الإنسان جرم صغير انطوى بداخله العالم الأكبر
هذه كلمة يرددها كثيرا الشيخ أبوموسى لا أعرف هل هي له أم لغيره لكني أعرف أن كثيرا من أفكاره تعود لهذه الكلمة ومعنى هذا أنه قد اتخذها أصلا عنده أي من أصول التفكير عنده ينطلق منه.
عالم البيان كما يسميه القرآن والذي اللغة جزء منه هو جزء من هذا العالم الذي انطوى بداخل هذا الجرم الصغير والناس قد تعبوا وهم يبحثون عنه في الكتب لكن بعضهم مثل الشيخ أبي موسى لم يبحثوا في الكتب فقط بل في الكتب وفي أنفسهم.
تخيل أيها القاريء أنك تذهب الى عملك من طريق واحد لا تغيره لزمن طويل وذات يوم قررت أن تشتري دواء من صيدلية تقع على هذا الطريق ولكن قبل أن تصل الصيدلية سرحت.
هل ستمر على الصيدلية وتشتري الدواء؟
لا لأن العقل الذي مخزن فيه المرور على الصيدلية كان سارحا والعقل الذي يقود للسيارة وأنت سارح ليس مخزن فيه هذا.
يقول الشاعر :
ولست بنحوي يلوك لسانه
ولكن سليقي يقول فيعرب
لماذا النحوي يلوك لسانه والسليقي لا يلوك لسانه؟ والنحوي في عقله مخزنة نفس النسخة النحوية المخزنة في عقل السليقي.
النسخة التي في عقل السليقي هي مخزنة في العقل الذي كان يقود السيارة وأنت سارح والنسخة المخزنة في عقل النحوي هي مخزنة في العقل الذي كان سارحا.
ليسا في مكان واحد في العقل فالنسخة التي عند السليقي تعلمها وهو طفل وحفظها وخزنها عقله غير الواعي وتعمل في منظومة متكاملة هي البيان وهي مثل كلامنا اليومي نتكلم ونبين بسرعة ويتعلق المعنى باللفظ بسرعة تقاس بالفيمتو الثانية وليس بالثانية.
أما النسخة التي عند النحوي فهي في مخزنة مكان في العقل الواعي حيث يخزن الإنسان ما يتعلمه تعلمها وحفظها النحوي بطلب العلم وهو شاب فلما يتكلم النحوي ولأن الكلام يقاس بالفيمتو ثانية يكون مركزا لأن الكلام يخرج من عملية البيان ليس معربا ثم يقوم العقل الواعي بإعرابه ثم ينطق به فيلوك لسانه.
عملية نطق السليقي بالكلام معربا عملية مختلفة تماما عن عملية نطق النحوي بالكلام معربا ذاك يقوم به العقل غير الواعي وهذا يقوم به العقل الواعي.