إنا لله وإنا إليه راجعون.
حياك الله أخي الكريم عالي السند، ووفقني الله وإياك للحق والصواب.
قد قرأت تلك الفتوى من قبل ووالله الذي لا إله أنني كنت قد كتبت ردا مطولا أبين فيه عدم صحّة ما في تلك التهم الموجهة للشيخ، ولكن كبُر علي أن أستدرك على أولئك المشايخ الأعلام، الذين أدين الله بفضلهم، ولي بحمد الله جهود متواضعة في الذب عنهم ونشر علمهم؛ فمسحت ذلك الرد، وسأكتفي بالتالي:
لو جاءنا شخص وقال لنا إنّ الإمام ابن باز - رحمه الله - يُبيح زواج المتعة.
ثم يأتينا بفتوى الزواج بنية الطلاق، ويقول أنا أقصد مُقتضى هذه الفتوى.
ماذا سيكون موقفنا؟
أمّا أنا فسأصفعه مُخمساً على وجهه.
فيا إخوة التوحيد والسُنّة، والله الذي لا إله إلا هو أنّ ما في تلك التهم ( غير صحيح )، ولا يقول به الشيخ إطلاقا، وأقسم بالذي فطر السماء بلا عمد أنْ لو كان يعتقده لكنتُ أوّل من يهجره ويحذر منه، وبعض ما قيل له أصلٌ صحيح ولكن تم ليّ عنقه وإخراجه بصورة مشوهة غير مقبولة، ولا يظن ظانّ بأنّ ذلك جهلا منّي بحاله، فأنا أعرفه معرفة تامّة، ولي صلة ببعض أبنائه، وقد تحدثت معهم في هذه الأمور، وأكّدوا لي ما أعتقده فيه.
ثم إنّ المشايخ الذين عرضوا تلك التهم على اللجنة، بينهم وبين الشيخ ردود وخلافات علمية، أسأل الله أن يغفر لهم أجمعين، وأن يجمعهم في جنات النعيم على سرر متقابلين.
وفي نفس الوقت يوجد بعض العلماء الأئمة الكرام كالشيخ ابن جبرين - رحمه الله - قد أثنوا على بعض محاضراته ودروسه، وأعرف بعض أساتذة العقيدة في الجامعات من يُثني عليه أيضا، بل هؤلاء أعلَم به وبدروسه ومحاضراته من غيرهم.
فهلُا تثبّتنا وتبيّنّا، وهذا درس في العقيدة بعنوان
( مقدمة التوحيد )، تناول فيه الشيخ معظم أبواب العقيدة، فلنرجع إليه ولنحكم على الشيخ من خلاله.
وكما قلت سابقا: الشيخ غير معصوم، وأنا أول من يختلف معه في بعض الأمور كما أختلف مع غيره، فهو كغيره من العلماء يؤخذ من قوله ويردّ.
وأخيرا أقول بعد معرفة تامّة بحال الشيخ: إنّ الشيخ العلامة الجليل الزاهد العابد عبدالرحيم الطحان، من مفاخر أمّة الإسلام في هذا العصر، وأوصي كلّ طالب علم أن يستفيد من دروسه.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يحفظه من بين يديه ومن خلفه، وأن يغفر لنا وله الزلل، وأن يجمع علماء المسلمين على كلمة سواء.
وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.