فصل: من أحب تصفية الأحوال.
من أحب تصفية الأحوال1، فليجتهد في تصفية الأعمال، قال الله عز وجل: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُ مْ مَاءً غَدَقًا} "الجن:19".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي، عن ربه عز وجل: "لو أنَّ عبادي أطاعوني، لسقيتهم المطر بالليل، وأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولم أسمعهم صوت الرعد" 2.
وقال صلى الله عليه سلم: "البِرُّ لا يَبْلَى، والإثْمُ لا يُنْسَى، والديان لا ينام، وكما تدين تدان" 3.
وقال أبو سليمان الداراني4: من صَفَّى، صُفِّيَ له، ومن كدر، كدر عليه، ومن أحسن في ليله، كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره، كوفئ في ليله.
وكان شيخ يدور في المجالس ويقول: من سره أن تدوم له العافية، فليتق الله -عز وجل.
وكان الفضيل بن عياض5 يقول: إني لأعصي الله، فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي.
29 واعلم -وفقك الله- أنه لا يحس بضربةٍ مبنج 6؛ وإنما يعرف الزيادة من النقصان المحاسب لنفسه.
1 الأحوال: أحوال النفس.
2 رواه أحمد "2/ 359" والحاكم "4/ 256" وفي سنده صدقة بن موسى، قال الذهبي: ضعفوه ضعيف.
3 رواه عبد الرازق "20262" مرسلًا عن أبي قلابة، وأحمد في الزهد ص "100" وابن أبي شيبة "34569" موقوفًا على أبي الدرداء ضعيف.
4 عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العنسي المذحجي، زاهد مشهور، من أهل داريا بغوطة دمشق، وتوفي ببلده سنة "215هـ".
5 أبو علي التميمي الخراساني "105-187هـ" الإمام العابد الزاهد، شيخ الحرم المكي.
6 مبنّج: خدر بالبنج، وهو نبات مخدر من الفصيلة الباذنجانية.
صيد الخاطر