عرض للطباعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في هذا الأثر:
"جمع عمر الناس فاستشارهم في التكبير على الجنازة، فقال بعضهم كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وقال بعضهم كبر سبعا وقال بعضهم كبر أربعا قال فجمعهم على أربع تكبيرات كأطول الصلاة"،
ما توجيه الكاف في قوله "كأطول"؟ وهل هي كاف الاستقصاء التي ظننتُها دخيلة؟!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لا يظهر لي وجه كونها دخيلة أخي الفاضل، بل هي على أصلها تفيد التشبيه ، لاسيما وأن الأثر قديم. والضابط في هذا أنك تستطيع أن تبدلها ب"مِثل".
والاستقصاء في مثالك لم تُفده الكاف وإنما ورودُ جميع ما روي في عدد التكبيرات في صلاة الجنازة. والمعنى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمعهم على أربع تكبيرات مثل عددها في أطول صلاة مكتوبة كالظهر والعصر والعشاء.
و الدخيلة هذه إنما دخلت على اللغة العربية حديثا تحت تأثير الترجمة من الإنجليزية والفرنسية في بداية القرن العشرين ، وهي تفيد الصفة لا التشبيه كما في قول كثير من المعاصرين في لغة الصحف : "يعمل كمدير في شركة " فإنك تقول : "يعمل بصفته مدير في شركة." أو قولهم مثلا : "هو كراوي أحسن منه كشاعر" لأنّك لو أبدلتها بمثل فإنك توهم أنه لا يشغل منصب مدير بل منصبا قريبا منه أو يشبهه، وليس هذا الذي عنيتَ. وترجمتها هنا ب as، أما التي تفيد التشبيه فتترجم ب like.
والله تعالى أعلم.
كاف العجم!
لماذا يقولون أنها دخيلة؟
كم عدد "الكافات" ؟
نسمع في الإعلام أو نقرأ في الصحف: وهذه القضية لها "ثلاثة أبعاد" . .اقتباس:
و الدخيلة هذه إنما دخلت على اللغة العربية حديثا تحت تأثير الترجمة من الإنجليزية والفرنسية في بداية القرن العشرين
three dimensions
هل هي دخيلة؟ إذا نعم . . فماهو بديلها الفصيح؟
حيا الله أخي الفاضل.
الكاف الحرفية واحدة لها معان : التشبيه وهو المتفق عليه والتعليل (في قول بعضهم) كقوله تعالى : "واذكروه كما هداكم" والمبادرة كقولك "سلّم كما تدخل" والتوكيد في قول الأكثر ومنه قوله تعالى "ليس كمثله شيء".
والمشكلة أخي الكريم ليس في ترجمة الألفاظ العلمية فإن هذا لابد منه، وإنما المشكلة في تراكيب الجملة التي الذي تتتأثر بالترجمة مع أن الفصيح متاح لمن أراد أن يبحث.
أما عن three dimensions فالذي أعرفة أن هذا التعبير قديم نوعا ما، يوجد بكثرة في كتب الفلسفة والكلام والفلك إلخ. ونجدفي كتب شيخ الإسلام مثلا في مناقشته للخصوم نقلا لبعض التعريفات كقوله : " فإن المكان هو البعد الذي يشغله الجسم الحاوي المماس للسطح الظاهر من الجسم المحوي". ونجد في كتب الكلام تعبيرا آخر "الجسم الجوهر الممتدّ في الجهات الثلاث".
وفي تعريفات الجرجاني (ت 816ه) في تعريف الجسم، نقرأ تعريف مماثلا لما أوردت : "الجسم جوهر قابل للأبعاد الثلاثة"
والله تعالى أعلم
جزاك الله خيراً. فترى أن الصلاة الطولى المشبه بها المشار إليها في "أطول الصلاة"، هي الصلاة المكتوبة الرباعية؟ لم يظهر لي ذلك لأن الصلاة المكتوبة رباعية من حيث عدد الركعات، لا من حيث عدد التكبيرات التي هي أكثر بالطبع. ولكن ما ذكرتَه محتمل، إن قلنا بأن التشبيه ليس للصلاة حقيقةً وإنما المشبه به المضمر هو العدد، يعني جمعهم على أربع تكبيرات في صلاة الجنازة كعدد الركعات في أطول الصلاة المكتوبة، أي مثل عدد الركعات في أطول الصلاة المكتوبة. فما مدى قرب أو بعد هذا التفسير من الجهة اللغوية وعرف الشرع؟اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر العروي
ويمكن أن نعمِّم ذلك التفسير بعض الشيء بأن المراد بـ"أطول الصلاة" ليس أطول المكتوبة فقط، بل أطول الصلاة على الإطلاق، لأن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى (في التطوع)، فأطول الصلاة هو أربع ركعات كما في المكتوبة الرباعية، وقد يُستدل عندئذ بالخبر على أنهم إنما كانوا يُطلِقون الصلاة على الصلاة المعروفة التي فيها ركوع وسجود، ولا يشمل بذلك صلاة الجنازة، فقد يؤيد قول من لا يرى لصلاة الجنازة نفس أحكام على الصلاة التي فيها ركوع وسجود (مثل حكم قراءة الفاتحة، "لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب"). ولكن يَرِد عليه أن صلاة الوتر قد تكون أكثر من أربع، خمساً أو سبعاً، على قول بعض العلماء، فقد لا يصح تفسير الصلاة في "أطول الصلاة" بكل صلاة فيها ركوع وسجود.
وكان وجه مشابهة الكاف في الخبر لكاف الاستقصاء هو أني ظننتُ أن المراد أنه جمعهم على أربع ليكون ذلك أطول الصلاة من حيث عدد التكبيرات، فلا يزيدون على أربع. ف"أطول الصلاة" هنا هو صلاة الجنازة نفسها على الصفة التي جمعهم عليها عمر، ولا علاقة للكاف بالتشبيه، وإنما يكون مثل الكلمة الإنجليزية as، أي لبيان الصفة أو الحال.
وهل يمكن تفسير الكاف بأنه ليس لبيان الصفة والحال (مثل كاف الاستقصاء) ولكن للسببية أو الغاية أو ما أشبه، فيكون المعنى "جمعهم على أربع كي يكون ذلك أطول الصلاة"؟
الله أعلم يا أخي الكريم.
الذي قلته هو ما فهمته من السياق، ثم رأيت الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله قال بمثل الذي فهمتُ فسرّني ذلك.
قال في المغني : "وجمع عمر الناس على أربع ، ولأنّ أكثر الفرائض لاتزيد على أربع ولايجوز النقصان منها" المغني ج2 ص 385.
فقوله لا تزيد على أربع ولايجوز النقصان منها يريد به عدد ركعات الصلاة بلا ريب.
والله تعالى أعلم.
بحثت في المراجع العتيقة ولم أجده . .اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطالب المتفكر
.
وجدت هذا فقط: ابن منيع: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: نا عَلِيٌّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ قَالَ: «كُلُّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ أَرْبَعًا وَخَمْسًا، فَاجْتَمَعْنَا عَلَى أَرْبَعٍ فِي التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ»
. .
. .
وخمسا وسبعاً لعلها من وهم المتأخرين وضعف بعض النقلة . . .لأنها لايمكن أن تقال الا اذا كان المقصود تكبيرات افتتاح صلاة العيد . . وليس الجنازة . .
. . .
وفقك الله.
قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله في مصّفه : حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل، قال: جمع عمر الناس، فاستشارهم في التكبير على الجنازة فقال بعضهم: كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا، وقال بعضهم: كبر سبعا، وقال بعضهم: كبر أربعا، قال: فجمعهم على أربع تكبيرات كأطول الصلاة.
حديث رقم 11445
وقد كنت اطّلعت عليه قبل أن أجيب الأخ.
جزاكم الله خيراً . .اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر العروي
سبعاً أظن من وهم الرواة . . لخلاف بعض العراقيين شبه الشهير في عدد تكبيرات صلاة العيد ..
. . . و زيد بن أرقم- على ما أظن (للمراجعة) . . الذي نسبوا له "خمسا" . . هناك حديث أصح أنه كان يصلي على الجنائز اربعا . . كانوا يدعونه للصلاة على الجنازة في الكوفة لأنه من بقية الصحابة على زمنه . .
.
واستميح صاحب الموضوع عذرا . . للخروج قليلاً عن مضمونه .
..