تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 142

الموضوع: الذلة وأسبابها

  1. #21

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    قال وهب بن منبه:

    لما مرَّ يوسف على امرأة العزيز
    بعدما أصبح عزيز مصر
    قالت:

    الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكاً بطاعته،

    والملوك عبيداً بمعصيته [17].


    =============
    [17] تفسير القرطبي (11/382).
    الحمد لله رب العالمين

  2. #22

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم
    أن المستقبل لهذا الدين،
    وأن الله سيوصله إلى الناس كافة،
    ولو كره الكافرون،

    روى الإمام أحمد في مسنده
    من حديث تميم الداري رضي الله عنه
    أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

    « لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ،
    وَلاَ يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ
    إلاَّ أَدْخَلَهُ اللُه هَذَا الدَّينَ بِعِزِّ عَزِيزِ،

    أو بِذُلِّ ذَلِيلِ،

    عزاَّ يُعزُّ اللهُ بِهِ الإِسْلَامَ،

    وَذُلاًّ

    يُذِلُّ اللهُ بهِ الْكُفْرَ.


    وكان تميم الداري رضي الله عنه يقول:

    قد عرفت ذلك في أهل بيتي،
    لقد أصاب من أسلم منهم
    الخير والشرف والعز،

    ولقد أصاب من كان منهم كافراً
    الذُّل والصغار والجزية » [18].

    والحمدُ لله رب العالمين،
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد،
    وعلى آله وصحبه أجمعين.




    =============
    [18] مسند الإمام أحمد (28/154) برقم 16957،
    وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.
    الحمد لله رب العالمين

  3. #23

    Exclamation من الأخلاق المذمومة: الذُل

    من الأخلاق المذمومة

    الذُّل



    تعريف الذُّل لغةً واصطلاحًا


    تعريف الذُّل لغةً:

    الذُّل: نقيض العزِّ،

    وأصل هذه المادة يدلُّ على الخُضوع،
    والاستكانة،
    واللِّين،

    يقال:

    ذلَّ يذِلُّ ذُلًّا وذِلَّة وذَلالة ومَذلَّة،
    إذا ضَعُف وهان،

    فهو ذليل بيِّن الذُّل والمذلة
    من قوم أذلاء وأذلة وذلال.

    والذُّل: الخسة.
    وتذلل له: أي: خضع .
    الحمد لله رب العالمين

  4. #24

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    تعريف الذُّل اصطلاحًا:


    قال ابن عاشور:

    ( الذلة: خضوع في النفس،
    واستكانة
    من جراء العجز عن الدفع ) .


    وقال العسكري:

    ( الذلة الضعف عن المقاومة ) .
    الحمد لله رب العالمين

  5. #25

    افتراضي رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل

    الفرق بين الذُّل وبعض الصفات

    - الفرق بين الذُّل و الضعة:

    الذُّل:
    بسبب خارجي عن الإنسان
    بأن يقهره غيره .

    الضعة:
    إنما هي بفعل المرء بنفسه،

    وقد يسمَّى ذليلًا؛
    لأنه يستحق الذُّل
    الحمد لله رب العالمين

  6. #26

    افتراضي رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل

    - الفرق بين الذُّل و الصَّغار:

    (الصَّغار هو الاعتراف بالذُّل والإقرار به،
    وإظهار صغر،

    وخلافه الكبر وهو إظهار عظم الشأن،

    وفي القرآن:

    {سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ
    صَغَارٌ عِندَ اللّهِ}

    [الأنعام: 124]

    وذلك أنَّ العصاة بالآخرة مقرون بالذلِّ،
    معترفون به،

    ويجوز أن يكون ذليل
    لا يعترف بالذلِّ )
    الحمد لله رب العالمين

  7. #27

    افتراضي رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل

    - الفرق بين الذُّل والخزي:

    ( الخزي ذلٌّ مع افتضاح،

    وقيل: هو الانقماع لقبح الفعل،

    والخزاية الاستحياء؛
    لأنه انقماع عن الشيء لما فيه من العيب،

    قال ابن درستويه:
    الخزي الإقامة على السوء خزي يخزى خزيًا،
    وإذا استحيا من سوء فعله أو فعل به
    قيل خزي يخزى خزاية؛
    لأنهما في معنى واحد،

    وليس ذلك بشيء؛
    لأنَّ الإقامة على السوء
    والاستحياء من السوء
    ليسا بمعنى واحد )
    الحمد لله رب العالمين

  8. #28

    افتراضي رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل

    الفرق بين الخضوع والذل:

    الخضوع

    (هو التطامن ،
    والتطأطؤ،
    ولا يقتضي أن يكون معه خوف..

    والخاضع المطأطئ رأسه وعنقه..

    وقد يجوز أن يخضع الإنسان تكلفًا
    من غير أن يعتقد أن المخضوع له فوقه.

    الخضوع في البدن والإقرار بالاستجداء.

    الذُّل الانقياد كرهًا،

    ونقيضه العزُّ وهو الإباء والامتناع،

    والانقياد على كره،
    وفاعله ذليل والذُّل والانقياد طوعًا،
    وفاعله ذلول )
    الحمد لله رب العالمين

  9. #29

    افتراضي رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل

    الفرق بين التذلل والذُّل:

    ( التذلل فعل الموصوف به،
    وهو إدخال النفس في الذلِّ،

    كالتحلم إدخال النفس في الحلم،

    والذليل الفعول به الذُّل
    من قبل غيره في الحقيقة،
    وإن كان من جهة اللفظ فاعلًا،

    ولهذا يمدح الرجل بأنه متذلل،
    ولا يمدح بأنه ذليل؛

    لأن تذلـله لغيره اعترافه له والاعتراف حسن،
    ويقال العلماء متذللون لله تعالى،
    ولا يقال أذلاء له سبحانه )
    الحمد لله رب العالمين

  10. #30

    افتراضي رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل

    الفرق بين الإذلال والإهانة:

    إذلال الرجل للرجل
    أن يجعله منقادًا على الكره،
    أو في حكم المنقاد .

    الإذلال لا يكون إلا من الأعلى للأدنى .

    نقيض الإذلال الإعزاز .

    الإهانة:

    الهوان مأخوذ من تهوين القدر،
    وأن يجعل هذا المرء صغير الأمر لا يبالى به.

    والاستهانة تكون من النظير للنظير.
    نقيض الإهانة الإكرام
    الحمد لله رب العالمين

  11. #31

    افتراضي رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل

    ذم الذُّل والنهي عنه

    أولاً :
    في القرآن الكريم

    - قال تعالى:

    { وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ
    الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ

    وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ

    ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ

    وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ

    ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ

    وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }

    [البقرة: 61].


    قال ابن كثير:

    ( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ أي:

    وضعت عليهم وألزموا بها شرعًا وقدرًا،

    أي: لا يزالون مستذلين،

    من وجدهم استذلهم وأهانهم،

    وضرب عليهم الصَّغار،

    وهم مع ذلك في أنفسهم أذلاء متمسكنون..

    وقال الضحاك:

    وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ قال:

    الذل...


    وقال الحسن:

    أذلهم الله فلا منعة لهم،

    وجعلهم الله تحت أقدام المسلمين.

    ولقد أدركتهم هذه الأمة
    وإن المجوس لتجبيهم الجزية )
    الحمد لله رب العالمين

  12. #32

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    وقال تعالى:

    { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ
    تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء
    وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء
    وَتُعِزُّ مَن تَشَاء

    وَتُذِلُّ مَن تَشَاء

    بِيَدِكَ الْخَيْرُ
    إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

    [آل عمران: 26 ].


    قال الشوكاني:

    ( قوله: وَتُذِلُّ مَن تَشَاء أي:
    في الدنيا، أو في الآخرة، أو فيهما ) .

    وقال أبو حيان الأندلسي:

    ( وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء قيل:
    محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه،
    حين دخلوا مكة في اثني عشر ألفًا ظاهرين عليها،

    وأذلَّ أبا جهل وصناديد قريش
    حتى حزت رؤوسهم
    وألقوا في القليب.

    وقيل: بالتوفيق والعرفان،

    وتذل بالخذلان.


    وقال عطاء:

    المهاجرين والأنصار
    وتذل فارس والروم.

    وقيل: بالطاعة وتذل بالمعصية.

    وقيل: بالظفر والغنيمة
    وتذل بالقتل والجزية.

    وقيل: بالإخلاص وتذل بالرياء.

    وقيل بالغنى
    وتذل بالفقر.

    وقيل: بالجنة والرؤية
    وتذل بالحجاب والنار،
    قاله الحسن بن الفضل.

    وقيل: بقهر النفس
    وتذل باتباع الخزي،

    قاله الوراق.

    وقيل: بقهر الشيطان
    وتذل بقهر الشيطان إياه،
    قاله الكتاني.

    وقيل: بالقناعة والرضا
    وتذل بالحرص والطمع،

    وينبغي حمل هذه الأقاويل على التمثيل؛
    لأنه لا مخصص في الآية،
    بل الذي يقع به العزُّ والذُّلُّ
    مسكوت عنه )
    الحمد لله رب العالمين

  13. #33

    افتراضي رد: من الأخلاق المذمومة: الذُل

    - وقال سبحانه:

    { إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ

    سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ

    وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا

    وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ }

    [الأعراف: 152 ].


    قال الطبري:

    ( يقول تعالى ذكره:

    إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ إلهًا

    سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ،

    بتعجيل الله لهم ذلك

    وذلة
    وهي الهوان؛

    لعقوبة الله إياهم على كفرهم بربهم في الحياة الدنيا،

    في عاجل الدنيا

    قبل آجل الآخرة ) .


    وقال ابن عاشور:

    (معنى: نيل الذلة إياهم

    أنهم يصيرون مغلوبين لمن يغلبهم،

    فقد يكون ذلك بتسليط العدو عليهم،

    أو بسلب الشَّجاعَة من نفوسهم.

    بحيث يكونون خائفين العدو،

    ولو لم يسلط عليهم،

    أو ذلة الاغتراب إذ حرمهم الله ملك الأرض المقدسة

    فكانوا بلا وطن طول حياتهم

    حتى انقرض ذلك الجيل كله،

    وهذه الذلة عقوبة دنيوية قد لا تمحوها التوبة،

    فإن التوبة إنما تقتضي العفو عن عقاب التكليف،

    ولا تقتضي ترك المؤاخذة بمصائب الدنيا،

    لأن العقوبات الدنيوية مسببات تنشأ عن أسبابها،

    فلا يلزم أن ترفعها التوبة

    إلا بعناية إلهية خاصة )
    الحمد لله رب العالمين

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,543

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس السليماني مشاهدة المشاركة
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

    « لا بد من أذى لكل من كان في الدنيا،
    فإن لم يصبر على الأذى
    في طاعة الله
    بل اختار المعصية،
    كان ما يحصل له من الشر
    أعظم مما فرّ منه بكثير،

    قال تعالى:

    ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي
    أَلا فِي الْفِتْنَةِ
    سَقَطُوا

    [التوبة: 49]،


    ومن احتمل الهوان والأذى في طاعة الله
    على الكرامة والعز في معصية الله،
    كما فعل يوسف عليه السلام
    وغيره من الأنبياء ـ عليهم السلام ـ والصالحين،
    كانت العاقبة له في الدنيا والآخرة ،

    وكان ما حصل له من الأذى
    قد انقلب نعيماً وسروراً،

    كما أن ما يحصل لأرباب الذنوب
    من التنعم بالذنوب ينقلب حزناً وثبوراً.

    فيوسف صلى الله عليه وسلم خاف الله من الذنوب،
    ولم يخف من أذى الخلق
    وحبسهم إذا أطاع الله

    بل آثر الحبس والأذى مع الطاعة

    على الكرامة والعز وقضاء الشهوات
    ونيل الرئاسة والمال مع المعصية،

    فإنه لو وافق امرأة العزيز نال الشهوة،
    وأكرمته المرأة بالمال والرئاسة
    وزوجها في طاعتها،

    فاختار يوسف الذل والحبس،
    وترك الشهوة والخروج عن المال والرئاسة
    مع الطاعة

    على العز والرئاسة والمال وقضاء الشهوة
    مع المعصية [16]،

    =============
    [16] الفتاوى (15/132).


    ثم قال رحمه الله : " بل قدم الخوف من الخالق على الخوف من المخلوق وإن آذاه بالحبس والكذب فإنها كذبت عليه ; فزعمت أنه راودها ثم حبسته بعد ذلك . "
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  15. #35

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    بارك الله فيكم يا أم علي
    الحمد لله رب العالمين

  16. #36

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    وقال تعالى:

    { قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا

    وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً

    وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }

    [النمل: 34].


    قال الشوكاني:

    ( وجعلوا أعزة أهلها أذلة أي:
    أهانوا أشرافها،
    وحطوا مراتبهم،
    فصاروا عند ذلك أذلة،

    وإنما يفعلون ذلك لأجل أن يتمَّ لهم المُلك،
    وتستحكم لهم الوطأة،
    وتتقرر لهم في قلوبهم المهابة ) .


    وقال القاسمي:

    ( معنى قولها:

    إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً

    أي عنوة وقهرًا،

    أَفْسَدُوهَا أي أخربوها،

    وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً

    أي بالقهر، والغلبة،

    والقتل، والأسر، ونهب الأموال،

    وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ )
    الحمد لله رب العالمين

  17. #37

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    وقال تعالى:

    { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ

    الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا

    وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ

    وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ

    وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا }

    [الإسراء:111].


    قال الطبري:

    ( ولم يكن له ولي من الذُّل )

    يقول:

    ولم يكن له حليف حالفه من الذُّل الذي به،

    لأنَّ من كان ذا حاجة إلى نصرة غيره،

    فذليل مهين،

    ولا يكون من كان ذليلًا مهينًا

    يحتاج إلى ناصر إلهًا يطاع ) .


    قال ابن كثير:

    ( ولم يكن له ولي من الذُّل ) أي:

    ليس بذليل
    فيحتاج أن يكون له ولي
    أو وزير أو مشير،

    بل هو تعالى شأنه خالق الأشياء
    وحده لا شريك له،
    ومقدرها ومدبرها بمشيئته وحده لا شريك له،


    قال مجاهد في قوله:

    { وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ }:

    لم يحالف أحدًا،

    ولا يبتغي نصر أحد،

    { وكبره تكبيرًا } أي:

    عظِّمه وأجله
    عما يقول الظالمون المعتدون علوًا كبيرًا ) .


    وقال القاسمي:

    ( وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ )


    أي ناصر من الذُّل ومانع له منه،
    لاعتزازه به.
    أو لم يوال أحدًا من أجل مذلة به،
    ليدفعها بموالاته ) .


    وقال ابن عطية:

    ( قيد لفظ الآية
    نفي الولاية لله عز وجل
    بطريق الذُّل وعلى جهة الانتصار،

    إذ ولايته موجودة بتفضله ورحمته
    لمن والى من صالحي عباده )
    الحمد لله رب العالمين

  18. #38

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    ذم الذُّل والنهي عنه



    أولاً :
    في السنة النبوية


    في الحديث:

    ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار،

    ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر

    إلا أدخله الله هذا الدين،

    بعزِّ عزيز

    أو بذلِّ ذليل،

    عزًّا يعزُّ الله به الإسلام،

    وذُلًّا يذلُّ الله به الكفر ) .


    وكان تميم الداري، يقول:

    ( قد عرفت ذلك في أهل بيتي،

    لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز،

    ولقد أصاب من كان منهم كافرًا

    الذُّل والصَّغار والجزية ).


    قال المباركفوري:

    ( وذل. بضم الذال. ذليل.

    أي: أو يذله الله بها – كلمة الإسلام - حيث أباها

    بذل سبي أو قتال

    حتى ينقادون لها طوعًا أو كرهًا،

    أو يذعن لها ببذل الجزية،


    والحديث مقتبس من قوله تعالى:

    { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى
    وَدِينِ الْحَقِّ

    لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ

    وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }

    [التوبة: 33]،


    ثم فسر العزَّ والذُّلَّ

    بقوله إما يعزهم الله أو يذلهم

    ( فيدينون لها ) بفتح الياء أي:

    فيطيعون وينقادون لها،

    من دان الناس أي: ذلوا وأطاعوا ) .


    وقال الألباني:

    ( مما لا شكَّ فيه أنَّ تحقيق هذا الانتشار

    يستلزم أن يعود المسلمون أقوياء

    في معنوياتهم ومادياتهم وسلاحهم

    حتى يستطيعوا أن يتغلبوا على قوى الكفر والطغيان )
    الحمد لله رب العالمين

  19. #39

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه،
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    ( لا ينبغي للمؤمن

    أن يُذلَّ نفسه.

    قالوا: وكيف يذلُّ نفسه؟

    قال:

    يتعرض من البلاء لما لا يطيق ) .


    ومعنى الحديث

    لا يجوز للمؤمن أن يأتي

    ما يكون سببًا في ذُله وهوانه

    بالتعرض لما لا يطيق من البلاء،


    كأن يأمر بالمعروف،

    وينهي عن المنكر

    من لا يسلم غالبًا من أذاه

    على نفسه وماله وأهله،

    فليس له والحال كذلك

    أن يأمر أو ينهى

    لما يترتب عليه من ذل وهوان للمؤمن .
    الحمد لله رب العالمين

  20. #40

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    آثار الذُّل

    1- ضعف النفس وهوانها.


    2- الاستضعاف من الآخرين،
    والاحتقار،
    والاستهانة بالذليل.


    3- لحوق الخزي والعار
    بالإنسان الذليل
    والأمة الذليلة.


    4- ضياع الحقوق.


    5- تغلب الأعداء والهزيمة.


    6- ضعف الإرادة
    والتخلف عن الرقي والريادة.
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •