[باب]
[ذكر قصة إسرافيل عليه السلام]
معنى الاسم: تقدم الكلام على معنى إسرافيل عند أول ترجمة ميكائيل عليهما السلام.
[فصل]
[أوصافه عليه السلام]
1- أنه قوي شديد القوى بلغ من قوته أنه بنفخة واحدة منه يصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم بنفخة منه يبعثون، فاعرف منه هذه القوة، وانظر أيضا وصف الصور الذى ينفخ فيه.
2- أنه شديد الحرص على تنفيذ ما أمره الله – تعالى – به، وقد بلغ من شدة حرصه على ذلك أنه لم يطرف منذ وكله الله – عز وجل – بالصور، ناظرا تجاه العرش؛ مخافة أن يؤمر بالنفخ في الصور قبل أن يرتد إليه طرفه.
3- عيناه كأنهما كوكبان دريان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنْ طرف صاحب الصور مذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان".[1]
4- وصف هيئته الآن: وهي أنه – عليه السلام – قد التقم الصور بفيه وحَنَى جبهته وأصغى سمعه ينتظر متى يؤمر.
فعن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كَيْفَ أَنْعَمُ ! وَقَدِ الْتَقَمَ صَاحِبُ الْقَرْنِ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ، وَأَصْغَى سَمْعَهُ؛ يَنْتَظِرُ أَنْ يُؤْمَرَ أَنْ يَنْفُخَ فَيَنْفُخَ.» قَالَ الْمُسْلِمُونَ فَكَيْفَ نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «قُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، تَوَكَّلْنَا عَلَى اللَّهِ رَبِّنَا.» وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ «عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا».[2]
_____________________________
[1] صحيح لغيره: رواه الحاكم (8676) وصححه وزاد الذهبى: على شرط مسلم. وليس كما قال الذهبى. وأبو الشيخ فى العظمة (393) وحسنه الحافظ فى الفتح 11 / 368 ط. السلفية وانظر أيضا الصحيحة (1078).
[2] صحيح لغيره: رواه الترمذى (2431، 3243) وقال: حديث حسن، وأحمد (11039، 11696) والحاكم (8678) وابن المبارك فى الزهد (1597) وأبو الشيخ فى العظمة (398، 399) وعزاه المنذرى فى الترغيب والترهيب (5196) لابن حبان والطبرانى فى الصغير وانظر الصحيحة (1079)