حتى لا يميل المال





- ابتداء فالمال مال الله، قال -تعالى-: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}، وقد استودعنا الله تلك النعمة ابتلاء لنا واختبارا، فقال: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}، ولما كان هذا المال عصب الحياة، جاء ذكره في القرآن الكريم 86 مرة.

- وقد وصفه الله -عز وجل- ورسوله الكريم بأنه فتنة؛ فقال -تبارك وتعالى-: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال».

- لذا فقد أحاط الله -تعالى- ذلك الرزق بسياج من الضوابط والتشريعات تحصيلا وإنفاقا؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: .. وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟».

- وحدد الإسلام طرائق كثيرة للحفاظ على المال، وأهمها ضمان حق الله فيه من الزكاة والصدقة وعدم البخل والشح؛ فقال -تعالى-: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ}، وقال: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ما نقص مال عبد من صدقة».

- كما نهى عن أمور هي في حقيقتها سبب لتلف المال وعقوبة لصاحبه، مثل: الربا، والرشوة، والغلول، والسرقة والقمار، قال -تعالى-: {وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ}، وأيضا «لعنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول». وقال -تعالى-: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، وقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

- وحذر الإسلام من التعرض لمال اليتيم إلا بما فيه صلاح ونفع له، حتى يبلغ الرُّشد؛ فقال -تعالى-: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، كما حرم التعدي على أموال الآخرين، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه»، وقال أيضا: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام».

- وحثَّ الإسلام على الاعتدال وذمَّ الإسراف، فعباد الرحمن إذا أنفقوا {لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}، {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} وحددت الآيات من (26- 29) في سورة (الإسراء) منهجا حكيما للإنفاق، فقال -تعالى-: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا}.

- وطالب الإسلام بعدم إضاعة المال، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن اللَّه كره لكم ثلاثا: قيل: وقال: وإضاعة المال، وكثرة السؤال».


- ولا يجوز تسليم المال لمن لا يحسن التصرف فيه، قال -تعالى-: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا}.






سالم الناشي