( " إذا تناول أحدكم عن أخيه شيئا فليره إياه " حديث ضعيف ، والعمل عليه في هذا الأيام أحيانا ، وبعض الناس يعملون به من باب تطييب الخواطر وحسن الأخلاق . )
" إذا تناول أحدكم عن أخيه شيئا فليره إياه "
هذا الحديث أخرجه أبو داود فى مراسيله عن ابن شهاب مرسلاً ، والدارقطنى فى الأفراد عنه عن أنس ، وهو حديث ضعيف كما قال الشيخ الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة .
والحديث له قصة : كان رجل لا يزال يتناول عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم الشيء، فكأن ذلك آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" إذا تناول أحدكم عن أخيه شيئا فليره إياه " .
وعند الديلمي ، ولا يصح من حديث ابن عباس مرفوعا :
"إذا أماط أحدكم الأذى عن لحية أخيه أو عن رأسه فليره إياه ثم يرم به فإن له بأخذه إياه حسنة وهي عشر، وإذا رمى به فله حسنة وهي عشر" .
وعن الحسن البصري أنّ رجلاً تناول عن رأس عمر بن الخطّاب شيئاً فتركه مرتين، ثم تناول الثالثة، فأخذ عمر بيده، فقال:أرني ما أخذت؟ وإذا هو لم يأخذ شيئاً!! فقال: انظروا إلى هذا، قد صنع هذا ثلاث مراتٍ يريني أنّه يأخذ من رأسي شيئاً ولا يأخذه، فإذا أخذ أحدكم من رأس أخيه شيئاً فليره إيّاه.
عزاه صاحب الكنز للدينوري ، والحسن لم يدرك عمر .
وعند أبي شيبة عن عمر موقوفا : إذَا أَخَذَ أَحَدُكُمْ عَنْ أَخِيهِ شَيْئًا فَلْيُرِهِ إِيَّاه .
وبعض الناس في هذه الأيام يعملون به من باب تطييب الخواطر وحسن الأخلاق ، فنرى أحيانا في مجتمعاتنا الإسلامية من يزيل عن أخيه قشة ، أو عودا صغيرا ، أوحشرة ، أو شعرة ....... إلخ ، ثم يقول لأخيه : أزلت عنك هذه ثم يقوم بإلقاءها ، وهي تُفعل من باب تطييب الخواطر ومحاسن الأخلاق ، وهذا العمل قد يزيد في الود والحب والإخاء ، وقد يؤجر المسلم عليه إذا أحسن نيته ، والله تعالى أعلم وأحكم .