من الأخلاق الممدوحة : المروءة

[أبو فراس السليماني]

وقال بهاء الدين زهير:

وَما ضَاقتِ الدُّنيا على ذي مروءةٍ

ولا هي مسدودٌ عليهِ رحابها

فقَد بشَّرتني بالسَّعادَةِ هِمَّتي

وجاء من العلياءِ نحوي كتابها

[أبو فراس السليماني]

وقال عبد الجبار بن حمديس:

أدِمِ المروءَة والوفاءَ ولا يكنْ

حبلُ الديانة منك غيرَ متينِ

والعزُّ أبقَى ما تراه لمكرمٍ

إكرامه لمروءةٍ أو دينِ

[أبو فراس السليماني]

وقال حافظ إبراهيم:

إنِّي لتطربني الخلال كريمة

طرب الغريب بأوبة وتلاقي

وتهزَّني ذكرى المروءَة والنَّدى

بين الشَّمائل هزَّةَ المشتاقِ

[أبو فراس السليماني]

وقال آخر:

مررتُ على المروءَة وهي تبكي

فقلتُ علامَ تنتحبُ الفتاةُ؟

فقالَتْ كيف لا أبكي وأهلِي

جميعًا دونَ خلقِ اللَّهِ ماتوا

[أبو فراس السليماني]

وقال أبو فراس الحمداني:

الحُرُّ يَصْبِرُ مَا أطَاقَ تَصَبُّرًا

في كلِّ آونةٍ وكلِّ زمانِ

ويرى مساعدةَ الكرامِ مروءةً

ما سالمتهُ نوائبُ الحدثانِ

[أبو فراس السليماني]

- قال أعرابي:

(مروءة الرجل في نفسه نسب لقوم آخرين،

فإنه إذا فعل الخير عرف له،

وبقي في الأعقاب والأصحاب،

ولقيه يوم الحساب)

[أبو فراس السليماني]

- وقال صاحب (كليلة ودمنة):

(الرجلُ ذو المروءَة يكرم على غير مال،

كالأسد يهاب وإن كان رابضًا،

والرجل الذي لا مروءة له يهان وإن كان غنيًّا،

كالكلب يهون على الناس

وإن عسَّى وطوَّف) .

[أبو فراس السليماني]

- وقيل لبعض العرب:

(ما المروءَة فيكم؟

قال: طعام مأكول،

ونائل مبذول،

وبشر مقبول) .

[أبو فراس السليماني]

- وقيل:

(لا مروءة لمقلٍّ) .

- وقال بعض الحكماء:

(من قبل صلتك،

فقد باعك مروءته

وأذلَّ لقدرك عزَّه وجلالته)

[أبو فراس السليماني]

- وقيل لبعض العارفين:

(ما المروءَة؟

قال: التَّغافلُ عن زلَّة الإِخْوانِ)

- وقيل:

( مجالسة أهل الدَّيانة تجلو عن القلب صدأ الذُّنوب،

ومجالسة ذوي المروءات تدلُّ على مكارم الأخلاق،

ومجالسة العلماء تذكي القلوب) .

[أبو فراس السليماني]

- قال زياد لبعض الدَّهاقين:

(ما المروءَة فيكم؟

قال: اجتناب الرِّيب،

فإنَّه لا ينبل مريب،

وإصلاح الرَّجل ماله، فإنَّه من مروءته،

وقيامه بحوائجه وحوائج أهله،

فإنَّه لا ينبل من احتاج إلى أهله،

ولا من احتاج أهله إلى غيره)

[أبو فراس السليماني]

كل كرم ومروءة فضيلة وليس كل فضيلة كرمًا ومروءةً،
بل تنقسم الفضائل مع الكرم والمروءَة إلى أربعة أقسام:


1- القسم الأول: ما يدخل من الفضائل في الكرم والمروءَة:
كالعفو، والعفة، والأمانة.


2- والقسم الثاني: ما يدخل في الكرم ولا يدخل في المروءَة:
كالحمد، والرحمة، والحمية، والبذل، والمساعدة.


3- والقسم الثالث: ما يدخل في المروءَة ولا يدخل في الكرم:
كعلو الهمة، وحسن المعاشرة، ومراعاة المنازل، والملابس.


4- والقسم الرابع: ما لا يدخل في الكرم ولا المروءَة:
كالشَّجَاعَة، والصبر على الشدة.


فاجتمع الكرم والمروءَة في بعض الفضائل، وافترقا في بعضها،

فصار الكرم أعم من المروءَة في بعض الفضائل،

والمروءَة أعم من الكرم في بعض الفضائل،

فلم يتعيَّن عموم أحدهما وخصوص الآخر،

وإن تناسب ما ميَّز به أحدهما .

[أبو فراس السليماني]

وقال عمر بن عبد العزيز:

(ليس من المروءَة أن تستخدم الضيف)

[أبو فراس السليماني]

- وسأل الحسين أخاه الحسن
عن المروءَة فقال:

(الدين، وحسن اليقين)

[أبو فراس السليماني]

- وَسُئِل محمد بن علي
عن المروءَة فقال:

(أَنْ لَا تعمل في السِّر عَمَلًا
تَسْتَحِي مِنْهُ فِي العلانية)

[أبو فراس السليماني]

وقال علي بن الحسين:

(من تمام المروءَة خدمة الرجل ضيفه،

كما خدمهم أبونا إبراهيم الخليل بنفسه وأهله)

[أبو فراس السليماني]

- وقال الأحنف بن قيس:

( الكذوب لا حيلة له،

والحسود لا راحة له،

والبخيل لا مروءة له،

والملول لا وفاء له،

ولا يسود سيئ الأخلاق،

ومن المروءَة إذا كان الرجل بخيلًا

أن يكتم ويتجمل )

[أبو فراس السليماني]

- وسئل أيضًا عن المروءَة فقال:

(صدق اللِّسان،

ومواساة الإخوان،

وذكر اللَّه تعالى في كلِّ مكان)

وقال مرَّة:

(العفَّة والحرفة)

[أبو فراس السليماني]

وقال الماوردي:

(اعلم أنَّ من شواهد الفضل ودلائل الكرم،
المروءَة
التي هي حلية النُّفوس، وزينة الهمم)

[أبو فراس السليماني]

وقال سفيان بن حسين:

(قلت لإياس بن معاوية:

ما المروءَة؟

قال: أمَّا في بلدك فالتَّقوى،

وأمَّا حيث لا تعرف فاللِّباس)