاز العصبي المركزي وبين التنشيط الكاذب يسبب قوة مع لا إرادة، وطاقة ذهنية مع ثرثرة كلامية بلا منطق، واندفاع مع خوف وجبن.. وهذه الصفات والصفات المضادة تلازم شارب الخمر ابتداء إلى أن يصل إلى مرحلة اللاوعي:
- وهذه إحدى الدراسات التي تصف الحال الذي يكون عليه شارب الخمر نتيجة لما يحدثه الكحول من آثار على الجهاز العصبي المركزي، والمراكز العليا.. تقول الدراسة (تختلف حدة مفعول الكحول باختلاف الأشخاص، كما أنها تختلف في الشخص الواحد بين حين وآخر. والجرعات الصغيرة تغري بالمزيد، وتظهر على شارب الخمر تغييرات ذهنية من البداية وبأقل كمية، ويمكن الكشف عنها باختبارات خاصة، كما تظهر عليه- مع زيادة الجرعات- أعراض الإثارة وعدم الاتزان.
ومن مظاهرها الضحك لأتفه الأسباب، وظهور نوبات من الغضب المفاجىء أو الرقة والوداعة:
كما أنه يتحدث في موضوع أو في غير موضوع، ويصبح حديثه أكثر فكاهة وأبعد ما يكون عن الوقار. وتصبح حركات شارب الخمر- قبل أن ينتقل إلى مرحلة اللاوعي والغيبوبة- أكثر حيوية، ولكنها لا تبعث على الاحترام في كثير من الأحيان ويضيع الشعور بالمسئولية فلا يميز بين التافه والمهم).
- وهذه دراسة تبين الأعراض التي تطرأ على شارب الخمر، نتيجة لتأثير الكحول على الجهاز العصبي المركزي، وحسب تركيز الكحول بالدم، تختلف الأعراض باختلاف نسبة تركيز الكحول في الدم على النحو التالي:
أقل من0.1 % يمكن الكشف عن تغييرات بإجراء اختبارات خاصة.
أقل من 0.1%-0.2 % عدم اتزان
أقل من 0.2 %-0.35 % التخبط- ترنح الخطي- ثقل الكلام
أقل من0.3 %-0.4 % نوم عميق
أقل من0.35 %-0.55 % غيبوبة
أكثر من5.5 % وفاة
وتوجد الرغبة إلى أعمال العنف وارتكاب الجرائم، والانتحار، والحزن والبكاء في بعض الأحيان.
ثانياً: يهيج الكحول الغشاء المخاطي بالمعدة، وإذا زاد تركيزه بالمعدة عن 3% عطل مفعول الأنزيمات الهاضمة، ويترتب على ذلك سوء الهضم وضعف الشهية للطعام مما يؤدي إلى سوء التغذية والضعف العام، وما يصاحب ذلك من ضعف للمقاومة واستهداف لكثير من الأمراض الميكروبية كالدرن، وغير الميكروبية كأمراض نقص الفيتامينات والتهاب الأعصاب، وأمراض الكبد.
ثالثاً: يزيد الكحول- ولو بكميات قليلة من حدة ومضاعفات وخطورة الكثير من الأمراض، مثل أمراض الكلى، وقرحة المعدة، والإثنى عشر وقرحة القولون، والتشنج العصبي، ومرض السكر.
رابعاً: الكحول من أقوى الأسباب المعروفة التي تسبب (التليف الكبدي)، وهو يؤدى إلى المرض الكبدي الخطير (كهبة الكبد) والذي يسمى بالإنجليزية Liver Cirrhosis
خامساً: يؤثر الكحول مباشرة على الألياف العصبية البصرية، فيحدث تلفاً بالأعصاب البصرية، مما يؤدي إلى (الغطش التسممي) الذي يتميز بأنه يكون مركزياً مما يؤدي إلى عدم القدرة على القراءة أو الرؤيا القريبة، وينتهي بفقد الإبصار المركزي.
سادسا: ومن أهم الأضرار التي تنتج عن الكحول والتي بدأت الدراسات العلمية الاهتمام بها، ما يحدث داخل الجسم من تعارض بين الكحول وأدوية العلاج التي يتعاطاها المرضى، وذلك في إطار (التفاعلات بعين الأدوية المشتركة في الإنسان) Drug - Drug Interactions :
- فقد ينتج عن التفاعل بين الكحول وبعض العلاجات، نقص ضار في مفعول الدواء، ومثال ذلك: نقص مفعول علاج الدرن المشهور (ا. ن. هـ) إذا عولج به من يشربون الكحول.
- وقد ينتج عن التفاعل بين الكحول وبعض العلاجات، زيادة خطيرة في مفعول الدواء، ومثال ذلك: زيادة مفعول مضادات التجلط إذا عولج بها من يشربون الكحول.
- وقد ينتج عن التفاعل بين الكحول وبعض العلاجات، تفاعلات تسممية تؤدي إلى أخطر النتائج وقد تؤدي إلى الوفاة، ومثال ذلك: ما يحدث من تفاعلات (المنع الدوائي) Antabuse reaction في جسم الإنسان بين علاجات مرض السكر والكحول. ومنها: اضطرابات في ضربات القلب، وسرعة في النبض وانخفاض حاد في الضغط، وضيق في التنفس، وهبوط شديد.
- بل إن الكحول المستعمل من الخارج على شكل معاجين الحلاقة، أو ماء الكولونيا، قد يحدث تفاعلات خطيرة وقاتلة مع بعض العقاقير التي يتناولها المريض، ومن هذه العقاقير دواء ديسولفيرام Disuefiram لهذا يحذر الباحثون بشدة من استعمال الكحول موضعياً بأية صورة من الصور وبأية كمية في حالة تعاطي ذلك العقار..
ولا زالت الدراسة الخاصة بالتفاعلات بين الأدوية المشتركة في الإنسان في أولها، خاصة فيما يختص (بالكحول)، ولهذا كان لزاماً على علماء الأمة الإسلامية المتخصصين في هذا المجال أن يشاركوا في الدراسات المتعلقة بالكحول ويهتموا بها كثيرا.
سابعا: ولا يقتصر الضرر على شارب الخمر فحسب، بل في حالة (الحوامل) يمتد أثر الكحول إلى الأجنة، فيكونوا دون التكوين الطبيعي، ويكون نموهم بعد الولادة بطيئاً وتوجد انحرافات في الجهاز الدوري، وتشوهات بالجمجمة والوجه... الخ.
ثامناً: يعتبر الكحول من أسرع المواد المسببة لسوء الاستعمال والتعود، والإدمان، وهذا يضاعف من خطره (وبعد)... فقد ذكرنا- وباختصار- الآثار والأضرار الصحية التي يسببها الكحول للإنسان، وهناك أضرار أخرى كثيرة وخطيرة، تتعلق بالنواحي الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية، نترك لعلماء الأمة الإسلامية الأفاضل -كل
في مجالات تخصصاته ـ القيام بتقديم الدراسات عنها [المصدر : مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ..
http://www.iu.edu.sa/Magazine]
المبحث السادس
المخدرات والجريمة
انتشر استهلاك المخدرات بشكل سريع في العالم، ومن الصعب الحصول على بيانات وافية حول الموضوع، لكن يعتقد أن الانفاق على المخدرات في أمريكا وحدها يفوق إجمالي الإنتاج الوطني لأكثر من 80 بلداً من البلدان النامية.
واستهلاك المخدرات آخذ في الارتفاع كذلك في أوروبا، ويعود ذلك في جزء منه إلى الأزمة الاقتصادية - الاجتماعية، وإلى تخفيف الرقابة على الحدود.
ويزداد الاستهلاك عادة مع زيادة العرض ورخص السعر، ذلك أن منتجي المخدرات يطوّرون دائماً أصنافاً جديدة تلبي حاجات المستهلك، تندرج من المخدرات المغشوشة إلى مخدرات تسبب الإدمان.
كذلك تنمو هذه التجارة (تجارة المخدرات)، بسبب زيادة الطلب من قبل المستهلكين، فقد يتعاطى الناس المخدرات لأسباب شتى: كنوع من التمرد أو للهرب من الواقع، أو للتعبير عن الاستسلام والإقرار بالهزيمة النفسية، وأحياناً لمجرد اقتناص النشوة والسعادة المتوهمة.
بل إن كثيراً من الناس ينظرون الآن للمخدرات مثل الكوكايين كوسيلة ترفيه. وعند أشخاص آخرين، لا يزال استعمال المخدرات مجرد محاولة للتعويض عن السأم، أو تعبيراً عن الضجر من وتيرة الحياة اليومية.
والمخدرات عموماً ذات علاقة بعدة مشاكل اجتماعية كالقلق والتفكك الأسري والجريمة والفساد. وقد ينشأ سوء استخدام المخدرات نتيجة للبطالة أو انهيار الأسرة أو الظروفالمعيشية السيئة.
والمخدرات هذه الأيام مصدر قلق كبير لجميع البلدان المستهلكة، لأن المخدر يخلف أضراراً فادحة فعلى المستوى الفردي، يتعرض المستهلكون لمشاكل صحية خطيرة نتيجة لاستهلاك أنواع معينة من المخدرات، كانهيار الجهاز العصبي للمتعاطي، وإمكان نقل عيوب خلقية إلى جيل الأطفال القادم.
كذلك تفاقم المخدرات المشكلات العائلية وتعيق التطور النفسي السوي للأطفال، وتقلل من أدائهم في المدرسة.
والضرر الذي يلحق بالأفراد ينعكس على المجتمع، إذ يزيد من تكاليف العناية الطبية، والرعاية العامة، والخدمات الاجتماعية الأخرى، وتبديد وقت دوائر الشرطة والأمن، ومن ثم تفقد الحكومات السيطرة على قطاعات كبيرة من الاقتصاد، جراء الأعباء والآثار والأخطار الرهيبة للمخدرات.
لكن أشد آثار تجارة المخدرات أذى على المجتمع هو تصعيد الجريمة. فكما هي الحال في البلدان المنتجة فإن للمخدرات تأثيراً تخريبياً في البلدان المستهلكة.
وكثيراً ما يجد متعاطو بعض أنواع المخدرات أنفسهم مدفوعين إلى الوقوع في شبكة العنف، وربما كان هذا نتيجة للعقاقير التي تخلفها المخدرات نفسها. فاستعمال الكوكايين مثلاً يجعل الأشخاص لا عقلانيين إما مضطربين أو هجوميين عدوانيين.
فالحاجة إلى إشباع عاداتهم تدفع الكثيرين إلى عالم الجريمة، بالإساءة إلى الأطفال، والسلب والاغتصاب. وقد يلجئون إلى الدعارة أو السطو للحصول على المبالغ اللازمة لضمان حصولهم على حاجتهم من المخدرات بشكل منتظم.
إنه يتوجب علينا أن نقف جميعاً وقفة حازمة في وجه المخدرات، وتجارها ومروجيها ومتعاطيها، [المخدرات ..الإستهلاك .زالجريمة .د/ زيد بن محمد الرمانى]
المبحث السابع
كيف نكتشف مدمن المخدرات ؟!
تعاطي المخدرات والإدمان عليها ظاهرة خطيرة تحتاج إلى وقفة وتأمل واهتمام شديد من قبل الآباء و الأمهات وأولياء الأمور والمسؤولين ، وتتطلب معرفة الصفات ( الأعراض ) الهامة التي تظهر على متعاطي المخدرات 0
فإذا كنتَ أباً فباستطاعتك معرفة ما يظهر على ابنك من تغير غريب في سلوكياته ومظهره ، وتدرك الخطر قبل أن يستفحل 0
وإذا كنت مدرساً أو مختصاً اجتماعياً فهذه الصفات تعطيك مؤشراً على أن الطالب الذي تحت رعايتك في خطر 0
وإذا كنت مسئولاً في إدارتك أو مؤسستك فإن هذا الأمر يعطيك دلالة على أن هذا الموظف قد يكون مدمناً على تعاطي المخدرات 0
وهذه الأعراض تنقسم إلى قسمين :-
أولاً ) أعراض سلوكية :
1 ـ تغير سلبي في الانتظام المدرسي و العمل .
2 ـ تغير سلبي في المستوى المدرسي أو الأداء الوظيفي .
3 ـ العزلة والانطواء على النفس .
4 ـ إهمال الفروض والواجبات الدينية .
5 ـ فقد الشهية .
6 ـ كثرة النوم .
7 ـ العصبية وسرعة الانفعال .
8 ـ تقلب المزاج .
9 ـ التأخر في العودة إلى المنزل .
10 ـ الإلحاح في طلب المزيد من المال .
11 ـ كثرة الاستدانة .
12 ـ السرقة .
ثانياً : أعراض مظهرية ( خارجية ) :
1- شحوب الوجه و اصفراره 0
2- رعشه في الأطراف 0
3- انخفاض سريع في الوزن 0
4- ظهور الحكة غير الطبيعية في الجسم و خاصة منطقة الأنف0
5- كثرة التعرق 0
6- وجود آثار حروق على جسمه و ملابسه 0
7- احمرار العينين و احتقانها بشكل دائم 0
8- ثقل اللسان أو عدم التركيز في الكلام والأفكار 0
9- عدم الاتزان في المشي0
10- عدم الاهتمام بملابسه وهندامه 0
11- تكرار اصطدامه بسيارته ، أو احتكاكها السطحي بالسيارات الأخرى من عدة جوانب ، نظراً لقلة التركيز و اختلال تقدير الزمن و المسافات 0
12- اختفاء بعض النقود أو الأشياء القيمة من المنزل.
13- العثور بحوزته أو في سيارته على أدوات غريبة ، مثل : ورق لف سجائر ، ملعقة محروقة ، إبرة ، مطاط ضاغط ، قصديرة 0
14- وجود علامات الحقن في جسمه ، أو آثار الحقن على ملابسه ، ولهذا يحرص المدمن على عدم الظهور أمام الناس عاري الذراعين أو الجسد لإخفاء هذه العلامات 0
تنبيـــه :
هذه العلامات ليست دلالة قطعية على أن من اتصف بها متعاطٍ للمخدرات ، إنما هي مؤشرات للتثبت من حاله و مراقبة سلوكه ، وقد تظهر بعض العلامات على بعض الأسوياء لأسباب أخرى .[ المخدرات ..سامي الجمود ..مرجع سابق ص21و22]
المبحث الثامن
دور التربية في علاج الإدمان
[د.محمود جمال ابو العزائممستشار الطب النفسى ومقال بعنوان : دور المدرسة فى الوقاية من الإدمان]
تضع الحكومة مشكلة إدمان المخدرات ضمن أكبر وأهم المشكلات التى تواجه المدارس إلاأن هناك العديد ممن يتجاهلون حجم خطورة المشكلة التى تعصف بأطفالهم ومدارسهمومجتمعاتهم.
أظهرت الأبحاث أن نسب تعاطي وإدمان المخدرات بين الأطفال تزيد 10 مرات على ما يظنه الآباء فى تقديراتهم بالإضافة إلى أن العديد من التلاميذ علىعلمبأن آبائهم ليسوا على دراية بمدى خطورة تعاطيهم المخدرات ومن ثم يقودهم هذا إلىالتمادي فى التعاطي غير مهتمين بما ينالونه من عقاب.
يتغافل مديري المدارسوكذا المدرسين عن هؤلاء الطلاب الذين يتعاطون المخدرات وكما يصرح أحد المدرسينقائلاً : أننا نفضل الاعتقاد بأن أولادنا بعيدون كل البعد عن تعاطي المخدرات بينماالحقائق تقول أنه ممكن أن يكون أفضل تلميذ والذى ينحدر من عائلة عريقة فى المجتمعيعاني من مشكلة التعاطي وإدمان المخدرات.
وما تم التوصل إليه من حقائق فهوكالتالي:-
أن تعاطي المخدرات ليس مقتصرا على فئة أو مجموعة بعينها من فئاتالمجتمع أو مرتبطا بمستوى اقتصادي معين بل أنها مشكلة تؤثر وبشكل فعال فى مجتمعاتناككل.
أن تعاطي وإدمان المخدرات ليس مقتصرا فقط على المدارس الثانوية فحسببل فى المدارس الإعدادية والابتدائية على السواء.
وبالرغم من اقتصارالاتجار فى تلك السموم على البالغين إلا أن الوسيط الذى يقوم بجلب المخدرات داخلالمدارس هو أحد التلاميذ من طلبة المدرسة.
ولكى يتعرف الآباء وأعضاء هيئةالتدريس يجب ان يكون لديهم الخبرة الكافية للتعرف على أبعاد المشكلة وطرقمواجهتها
أولاً : العلامات الدالة على تعاطي وإدمان المخدرات:-
منالممكن اعتبار التغير الذى يطرأ على أنماط السلوك والمظهر والأداء مؤشراً على تعاطيالمخدرات . فما سوف يذكر آنفاً فى بنود الفقرة الأولى يعد دليلاً مباشراً على تعاطيوإدمان المخدرات ، بينما تعرض بنود الفقرات الأخرى علامات ربما قد تشير إلىالتعاطي. ولهذا السبب فيجب على الكبار ملاحظة تلك التغيرات التى قد تطرأ على سلوكالصغار
علامات تعاطي وحيازة المخدرات
امتلاك وحيازة أشياءمرتبطة بالتعاطي كـ الغليون (البايب)، الورق اللف ، زجاجات
الأدوية المضادةللاحتقان ، الثقاب ، الولاعة.
حيازة أو دليل حيازة المخدرات : نباتات غريبةالشكل ، أعقاب السجائر، الحبوب ،
إخفاء بعض أوراق النباتات فى جيوب الملابس
رائحة المخدرات : شم رائحة كرائحة البخور أو بعض الروائح الأخرى.
الاندماج فى وسط المخدرات
الاهتمام بالمجلات المختصة بالمخدراتوالشعارات التى تكتب على الملابس.
الأحاديث والنكات المنصبة على موضوعالمخدرات.
العداء فى الحديث عن المخدرات.
أشكال التدهور البدنيالناجم عن تعاطي المخدرات :
يشمل ذلك وجود هفوات الذاكرة " النسيان" ، ضعفالذاكرة للأحداث القريبة، صعوبة فى عملية التذكر.
ضعف ووهن فى الجسم ،التهتهة فى الكلام و" عدم ترابط الحديث"
تعب وفتور وخمول وعدم الاهتمامبالصحة.
احمرار العين مع اتساع حدقة العين.
التغيرات الطارئة علىالأداء داخل الفصل المدرسي:
ملاحظة تدهور ملحوظ فى مستوى كفاءة الطالب ليسفقط فى هبوط مستواه العملي بل عدم إكمال الواجبات ونقص فى التقييم العام
كثرة التغيب من المدرسة أو التأخر عن الحضور.
التغيرات السلوكية:
عدم الأمانة وتشمل " الكذب ، السرقة ، الخداع ، إحداث مشاكل مع الشرطة.
تغير الأصحاب ، المراوغة فى الحديث عن الأصدقاء الجدد
حيازة مبالغطائلة من المال.
غضب شديد وغير مبرر وارتفاع درجة العداء ، والقلق وكذاالكتمان.
انخفاض معدل النشاط والهمة ، القدرة ، ضبط النفس ، تقدير الذات.
الإقلال من الاهتمام بالأنشطة والهوايات.
ثانياً : التعرف علىتعاطي وإدمان المخدرات
كن على دراية بعلامات تعاطي وإدمان المخدرات .وفىحالة ملاحظة أعراض ظهور
وتعاطي المخدرات تعامل معها بشكل عاجل.
أن علىالآباء والأمهات معرفة وملاحظة العلامات المبكرة لتعاطي وإدمان أولادهم
المخدراتولكي يتسنى لهم مواجهة تلك المشكلة يجب عليهم:
معرفة حجم مشكلة تعاطيوإدمان المخدرات فى مجتمعاتهم وداخل مدارس أولادهم.
قدرتهم على معرفةالعلامات الدالة على إدمان المخدرات.
مقابلة والاجتماع بآباء وأمهات أصدقاءوزملاء أبنائهم بالمدرسة وإجراء الحوارات عن
حجم مشكلة الإدمان داخل المدرسة.
إقامة وسائل يسهل معها تبادل المعلومات حول المخدرات وخطرها وذلك لتحديد أىفئة من الأطفال يتعاطون المخدرات ومن الذى يقوم بإعطائهم إياها. ويجب على الآباءالذين يشكون فى أن أولادهم يتعاطون المخدرات أن يتعاملوا مع المشكلة بدون اللجوءإلى التعصب والحنق والشعور بالذنب 000وبعض الآباء يتغافلون عن التأكد من صحة ظنهموادعائهم فى تعاطي الأولاد المخدرات بل ويؤجلوا مسألة مواجهة أولادهم بذلك . أنعملية اكتشاف ومحاولة معاجلة مشكلة التعاطي فى مراحلها الأولى يوفر الصعوبة التيتحدث فى عملية التغلب عليها.
ويجب على الآباء حيال شكوكهم فى كون أولادهميتعاطون المخدرات أن يسلكوا المنهج التالي:-
وضع خطة عمل والتشاور معالمسئولين داخل المدرسة وآباء الطلاب الآخرين
بحث الشكوك فى جو هادئ واتباعأسلوب موضوعي منطقي وعدم مواجهة الابن أثناء وقوعه تحت تأثير المخدر.
فرضإجراءات نظامية تساعد على إبعاد الابن عن تلك الظروف التى يسهل فيها تعاطيالمخدرات.
البحث عن وسائل للمساعدة والعلاج من المسئولين عن علاج تعاطيوإدمان المخدرات.
ثالثاً : مدارس بدون مخدرات
ما الذي يجب القيام بهحيال تلك المشكلة؟
وضع خطة يكون هدفها هو جعل المدارس خالية من ظاهرة تعاطيالمخدرات ويشمل ذلك الالتزام من قبل كل فرد كلاً فيما يخصه.
أولا :دورالآباء:-
يشمل دور الآباء تعليم معايير الصح والخطأ مع عملية توضيح تلكالمعايير عن طريق استخدام أمثال شخصية (أهمية دور القدوة وأن يكون الآباء خير قدوةلأبنائهم.
مساعدة الأبناء فى المقاومة والتصدي للضغوط التي يمليها عليهمأصدقاؤهم "أصدقاء السوء" لتعاطي المخدرات ويتم ذلك من خلال ملاحظة أنشطتهم ومعرفةمن أصدقاؤهم والحديث معهم عن اهتماماتهم وطرق حل مشاكلهم.
معرفة كل شئ عنالمخدرات وعلامات الإدمان.
ثانيا :دور المدارس:
تحديد درجة ومدىتعاطي المخدرات ، والى أى مدى هو ؟ مع إيجاد وسائل المراقبة واستخدامها بشكل منتظم.
وضع قوانين واضحة ومحددة تتعلق بمسألة تعاطي المخدرات على أن تتضمن تلكالقوانين على تدابير قوية لحل الأزمة.
وضع سياسات حازمة ضد التعاطي وتتسمتلك السياسات بالعدالة والانتظام مع تنفيذ وتطبيق إجراءات أمنية للقضاء على تعاطيالمخدرات داخل أسوار المدرسة.
تنفيذ منهج شامل متكامل للوقاية من إدمانالمخدرات من بداية مرحلة رياض الأطفال حتى نهاية الدراسة الثانوية هدفها التعريفبأن الإدمان وتعاطي المخدرات يعتبر شيئا خطأ وضارا للغاية مع القيام بدعم ومساندةبرامج الوقاية ضد المخدرات.
الوصول للمجتمع للمساعدة فى تحقيق السياسةالمضادة للتعاطي داخل المدارس مع وضع برنامج عمل لذلك مع أهمية تطوير وتنمية العملالجماعي والتى من خلاله تقوم كلًّ من المدرسة ، والجمعيات الأهلية التطوعية ومجالسالآباء ، ورجال القانون ، والمنظمات العلاجية بالعمل معاً لتقديم المصادر اللازمةللقضاء على تلك الظاهرة.
دور التلاميذ داخل المدرسة
على التلاميذمعرفة الآثار الناجمة عن تعاطي المخدرات ، أسباب كون المخدرات مواد ضارة وإيجادالسبل لمقاومتها.
استغلال الخطر الناجم عن أزمة التعاطي كمثل للاستفادة منهفى مساعدة الطلبة الآخرين فى اجتناب إدمان هذه الأنواع من المخدرات ، مع تشجيعالتلاميذ الآخرين لمقاومة الوقوع فى براثن الإدمان ، إقناع المتعاطين للمخدراتبضرورة الجد فى طلب المعونة ، والإبلاغ عن المدمنين الذين يبيعون المخدرات للطلبةوذلك للمسئولين عن المدرسة أو لأولياء الأمور.
دور المجتمعات:
مساعدة المدارس فى محاربتها للمخدرات عن طريق إمدادها بالخبرات والتمويل منقبل المجموعات والمؤسسات فى المجتمع.
مشاركة جميع أجهزة القانون المحلية فىكافة أشكال المقاومة ومنع التعاطي ويجب أن يتعاون البوليس والمحاكم مع المدارسبصورة جدية وقوية.
برامج موحدة للتعليم عن المخدرات فى المقرراتالدراسية
أن تقديم التعليم عن المخدرات كجزء من المقرر الدراسي العادي ، أمرأكثر فعالية ، بدلا من فصلها والتركيز عليها بصورة لا مبرر لها ، وهكذا فإن التعليمعن المخدرات يجب أن يكون مستمراً.
ويتم ذلك عن طريق :
إدماج التعليمعن المخدرات فى المقرر الدراسي العادي . فعلى سبيل المثال:
يعلم علمالأحياء آثار المخدرات على فسيولوجيا الإنسان.
وتبحث دروس التربية الوطنيةالقوانين الخاصة بالرقابة على المخدرات.
تغطي مقررات الكيمياء الخصائصالكيميائية للمواد ذات التأثير النفسي.
تتضمن الدراسات الاجتماعية دراسةتفشي استعمال المخدرات وعلاقتها المحتملة بالجريمة والفقر والتنمية.
إن ظاهرة الإدمان تستحق أن يقف الجميع للتصدي لها،وأن يضحى الجميع بنفائس أموالهم وأوقاتهم لعلاج تلك المشكلة التي استفحل أثرها وازداد شرها وطالت الأخضر واليابس من جهود التنمية المحلية بل والدولية على حد سواء .
وانك تلاحظ أنه رغم الجهود المضنية التي تقوم بها الدول والحكومات في سبيل القضاء على تلك المشكلة ..إلا أن نتائج تلك الجهود غير واضحة على الواقع ؛ وذلك إنما كان سببه هو اليقظة المتأخرة من المسئولين والمصلحين والتربويين وإدراكهم انه من الواجب عليهم أن يستغلوا كل حركة ساعد وقطرة دم وصوت مؤثر في القضاء على هذه المشكلة التي هددت امن الدول واقتصادياتها .
وهذا البحث إنما هو مجرد محاولة للإسهام في حل هذه المشكلة فقد بينت فيه معنى الإدمان وتعريف المخدرات من وجهة نظر علماء النفس والتربية والقانون والشريعة وكذلك تعرضت للأسباب الباعثة على الإدمان ؛والآثار المترتبة على إدمان المخدرات والآثار المترتبة على الإدمان وعلاقة الإدمان بالجريمة .
وفى نهاية البحث أوضحنا بعض الطرق والوسائل التي يمكن اتباعها للقضاء على هذه المشكلة .
نسال الله تعالى أن ينفع به
وكتبه
سيف النصر علي عيسى