وفيك بارك الله.
كلام العلامة الألباني - رحمه الله - على الرأس والعين ... وأصله في الفتح عند شرح حديث ذي اليدين فيما أحسب ... ولكن يرد عليه أن هذا في الأفعال والأقوال البلاغية ... أما أمور الدنيا فهي المقصودة بقوله : ( إنما أنا بشر مثلكم ... ) الحديث ... عموما هذه من مسائل الخلاف بينهم ... ويبقى ظاهر قوله تعالى : سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله موافقا لحديث الموطأ ...
أما مسألة الأرصاد الجوية ... فلو فتحنا بابها وباب مثيلاتها .. فربما اتسع الخرق علينا حتى ما وجدنا لرتقه سبيلا ... وما نسب للنبي أفهمه على ما قال حافظ الأندلس - رحمه الله - في تمهيده : ( ... وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إنما خرج على العرف والعادة، لا على أنه يعلم نزول الماء بشيء من الأشياء علما صحيحا لا يخلف، لأن ذلك من علم الغيب، بل قد صح أن المدرك لعلم شيء من ذلك مرة قد يخطيء فيه من الوجه الذي أصاب مرة أخرى، فليس بعلم صحيح يقطع عليه، ومعلوم أن النوء قد يخوي فلا يُنزل شيئا وإنما هي تجارب تخطيء وتصيب، وعلم الغيب على صحة هو لله عز وجل وحده لا شريك له، ونزول الغيث من مفاتيح الغيب الخمس التي لا يعلمها إلا الله عز وجل ...).
وقد قال في استذكاره موفقا - رحمه الله - : ( ... يقول: إذا مالت السحابة الظاهرة من جهة الغرب إلى الشمال وهو عندنا البحرية ولا تميل كذلك إلا بالريح النكباء التي بين الغرب والجنوب هي القبلة فإنها يكون ماؤها غدقا يعني غزيرا معينا لأن الجنوب تسوقها وتستدرها وهذا معروف عند العرب وغيرهم ).
وحفاظا على المنهج السوي يبقى ثبوت هذا كله منوطا بصحة السند عندنا ... وإلا فمكانة مالك قد علمت منذ زمن ... وكتابه أصل أصيل رجع إليه واستقى من علمه أئمة فحول ذو رواية وروية ... وما كان ليضع فيه إلا ما رآه صحيحا عنده ... وهو الناقد الحصيف ... وإمام السنة والفقه ... الذي شهد بفضله وعلمه وإمامته من يعلمهم الجميع.