تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 99

الموضوع: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

  1. #61

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    ( الدرس الثامن والثلاثون )

    التوكيد

    قد علمت أن المعطوف يتبع المعطوف عليه في إعرابه وأن حروف العطف تسعةٌ، وهي: ( الواو- الفاء- ثُمَّ- أوْ- أمْ- حتى- لا- لكنْ- بلْ )، ومن التوابع التوكيد.
    لاحظ معي هذه الأمثلة: ( جاءَ الملكُ نفسُهُ- رأيتُ الملكَ نفسَهُ- مررتُ بالملكِ نفسِهِ ) تجد أن كلمة نفس تبعت الملك في الإعراب وأنها جيء بها لغرض التوكيد، فقد يقول شخص: جاءَ الملكُ أو رأيتُ الملكَ فيتوهم السامع أن المتكلم غلط في الكلام وذكر لفظ الملك سهوا أو أن الذي قد جاء أو رأيته هو وكيل عن الملك لا نفسه لأهمية الملك فإذا قيل: جاءَ الملكُ نفسه تأكد مجيئه بذاته وارتفع احتمال السهو أو إرادة وكيله.
    فالتوكيد هو: لفظ يؤتى به لرفع توهم قد يحصل للسامع.
    وهذا الرفع للتوهم يحصل بطريقتين:
    1- باستعمال ألفاظ معينة وهي: ( نفس- عين- كل- جميع أو أجمع ) ويسمى بالتوكيد المعنوي.
    مثل: جاء الرجلُ عينُه- ورأيت القومَ كلَّهم- ومررت بالقومِ جميعِهم.
    فالألفاظ كل وجميع وأجمع يؤتى بها للتأكيد على العموم فقد يتوهم السامع أن الذي جاء بعض القوم فإذا قلتَ جاءَ القومُ كلُّهم فقد أكدت على إرادة الجميع.

    وكلمة عين نفس تؤديان نفس الغرض، وكلمة كل وجميع وأجمع تؤدي نفس الغرض.

    ومثل: سارَ الجيشُ كلُّهُ- رأيتُ الجيشَ كلَّهُ- مررتُ بالجيشِ كلَّهِ.
    نقول في إعراب جاءَ الرجلُ عينُهُ: جاءَ: فعل ماض مبني على الفتح، الرجلُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، عينُ: توكيد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

    وقد يؤكد اللفظ بتوكيدين مثل:رأيتُ القومَ كلَّهُم أجمعينَ، فكل توكيد أول منصوب وأجمعينَ توكيد ثان منصوب.
    مثال: قال الله تعالى: ( فسجدَ الملائكةُ كلُّهُم أجمعونَ ) وإعرابها: سجدَ: فعل ماض مبني على الفتح، الملائكةُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، كلُّ: توكيد أول مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه، والميم حرف دال على الجمع، أجمعونَ: توكيد ثان مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه يعامل معاملة جمع المذكر السالم.
    ويسمى اللفظ الذي حصل به رفع الوهم بالتوكيد، واللفظ الذي أريد توكيده بالمؤكَّد، فقوله تعالى: فسجد الملائكة كلهم أجمعون، الملائكة مؤكد، وكلهم وأجمعون توكيد.
    2- بتكرير اللفظ ويسمى بالتوكيد اللفظي.
    وهذا النوع الثاني من التوكيد يحصل بإعادة اللفظ مثل: جاءَ الملكُ الملكُ، أو رأيتُ زيداً زيداً، أو مررتُ بهندٍ هندٍ.
    نقول في إعراب رأيْتُ زيداً زيداً: رأى: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، زيداً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، زيداً: توكيد منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
    مثال: قال الله تعالى: (والسابقونَ السابقونَ أولئكَ المقربونَ ) وإعرابها: السابقونَ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، السابقونَ: توكيد مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، أولاء: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ ثان، والكاف حرف مبني على الفتح دال على الخطاب، المقربونَ: خبر المبتدأ الثاني مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، والجملة الاسمية ( أولئك المقربون ) خبر للمبتدأ الأول.
    فتلخص أن التوكيد نوعان: معنوي يكون باستعمال ألفاظ معينة وهي: ( نفس- عين- كل- جميع أو أجمع ) ولفظي يكون بإعادة اللفظ، وأن التوكيد يتبع المؤكَّد في الإعراب.

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم ما هو التوكيد ؟
    2- ما الفرق بين التوكيد اللفظي والمعنوي ؟
    3- مثل بمثال من عندك للتوكيد اللفظي والمعنوي ؟

    ( التمارين 1 )

    بيّن التوكيد ونوعه فيما يأتي:
    ( كلا إذا دُكتِ الأرضُ دَكَّاً دكَّاً- أولئكَ عليهم لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أجمعينَ- إن في الجسدِ مضغةً إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجسدُ كلُّهُ وإذا فسدتْ فسدَ الجسدُ كلُّهُ ألا وهي القلبُ ).

    ( تمارين 2 )

    أكد الأسماء التالية بمرة بتوكيد لفظي ومرة بتوكيد معنوي في جمل مفيدة:
    ( المؤمنونَ- الوزير- الصلاة ).

    ( تمارين 3 )

    أعرب ما يلي:
    1- أقبلَ الرجالُ جميعُهُم.
    2- حافظْ على الصلواتِ كلِّها.
    3- الإسلامُ الإسلامُ هوَ الدينُ الحقُّ.


  2. #62

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    ( الدرس التاسع والثلاثون )

    البدل

    قد علمتَ أن التوابع أربعةٌ: الصفة، والعطف، والتوكيد، والبدل، وقد مضى بيان ما عدا البدل وآن الأوان لنبينه.
    لاحظ معي هذه الأمثلة: ( جاءَ أخوكَ زيدٌ- أقبلَ صديقُكَ عمروٌ- أكرمتُ الشيخَ عليّاً- مررتُ بابنِكَ سعيدٍ ) تجد أن الكلمة الأخيرة في كل مثال قد وقعت هي المقصودة بالحكم ففي قولنا جاءَ أخوكَ زيدٌ المقصود بحكم المجيء هو زيد، وفي قولنا أقبل صديقك عمروُ المقصود بالإخبار عنه بالإقبال هو عمرو، وهكذا بقية الأمثلة.

    فالكلمة الثانية تسمى بدلا، وما قبلها يسمى مبدلاً منه، ففي قولنا: جاءَ أخوكَ زيدٌ، زيد بدل، وأخوكَ مبدل منه.
    وكما تلاحظ فإن البدل يتبع المبدل منه في الإعراب تقول: جاءَ أخوكَ زيدٌ- رأيتُ أخاكَ زيداً- مررتُ بأخيكَ زيدٍ.
    فالبدل هو: لفظ يتبع ما قبله ويكون هو المقصود بالحكم.
    وبقولنا هو المقصود بالحكم يتميز البدل عن بقية التوابع: ( النعت- التوكيد- العطف ) لاحظ معي هذه الأمثلة:
    ( جاءَ أخوكَ البطلُ ) تجد البطل وصفا للأخ فهي تعرب صفة، وتجد أن المقصود بحكم المجيء هو أخوك، والبطل كلمة متممة وموضحة له فالموصوف هو المقصود بالحكم والصفة تابعة.

    ( جاءَ أخوكَ نفسُهُ ) تجد كلمة نفسه ذكرت للتوكيد فالمقصود بحكم المجيء هو أخوكَ وجاء كلمة نفسه مؤكدة لذلك المعنى ومرسخة له فالمؤكد هو المقصود بالحكم والتوكيد تابع.
    ( جاءَ أخوكَ وابنُهُ ) تجد أن المقصود بحكم المجيء هو الاثنان معاً: الأخ وابنه فكلاهما قد جاءَ فليس أحدهما هو المقصود بالحكم دون الآخر.
    ( جاءَ أخوكَ زيدٌ ) فزيد يعرب هنا بدلا لأنه هو المقصود بالحكم، وإنما ذكرت كلمة الأخ ممهدة ومهيأة لذكر زيد.
    فميزة البدل هي: أن تذكر في الجملة كلمتان تكون الأولى ممهدة والثانية هي الأصل والمقصودة بالحكم.

    ومن هنا نصل لنتيجة مهمة وهي أنه إذا كانت الكلمة الثانية هي المقصودة بالحكم فإنه يمكن الاستغناء عن الكلمة الأولى مع صحة المعنى أي أن علامة البدل ( الاستغناء عن المبدل منه ووضع البدل مكانه ). فيصح أن تقول في جاءَ أخوكَ زيدٌ، جاءَ زيدٌ، وفي قولنا: أقبلَ صديقُكَ عمروٌ، أَقبلَ عمروٌ، وهكذا بقية الأمثلة.
    نقول في إعراب المثال الأول: جاءَ: فعل ماض مبني على الفتح، أخوكَ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه، زيدٌ: بدل: مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
    ثم إن البدل أربعة أنواع هي:
    أولا: بدل مطابق وهو أن تكون الكلمة الثانية عين الكلمة الأولى مثل جاءَ أخوكَ زيدٌ فأخوك وزيد متطابقان فهذان الاسمان يراد بهما واحد، ومثل: مررتُ بابنِك سعيدٍ، فابنك وسعيد متطابقان أي أن مصداقهما واحد.
    مثال: قال الله تعالى: ( وقالَ موسى لأخيهِ هارونَ ) فهارون هو عين الأخ، وإعرابها: قالَ: فعل ماضي مبني على الفتح، موسى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة، لِأَخيه: اللام: حرف جر مبني على الكسر، أخي: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه: هارونَ: بدل مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه اسم غير منصرف لكونه علما أعجميا.
    ومثله قول تعالى: ( اِهدنا الصراطَ المستقيمَ صراطَ الذينَ أنعمتَ عليهِم ) فصراط الذين أنعمت عليهم هو الصراط المستقيم، فصراط: بدل منصوب بالفتحة، والصراط مبدل منه ونوع البدل هو بدل مطابق.
    ثانيا: بدل بعضٍ من كل وهو أن تكون الكلمة الثانية بعضاً وجزءا حقيقيا من الكلمة الأولى مثل: قرأتُ القرآنَ نصفَهُ فنصفه بدل من القرآن لأن النصف بعض من القرآن،والدليل على كونه بدلا أنه لو قلنا قرأت نصفَ القرآنِ صح فيمكن الاستغناء عن الكلمة الأولى، ومثل:( أكلتُ الرغيفَ ربعَهُ- نظرتُ إلى السفينةِ شراعِها- أحبُ الحديقةَ أشجارَها- تأذى زيدٌ يدُهُ- غسلتُ السيارةَ محركَها-أحبُّ الشاةَ المشويةَ كتفَها-جدَّدَ الأميرُ القصرَ أكثرَه).
    مثال: قال الله تعالى: ( قمْ الليلَ إلا قليلاً نصفَه ) فنصفه بدل منصوب من الليل.
    ثالثا: بدل اشتمال وهو أن تكون الكلمة الثانية ليست جزءا حقيقيا بل كالجزء منه. مثل أعجبني زيدٌ أخلاقُهُ فأخلاقه بدل اشتمال سمي كذلك لأن زيدا يشتمل على الأخلاق وليست الأخلاق جزءا محسوسا مثل يده ورجله ولو قلتَ: أعجبتني أخلاق زيد صح فدل على أنه بدل، ومثل: ( أعجبني عليٌّ فقهُهُ- أفادني الأستاذُ علمُهُ- سطعَ القمرُ ضوؤُهُ- يعجبني من الأسدِ شجاعتِهِ- سألتُ زيداً عن هندٍ دينِها- أحب الزهورَ رائحتَها ).
    مثال: قال الله تعالى: ( قُتلَ أصحابُ الأخدودِ النارِ ذاتِ الوَقودِ ) فالنار فسرت الأخدود فهي بدل مجرور منها.
    رابعا: بدل الغلط وهو أن تريد أن تقول شيئا فتغلط ثم تصحح مثل: رأيتُ الأسدَ الحمارَ، فأنت أردت أن تقول رأيتُ الحمارَ ولكنك غلطتَ فقلت الأسد ثم صححت فقلت الحمارَ، ومثل: رأيتُ زيداً عمراً، هذا ماءٌ سرابٌ.
    تنبيه: قد يقع البدل في الفعل أيضا مثل: مَن يتبُ للهِ يستغفرْه يغفرْ اللهُ له، فهنا الفعل يستغفره مجزوم لأنه بدل من يتب فقد فسر التوبة بالاستغفار،ومثل : إنْ تتقِ الله تبتعدْ عن المحرماتِ تنلْ رحمة اللهِ،فتبتعد بدل لتفسيرها التقوى.
    فتلخص أن البدل هو: لفظ يتبع ما قبله في الإعراب ويكون هو المقصود في الحكم، وهو أربعة أنواع: بدل مطابق، وبدل بعض مِن كل، وبدل اشتمال، وبدل غلط، وعلامة البدل صحة حلوله محل المبدل منه مع استقامة المعنى.

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم ما هو البدل ؟
    2- ما هي أنواع البدل ؟
    3- مثل بمثال مِن عندك لكل نوع من أنواع البدل ؟

    ( التمارين 1 )

    عيّن البدل والمبدل منه، وبيّن نوعه وعلامة إعرابه فيما يأتي:
    ( ألا بعداً لعادٍ قومِ هودٍ- لعلي أبلغُ الأسبابَ أسبابَ السمواتِ والأرضِ- ويجعلَ الخبيثَ بعضَه فوقَ بعضٍ- وشروهُ بثمنٍ بخسٍ دراهمَ معدودةٍ- يسألونكَ عن الشهرِ الحرمِ قتالٍ فيه- صعدتُ السيارةَ القطارَ ).

    ( التمارين 2 )

    ضع الكلمات التالية في جمل بحيث تقع بدلا:
    ( بكرٌ- حلمه- الطائرة- عيونه ).

    ( التمارين 3 )

    أعرب ما يلي:
    1- استقمْ على الدينِ دينِ الإسلامِ.
    2- قرأتُ السورةَ أكثرَها.
    3- أحبُّ مِن بكرٍ شهامتِه.


  3. #63

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    الباب الخامس في المرفقات.
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  4. #64

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    ( الدرس الأربعون )


    المنصوبات من الأسماء - المفعول به

    قد علمتَ أن الأسماء تكون مرفوعة، ومنصوبة، ومجرورة، وقد مضى بيان المرفوعات مِن الأسماء وآن الأوان أن نبدأ بالمنصوبات وأولها هو المفعول به.
    والمفعول به هو: اسم منصوب وقعَ عليه فعل الفاعل.
    مثل: ضربَ زيدٌ عمراً، وأكرمَ محمدٌ عليَّاً، واشترى بكرٌ الطعامَ، وباعَ الرجلُ سيارتَهُ، وأكرمَتْ هندٌ أُمَّها.
    ويجوز أن يتقدم المفعول به على الفاعل مثل: ضربَ عمراً زيدٌ، وأكرمَ عليَّاً محمدٌ، واشترى الطعامَ بكرٌ.
    ثم إنَّ المفعول به نوعان: ظاهر، وضمير. فالظاهر نحو ضربَ زيدٌ عمراً، فعمرو اسم ظاهر وليس بضمير، وكذا بقية الأمثلة السابقة.
    والضمير مثل قولنا: قدْ أكرمَكَ زيدٌ، وإعرابها: قدْ: حرف تحقيق مبني على السكون، أكرمَ: فعل ماض مبني على الفتح، والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.

    والضمير الذي يقع مفعولا به يكون متصلا ومنفصلا، وقد عرفتَ الفرقَ بينهما.
    فالضمير المتصل هو: ( ياء المتكلم-نَا- الكاف- الهاء ) مثل أَكرمَنِيْ زيدٌ-أكرَمَنا زيدٌ-أكرمَكَ عمروٌ-عليٌّ أكرمْتُه
    نقول في إعراب أَكرمَنِيْ زيدٌ: أكرمَ: فعل ماض مبني على الفتح، والنون: حرف للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به، وزيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
    ونون الوقاية هي حرف يؤتى به مِن أجل منع كسر الفعل وذلك لأن الياء حينما تتصل بالفعل تستدعي كسرة قبلها تناسبها مثل قولنا كتابِيْ، وسيارتِيْ، وحينئذ إذا لم نأتِ بالنون لزم كسر آخر الفعل فيصير أَكرَمِيْ زيدٌ فوضعت العرب النون كي تتجنب كسر الفعل ويصير أَكرمَنِيْ زيدٌ ولذا سميت هذه النون بنون الوقاية لأنها تقي الفعل مِن الكسر.
    وأما ضمير الجمع ( نَا ) فإذا اتصل بالفعل يكون تارة في محل فاعل وتارة يكون في محل مفعول به.
    مثل: ( ضَرَبْنا زيداً- ضَرَبَنا زيدٌ ) فـ ( نا ) في المثال الأول في محل رفع فاعل، وزيداً: مفعول به، وفي الثاني: في محل نصب مفعول به، وزيدٌ: فاعل؛ لأنه يقصد في المثال الأول أننا نحن قد ضربنا زيداً، وفي المثال الثاني أن زيداً هو مَن أوقع الضرب بنا، والتمييز بينهما يكون بالسكون وعدمه، فإذا أردت أن تجعل نا فاعلا فسكن الحرف الأخير مِن الماضي ( ضَرَبْنا ) وإذا أردت أن تجعل نا مفعولا به فافتح آخر الماضي ( ضَرَبَنا ).
    وأما الكاف فهي تتعدد صورها مثل: أَكرمَكَ عمروٌ- أَكرمَكِ عمروٌ- أَكرمَكَما عمروٌ- أَكرمَكُم عمروٌ- أَكرمَكُنَّ عمروٌ.
    والكاف هو الضمير وحده، وما بعده حرف يدل على التثنية وجمع المذكر والمؤنث.
    وأما الهاء فهي تتعدد صورها أيضا مثل: أَكرمَهُ عمروٌ- أَكرمَهَا عمروٌ- أَكرمَهُما عمروٌ- أَكرمَهُم عمروٌ- أَكرمَهُنَّ عمروٌ.
    والهاء هو الضمير وحده، وما بعده حرف يدل على التثنية وجمع المذكر والمؤنث.

    مثال: قال الله تعالى: ( جاءَتْهُم البَيِّنةُ ) وإعرابها: جاءَتْ: فعل ماضي مبني على الفتح، والتاء هي تاء التأنيث الساكنة حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب،هُمْ: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والميم حرف دال على جمع الذكور، البَيِّنةُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
    وأما الضمير المنفصل فهو ( إِيَّا ) وتتصل به أحرف تدل على المتكلم أو المخاطب أو الغائب.
    وهي: ( إِيَّايَ- إِيَّانا- إِيَّاكَ- إِيَّاكِ- إِيَّاكُما- إِيَّاكُمْ- إِيَّاكُنَّ- إِيَّاهُ- إِيَّاهَا- إِيَّاهُما- إِيَّاهُمْ- إِيَّاهُنَّ ).
    مثل: إيَّايَ مدحَ المدرِّسُ، وإِيَّانا أكرمَ المديرُ، وإيَّاكَ يحترمُ الناسُ، وإِيَّاكِ قصدَتْ هندٌ، إيَّاكُما أرادَ زيدٌ، إيَّاكُم أُحِبُّ، إيَّاكُنَ أحترمُ- إيَّاهُ ضربَ زيدٌ، إِيَّاهَا أكرمَ عمروٌ، إيَّاهُما أفضِّلُ، إيَّاهُم شكرَ الضيفُ، إيَّاهُنَ ساعدَتُ هندٌ.
    نقول في إعراب: إيَّايَ مدحَ المدرِّسُ: إيَّا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم على الفعل وفاعله، والياء: حرف دال على المتكلم مبني على الفتح، مدحَ: فعل ماض مبني على الفتح، المدرِّسُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وكذلك يكون إعراب البقية.
    مثال: قال الله تعالى: ( إيَّاكَ نعبُدُ وَإيَّاكَ نستعينُ ) وإعرابها: إيَّا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم، والكاف: حرف دال على المخاطب مبني على الفتح، نعبدُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن، والواو: حرف عطف مبني على الفتح، إيَّا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم، والكاف: حرف دال على المخاطب، نستعينُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن، وجملة ( إياكَ نستعينُ ) معطوفة على جملة ( إياَّكَ نعبدُ ).

    تنبيه: يسمى الفعل الذي يأخذ مفعولا به متعديا، ويسمى الفعل الذي يكتفي بالفاعل ولا يتعدى إلى المفعول به لازماً مثل: خرجَ- قامَ- جلسَ- ذهبَ، نحو: خرجَ زيدٌ وذهبَ عمروٌ.
    فتلخص أن المفعول به هو: اسم منصوب وقع عليه فعل الفاعل، ويكون ظاهرا ومضمرا، والمضمر يكون متصلا ومنفصلا، فالمتصل هو : ( ياء المتكلم-نَا- الكاف- الهاء )، والمنفصل هو: ( إِيَّا ).

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم ما هو المفعول به ؟
    2- ما هي أنواع المفعول به؟
    3- مثِّل بمثال مِن عندك لكل نوع من أنواع المفعول به ؟

    ( التمارين1 )

    عيّن المفعول به وعلامة نصبه ونوعه فيما يأتي:
    ( فليعبُدوا ربَّ هذا البيتِ- وأرسلَ عليهِم طيراً أبابيلَ- مرَجَ البحرينِ- وبشِّر المؤمنينَ- ألهاكُم التكاثرُ- ولا تُكرِهوا فتياتِكُم على البِغَاءِ- بل إيَّاهُ تَدعونَ ).

    ( التمارين 2 )

    اجعل كل اسم فيما يأتي مفعولا به في جملة مفيدة:
    ( المؤمنون- إيَّاكم- الشركَ ).

    ( التمارين 3 )

    أعرب ما يلي:
    1- إنَّ اللهَ يحبُّ المقسطينَ.
    2- سبِّحْ بحمدِ ربِّكَ واستغفِرْهُ إنَّهُ كانَ توَّابَاً.
    3- إيَّاهُ تعبدونَ.


  5. #65

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    ( الدرس الواحد والأربعون )

    المفعول المطلق

    قد علمت أن المفعول به هو اسم منصوب وقع عليه فعل الفاعل، وأنه يكون ظاهرا ومضمرا، ومن المنصوبات المفعول المطلق.
    والمفعول المطلق هو: اسم منصوب دل على نفس ما فعله الفاعل.
    لاحظ معي هذه الأمثلة: ( قامَ حسينٌ قياماً- ضربَ زيدٌ عمراً ضرباً- أكرمَ بكرٌ عليَّاً إكراماً- مشى سعيدٌ مَشْيَاً ) تجد آخر الجمل الأسماء المنصوبة التالية ( قياماً- ضرباً- إكراماً- مشياً ) وكل واحد منها يدل على نفس الفعل الذي فعله الفاعل، فما الذي فعله حسينٌ ؟ أليس هو القيام، وما الذي فعله زيدٌ في عمرو؟ أليس هو الضرب، فهذه الأسماء المنصوبة الدالة على فعل الفاعل تسمى بالمفعول المطلق.
    والمفعول المطلق- كما رأيتَ- يصاغ من حروف الفعل مثل: قامَ قياماً، ضربَ ضرباً، أكرمَ إكراماً، مشى مَشياً.
    نقول في إعراب المثال الأول: قامَ: فعل ماض مبني على الفتح، حسينٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، قياماً: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
    مثال: قال الله تعالى: ( إنَّهُمْ يَكيدونَ كَيداً ) وإعرابها: إنَّ: حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم إنَّ، والميم حرف دال على الجمع، يكيدونَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، كيداً: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخر، وجملة يكيدون في محل رفع خبر اسم إنَّ.
    وقد يجيء المفعول المطلق موصوفا بصفة تبينه وتشرح نوع الفعل الذي وقع مثل: ( ضربَ زيدٌ عمراً ضرباً مُبرحاً- سارَ القطارُ سيراً سريعاً- استقبلَ الناسُ الأميرَ استقبالاً حافلاً- عالجَ الطبيبُ المريضَ علاجاً ناجحاً ).
    مثال: قال الله تعالى: ( فسوفَ يُحاسَبُ حِساباً يسيراً ) وإعرابها: سوفَ: حرف استقبال مبني على الفتح، يُحاسَبُ: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، حساباً: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، يسيراً: صفة منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة في آخره.
    ثم إن المفعول المطلق نوعان: الأول: ما يوافق لفظه لفظ فعله. مثل قامَ حسينٌ قياما. وكذا كل ما مضى مِن أمثلة.
    الثاني: ما لا يوافق لفظه فعله، وإنما يوافقه في معناه. مثل قامَ زيدٌ وقوفاً، فالوقوف ليس من لفظ القيام وليس فيه نفس حروفه ولكنه بمعناه، ومثل: جلستُ قعوداً، فهذا معنوي، واللفظي هو جلستُ جلوساً، ومثل: أهنتُ العدوَ احتِقاراً، واللفظي هو إهانة.

    نقول في إعراب قامَ زيدٌ وقوفاً: قامَ: فعل ماض مبني على الفتح، زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وقوفاً: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
    فتلخص أن المفعول المطلق هو: اسم منصوب دلّ على نفس ما فعله الفاعل، وهو نوعان: لفظي، ومعنوي.

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم ما هو المفعول المطلق ؟
    2- ما هي أنواع المفعول المطلق ؟
    3- مثل بمثال مِن عندك لكل نوع من المفعول المطلق ؟

    ( التمارين 1 )

    استخرج المفعول المطلق فيما يأتي:
    ( ورتِّل القرآنَ ترتيلاً-وأَقْرَضوا اللهَ قَرْضَاً حَسَنَاً-وتُحِبُّونَ المالَ حُبَّاً جَمَّاً-وكلَّمَ اللهُ موسى تِكليماً-فازَ فوزاً عظيما ).

    ( التمارين 2 )
    اجعل الأسماء التالية مفعولا مطلقا في جملة مفيدة: ( اجتهاد- استغفار- إيمان ).

    ( التمارين 3 )

    أَعربْ ما يلي:
    1- اِصْبِرْ صَبْراً جميلاً.
    2- يُعَذِّبُهُ اللهُ العذابَ الأكبرَ.
    3- إنَّا فَتحْنَا لكَ فتحاً مُبِيْنَاً.


  6. #66

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    ( الدرس الثاني والأربعون )

    ظرف الزمان والمكان

    قد علمتَ أن المفعول المطلق هو: اسم منصوب دل على نفس ما فعله الفاعل، وهو نوعان: لفظي، ومعنوي، ومِن المنصوبات ظرف الزمان وظرف المكان.
    فظرف الزمان هو: اسم منصوب يبينُ الزمانَ الذي حصلَ فيه الفعلُ.
    لاحظ معي هذه الأمثلة: ( ذهبَ زيدٌ صباحاً إلى عملِهِ- عادَ زيدٌ مساءً إلى بيتِهِ- نامَ زيدٌ ليلاً في فراشِهِ ) تجد الأسماء المنصوبة التالية: ( صباحاً- مساءً- ليلاً ) قد بينت الوقت الذي حصل فيه الفعل، فالذهاب إلى العمل حصل صباحا، والعود إلى البيت وقع مساءً، والنوم في الفراش حصل ليلاً، وهذا هو ما نسميه بظرف الزمان.
    وذلك أن كل فعل يحدث في الواقع لا بد أن يقع في زمان ومكان، ولكن في الجملة قد لا يوجد لفظ مخصوص يدل على زمن أو مكان الفعل مثل ذهبَ زيدٌ إلى عملِه، فمتى وقع هذا الذهاب لم يبين فإذا قلت صباحاً مثلا فقد بيِّنَ.
    نقول في إعراب المثال الأول: ذهبَ: فعل ماض مبني على الفتح، زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، صباحاً: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، إلى: حرف جر مبني على السكون، عملِ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.
    وظروف الزمان كثيرة مثل: ( صباحاً، مساءً، ليلاً، نهاراً، ساعةً، ظهراً، عصراً، عشاءً، يوماً، غداً، ليلةً، أبداً، حيناً ).
    ثم إنه إذا نظرنا في تعريف ظرف الزمان نحصل على شرط مهم له وهو ( أن يبينَ زمن حصول الفعل ).
    فإذا فقد هذا الشرط فليس ظرف زمان مثل: الصباحُ جميلٌ، فهذه جملة من مبتدأ وخبر، والصباح هنا وإن كان اسما دالا على الزمان إلا أنه لا يعد ظرفا؛ لأننا لم نقصد أن فعلا ما وقع في الصباح بل نريد الإخبار عنه بأنه جميل.
    بخلاف قولنا سرتُ صباحاً، فهو هنا ظرف زمان لأنه بين وقت حصول الفعل، والعلامة الدالة على الظرفية هي تقدير حرف الجر ( في ) فإذا قنا سرتُ صباحاً فالمعنى سرت في صباحٍ أو في وقت الصباح فاستقام المعنى مع ( في ).
    أما قولنا: الصباحُ جميلٌ، فلا يستقيم إذا قلنا في الصباح جميلٌ لأننا لم نرد أن نخبر عن أمر وقع في وقت الصباح.
    ومثل: أُحبُّ ليلةَ القدْرِ، فليلة هنا اسم منصوب ودال على الزمان لكنه لا يعرب ظرف زمان بل مفعولا به فأنت لا تقصد أنك تحبُّ شيئا يقع في ليلة القدر وإنما أنت تحبها نفسها فوقع الحب عليها فصارت مفعولا به، ولو قدرنا في وقُلنا أحبُ في ليلةِ القدرِ لم يستقم المعنى بخلاف قولك أحبُّ الصلاةَ ليلةَ القدرِ فهي هنا ظرف زمان.
    مثال: قال الله تعالى: ( اللهُ يَتوفى الأنفسَ حينَ موتِها ) وإعرابها: اللهُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، يتوفى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على الله، الأنفسَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، حينَ: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، وموتِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، وموتِ مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه، وجملة يتوفى الأنفس خبر للمبتدأ.
    وأما ظرف المكانِ فهو: اسم منصوب يبيِّنُ المكان الذي حصل فيه الفعلُ. مثل: وقفَ زيدٌ أمامَ الشيخِ.
    ومثل أمام ( خلفَ- قُدَّامَ- وراءَ-فوقَ- تحتَ- عندَ- معَ- بينَ- جانبَ- يميناً- شمالاً ) تقول: وقفَ بكرٌ خلفَ النافذةِ، وجلسَت القِطةُ تحتَ المائدةِ، وسرتُ جانبَ النهرِ، وسرتُ معَكَ، وذهبتُ يمينَ الطريقِ، ونحو ذلك.
    نقول في إعراب المثال الأول: وقفَ: فعل ماض مبني على الفتح، بكرٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، أمامَ: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، والشيخِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
    مثال: قال الله تعالى: ( أنتَ تحكمُ بينَ عبادِكَ ) وإعرابها: أنتَ: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، تحكمُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتَ، بينَ: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، وعبادِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، وعبادِ: مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه، والجملة خبر المبتدأ.
    ثم يقال هنا مثلما قلنا في ظرف الزمان يشترط أن يكون الاسم الدال على المكان (يبينُ مكان حصول الفعل ) وإلا فلا يعد ظرفا مثل: جانبُ النهرِ ضَيِّقٌ، فهنا جانب مبتدأ ولا يعد ظرفا لأنك تقصد أن تخبر عن نفس الجانب بأنه ضيق لا عن فعل وقع فيه فهو ليس بتقدير في فليس المعنى في جانب النهر ضيق، بخلاف قولك سرتُ جانبَ النهر فإن المعنى هو سرت في جانب النهر.
    تنبيه: يسمى ظرف الزمان وظرف المكان مفعولاً فيه أيضا. فتلخص أن ظرف الزمان هو: اسم منصوب يبين الزمان الذي حصل فيه الفعل، وأن ظرف المكان هو: اسم منصوب يبين المكان الذي حصل فيه الفعل، ولا بد من صحة المعنى عند تقدير في فيهما.

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم ما هو ظرف الزمان وما هو ظرف المكان ؟
    2- اشرح كيف أن الظرف ينصب على تقدير معنى في ولا ينصب إذا لم يصح تقدير في ؟
    3- مثل بمثال من عندك لظرف زمان وظرف مكان في جملة مفيدة ؟

    ( التمارين 1 )

    استخرج ظرف الزمان وظرف المكان فيما يأتي:
    ( وما تدري نفسٌ ماذا تكسبُ غداً- إنِّهُ على رَجْعِهِ لقادرٌ يومَ تُبلى السرائرُ- يُبايعونَك تحتَ الشجرةِ- ماكثينَ فيهِ أبداً- بلْ يريدُ الإنسانُ ليفجُرَ أمامَهُ- فأوحى إليهم أنْ سَبِّحُوا بُكرةً وعَشيَّاً- سبحانَ الذي أسرى بعبدِه ليلاً- ويحملُ عرشَ ربِّكَ فوقَهُمْ يَومَئذٍ ثمانيةٌ ).

    ( التمارين 2 )

    اجعل الأسماء التالية مفعولا فيه في جملة مفيدة:
    ( سنة- خلف- أمام- شهر ).

    ( التمارين 3 )

    أعرب ما يلي:
    1- بنينا فوقَكُمْ سَبعاً شداداً.
    2- قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِيْ لَيْلاً وَنَهاراً.
    3- اذكرْ اسمَ ربِّكَ بُكرةً وأصيلاً.

  7. #67

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    ( الدرس الثالث والأربعون )


    الحال

    قد علمتَ أن المفعول فيه هو: اسم منصوب يبين الزمان أو المكان الذي حصل فيه الفعل، ومن المنصوبات الحال.
    والحال هو: اسمٌ منصوبٌ يبيِّنُ هيئةَ صاحبِه عندَ وقوعِ الفعلِ.

    لاحظ معي هذه الأمثلة: ( جاءَ زيدٌ ضاحِكاً- رأيتُ عمراً نائماً- أقبلَ المظلومُ باكياً- أتى سعيدٌ راكباً ) تجد الأسماء المنصوبة التالية ( ضاحكاً- نائماً- باكياً- راكباً ) قد بينت هيئة شخص وصفته عند وقوع الفعل، فإذا قلتَ جاءَ زيدٌ لم يفهم إلا مجيئه، ولكن إذا قلتَ جاءَ زيدٌ ضاحكاً فقد بينت وكشفت لنا عن هيئة وحال زيد عند مجيئه وهي الضحك، وكذا كشفت لنا عن حال عمرو حين رأيته وهو النوم، وعن هيئة المظلوم حينما أقبل وهو البكاء، وعن هيئة وكيفية إتيان سعيد وهو الركوب، ويسمى الاسم المنصوب المبين للهيئات حالا، والاسم الذي تبين حاله بصاحب الحال، ففي قولنا: جاءَ زيدٌ ضاحكاً: زيدٌ صاحب الحال، وضاحكاً حال.
    نقول في إعراب المثال الأول: جاءَ: فعل ماض مبني على الفتح، زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، ضاحكاً: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
    والعلامة التي تميز الحال هي وقوعه في جواب ( كيفَ ) تقول: كيفَ جاءَ زيدٌ ؟ فيقال: ضاحكاً، وكيف رأيتَ عمراً ؟ فيقال: نائماً، وكيف أقبلَ المظلومُ ؟ فيقال: باكياً، وكيف أتى سعيدٌ ؟ فيقال: راكباً.
    وكما تلاحظ فإن صاحب الحال أحيانا يكون فاعلا وأحيانا يكون مفعولا به، ففي قولنا: جاءَ زيدٌ ضاحكاً، ( ضاحكاً ) حال من الفاعل الذي هو زيد، وفي قولنا رأيتُ عمراً نائماً، ( نائماً ) حال من المفعول به وهو عمرو.
    وأحياناً تكون الحال تحتمل أن تكون للفاعل أو للمفعول به مثل: لقيتُ عمراً راكباً، فهنا الحال يحتمل أن يكون بيانا لهيئة المتكلم ( تُ ) فيكون المعنى أن المتكلم وقد كان راكبا لقيَ زيداً، ويحتمل أن يكون الحال مبينا لصفة المفعول به ( عمراً ) ويكون المعنى أن المتكلم لقيَ عمراً وهو راكب.
    مثال: قال الله تعالى: ( ويَنقَلبُ إلى أهلِهِ مسروراً ) وإعرابها: ينقلبُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، إلى: حرف جر مبني على السكون، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه، مسروراً: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو حال من الفاعل المستتر يقال كيف سينقلب المؤمنُ إلى أهله؟ فيكون الجواب مسروراً.
    مثال: قال الله تعالى: ( ورَأيتَ الناسَ يدخلونَ في دينِ اللهِ أفواجاً ) أفواجاً: حال منصوب من المفعول به الناس.
    مثال: قال الله تعالى: ( وقَاتِلوُا المشركينَ كافَّةً ) فكافةً: حال منصوب، معناه جميعا ويحتمل أن يكون صاحب الحال هو الفاعل وهو ضمير الواو، ويحتمل أن يكون المشركينَ، فعلى الاحتمال الأول يكون معنى الآية هو: قاتلوا جميعكم المشركينَ لا يتخلف منكم أحد وعلى الاحتمال الثاني يكون المعنى قاتلوا جميع المشركين لا تستثنوا منهم أحداً أي قاتلوا جميعكم المشركين، أو قاتلوا المشركين جميعهم.
    ثم إذا تأملت في أمثلة الحال وجدت لها ثلاث خصائص هي:
    1- تكون الحال نكرة وليس معرفة.
    2- يكون صاحب الحال معرفة، كما في قولنا جاءَ زيدٌ ضاحكا، فزيد معرفة و( ضاحكاً ) نكرة.
    3- تأتي الحال بعد تمام الكلام أي بعد أن تنتهي الجملة من الفعل وفاعله تأتي بعد ذلك الحال فهي تأتي متأخرة عن صاحب الحال كما مر في كل الأمثلة.
    فتلخص أن الحال هو: اسم منصوب يبيِّن هيئة صاحبه عند وقوع الفعل، وأنه يكون نكرة وصاحب الحال معرفة، ويأتي الحال متأخرا.

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم ما هو الحال ؟
    2- ما هي شروط الحال ؟
    3- مثل بمثال من عندك لحال من الفاعل وحال من المفعول به وحال يحتمل الأمرين؟

    ( التمارين 1 )

    استخرج الحال وصاحبها فيما يأتي:
    ( يوَمَئِذٍ يَصْدُرُ الناسُ أَشْتَاتَاً- كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتُم تعلمونَ- يومَ يقومُ الروحُ والملائكةُ صَفَّاً- يُرسِلِ السماءَ عليكُم مِدْرَارَاً- اِهبِطوا مِنها جميعاً- لنْ نؤمنَ لكَ حتى نرى اللهَ جَهْرَةً- وقوموا للهِ قانتينَ ).

    ( التمارين 2 )

    اجعل الأسماء التالية حالا في جملة مفيدة:
    ( مستبشر- مسرعونَ- ظافر- منهزم ).

    ( التمارين 3 )

    أعرب ما يلي:
    1- أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها.
    2- ادْعُـواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ.
    3-تَوَفَنِيْ مُسْلِمَاً وألحِقْنِيْ بِالصَّالِحِيْن َ.


  8. #68

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    ( الدرس الرابع والأربعون )

    التمييز

    قد علمتَ أن الحال هو: اسم منصوب يبين هيئة صاحبه عند وقوع الفعل، ومِن المنصوبات التمييز.
    والتمييزُ هو: اسم منصوب يفسر مبهما قبله.
    لاحظ معي هذه الأمثلة: ( اشترى زيدٌ رطلاً قَمْحَاً- وباعَ بكرٌ ذراعاً حريراً- وعندي خمسونَ دجاجةً ) تجد الأسماء المنصوبة التالية ( قَمْحَاً- حريراً- دجاجةً ) قد رفعت إبهاماً لاسم قبلها، فإذا قلتَ: اشترى زيدٌ رطلاً، لم يعلم هل اشترى قمحا أو شعيراً أو رزاً، وذلك لأن الرطل اسم مبهم يحتمل معاني كثيرة فإذا قلتَ ( قمحاً ) زال الإبهامُ لأنك ميزت الرطل وبينت المقصود منه، ويسمى الاسم المنصوب المفسِّر بالتمييز، والاسم المبهم الذي فُسِّر بالمُمَيَّز ( فرطلاً ) مُمَيَّز ( وقمحاً ) تمييز، ( وذراعاً ) مميَّز ( وحريراً ) تمييز ( وخمسون ) مميَّز ( ودجاجةً ) تمييز.
    نقول في إعراب المثال الأول: اشترى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، رطلاً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، قمحاً: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
    ثم إن التمييز نوعان:
    1- تمييز مفرد وهو: أن يكون التمييز مفسرا لاسم مفرد قبله، كما مر في كل الأمثلة فقولنا اشترى زيدٌ رطلا قمحا، ( قمحاً ) تمييز لاسم مفرد وهو رطل. وهذا النوع يقع بعد المقادير والأعداد مثل: اشتريتُ رطلاً قمحاً، وجراماً ذهباً، وذراعاً قماشاً، وعشرينَ بيضةً.
    مثال: قال الله تعالى: ( فمَنْ يعملْ مثقالَ ذرةٍ خيراً يرهُ ) وإعرابها: مَنْ: اسم شرط جازم مبني على السكون، يعملْ: فعل مضارع هو فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، مثقالَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، وذرةٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، خيراً: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، يرَهُ: فعل مضارع هو جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة والأصل يراه، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والشاهد هو أن ( خيراً ) تمييز لمفرد وهو مثقال ذرة.
    2- تمييز جملة وهو: أن يكون التمييز مفسراً لجملة قبله وليس لكلمة مفردة.
    مثل: فاض القلبُ فرحاً، فلو قلتَ فاض القلبُ، لحصل إبهام فهل فاض فرحا أو حزنا، فإذا ميزته زال الإبهام. والإبهام هنا ليس في القلب لأنه لا إبهام فيه ولا خفاء ولكن الإبهام في نسبة الفيض إلى القلب أي في الجملة نفسها وإذا قلتَ: امتلأ الإناءُ احتمل أن يكون امتلأ ماءً أو غيره فإذا قلتَ ماءً تميز وتعين المقصود، وليس الإبهام في الإناء وإنما في نسبة الامتلاء إليه.
    ومثل: تَصَبَّبَ زيدٌ عرَقاً، وطابَ محمدٌ نَفساً، وعمروٌ أكبرُ مِنكَ سِنَّاً، وأقوى منك بدناً ونحو ذلك.
    مثال: قال الله تعالى: ( أنا أكثرُ مِنكَ مالاً ) وإعرابها: أنا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، أكثرُ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، مِنْ: حرف جر مبني على السكون، والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بحرف الجر، مالاً: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره. ونوع التمييز هنا هو تمييز جملة لأنه ميز نسبة الأكثرية له فقد يكون أكثر منه مالا أو ولدا أو غيرهما.
    وقد يتوهم أن عرَقَاً مفعول به في قولنا تصبَّبَ زيدٌ عرقاً، ولكن يرتفع هذا التوهم حينما تعلم أنَّ تصبَّبَ فعل لازم لا يأخذ مفعولا به.
    وقد يحصل اشتباه بين الحال والتمييز فكيف يتم التفريق بينهما ؟ والجواب هو: أن الحال يقع في جواب كيف بخلاف التمييز مثل ( طابَ زيدٌ نفساً- جاءَ زيدٌ مسرعاً ) نقول كيف جاءَ زيد ؟ فيقال مسرعا فهو حال، ولا يصح إذا قلنا كيف طابَ زيدٌ ؟ يكون الجواب نفساً.
    ثم إن التمييز كالحال يكون نكرة كما في كل الأمثلة السابقة ولا يقع معرفة، ويأتي بعد تمام الكلام فيكون متأخرا عن المميَّز.
    فتلخص أن التمييز هو: اسم منصوب يفسر مبهما قبله، ويكون ذلك المبهم مفردا وجملة، ولا يكون التمييز إلا نكرة ، ولا يأتي إلا بعد تمام الكلام.

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم ما هو التمييز ؟
    2- ما هي أنواع التمييز ؟
    3- مثل بمثال من عندك لكل نوع من أنواع التمييز ؟

    ( التمارين 1 )

    بيّن التمييز ونوعه فيما يأتي:
    (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ- فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا- لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا- فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا- وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا- وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً ).

    ( التمارين 2 )

    اجعل كل اسم مما يأتي تمييزا في جملة مفيدة:
    ( أخلاق- ثمن- عسل- كتاب- هواء )

    ( التمارين 3 )

    أعرب ما يلي:
    1- إنَّ ناشِئَةَ الليلِ هيَ أشدُّ وَطئَاً وأقومُ قِيلاً.
    2- أنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللهِ.
    3- إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً.


  9. #69

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    ( الدرس الخامس والأربعون )

    المستثنى

    قد علمتَ أن التمييز هو: اسم منصوب يفسر مبهما قبله، ومن المنصوبات المستثنى.
    والمستثنى هو: اسم يذكر بعد أداة مِن أدوات الاستثناء مخالفاً لما قبلها في الحكم.
    لاحظ معي هذه الأمثلة: ( جاءَ القومُ إلا زيداً- نجحَ الطلابُ في الامتحانِ إلا عمراً- تصدأُ المعادنُ إلا الذهبَ ) تجد الأسماء المنصوبة التالية ( زيداً- عمراً- الذهبَ ) تخالف ما قبلها في الحكم، ففي المثال الأول حكمنا بمجيء القوم كلهم واستثنينا زيدا ممن جاءَ، وفي المثال الثاني حكمنا بنجاح الطلاب جميعهم واستثنينا عمرا من الناجحين، وفي المثال الثالث حكمنا بصدأ كل المعادن واستثنينا الذهب ممن يصدأ.
    وتسمى ( إلا ) أداة استثناء أي أداة إخراج لأنها تخرج ما بعدها عن حكم ما قبلها، ويسمى الاسم الواقع بعدها ( مستثنى ) وهو الذي أخرج من الحكم، ويسمى الاسم الواقع قبلها والذي وقع الاستثناء منه ( مستثنى منه ).

    ففي قولنا: جاءَ القومُ إلا زيداً، القومُ مستثنى منه، وإلا أداة استثناء، و( زيداً ) مستثنى.
    وعملية الاستثناء تشبه عملية الطرح في الرياضيات فإذا قلنا نجح الطلاب في الامتحانِ إلا زيداً، وكان عدد الطلاب المتحدث عنهم عشرينَ طالبا، كانت النتيجة هي: 20- 1= 19 وهو عدد الطلاب الناجحين.
    نقول في إعراب المثال الأول: جاءَ: فعل ماض مبني على الفتح، القومُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، إلا: حرف استثناء مبني على السكون، زيداً: مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
    ثم إن للمستثنى أحكاما -إذْ أنه ليس دائما يكون منصوبا- وهي:
    1- وجوب النصب وذلك إذا كان الكلام تاما مثبتا.
    ونعني بكونا تاما أن المستثنى منه مذكور في الجملة غير محذوف، ونعني بكونا مثبتا أنه ليس منفيا. مثل: جاءَ القومُ إلا زيداً، فالمستثنى منه مذكور في الكلام وهو ( القومُ ) والكلام مثبت وليس منفيا بخلاف إذا قلنا ما جاء القوم فهذا نفي يختلف معه حكم المستثنى، فلما توفر الشرطان وجب نصب المستثنى.
    ومثل: يصوم المسلمونَ رمضانَ إلا الفاسقَ، فلما كان الكلام مثبتا والمستثنى منه مذكور وجب نصب الفاسق.
    مثال: قال الله تعالى: ( فَسَجَدُوْا إلا إبْليسَ ) وإعرابها: سجد: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الفاعل، والواو: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، إلا: حرف استثناء مبني على السكون، إبليسَ: مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، فالكلام مثبت،والمستثنى منه هو الواو للملائكة فوجب النصب.
    2- جواز النصب وإتباعه للمستثنى منه على أنه بدل منه وذلك إذا كان الكلامُ تاماً منفيَّاً.
    مثل: ما جاءَ القومُ إلا زيداً، فهنا المستثنى منه مذكور وهو القوم فيكون الكلام تاما، والكلام منفي لتقدم ( ما ) النافية، فحينئذ يجوز أن تنصب زيداً أو ترفعه قائلا: ما جاءَ القومُ إلا زيدٌ، ففي النصب نعربه مستثنى منصوب، وفي الرفع نعربه: بدل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، لأنه بدل من القوم وهو مرفوع فيكون مثله.
    ومثل: لم ينجحْ الطلابُ إلا عمراً أو عمروٌ، وما قرأتُ الكتابَ إلا المقدمةَ، فهنا نعربه بدل منصوب أو مستثنى، وما سلمتُ على القادمينَ إلا الأولَ أو الأولِ، فهنا نعربه في حالة الجر بدل مجرور، وفي حالة النصب مستثنى.
    مثال: قال الله تعالى: ( ما فَعَلُوْهُ إلا قليلٌ مِنهُمْ ) وإعرابها: ما: حرف نفي مبني على السكون، فَعَلُ: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الفاعل، الواو: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، إلا: حرف استثناء مبني على السكون، قليلٌ: بدل مرفوع من ضمير الواو وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، من: حرف جر مبني على السكون، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بحرف الجر، والميم: حرف مبني على السكون دال على الجماعة.
    وهنا في الآية الكريمة الكلام تام لأن المستثنى منه وهو ضمير الواو مذكور، والكلام منفي لوجود ما النافية، وقد جاءت قراءة ثانية (ما فَعَلُوْهُ إلا قليلاً مِنهُمْ ) بجعل قليل منصوب على أنه مستثنى.
    3- إعرابه على حسب ما قبل إلا من العوامل وذلك إذا كانَ الكلام ناقصا منفياً.
    ونعنى بكونه ناقصا أن المستثنى منه محذوف، وفي هذه الحالة يكون الكلام منفيا دائما ولا يأتي مثبتا. مثل: ما جاءَ إلا زيدٌ، فهنا المستثنى منه محذوف والأصل ما جاءَ أحدٌ إلا زيداً، والكلام منفي، فحينئذ يعرب الاسم الواقع بعد إلا على حسب العوامل، فنقول في إعراب هذا المثال: ما: حرف نفي، ، جاءَ: فعل ماض مبني على الفتح، إلا: حرف استثناء ملغي مبني على السكون، زيدٌ: فاعل مرفوع بالضمة، وطريقة إعراب هذا النوع أن نقدر أن حرف النفي والاستثناء غير موجودين ثم نعرب فكأننا قلنا: جاءَ زيدٌ ( وقلنا ملغي لأنه لا عمل لـ إلا ).
    ومثل: ما رأيتُ إلا زيداً، والأصل ما رأيت أحداً إلا زيد، فهنا نعربه: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة لأن الفعل رأيت يطلب مفعولا به، ومثل:ما مررتُ إلا بزيدٍ،والأصل ما مررتُ بأحدٍ إلا بزيد وهنا يكون مجروراً.
    مثال: قال الله تعالى: ( وما محمدٌ إلا رسولٌ ) وأعرابها: ما: حرف نفي مبني ، محمدٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، إلا: حرف استثناء ملغي، رسولٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
    فتلخص أن المستثنى: اسم يذكر بعد أداة مِن أدوات الاستثناء مخالفاً لما قبلها في الحكم، ويكون منصوبا وجوبا إن كان الكلام تاما مثبتا، ويجوز النصب والبدل إن كان الكلام تاما منفيا، ويكون على حسب العوامل إن كان ناقصاً.

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم ما هو المستثنى والمستثنى منه ؟
    2- ما هي أحكام المستثنى بإلا ؟
    3- مثل بمثال من عندك لكل حكم من أحكام الاستثناء بإلا ؟

    ( التمارين 1 )

    بين نوع الاستثناء وإعراب المستثنى فيما يأتي:
    (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ- لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً-إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ - كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ- وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ).

    ( التمارين 2 )

    اجعل كل اسم من الأسماء الآتية مستثنى بإلا وضعه في ثلاث جمل بحيث يكون في الأولى واجب النصب، وفي الثانية جائز النصب والإتباع على أنه بدل، وفي الثالثة معربا على حسب العوامل:
    ( المسلم- الكافر- المتقون ).

    ( التمارين 3 )

    أعرب ما يلي:
    1- يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَىالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ.
    2- قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً.
    3- قَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ.


  10. #70

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    ( الدرس السادس والأربعون )

    المستثنى بغير وسوى

    قد علمتَ أن المستثنى اسم يذكر بعد أداة مِن أدوات الاستثناء مخالفاً لما قبلها في الحكم، وأول هذه الأدوات هي إلا وقد مرَّ بيان أحكامها، وهنالك أدوات استثناء أخر هي: 1- ( غَيْرُ ) وهو اسم معرب بالحركات الظاهرة. لاحظ هذه الأمثلة:
    ( جاءَ القومُ غَيْرَ زيدٍ- ما جاءَ القومُ غيرُ زيدٍ- ما مررتُ بغيرِ زيدٍ ) تجد أن غير هنا تفيد معنى إلا لأن ما بعدها مخالف لما قبلها في الحكم فلذا تعد أداة استثناء، ويكون ما بعدها مستثنى وما قبلها مستثنى منه.
    ولو كررتَ النظرَ ستجدُ أن المستثنى بغير قد وقع مجرورا في كل الأمثلة فهذا هو بيان حكمه الإعرابي يكون مجرورا بإضافة غير إليه، وأما غير نفسها فهي اسم معرب تارة يقع مرفوعا وتارة يقع منصوبا وتارة يقع مجرورا.
    والضابط في معرفة إعراب غير هو أنها تأخذ حكم الاسم الواقع بعد إلا فلها ثلاث حالات هي:
    1- أن تقع في كلام تام مثبت فتنصب على الاستثناء وجوبا.
    مثل: جاءَ القومُ غيرَ زيدٍ، فهنا المستثنى منه مذكور وهو القوم، والكلام مثبت فنصبنا غير وجوبا.
    ومثل: ( قدِمَ المسافرونَ غيرَ عمروٍ- اتَّقدتِ المصابيحُ غيرَ واحدٍ- لكلِّ داءٍ دواءٌ غيرَ الموتِ ) فنصبت في كلام تام موجب.
    نقول في إعراب المثال: الأول: جاءَ: فعل ماض مبني على الفتح، القومُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، غيرَ: مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف، وزيدٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، ويلاحظ أن المستثنى حقيقة هو زيد ولكن عند الإعراب نسمها مستثنى.
    2- أن تقع في كلام تام منفي فيجوز الإتباع على أنها بدل ويجوز النصب على الاستثناء.
    مثل: ما جاءَ القومُ غيرُ زيدٍ أو غيرَ زيدٍ، وما رأيتُ القومَ غيرَ زيدٍ، وما مررتُ بأحدٍ غيرِ زيدٍ أو غيرَ زيدٍ. فغير في هذه الأمثلة يجوز أن تتبع ما قبلها على أنها بدل منه، ففي قولنا ما جاءَ القومُ غيرُ زيدٍ: غيرُ: بدل مرفوع لأنه يصح أن نقول ما جاءَ غيرُ زيدٍ، ويجوز النصب على أنه مستثنى لأن الكلام هنا تام لوجود المستثنى منه ومنفي.
    3- أن تقع في كلام ناقص منفي فتكون غير على حسب العوامل التي قبلها.
    مثل: ما جاءَ غيرُ زيدٍ، وما رأيتُ غيرَ زيدٍ، وما مررتُ بغيرِ زيدٍ، وهي في المثال الأول فاعل، وفي الثاني مفعول به، وفي الثالث اسم مجرور لأن الكلام ناقص لحذف المستثنى منه في الجملة.
    2- ( سِوى ) وهو اسم معرب بحركات مقدرة وله نفس التفصيل السابق لغير تماما.
    مثل: جاءَ القومُ سِوى زيدٍ، فسوى: مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة وهو مضاف، وزيدٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، والحكم هنا هو وجوب النصب لأن الكلام تام موجب.
    ومثل: ما جاءَ القومُ سوى زيدٍ: فسوى: بدل مرفوع بضمة مقدرة، أو مستثنى منصوب بفتحة مقدرة وهو مضاف وزيد: مضاف إليه مجرور بالكسرة، والحكم هنا هو جواز الإتباع على أنه بدل وجواز النصب على الاستثناء لأن الكلام تام منفي.
    ومثل: ما جاءَ سوى زيدٍ: فما: حرف نفي، وجاءَ: فعل ماض مبني على الفتح، وسوى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة، وهو مضاف وزيد مضاف إليه، والحكم هنا هو إعراب سوى على حسب العوامل التي قبلها لأن الكلام ناقص لعدم ذكر المستثنى منه.
    مثال: قال الله تعالى: ( لا يستويْ القاعدونَ مِن المؤمنينَ غيرُ أولي الضررِ والمجاهدونَ في سبيل اللهِ ) وإعرابها: لا: حرف نفي، يستوي: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة، القاعدون: فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم، مِن حرف جر، المؤمنين: اسم مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم، غيرُ: بدل مرفوع من ( القاعدونَ ) وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، وأولي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه يعامل معاملة جمع المذكر السالم.
    والشاهد هنا هو أن الكلام تام لوجود المستثنى منه، وناقص لوجود النفي بلا فأتبع على أنه بدل.
    وجاءت قراءة ثابتة بنصب غير على أنه مستثنى منصوب بالفتحة.
    مثال: قال الله تعالى: (فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ ) وإعرابها: ما: حرف نفي، تزيدونَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والنون: حرف للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول، غيرَ: مفعول به ثان منصوب بالفتحة، وهو مضاف، وتخسيرٍ: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
    والشاهد هو أن الكلام هنا ناقص لأن التقدير فما تريدونني شيئا غير تخسير ، وهي هنا بمعنى إلا فصارت غير معربة بالعامل قبل غير.
    فتلخص أنه قد تأتي غير وسوى بمعنى إلا فحينئذ يكون ما بعدهما مجرورا دائما، وإما إعرابهما أنفسهما فيكون كالاسم المستثنى بإلا فتارة يجب النصب إن كان الكلام تاما موجبا، وتارة يجوز البدل والنصب على الاستثناء إن كان الكلام تاما منفيا، وتارة يكونان على حسب العوامل إن كان الكلام ناقصاً.

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم ما هو حكم المستثنى بغير وسوى ؟
    2- ما هي أحكام غير وسوى ؟
    3- مثل بمثال من عندك لكل من غير وسوى في أحكام مختلفة ؟

    ( التمارين 1 )

    عيّن حكم غير وسوى الإعرابي في الأمثلة التالية:
    ( ما أضعفَ الدينَ غيرُ علماءِ السوءِ- ما يأكلُ الذئبُ سِوى الغنمِ القاصيةِ- يدافعُ المسلمونُ عن ديارِهم سِوى الجبناءِ- لا تصاحبْ أحداً غيرَ الأخيارِ- لا يَحيقُ المكرُ السيِّئُ بغيرِ أهلهِ- لا يوحدُّ اللهَ أحدٌ غيرُ المسلمينَ ).

    ( التمارين 2 )

    اجعل كل اسم من الأسماء الآتية مستثنى بغير وسوى وضعه في ثلاث جمل بحيث يكون في الأولى واجب النصب، وفي الثانية جائز النصب والإتباع على أنه بدل، وفي الثالثة معربا على حسب العوامل:
    ( المسلم- الكافر- المتقون ).

    ( التمارين 3 )


    أعرب ما يلي:
    1- لم تُثْمِرْ أشجارَ البستانِ سوى النخيلِ.
    2- فهمتُ الدرسَ غيرَ مسألةٍ.
    3-كلُّ المصائبِ قد تمرُّ على الفتى...... وتَهونُ غيرَ شَماتةِ الحُسَّادِ.


  11. #71

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    شرح رائع ومميز
    بارك الله فيك ونفع بك
    لو أتحفتمونا أيضا بنسخة من الشرح بصيغة وورد لكان خيرا
    ليسهل الاستفادة منها والاقتباس عند الحاجة

    وما مِن كاتبٍ إلا سيفنَى *** ويُبقي الدهرُ ما كتبتْ يداهُ
    فلا تكتب بخطّك غيرَ شيء *** يسُرُّك في القيامة أن تراهُ

  12. #72

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أسامة العزيزي مشاهدة المشاركة
    شرح رائع ومميز
    بارك الله فيك ونفع بك
    لو أتحفتمونا أيضا بنسخة من الشرح بصيغة وورد لكان خيرا
    ليسهل الاستفادة منها والاقتباس عند الحاجة

    جزاك الله خيرا.
    بعد إكمالي الدروس سأجمعها في كتاب بصيغة pdf
    ومن رغب حينها بنسخة وورد فليراسلني على الخاص.
    مع التقدير.

  13. #73

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    ( الدرس السابع والأربعون )

    المستثنى بخلا وعدا وحاشا

    قد علمتَ أنه قد تأتي غير وسوى بمعنى إلا فحينئذ يكون ما بعدهما مجرورا دائما، وإما إعرابهما أنفسهما فيكون كالاسم المستثنى بإلا، وهنالك أدوات استثناء أخر هي:
    1- ( خَلا ).
    لاحظ هذه الأمثلة: ( جاءَ القومُ خَلا زيداً- ما جاءَ القومُ خلا زيداً- ما رأيتُ أحداً خلا زيداً ) تجد أن خلا هنا تفيد معنى إلا لأن ما بعدها مخالف لما قبلها في الحكم فلذا تعد أداة استثناء، ويكون ما بعدها مستثنى وما قبلها مستثنى منه، وستجدُ أن المستثنى هنا قد وقع منصوبا، وحينئذ تكون خلا فعلا ماضيا، ويكون المستثنى مفعولا به.
    نقول في إعراب المثال الأول: جاءَ: فعل ماض مبني على الفتح، القومُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، خلا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، زيداً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
    فهذا هو الاستعمال الأول لخلا وهو أن تكون فعلا ماضيا والفاعل مستتر دائما ويكون ما بعدها مفعولا به.
    ولها استعمال ثان وهي أن تكون حرف جر ويكون ما بعدها اسما مجروراً.
    لاحظ هذه الأمثلة: ( جاءَ القومُ خَلا زيدٍ - ما جاءَ القومُ خلا زيدٍ - ما رأيتُ أحداً خلا زيدٍ ) تجد أن الاسم بعد خلا مجرور، نقول في إعراب خلا: حرف جر مبني على السكون، زيدٍ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
    ولكن متى نجعل خلا فعلا ماضيا ومتى نجعلها حرف جر ؟
    الجواب: الأمر يعتمد على التقدير والنية فإن شئت قدرتها أفعالا فحينئذ تنصب الاسم الذي بعدها، وإن شئت قدرتها حروفا فحينئذ تجر الاسم الذي بعدها فلك أن تقول: جاءَ القومُ خلا زيداً، ولك أن تقول: جاءَ القومُ خلا زيدٍ.
    2- ( عدا )، 3- ( حاشا ).
    وحكمهما حكم خلا تماما فيجوز أن تقدرهما أفعالا ويجوز أن تقدرهما حروف جر.
    مثل: جاءَ القومُ عدا زيداً، وعدا زيدٍ، وجاءَ القومُ خلا زيداً، وخلا زيدٍ.
    فتلخص أن من أدوات الاستثناء خلا وعدا وحاشا وهي تكون أفعالا إن نُصب الاسم بعدها وتكون حروف جر إن جر الاسم بعدها.

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم ما هو حكم الاسم المستثنى بـهذه الكلمات ( خلا وعدا وحاشا ) ؟
    2- ماذا يجوز في إعراب خلا وعدا وحاشا ؟
    3- مثل بمثال من عندك لخلا وعدا وحاشا في حالينِ مختلفين ؟

    ( التمارين 1 )

    اجعل الأسماء التالية تارة منصوبة وتارة مجرورة بعد كلٍّ مِن: خلا وعدا وحاشا :
    ( المؤمن- أخوكَ- المحسن ).

    ( التمارين 2 )

    أعرب ما يلي:
    1- سيفنى كلُّ شيءٍ خلا وجهِ اللهِ.

    2- يغفرُ اللهُ الذنوبَ عدا الشركَ.
    3- كلُّ أحدٍ يُؤخَذُ قَولُهُ ويُرَدُّ حاشا النبيَّ.


  14. #74

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    الباب السادس في المرفقات.
    لم يبق إلا باب واحد.
    نسأل الله التيسير.
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  15. #75

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    الباب السادس في المرفقات.
    لم يبق إلا باب واحد.
    نسأل الله التيسير.
    يسر الله لك وأعانك ووفقك
    وما مِن كاتبٍ إلا سيفنَى *** ويُبقي الدهرُ ما كتبتْ يداهُ
    فلا تكتب بخطّك غيرَ شيء *** يسُرُّك في القيامة أن تراهُ

  16. #76

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أسامة العزيزي مشاهدة المشاركة
    يسر الله لك وأعانك ووفقك
    آمين.

  17. #77

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    ( الدرس الثامن والأربعون )

    لا النافية للجنس

    قد علمتَ أن مِن الأسماء المنصوبة اسم إنَّ وأخواتها، فإنها تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الأول اسما لها وترفع الثاني خبرا لها.
    ومِن أخوات إنَّ لا النافية للجنس فحقها أن تذكر معهن ولكنها أفردت بباب مستقل لأن لها أحكاما خاصة بها.
    لاحظ معي هذه الأمثلة: ( لا سرورَ دائمٌ- لا إنسانَ خالدٌ- لا بخيلَ محمودٌ ) تجد أن لا دخلت على جملة اسمية فنصبت الاسم الأول ورفعت الاسم الثاني فهي تعمل عمل إنَّ.
    نقول في إعراب المثال الأول: لا: حرف لنفي الجنس مبني على السكون، سرورَ: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، دائمٌ: خبر لا مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

    فإذا كان اسم لا مفردا مثل: ( سرور، إنسان، بخيل) فيكون مبنيا في محل نصب، وإذا كان اسمها مضافا كان منصوبا مثل: لا طالبَ علمٍ مستكبرٌ، فهنا طالب أضيف إلى علم فنقول في الإعراب: لا: حرف لنفي الجنس مبني على السكون، طالبَ: اسم لا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضاف وعلمٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، مستكبرٌ: خبر لا مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
    فاتضح أن لا النافية للجنس تعمل عمل إنَّ والاسم بعدها يكون إما منصوبا أو مبنيا في محل نصب.
    ثم إنَّ معنى قولنا ( النافية للجنس ) هو: أن لا تنفي الخبر عن جميع أفراد اسمها فإذا قلتَ: لا رجلَ في هذهِ الدارِ فقد نفيت وجود أي فرد من أفراد الإنسان في هذه الدار، وإذا قلتَ: لا إنسانَ خالدٌ فقد نفيت الخلود عن جميع أفراد الإنسان في هذه الحياة الدنيا، فالمقصود بالجنس هو الاسم الذي له أفراد عديدة، ونفي الجنس هو نفي الخبر عن كل أفراد ذلك الاسم.
    مثال: قال الله تعالى: ( ذلكَ الكتابُ لا ريبَ فيهِ ) وإعرابها: لا: حرف لنفي الجنس مبني على السكون، ريبَ: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، في: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر، والجار والمجرور في محل رفع خبر لا.
    ولا النافية للجنس لا تعمل عمل إنَّ إلا بشروط هي:
    1- أن يكون اسمها وخبرها نكرتين، نحو لا سرورَ دائمٌ، فسرور ودائم نكرتان، فإن كان الاسم أو الخبر معرفة فحينئذ ما تعمل لا، ولا تعد حينئذ من أخوات إنَّ مثل: لا الجبانُ ثابتٌ في المعركة ولا الخائنُ، فهنا لا نافية مهملة لا عمل لها، والجبانُ: مبتدأ، وثابتٌ خبر، وسبب عدم عملها هو أن الجبان معرفة لوجود الألف واللام فيه، وكذلك إذا قلنا لا زيدٌ في الدارِ ولا عمروٌ.
    2- أن يتصل اسمها بها أي لا يفصل بين لا وبين اسمها فاصل مثل لا رجلَ في الدارِ فهنا رجل متصل مباشرة بلا فإن فصل فاصل أهملت وتكررت لا، مثل: لا في الدارِ رجلٌ ولا امرأةٌ، ولا في الجنةِ موتٌ ولا ألمٌ.
    نقول في إعراب: لا في الدار رجلٌ ولا امرأةٌ، لا: حرف نفي مهمل مبني على السكون، في: حرف جر مبني على السكون، الدارِ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، والجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم على المبتدأ، رجلٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وَ: حرف عطف مبني على الفتح، لا: حرف نفي مهمل مبني على السكون، امرأةٌ:اسم معطوف على رجل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
    مثال: قال الله تعالى: (لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ ) والغَولُ هو: ما يعتري شارب الخمر من الصداع والألم، ومعنى ينزفون هو يسكرون، فخمر الآخرة لا آفة فيها، وإعرابها: لا: نافية مهملة، فيها: جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم، غولٌ: مبتدأ مرفوع مؤخر، والشاهد هو وجوب رفع الاسم إذا فصل بينه وبين لا فاصل مع تكرار لا.
    3- أن لا تتكرر لا.
    فإن تكرر ( لا ) فيجوز إعمالها ويجوز إلغاءها أي يجوز أن تعمل عمل إنَّ، ويجوز أن لا تعمل وتكون مهملة ملغاة.
    مثل: لا رجلَ في الدارِ ولا امرأةَ، ويجوز أن تقول: لا رجلٌ في الدارِ ولا امرأةٌ.
    ففي الحالة الأولى نعربها هكذا: لا: حرف لنفي الجنس مبني على السكون، رجلَ: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، في : حرف جر مبني على السكون، الدارِ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره. وَ: حرف عطف مبني على الفتح، لا: حرف لنفي الجنس مبني على السكون، امرأةَ: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب والخبر محذوف دل عليه ما قبله والتقدير ولا امرأةَ في الدار وجملة ( لا امرأةَ في الدارِ ) معطوفة على جملة ( لا رجلَ في الدارِ ).
    وفي الحالة الثانية نقول: لا: حرف نفي مهمل مبني على السكون، رجلٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، في: حرف جر مبني على السكون، الدارِ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، والجار والمجرور في محل رفع خبر لا، وَ: حرف عطف مبني على الفتح، لا: حرف نفي مهمل مبني على السكون، امرأةٌ: معطوف على رجل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
    فتلخص أن لا التي لنفي الجنس تعمل عمل إنَّ بثلاثة شروط: أن يكون اسمها وخبرها نكرتين، وأن لا يفصل بينها وبين اسمها فاصل، وأن لا تتكرر.

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم ما هو عمل لا النافية للجنس ؟
    2- ما هي شروط عمل لا النافية للجنس ؟
    3- مثل بمثالين من عندك لـ لا النافية للجنس العاملة والمهملة ؟

    ( التمارين 1 )

    ميّز ( لا ) العاملة مِن الملغاة فيما يأتي وبين سبب الإلغاء: ( لا عاصمَ اليومَ مِن أمرِ اللهِ- مَن يضللِ اللهُ فلا هاديَ لهُ- أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ- فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ- وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ- لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ).

    ( التمارين 2 )

    اجعل كل اسم مما يأتي اسما لـ لا النافية للجنس وألحقْ به خبرا يناسبه:
    ( صديق- صانع معروف- مصباح ).

    ( التمارين 3 )

    أعرب ما يلي:
    1- اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ.
    2- قالَ لا تثريبَ عليكُم اليومَ.
    3- يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ.


  18. #78

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    ( الدرس التاسع والأربعون )

    المنادى

    قد علمتَ أن لا النافية للجنس تعمل عمل إِنَّ بثلاثة شروط: أن يكون اسمها وخبرها نكرتين، وأن لا يفصل بينها وبين اسمها فاصل، وأن لا تتكرر، ومِن المنصوبات المنادى. والمنادى هو: اسم يدخل عليه أداة نداء.
    لاحظ هذه الأمثلة: ( يا زيدُ- يا بكرُ- يا سعيدُ أقبِلْ ) تجد الأسماء التالية ( زيد- عمرو- سعيد ) قد دخل عليها حرف ( يا ) ويسمى بأداة النداء لأنك تنادي به الشخص وتطلب منه أن يلتفت إليك ويستمع لما تقوله، ويسمى الاسم الذي بعد ( يا ) بالمنادى، فيا أداة نداء وزيد منادى.
    ثم المنادى خمسة أنواع هي:
    1- العلم المفرد. مثل: يا زيدُ، فزيد اسم علم مفرد فهذا حكمه يبنى على الضم في محل نصب فنقول في إعرابه: يا: حرف نداء مبني على السكون، زيدُ: منادى مبني على الضم في محل نصب.
    مثال: قال الله تعالى: (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ) وإعرابها: يا: حرف نداء مبني على السكون، إبراهيمُ: منادى مبني على الضم في محل نصب، أعرضْ: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، عنْ: حرف جر مبني على السكون، هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بحرف الجر.
    2- النكرة المقصودة. وقد عرفنا معنى النكرة مِن قبل، ومعنى كونها مقصودة أنها يراد بها شخص معين مثل: يا رجلُ تخاطب به شخصا أمامك فأنت هنا لا تريد أي رجل بل تريد رجلا مقصودا معينا، فهذا حكمه يبنى على الضم في محل نصب أيضا.
    ومثل: يا رجالُ أَتقنوا عملكم، فهنا النداء توجه إلى رجال معينين يراهم المتكلم ويستمعون له، فيكون نكرة مقصودة.
    مثال: قال الله تعالى: (قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ ) فهنا النداء توجه إلى نار معينة وهي التي ألقي فيها إبراهيم، وإعرابها: قلْنا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعل، ونا: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، يا: حرف نداء مبني على السكون، نارُ: منادى مبني على الضم في محل نصب، كونِيْ: فعل أمر ناقص مبني على حذف النون، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم كان، برداً: خبر كان منصوب، وسلاماً: الواو حرف عطف، سلاماً: معطوف على برد منصوب، على إبراهيم: جار ومجرور.
    3- النكرة غير المقصودة. وهي التي لا يراد بها شيء معين مثل: يا ظالماً اتقِ الله، فهنا أنت لا توجه ندائك لظالم بعينه بل تريد توجيه النصح بشكل عام للظالم كائناً من يكن،ومثل يا غافلاً انتبه، ويا عاصياً تبْ،ويا كسولاً اجتهدْ والفرق بين النكرة المقصودة، وغير المقصودة هو أنه في الأولى توجه الخطاب لمعين، وفي الثانية لغير معين، والأمر يعتمد على قصدك أنت أيها المتكلم، ويكون حركة الآخر دليلا على ما قصدته فإذا أرت توجيه النداء لغافل معين تراه ويسمعك قلتَ: يا غافلُ، وإذا أردتَ توجيه النداء لغير معين قلتَ يا غافلاً والسامع يعرف قصدك من خلال الضمة على لام الغافل أو الفتحة.
    وحكم النكرة غير المقصودة هو النصب ، فنقول فيه: يا: حرف نداء مبني على السكون، ظالماً: منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، اتقِ: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، واللهَ: لفظ الجلالة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
    4- المضاف. مثل: يا عبدَ الله، ويا أبا سعيدٍ، ويا حارسَ البستانِ، ويا طالبَ العلمِ، ونحو ذلك مما أضيف الاسم الأول إلى ما بعده، وحكمه أنه يكون منصوبا أيضاً، وعلامة نصبه قد تختلف فقد تكون الفتحة وقد تكون الألف وقد تكون الكسرة وقد تكون الياء.
    مثال: قال الله تعالى: (يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ ) وإعرابها: يا: حرف نداء مبني على السكون، أهلَ: منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، والكتابِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، تعالوا: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، إلى: حرف جر، كلمةِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة، سواءٍ: صفة مجرورة وعلامة جرها الكسرة.
    5- الشبيه بالمضاف. وهو : ما اتصل به شيء من تمام معناه، فهو يشبه المضاف من جهة ارتباط الكلمتين ببعضهما ولكن ليس ما بعده مجرورا بالإضافة مثل: ( يا صاعداً جبلاً ) فجبلا مرتبطة بصاعد وموضحة له ومتممة لمعناه فهي تشبه يا صاعدَ الجبلِ ومثل: ( يا كريماً أصلُهُ- يا حافظاً درسَه- يا محباً للخيرِ- يا سامعاً دعاءَ العبدِ- يا ساعياً في الخير- يا مغتراً بعملِه- يا لاهياً عن الصلاةِ- يا مسافراً إلى العراقِ ) ونحوها مما اتصل بالاسم شيء يتمم معناه.
    وحكمه أنه يكون منصوبا أيضاً نقول في إعراب يا مسافراً إلى العراق، يا: حرف نداء مبني على السكون، مسافراً: منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، إلى : حرف جر، العراقِ:اسم مجرور وعلامة جره الكسرة.
    تنبيه: المقصود بالمفرد في باب النداء وفي باب لا النافية للجنس ما ليس مضافا ولا شبيها به فرجل ورجال مفرد.
    فتلخص أن المنادى اسم يدخل عليه أداة نداء، وهو منصوب أو مبني في محل نصب، فإن كان علما أو نكرة مقصودة فيبنى على الضم في محل نصب، وإن كان نكرة غير مقصودة أو مضافا أو شبيها بالمضاف فهو منصوب.

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم ما هو المنادى ؟
    2- ما هي أنواع المنادى وما هو حكم كل نوع ؟
    3- مثل بمثال من عندك لكل نوع من أنواع المنادى ؟

    ( التمارين 1 )

    عيّن المنادى ونوعه وحكمه فيما يأتي:
    ( يا واعظاً غيرَهُ ابدأ بنفسِكَ- يا مستكبراً تواضعْ لله- قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا- يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ- يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى- يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ ).

    ( التمارين 2 )

    أدخل أداة النداء على الأسماء التالية في جملة مفيدة مع ضبط آخر الكلمة بالشكل:
    ( أبو العباسِ- مجتهدٌ في درسه- إسماعيل- حاسدٌ- عجولٌ ).

    ( التمارين 3 )

    أعرب ما يلي:
    1- قَالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّيْ أَبْلُغُ الْأَسْبابَ.
    2- يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي.
    3- يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا.


  19. #79

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    ( الدرس الخمسون )

    المفعول لأجله

    قد علمتَ أن المنادى اسم يدخل عليه أداة نداء، وهو منصوب أو مبني في محل نصب، ومن المنصوبات المفعول لأجله.
    والمفعول لأجله هو: اسم منصوب يذكر بيانا لسبب وقوع الفعل.
    لاحظ معي هذه الأمثلة: ( تناولَ المريضُ الدواءَ رغبةً في الشفاءِ- عاقبَ القاضي المجرمَ تأديباً له- صمتُ رمضانَ احتساباً للثواب ) تجد الأسماء المنصوبة ( رغبةً- تأديباً- احتساباً ) قد بينت سبب وقوع الفعل فالمريض تناول الدواء مِن أجل الشفاء، والقاضي عاقب المجرم مِن أجل تأديبه، والصيام وقع احتسابا للثواب، فهذا الاسم المنصوب يسمى بالمفعول لأجله أي ما فعل الفعل من أجله وبسببه.
    وعلامة المفعول لأجله وقوعه في جواب السؤال بلم، فيقال: لم تناولت الدواء ؟ فتقول: رغبةً في الشفاء.
    نقول في إعراب المثال الأول: تناولَ: فعل ماض مبني على الفتح، المريضُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، الدواءَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، رغبةً: مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، في: حرف جر، الشفاءِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
    مثال: قال الله تعالى: ( يجعلونَ أصابعَهُم في آذانِهِم مِن الصواعقِ حذرَ الموتِ ) وإعرابها: يجعلونَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، أصابعَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه، والميم حرف دال على الجمع، في: حرف جر مبني على السكون، آذانِ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه، والميم: حرف دال على الجمع، والجار والمجرور في محل نصب مفعول به ثان، مِن: حرف جر مبني على السكون، الصواعقِ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، حذرَ: مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضاف والموتِ: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
    مثال: قال الله تعالى: (وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا )فرحمةً:مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
    واعلم أن المفعول لأجله يجوز جره أيضا مثل أن تقول في تناولَ المريضُ الدواءَ رغبةً في الشفاءِ، تناول المريضُ الدواءَ للرغبةِ في الشفاء، أو عاقبَ القاضي المجرمَ تأديباً له أو لتأديبه.
    فتلخص أن المفعول لأجله ويسمى أيضا المفعول له: اسم منصوب يذكر لبيان سبب وقوع الفعل، ويجوز جره أيضا بحرف الجر.

    ( الأسئلة )


    1- في ضوء ما تقدم ما هو المفعول لأجله ؟
    2- ماذا يجوز في المفعول لأجله من إعراب ؟
    3- اذكر مثالاً لمفعول من أجله في جملة مفيدة ؟

    ( التمارين 1 )

    استخرج المفعول لأجله فيما يأتي:
    (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ- وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً- وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ - أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ )

    ( التمارين 2 )

    اجعل كل اسم مما يأتي مفعولا لأجله في جملة مفيدة:
    ( حياء- خشية- مجاملة ).

    ( التمارين 3 )

    أعرب ما يلي:
    1- إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا.
    2- جَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْ ها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا.
    3- َنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً.

  20. #80

    افتراضي رد: دروس في شرح الآجرومية ( للمبتدئين ) غاية في السهولة والوضوح.

    ( الدرس الثاني والخمسون )

    مجرورات الأسماء

    قد علمتَ أن الأسماء إما أن تكون مرفوعة أو منصوبة أو مجرورة، وقد مضى بيان المرفوعات والمنصوبات من الأسماء وآن أوان بيان المجرورات منها.
    فيجر الاسم في ثلاثة مواضع:
    1- أن يسبق بحرف جر، وحروف الجر هي: ( مِن- إلى- عن- على- في- ربَّ- الباء- الكاف- اللام- وحروف القسم وهي: الواو- والباء- والتاء ) وقد مضى ذكرها من قبل ويضاف عليها (مُذْ- مُنْذُ ).
    مثل: ما رأيتُ زيداً مُذْ يومِ الخميسِ أو مُنْذُ يومِ الخميس أي مِن يوم الخميس، ومثل ما كلمته منذُ شهرٍ أي مِن شهر فهما هنا حرفا جر وما بعدهما اسم مجرور.
    ومن حروف الجر خلا وعدا وحاشا أحيانا مثل جاءَ القومُ خلا زيدٍ، كما سبق بيانه في الاستثناء.
    2- أن يكون تابعا لاسم قبله، والتوابع أربعة النعت والعطف والتوكيد والبدل.
    مثل: مررتُ بزيدٍ الفاضلِ، ومررتُ بزيدٍ وعمروٍ، ومررتُ بزيدٍ نفسِهِ، ومررتُ بزيدٍ أخيكَ.
    3- أن يضاف إليه اسم قبله ، مثل جاءَ غلامُ زيدٍ، ويسمى غلام مضافا، وزيد مضافا إليه. فالمضاف يعرب بحسب موقعه في الجملة، والمضاف إليه يكون مجرورا دائما إما بالكسرة أو بالفتحة أو بالياء.
    ولا يجو أن ينون المضاف، فإذا قلتَ جاءَ غلامٌ نونت غلاماً، وإذا قلتَ جاءَ غلامُ زيدٍ، سقطت التنوين من آخر غلام.
    ثم اعلم أن الإضافة تكون على معنى حرف من حروف الجر الثلاثة وهي: ( مِن- في- اللام ).
    لاحظ معي هذه الأمثلة: ( هذا خاتمُ ذهبٍ- ورأيتُ قميصَ حريرٍ- وهذا بابُ خشبٍ ) تجد أن المعنى بين المضاف والمضاف إليه على تقدير ( مِن ) أي هذا خاتمٌ مِن ذهبٍ، ورأيتُ قميصاً من حرير، وهذا باب من الخشبِ والضابط في ذلك هو أن يكون ( المضاف جزءاً من المضاف إليه، ويصح إطلاق اسم المضاف إليه على المضاف ).
    فالخاتم جزء وبعض من الذهب لأن الذهب قد يصنع منه الخاتم وقد يصنع منه غيره، ويصح إطلاق الذهب على الخاتم تقول: هذا الخاتمُ ذهبٌ فأخبرنا بالذهب عن الخاتم، وكذا قل في بقية الأمثلة.
    مثال: قال الله تعالى: (وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ ) فيتامى النساءِ الإضافة فيها بمعنى مِن أي اليتامى مِن النساء، وذلك لصحة الضابط هنا فإن اليتامى بعض من النساء لأن منهن يتامى ومنهن غير ذلك، ويصح الإخبار بالنساء عن اليتامى يقال: هؤلاءِ اليتامى نساءٌ.
    ولاحظ معي هذه الأمثلة: ( صيامُ النهارِ واجبٌ في رمضانَ- عثمانُ شهيدُ الدارِ- الحسينُ شهيدُ كربلاءَ ) تجد أن المعنى بين المضاف والمضاف إليه على تقدير معنى ( في ) أي الصيام في النهار واجبٌ، وعثمان شهيدٌ في الدار، والحسين شهيدٌ في كربلاءَ، وضابط هذه الإضافة أن ( يكون المضاف إليه ظرفا للمضاف ) أي وقتا أو مكانا فالنهار هو وقت وقوع الصوم، والدار هو مكان شهادة عثمان رضي الله عنه، وكربلاء مكان شهادة الحسين بن علي رضي الله عنهما.
    مثال: قال الله تعالى: (وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ) فمكر الليلِ الإضافة فيها على معنى في أي مكر في الليل لأن الليل هو وقت المكر. ولاحظ معي هذه الأمثلة: ( هذا غلامُ زيدٍ- وهذه سيارةُ عمروٍ- ورأيتُ حقيبةَ هندٍ ) تجد أن المعنى بين المضاف والمضاف إليه على تقدير معنى ( اللام ) أي هذا غلامٌ لزيدٍ، وهذه سيارة لعمروٍ، ورأيتُ حقيبةً لهندٍ.
    وضابط هذه الإضافة أن ( لا يصلح فيها أحد المعنيين السابقين ) فإذا لم تكن الإضافة على معنى من ولا على معنى في فهي على معنى اللام.

    مثال قال الله تعالى: ( الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ) فرب العالمينَ الإضافة فيها على معنى اللام أي رب للعالمين.
    فتلخص أن الاسم يجر في ثلاثة مواضع: أولها أن يسبق بأحد حروف الجر، وثانيها أن يكون تابعا لاسم قبله، وثالثا أن يكون مضافا إليه.

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم ما هي مواضع الجر ؟
    2- ما هي معاني الإضافة ؟
    3- مثل بمثال من عندك لكل معنى من معاني الإضافة ؟

    ( التمارين 1 )

    بين الأسماء المجرورة وسبب جرها فيما يأتي:
    ( قل أعوذُ بربِّ الفلقِ- سلامٌ هيَ حتى مطلعِ الفجرِ- إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ- وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ- وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ).

    ( التمارين 2 )

    اجعل كل اسم من الأسماء التالية مجرورة تارة بحرف الجر وتارة بالمضاف وتارة باسم قبله يتبعه:
    ( المسلمون- الجنة- أهل ).

    ( التمارين 3 )

    أعرب ما يلي:
    1- قل أعوذُ بربِّ الناسِ ملكِ الناسِ.
    2- نَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ.
    3- دخلَ المدينةَ على حينِ غفلةٍ مِن أهلِها.


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •