مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ قَلَّ فَرَحُهُ ، وَقَلَّ حَسَدُهُ

[احمد ابو انس]

1761 أنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ قَلَّ فَرَحُهُ ، وَقَلَّ حَسَدُهُ

ماصحة هذا الأثر؟

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

أخرجه نعيم بن حماد وغيره في الزهد [149]، وإسناده منقطع.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (47/194) من طريق ابن أبي الدنيا، فقال:
حدثنا داود بن عمر الضبي، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن مالك بن مغول، عن عبد الملك بن عمير، قال: قال أبو الدرداء: "ما أكثر عبد ذكر الموت إلاقل فرحه وقل حسده". اهـ.
وله طريق ءاخر أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/220)، من طريق ابن خِرَاشٍ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ قَلَّ فَرَحُهُ، وَقَلَّ حَسَدُهُ ". اهـ.
وهذا إسناد منقطع، فيه عبد الله بن خراش الشيباني "ضعيف"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
وله طريق ءاخر أخرجه أحمد في الزهد [767]، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " إِنَّ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ قَلَّ حَسَدُهُ وَبَغْيُهُ ". اهـ.
وهذا إسناد معضل.
وقد روي ذلك عن بعض التابعين، وذلك فيما أخرجه عبد الله بن أحمد في الزهد [2309]، فقال:
حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ ، عَنِ ابْنِ عُتْبَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: «مَا أَكْثَرَ رَجُلٌ ذِكْرَ الْمَوْتِ إِلَّا تَرَكَ الْفَرَحَ وَالْحَسَدَ». اهـ.
وقوله: "ابن عتبة"، لعله تصحيف، فقد أخرجه أبو نعيم في الحلية [5 : 173]، من طريق عبد الله بن أحمد، وقال: حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا حَجَّاجٌ، قَال: ثنا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، قَالَ: فذكره.
وأخرج متابعة، فقال:حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قال: ثنا المسعودي به.
وكذلك أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (18/113)، من طريق ابن أبي الدنيا، فقال:
حدثني محمد، نا محمد بن جعفر بن عون، نا المسعودي أخو أبي العميس، عن أبي عتبة، عن رجاء بن حيوة، قال: "ما أكثر عبد ذكر الموت إلا نزل القدح والحسد". اهـ.
ومن طريق ابن أبي الدنيا أيضا، قال: حدثني المثنى بن معاذ العنبري، نا أبي، عن المسعودي، عن أبي عتبة، عن رجاء بن حيوة، فذكر مثله. كذا قال، ولعله البذخ أو الحقد.
قلتُ: وقد عزاه السيوطي وغيره في شرح الصدور (ص: 28)، إلى ابن أبي الدنيا بلفظ: " مَا أَكثر عبد ذكر الْمَوْت إِلَّا ترك الْفَرح والحسد". اهـ.
وهذا إسناد رجاله ثقات عدا أن أبا عتبة وهو مولى مروان، وترجمته فيما أخرجه أبو بشر الدولابي في الكنى والأسماء [1251]، فقال:
سَمِعْتُ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ فِي حديث المسعودي، عَنْ أَبِي عُتْبة، يقال: إنْ " أبا عُتْبة هُوَ مولى ولد مروان ". اهـ.
وأخرجه الدوري في تاريخه [3094]، فقال: سَمِعت يحيى، يَقُول: فِي حَدِيث المَسْعُودِيّ، عَن أبي عتبَة، قَالَ يحيى: "يُقَال إِن أَبَا عتبَة هَذَا مولى مَرْوَان". اهـ.
ترجم له البخاري في التاريخ الكبير [507]، وابن أبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل (8/412)، وابن عبد البر في الاستغناء [2214]، ولم يذكر بجرح ولا تعديل.
وذكروا أنه رأى عبد اللَّه بن مُغَفّل روى عنه عبد اللَّه بن الوليد.
وورد ذلك عن الفضيل بن عياض، أخرج أبو طاهر السلفي في التاسع من المشيخة البغدادية [55]، فقال:
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِي ُّ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ، قَالَ: قَالَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ:
"مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ قَلَّ فَخْرُهُ وَفَرَحُهُ وَبَاؤُهُ وَحَسَدُهُ"، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ: "بَاؤُهُ كِبْرُهُ". اهـ.

والله أعلم.

[احمد ابو انس]

جزاكم الله خيراً.

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

جزاكم الله خيراً.

وجزاك الله خيرا.