تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 23 من 23

الموضوع: أعلام ليست في (الأعلام للزركلي)،،

  1. افتراضي رد: أعلام ليست في (الأعلام للزركلي)،،

    (12)
    بشار عواد معروف، الدكتور*
    (أطال الله في النعمة عمره)

    بشار عواد معروف العبيدي الأعظمي البغدادي، مفكر ومؤرخ وكاتب عراقي،،

    ** التعليم:
    • التحق بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة بغداد وتخرّج فيه سنة 1964م وكان ترتيبه الأوّل.
    التحق في سنة 1964 طالباً في دراسة الماجستير في دائرة التاريخ والآثار بجامعة بغداد، واختار كتاب ((التكملة لوفيات النقلة)) للحافظ زكي الدين المنذري (دراسة وتحقيق).
    • حصل على منحة من جامعة هامبورغ الألماية لتعلم اللغة الألمانية ليعيّن معلماً للغة العربية في الجامعة المذكورة سنة 1965م. ودرس التاريخ على المستشرق الألماني المشهور الأستاذ بَرْتولد شبُولَر.
    • نال درجة الدكتوراه في سنة 1976م من كلية الآداب بجامعة بغداد عن رسالته "الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام".


    ** الوظائف الإدارية والعلمية:
    • عُيّن بتاريخ 24/ 1/1962م كاتباً في المكتبة المركزية بجامعة بغداد، ثم انتقل منها للعمل في مكتبة معهد الدراسات الإسلامية العليا بجامعة بغداد أيضاً، ثم إلى وظيفة معاون ملاحظ.
    • عُيّن مساعد باحث في كلية الشريعة بجامعة بغداد سنة 1967م، ثم عيّن معيداً في الكلية ثم عُيّن معيداً فيها في السنة نفسها.
    • عَمِلَ محاضراً في كلية الإمام الأعظم وكلية الدراسات الإسلامية والجامعة المستنصرية (1967 - 1969م)، ثم مدرساً في قسم التاريخ بكلية الآداب (1970 ـ 1974م)، ثم أستاذاً مساعداً (1974 - 1980م).
    • تولى رئاسة قسم التاريخ بكلية الآداب (1980 - 1981م)، ثم نال مرتبة الأستاذية (بروفسور) سنة 1981م.
    • أستاذاً متفرغاً للبحث العلمي في مركز إحياء التراث العلمي العربي بجامعة بغداد.
    • تولى على مدى ثلاث سنوات (1989 - 1992م) رئاسة ((جامعة صدّام للعلوم الإسلامية)) حيث أشرف على تأسيسها ووضع مناهجها وبرامجها، وإقامة قواعدها.
    • عُيّن سنة 1992 - 1994 أستاذاً للحديث والتفسير في جامعة عمان الأهلية
    • أستاذاً في جامعة البلقاء التطبيقية منذ سنة 2004م.
    • اختير منذ سنة 1981م خبيراً في المجمع العلمي العراقي، وانتخب سنة 1986م عضواً عاملاً فيه
    • انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية الأردني سنة 1988م.
    • عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 2002م.
    • صدرت الإرادة الملكية الهاشمية في سنة 1988م في عمّان بمنحه شهادة العضوية في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية "مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي"، وانتخب منذ سنة 1992م عضواً في مجلس المجمع.
    • انتخب في سنة 1987م عضواً في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة.
    • اختير في سنة 1988م عضواً في هيئة أمناء المعهد الإسلامي العالي للدراسات الإسلامية العليا في الولايات المتحدة (كولومبيا ـ ماريلاند).
    • انتخب في سنة 1989م عضواً في المجلس الأعلى العالمي للمساجد في مكة المكرمة.
    • عُهِدَ إليه في عام 2001م الإشراف العلمي العام على مشروع التفسير الكبير، وهو من مشروعات مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، ويعتبر أعظم مشروع لتفسير القرآن الكريم على شبكة الإنترنيت يقدمه الهاشميون هدية العالم الإسلاميمجاناً.


    ** المؤتمرات العلمية:
    شارك في عدة مؤتمرات علمية دولية قدّم فيها بحوثاً، وحضر منذ سنة 1983م أكثر من ثمانين مؤتمراً إسلامياً رسمياً وشعبياً أسهم فيها إسهاماً فاعلاً.


    ** اللغات:
    يجيد اللغتين العربية والإنكليزية، ويعرف شيئاً من الألمانية. وفي لقاء له مع الدكتور فهد السنيدي ذكر أنه تعلم اللغة الفارسية واللغة الفرنسية أثناء دراسته في الجامعة , وكانت متطلبا جامعيا على الطالب أن يتعلم لغة أجنية ثانية ولغة شرقية.


    ** الإنتاج العلمي:


    أولاً: الكتب المؤلفة:
    1.أثر الحديث في نشأة التاريخ عند المسلمين. بغداد 1966م.
    2.المنذري وكتابه التكملة. النجف 1968م.
    3.تواريخ بغداد التراجمية. بغداد 1974م.
    4.الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام. القاهرة 1976م.
    5.رحلة في الفكر والتراث، بالمشاركة. بغداد 1980م.
    6.ضبط النص والتعليق عليه، مؤسسة الرسالة. بيروت 1982م.
    7.تاريخ العراق. بالمشاركة بغداد 1983م.
    8.حضارة العراق. بالمشاركة بغداد 1985م.
    9.الإسلام والمستقبل. بالمشاركة، الكويت 1986م.
    10.علي والخلفاء. بغداد 1988م.
    11.الإسلام ومفهوم القيادة العربية للأمة الإسلامية. بغداد 1988م.
    12.البيان في حكم التغني بالقرآن. بغداد 1990م.
    13.المنتقى من حديث المصطفى. بغداد 1990م.
    14.الحقوق في الإسلام. بالمشاركة، عمان 1994م.
    • المسند الجامع لأحاديث الكتب الستة ومؤلفات أصحابها الأخرى، وهو أضخم موسوعة حديثية نُظِّمت على أحدث الطرائق العلمية في اثنين وعشرين مجلداً، نشرته دار الجيل والشركة المتحدة، بيروت والكويت 1992م.
    • تحرير تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني (في النقد)، بالمشاركة، في أربعة مجلدات، مؤسسة الرسالة، بيروت 1997م.
    15.في تحقيق النص، أنظار تطبيقية نقدية في مناهج تحقيق المخطوطات العربية (594 صفحة) بيروت، دار الغرب الإسلامي 2004م.


    ثانياً: الكتب المحققة:
    16.كتاب الوفيات لأبي مسعود الحاجي (ت 566هـ)، بمشاركة، بغداد 1966م. التكملة لوفيات النقلة، للحافظ المنذري (ت 656هـ)، الطبعة الأولى في سبعة مجلدات. وأعادت نشره منقحاً مؤسسة الرسالة في بيروت في أربع مجلدات.
    17.أهل المئة فصاعداً، للحافظ الذهبي ((ت 748هـ))، بغداد 1973م.
    •ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد، لابن الدبيثي ((ت 637هـ)) طبع منه مجلدان ببغداد 1974م/ 1979، ثم طبع كاملاً في دار الغرب الإسلامي (بيروت، 2007):
    18.مشيخة النعال البغدادي ((ت 659هـ))، بمشاركة، (طبعه المجمع العلمي العراقي سنة 1975).
    •تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للحافظ المزي ((ت 742هـ)) نشرته مؤسسة الرسالة في خمسة وثلاثين مجلداً. وأعادت مؤسسة الرسالة نشره بطبعة جديدة منقحة مصححة ومهذبة في ثمانية مجلدات ضخمة من القطع الكبير سنة 1998م.
    •سير أعلام النبلاء، للحافظ الذهبي ((ت 748))، نشرته مؤسسة الرسالة وحققنا منه ثلاث مجلدات، والسيرة النبوية، وسير الخلفاء الراشدين، وكتبنا له مقدمة ضافية في صدر المجلد الأول.
    •معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، للحافظ الذهبي ((ت 748هـ))، بالمشاركة، في مجلدين.
    •الموطأ للإمام مالك بن أنس، برواية أبي مصعب الزهري المدني ((ت 242هـ))، بالمشاركة، في مجلدين.
    •تفسير الطبري من كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تحقيق وتهذيب بالمشاركة، نشرته مؤسسة الرسالة في بيروت سنة 1994م في سبعة مجلدات.
    •وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام، للسخاوي ((ت 902هـ))، بالمشاركة، نشرته مؤسسة الرسالة ببيروت سنة 1995م في أربعة مجلدات.
    •الموطأ، للإمام مالك بن أنس، برواية يحيى بن يحيى الليثي ((ت 234هـ))، نشرته دار الغرب الإسلامي ببيروت سنة 1996 في مجلدين، وأعيد طبعه ثانية في سنة 1998م في مجلدين:
    الجامع الكبير، للإمام أبي عيسى الترمذي ((ت 279هـ))، نشرته دار الغرب الإسلامي ببيروت سنة 1996م ودار الجيل في بيروت سنة 1996م في ستة مجلدات، وأعيد طبعه سنة 1998م.
    •سنن ابن ماجة، للإمام محمد بن يزيد القزويني المعروف بابن ماجة ((ت 273هـ)). نشرته دار الجيل ببيروت سنة 1998م في ستة مجلدات:19. كتاب الحوادث، لمؤلف من القرن الثامن الهجري (وهو الكتاب المسمى وهماً بالحوادث الجامعة والتجارب النافعة، والمنسوب لابن الفوطي)، بالمشاركة، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1997م، 650 صفحة.•
    حياة الصحابة، للكاندهلوي ((ت 1384هـ))، حققناه وعلقنا عليه سنة 1996م، ونشرته مؤسسة الرسالة ببيروت سنة 1999م في خمسة مجلدات.
    تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، للإمام المزي ((ت 742هـ)) حققناه استناداً إلى أصول بخط المؤلف - دار الغرب الإسلامي في 1999م في 13 مجلداً.
    تاريخ مدينة السلام، للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي ((ت 463هـ))، نشرته دار الغرب الإسلامي ببيروت سنة 2000م في سبعة عشر مجلداً.
    •تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للحافظ شمس الدين الذهبي (ت 748هـ) حققناه على عشر مجلدات، وقد صدر عن دار الغرب الإسلامي في سنة 2003 في سبعة عشر مجلداً.
    20.معجم شيوخ تاج الدين السبكي (825 صفحة) (بالاشتراك) بيروت، دار الغرب الإسلامي 2004م.
    صلة التكملة لوفيات النقلة، لعز الدين الحسيني (ت695هـ).
    •الجزء الرابع من كتاب العبر لابن خلدون - نشرته دار القيروان للنشر - تونس، 2007م.


    ثالثاً: الأبحاث
    وله أكثر من ثلاثين بحثاً منشوراً، من أبرزها:
    1.مظاهر تأثير علم الحديث في علم التاريخ عند المسلمين - الأقلام البغدادية) السنة الأولى، العدد الخامس، (بغداد 1965م).
    2.كتب الوفيات وأهميتها في دراسة التاريخ الإسلامي (مجلة كلية الدراسات الإسلامية العدد الثاني - بغداد 1968م).
    3.المستدرك على معجم البلدان لياقوت الحموي (مجلة كلية الشريعة العدد الثالث، بغداد 1968م).
    4.تاريخ ابن الفرات (نقد) (مجلة المورد، السنة الأولى ـ العددان 1،2 - بغداد 1971).
    5.العثور على أثر مفقود لمؤرخ العراق ابن الساعي (المورد العراقية، السنة الثالثة، العدد الثالث، بغداد 1974م).
    6.ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي: منهجه، موارده، أهميته (بغداد، 1974م).
    7.تاريخ الإسلام للذهبي، نقد مطول في مئة وثمانين صفحة في المجلد الأول الصادر عن دار الكتب المصرية باسم التاريخ الكبير (نشر في مجلة معهد المخطوطات وفي عددين من مجلة كلية الآداب ببغداد 1979 - 1980م).
    8.تهذيب الكمال في أسماء الرجال: منهجه وأهميته (مجلة دراسات عربية وإسلامية، العدد الأول بغداد سنة 1980م).
    9.مؤسسات التعليم في العراق بين القرنين الخامس والسابع الهجريين. بحث نشر ضمن كتاب: التربية العربية الإسلامية: 2/ 373 - 403 (منشورات المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، عمّان 1989م).
    10.ابن حبان (موسوعة الحضارة الإسلامية) التي يصدرها المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (المجلد الأول، عمان 1993).
    11.أبو حنيفة (موسوعة الحضارة الإسلامية).
    12.أحمد بن حنبل (موسوعة الحضارة الإسلامية).
    13.مفهوم الحكم في الإسلام وفي الديموقراطية (بحث قدم للمؤتمر الثالث عشر لمؤسسة آل البيت - عمان 2004م).


    رابعاً: كتب راجعها وقَدَّم لها
    1.الوفيات، لابن رافع السَّلامي (دراسة وتحقيق) الدكتور صالح مهدي عباس (بيروت 1982) في مجلدين.
    2.المستفاد من ذيل تاريخ بغداد، للحسامي الدمياطي (دراسة وتحقيق) للسيد محمد مولود خلف. بيروت 1986 (مجلد واحد).
    3.الآداب الشرعية والمنح المرعية، لابن مفلح الحنبلي (دراسة وتحقيق) للسيد عصام فارس الحرستاني، بيروت 1994 (في ثلاثة مجلدات).
    4.الشمائل المحمدية، للإمام الترمذي، تحقيق الدكتور ماهر ياسين فحل، بيروت 2000 (مجلد واحد).
    5.الجمع بين الصحيحين، لأبي محمد عبد الحق الإشبيلي، تحقيق طه بن علي بوسريح، بيروت 2003 (في أربع مجلدات ضخمة).
    6.المشيخة البغدادية، لابن مسلمة (دراسة وتحقيق) تحقيق السيد كامران الدلوي بيروت 2002 (في مجلد واحد).
    7.البداية والنهاية لابن كثير، مجموعة من كبار المحققين. راجعتها وخرجت أحاديثها (في ثمانية عشر مجلداً) تصدر هذا العام عن دار ابن كثير بدمشق.
    8.تدوين الحديث، تأليف مناظر أحسن كيلاني، ترجمة الدكتور عبد الرزاق اسكندر، (مراجعة وتخريج الأحاديث)، بيروت، دار الغرب الإسلامي 2004م.
    9.أخبار الصوفية والزهاد من تاريخ بغداد، للسيدة بلسم بصري عزت، بيروت دار الغرب الإسلامي 2004م.
    __________
    *) مصادر الترجمة: مدرسة الامام أبي حنيفة تاريخها وتراجم شيوخها للفترة من سنة 459هـ - 1400 هـ/ 1067م - 1980 م - وليد الأعظمي - بغداد - من منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العراقية - إحياء التراث الإسلامي سلسلة الكتب الحديثة رقم (38) - صفحة 206.
    =
    وقد أفرده بدراسة مستقلة الباحث الدكتور أحمد دودين وهي مرفقة هنا، وإفادات أخرى حول المترجم هنا .

    من أوسع أودية الباطل: الغلوُّ في الأفاضل
    "التنكيل" (1/ 184)

  2. افتراضي أعلام ليست في (الأعلام للزركلي)،،

    مصطفى الزرقا
    (1907 - 1999 م)
    - مولده ونشأته:
    هو العلّامة الفقيه المتقن (مصطفى بن أحمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد القادر الزرقا، ولد في حي (بانقوسة) من أحياء مدينة حلب الشهباء سنة (1325 ه = 1907م).
    نشأ في بيت علمٍ وفضلٍ، وفي أسرة يُشار إليها بالبَنان، ويؤمُّها طلبة العلم، وأصحاب الحاجات، والقضاة، والمحامون.
    - طلبه العلم الشرعي
    يعودُ الفضلُ في سلوك الأستاذ مصطفى الزرقا طريقَ التفقُّه في علوم الشريعة الإسلامية خصوصاً، والآداب العربية، واللغة، والمعارف الحديثة عموماً بعد الله سبحانه وتعالى، إلى جدّه الشيخ محمد رحمه الله، حيث إنَّ الشيخ مصطفى كان قد انصرف إلى التجارة في أول عمره يعمل فيها مع أخيه الأكبر محمد، معرضاً عن العلم الشرعي وغيره من العلوم، ففي التجارة غُنية وشغل شاغل.
    ويأتي دور الجد في التأثير غير المباشر من خلال الحلقات العلمية التي كانت يعقدها، وأهمها ما كان يفعله من مناقشة وحوار يبهر العقول، وكان شيخنا مصطفى يحضر مع والده أحمد، ولمّا كان الشيخ أحمد فقيهاً متمِّرساً، كان يحاور أباه (الجد)، ويناقشه في بعض المسائل الفقهية، والأمور العصرية الأخرى، وإذا حضر أحد العلماء الآخرين، تزاد الحلقة اتساعاً وثراءً فقهياً، وجدلاً علمياً مفيداً، والشيخ مصطفى يستمع إلى كل ذلك ويؤثر فيه، بل يُطلَب منه -من خلال المناقشات- أن يُحضِرَ ذلك الكتاب، وهذا الجزء هذه الندوة العلمية إذا صحَّ التعبير.
    ومن خلال هذا كله لمح الجد في حفيدِه مصطفى نبوغاً واستعداداً فطرياً يجعله مؤهَّلاً لسلوك طريق العلم، ومن هنا وقع اختياره عليه لدخول المدرسة الخسروية ودراسة الفقه.
    وقد كان الشيخ أحمد ابتداءً يخبر ولده مصطفى برغبة جده، ولكنه -أي الشيخ مصطفى- لم يكن يستجيب له، ولم يسارع لتنفيذ هذه الرغبة، بل كان يعارضها ويرفضها، وذلك لأمرين:
    · أولهما: أن أحوال المشايخ وطلبة العلم لم تكن تُعجبه.
    · وثانيهما: رغبته في العمل التجاري مع أخيه.
    ثم ازداد إلحاح الجد يطلب مصطفى للدراسة، وقرب موعد بداية التدريس في المدرسة، ولكن دون جدوى، فالشيخ مصطفى مُصِرٌّ على عدم الالتحاق، وعلى رفض هذه الفكرة، ولهذا السبب قرَّرَ الجد حرمان حفيده مصطفى من الحضور مع والده اللقاء اليومي بعد المغرب، فلم يتأثَّر الشيخ مصطفى لأول وهلة، ومضت بضعة أيام، وأخرى، حتى بدأ الشيخ مصطفى يشعر بالضيق، ويشعر بألم العقوبة (الحرمان) جراء منعه من زيارة جده، خاصةً إذا علمنا أنه كان يحب جدَّه محبةً عظيمة، وكان تعلقه به تعلّقاً يهون في مقابله كل شيء، ومضت أيام أخرى جعلت الشيخ مصطفى يستسلم، ويلقى عصا الطاعة، ويدخل المدرسة الخسروية، ويتفوَّق على أقرانه، ويظهر نباهة ونبوغاً عزَّ نظيره، يدلُّ على أنَّ اختيارَ الجدّ كان موفَّقاً، وكان في محلّه، رحمه الله رحمةً واسعة.
    وحينما نجلس بين يدي أستاذنا الشيخ مصطفى -رحمه الله- على مقاعد الدراسة (في الجامعة الأردنية)، وحينما كنا نلتقيه، ونستمع إليه ونقرأ كتبه، كنا نتساءل: كيف تكوَّن هذا الجبل بل البحر من العلم؟ وما هي العوامل التي أثَّرت في تكوينه؟ هل هي الدراسة على الطريقة القديمة بالتلقّي المباشر عن العلماء؟ أم هي الدراسة في الجامعة السورية؟ أم هي كل ذلك؟ أم هي هبة من الله وكفى؟.
    والإجابة على هذه التساؤلات تتضح من خلال تتبُّع مراحل طلبه العلمَ، التي بدأت بالكتاتيب، وانتهت بالدبلوم العالي من جامعة القاهرة.
    - مراحل التعليم بإيجاز:
    = المرحلة الأولى: مرحلة الكتاتيب.
    = المرحلة الثانية: المدرسة الفرنسية في حلب.
    = المرحلة الثالثة: المدرسة الخسروية "الشرعية".
    = المرحلة الرابعة: البكالورية في شعبتي العلوم والآداب في حلب.
    = المرحلة الخامسة: البكالورية في شقّها الثاني.
    = المرحلة السادسة: الجامعة السورية "جامعة دمشق حالياً".
    = المرحلة السابعة: جامعة فؤاد الأول "القاهرة".
    - أهم شيوخ الشيخ مصطفى وأساتذته في المدرسة الخسروية:
    · والده الشيخ العلّامة أحمد بن محمد الزرقا.
    · الشيخ محمد بن محمد خير الدين بن عبد الرحمن آغا ابن حنيف أغا بن إسماعيل المشهور بالحنفي .
    · الشيخ العلَّامة محمد راغب الطباخ.
    · الشيخ أحمد مصطفى الكتبي.
    · الشيخ أحمد بن محمد عسَّام الكردي.
    · الشيخ عيسى بن حسن البيانوني.
    · الشيخ إبراهيم السلقيني.
    · الشيخ محمد الناشد.
    · الشيخ أحمد الشماع.
    · الشيخ عبد الله حماد.
    · الشيخ فيض الله الأيوبي الكردي.
    - أساتذة الأستاذ الزرقا وأساتذته في الجامعة السورية:ومنهم:
    · الأستاذ الشيخ محمد أبو اليسر عابدين.
    · شاكر الحنبلي.
    · فارس الخوري.
    · عبد القادر العظم.
    · الشيخ عبد القادر المغربي.
    - ومن تلاميذ الشيخ مصطفى الزرقا:
    · الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله.
    · د. محمد فوزي.
    · د. محمد أنس الزرقا.
    · سماحة الشيخ نوح علي السلمان مفتي القوات المسلحة الأردنية سابقاً.
    · والسيد محمد رسول الكيلاني وزير الداخلية الأسبق في الأردن.
    · وسماحة الشيخ الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني وزير الأوقاف الأسبق في الأردن.(*)
    - مؤلفاته :
    بدأ الشيخ الكتابة في سن مبكر ، وساعده على ذلك علمه الشرعي واللغوي، وثقافته الواسعة ، وطبيعة البيئة التي نشأ فيها ، والظروف التي أحاطت به، فكان أن اخرج الشيخ الكتب المميزة التي لم يسبق اليها ، ومنها :
    تحقيق كتاب " المذكر والمؤنث" للفراء المتوفى سنة 207. حقق هذا الكتاب بتشجيع من استاذه الشيخ راغب الطباخ ، وكان مضى من عمر الشيخ في ذلك الوقت نحوا من 23 سنة .
    = تحقيق كتاب " مختصر الوجوه في اللغة" للخوارزمي .
    = السلسلة الفقهية في 4 مجلدات ، وقد جمعت 3 كتب من أنفس الكتب وأحسنها ، وكان عنوانها الفقه الاسلامي في ثوبه الجديد، منها :
    أ- المدخل الفقهي العام .
    ب- المدخل الى نظرية الالتزام العامة .
    ج- العقود المسماة في الفقه الاسلامي "عقد البيع" .
    = شرح القانون السوري في 3 مجلدات ، وقد اشتمل على الكثير من المقارنات بين الفقه الاسلامي والقانون الوضعي ، وأوضح مزايا الشريعة على القانون .
    = فقه المعاوضات
    = أحكام المرأة في الفقه الاسلامي .
    = أحكام الوقف في الشريعة الاسلامية .
    = دعوى الحسبة في الشريعة الاسلامية .
    = مشكلات أسرية وعلاجها على ضوء الشريعة الاسلامية والقانون .
    = الاستصلاح .
    = نظام التأمين والرأي الشرعي فيه .
    = الفقه الاسلامي ومدارسه .
    = فتاوى الشيخ الزرقا جمعها تلميذه الشيخ مجد مكي .
    = ديوان شعري باسم قوس قزح .

    وقد حصل الشيخ مصطفى على جائزة الملك فيصل للدراسات الاسلامية سنة 1404 تقديرا لانجازاته الكثيرة في خدمة هذا الدين العظيم ، وبخاصة على كتابه " المدخل الى نظرية الالتزام في الفقه الاسلامي " .
    - وفاته :
    توفي الشيخ بعد صلاة عصر يوم السبت 19 ربيع الأول سنة 1420 (**).
    __________
    (*) "مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين" لـ /د. عبد الناصر أبو البصل أحد تلاميذ المترجم.
    (**) مقال للكاتب أحمد بن فخري الرفاعي أحد تلاميذ المترجم.


    ***
    مصطفى الزرقا
    (1325 - 1420 هـ)
    (1907 - 1999 م)
    سيرة الشاعر:
    ** مصطفى أحمد الزرقا.
    ولد في مدينة حلب (سورية)، وتوفي في الرياض (المملكة العربية السعودية).
    عاش في سورية والأردن والسعودية والكويت ومصر.
    درس الفقه على والده الذي كان يلقّب بأبي حنيفة الصغير، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم الفرنسية، وحصل على الشهادة الثانوية من مدارس حلب، ثم التحق بالجامعة السورية في دمشق (1934) ودرس الحقوق والآداب، ثم سافر إلى مصر للدراسة، وحصل على دبلوم في الشريعة.
    عمل مدرسًا للشريعة والقانون المدني في الجامعة السورية (1944)، وتدرّج في وظائفه حتى أصبح أستاذ الشريعة الإسلامية، وعهد إليه (1954) إلقاء محاضرات عن القانون المدني السوري بمعهد الدراسات العربية العالية (القاهرة)، كما عمل مدرسًا في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية بعمّان، وخبيرًا في الموسوعة الفقهية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت.
    شغل منصب وزير الأوقاف والعدل في سورية مرتين، وانتخب عضوًا في مجلس النواب السوري عن مدينة حلب لدورتين (1954).
    شارك في وضع مشروع القانون المدني الأردني الجديد، وترأس اللجنة الثلاثية التي وضعت مشروعًا موحدًا للأحوال الشخصية بمصر وسورية (1959 - 1960)،
    وشارك في تأسيس مناهج الشريعة وتطويرها بجامعات دمشق، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة.
    كان عضوًا بالمجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي (1977)، واختير عضوًا بإدارة التشريع والبحوث بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
    = الإنتاج الشعري:
    - له قصائد في كتاب: «أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء»، وقصائد نشرتها صحف ومجلات عصره، منها: «تأبين أمين الكيلاني» - مجلة الجامعة الإسلامية - ع 111/ 120 - حلب ديسمبر 1942.
    = الأعمال الأخرى:
    - له مؤلفات مطبوعة، منها: «عقد التأمين وموقف الشريعة» - مطبعة دمشق - دمشق 1962، و «الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد» - دمشق 1967، و «شرح القانون المدني» - (3 أجزاء) - مطبعة دمشق - دمشق، و «أحكام الأوقاف» - مطبعة الجامعة - دمشق، و «فتاوى مصطفى أحمد الزرقا» - - دار القلم - دمشق1420هـ/ 1999م، وله عدد من البحوث العلمية، نشرتها مجلة الجامعة الإسلامية، منها: «روح الشريعة الإسلامية وواقع التشريع اليومي في العالم الإسلامي»، و «التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب والرأي الشرعي فيها»، و «الشريعة الإسلامية وصلاحها للتطبيق»، و «الاجتهاد ومجال التشريع في الجهاد».
    شاعر مناسبات، فقيه عالم مجتهد، مقلّ في نظمه، شعره يلتزم النظام الخليلي، ويتنوع بين الإخوانيات ورثاء الأحبة والأعلام. يغلب على شعره فكر البحث الفقهي والتشريعي والحكمي. ثقافته اللغوية منحته القدرة على ارتياد القوافي الصعبة، مثل (الضاد) التي التزمها في 27 بيتًا في قصيدة رثاء.
    حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية (1984).
    ___________________
    = مصادر الدراسة:
    1 - سليمان سليم البواب: موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين - دار المنارة - دمشق 2000.
    2 - عبد الرحمن حميدة: محافظة حلب - وزارة الثقافة والإرشاد القومي - دمشق 1992.
    3 - عبد القادر عياش: معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين - دار الفكر - دمشق 1985.
    4 - محمد راغب الطباخ: إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء (جـ7) - (تعليق محمد كمال) - دار القلم العربي - حلب 1988.
    5 - الدوريات:
    - مجلة الجامعة الإسلامية - ع 111/ 120 - حلب ديسمبر 1942.
    - مجلة الفيصل - ع 275 - الرياض 1999.
    = مراجع للاستزادة:
    - فريد جحا: الحياة الفكرية في حلب في القرن التاسع عشر - الأهلية للطباعة والنشر - دمشق 1988.

    من أوسع أودية الباطل: الغلوُّ في الأفاضل
    "التنكيل" (1/ 184)

  3. افتراضي أعلام ليست في (الأعلام للزركلي)،،

    (14)
    المولود بن الموهوب
    (1280 - 1354 هـ)
    (1863 - 1935 م)
    سيرة الشاعر:
    ** المولود بن محمد بن الشيخ المدني بن الموهوب.
    ولد، وقضى حياته، وتوفي في مدينة قسنطينة بالجزائر.
    درس في مسقط رأسه، وكان من أساتذته عبد القادر المجاوي أحد رجال النهضة، وقد أجاز المترجَمَ له في فنون اللغة العربية والمنطق وأصول الدين، وغير ذلك من العلوم الإسلامية.
    كانت له ثقافة بالفرنسية.
    اشتغل مدرساً بالمدرسة الكتانية بقسنطينة عام 1895، ثم تولى الإفتاء على المذهب المالكي عام 1908، كما قام بالتدريس في الجامع الكبير، وكان من بين تلاميذه فيه المصلح الجزائري المعروف عبد الحميد بن باديس، الذي قاد الحركة الإصلاحية فيما بعد.
    أسس نادي صالح باي بقسنطينة، وترأسه.
    كان من أنصار «الجامعة الإسلامية»، وكانت كتابته في الصحافة وخطبه ودروسه في الحركة الوطنية الجزائرية ذات أثر فعال.


    الإنتاج الشعري:
    - ليس له ديوان، وما يذكر له من شعر مصدره الدراسات التي ترجمت له، وتذكر المصادر من بين شعره قصيدة «المنصفة» التي نشرت بجريدة كوكب إفريقيا (8 إبريل 1910) وقد حظيت باهتمام مترجميه.


    الأعمال الأخرى:
    - له عدة مؤلفات ومنظومات في النحو والتوحيد، ومما يتصل بفن الشعر له: «مختصر الكافي في العروض والقوافي».
    تعد قصيدة «المنصفة» وهي أهم ما بقي من شعره - بداية الشعر الإصلاحي في الجزائر، ذلك الشعر الذي حمل مشعل الدعوة إلى النهوض وتطهير المجتمع من الخرافات. في القصيدة ميل واضح إلى الأخذ بجماليات فن البديع، بخاصة الجناس، والطباق، والتورية. والقصيدة - بوجه عام - قريبة إلى اللغة اليومية، ولعل هذا كان أحد أسباب انتشارها، على أنها قد تحمل إشارات فلسفية على قدر من العمق.


    مصادر الدراسة:
    1 - أبوالقاسم سعد الله: الحركة الوطنية الجزائرية - الشركة الوطنية للنشر والتوزيع - الجزائر 1983.
    : منطلقات فكرية - الدار العربية للكتاب - ليبيا 1976.
    2 - عادل نويهض: معجم أعلام الجزائر - منشورات المكتب التجاري - بيروت 1971.
    3 - عبد الله ركيبي: الشعر الديني الجزائري الحديث - الشركة الوطنية للنشر والتوزيع - الجزائر 1981.
    4 - Ben Habiles Chérif, L'Algérie Francaise vue par un Indigène, oriental, Alger 1914
    - Achour Cheurfi, Mémoire Algérienne, EDAHLAB Alger - 1996.
    ***

    من أوسع أودية الباطل: الغلوُّ في الأفاضل
    "التنكيل" (1/ 184)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •