تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 31

الموضوع: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,545

    افتراضي بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى





    "وأما من زاغ وحاد عن سبيلهم من الكفار والمشركين والذين أوتوا الكتاب، ومن دخل في هؤلاء من الصابئة والمتفلسفة والجهمية، والقرامطة الباطنية، ونحوهم فإنهم على ضد ذلك، فإنهم يصفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل، ولا يثبتون إلا وجوداً مطلقاً لا حقيقة له عند التحصيل، وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان يمتنع تحققه في الأعيان، فقولهم يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل، فإنهم يمثلونه بالممتنعات والمعدومات والجمادات، ويعطلون الأسماء والصفات تعطيلاً يستلزم نفي الذات.".






    قوله: "وأما من زاغ وحاد عن سبيلهم .." إلخ.
    بعد أن بين المؤلف رحمه الله طريقة الرسل في صفات الله تعالى وهي الطريقة القويمة الحكيمة الموافقة للعقول والفطر السليمة، شرع في بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل، فذكر الكفار والمشركين وأهل الكتاب.

    وأهل الكتاب منهم المؤمن الموحد الذي اتبع رسوله، ومنهم الكافر.

    والصابئة منهم المؤمنون الحنفاء، ومنهم الكفار المشركون، ومن هؤلاء قوم إبراهيم وهم طوائف.

    والمتفلسفة هم أهل الفلسفة الذين احترفوا الفلسفة اليونانية. وكأن الشيخ يقصد بهم المنتسبين للإسلام منهم، وقد يراد بهم المنتسبين للإسلام وغير المنتسبين له.

    والفلاسفة أنواع، منهم الفلاسفة الدهريون، وهؤلاء لا كلام معهم هنا، وإنما الكلام مع الفلاسفة الإلهيين الذين يقرون بالخالق في الجملة وهم أنواع:

    منهم من يقر بصفات الله تعالى في الجملة، ومنهم من ينكر الصفات.

    وزعيم ملاحدة الفلاسفة اليونانيين من يسمونه المعلم الأول، وهو أرسطو فهو زعيم الشرك والتعطيل والإلحاد، وقد تبعه بعض من ينسب إلى الإسلام كابن سيناء الذي يعظم من قبل بعض الجهلة أو الزنادقة المنتسبين للإسلام.

    قوله "والقرامطة الباطنية" الباطنية صفة موضحة لأن كل قرمطي باطني، وإن كانت الباطنية أعم فيدخل فيها كل من جعل للنصوص ظاهراً وباطناً، فيدخل فيهم الإسماعيلية والنصيرية والدروز والاتحادية من ملاحدة الصوفية.

    وقد تطلق القرامطة ويراد بها الباطنية بمعناها العام، لأن القرامطة هم سلف وأصل الباطنية.

    أكثر ما تطلق الباطنية على الرافضة وكما قال بعض العلماء "يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض" فهم في الحقيقة كفار أعداء لله ورسله والمؤمنين وإن كانوا يتسترون ويظهرون حب آل البيت.

    القرامطة: الطائفة التي ظهرت في الأحساء آخر القرن الثالث فعاثوا في الأرض فساداً بقيادة أبي ظاهر الجنابي الذي قتل الحجيج وقلع الحجر الأسود.

    وسموا قرامطة نسبة إلى أحد زعمائهم وهو حمدان قرمط، واسم القرامطة قد يطلق على الباطنية عموماً، وقد يراد به طائفة من طوائفهم، مثل اسم الجهمية نسبة إلى الجهم بن صفوان، وقد يطلق هذا اللقب على بدعة التعطيل خاصة فيقال فلان جهمي، أو فيه تجهم، أي تعطيل للصفات وإن كان الجهم جمع عدة بدع كالجبر في القدر، والإرجاء في الإيمان.


    وقد ذكر الشيخ هنا أن هؤلاء الزائغين عن طريقة المرسلين من المتفلسفة والجهمية والباطنية ونحوهم على ضد منهج الرسل، ذلك أنهم يصفون الله تعالى بالصفات السلبية على وجه التفصيل، ولا يثبتون إلا وجوداً مطلقاً لا حقيقة له عند التحصيل.

    الصفات السلبية: هي صفات النفي.

    ووصف الله تعالى بالصفات السلبية أي وصف الله تعالى بالنفي غير ممتنع، ولكن عيب هؤلاء في هذا الباب يظهر في مخالفتهم لطريقة الرسل من وجوه:

    ١- التفصيل في النفي.

    ٢- عدم إثبات شيء من الصفات الثبوتية.

    ٣- أنما يصفون الله تعالى به من الصفات السلبية لا يتضمن إثباتاً عندهم.

    قوله "ولا يثبتون إلا وجوداً مطلقا" .

    الوجود المطلق ضد الوجود المعين، مثل لفظ الإنسان المطلق، والإنسان المعين. فقولك مثلاً الإنسان حيوان ناطق، أو كائن حي، فهذا هو الإنسان بمعناه المطلق وهو تفسير لحقيقة الإنسان بالمعنى العام، ولا تقصد بذلك إنساناً معيناً. أما إذا قلت فلان إنسان، أو هذا الإنسان فإنك تقصد بلفظ الإنسان شيئاً معيناً.

    فالإنسان بالمعنى المطلق لا يوجد في الخارج، وإنما يوجد في الخارج الإنسان المعين.

    وكذلك الوجود، فقولك وجودي، أو وجودك، فهذا وجود معين، وقولك الوجود فهذا المعنى وجود مطلق مشترك بين سائر الموجودات.

    وإثباتهم لله وجوداً مطلقاً لا حقيقة له عند التحقيق، لأن الوجود المطلق لا يوجد إلا في الأذهان. ولا يمكن أن يوجد في الأعيان وفي الخارج، لأنه لا يوجد في الخارج والأعيان إلا الوجود المعين في الأفراد.

    وما يوجد في الذهن قد يكون موجوداً في الخارج، وقد يكون ممكن الوجود في الخارج، وقد يكون ممتنع الوجود في الخارج، ومن أنواع الوجود الذهني الذي يمتنع تحققه في الخارج الوجود المطلق.

    وهؤلاء الذين لا يصفون الله تعالى إلا بالصفات السلبية المحضة على وجه التفصيل يستلزم قولهم غاية التعطيل، وغاية التمثيل.

    أما استلزامه غاية التعطيل فلأنه يؤول إلى إنكار وجود الله تعالى حيث عطلوا الله تعالى عن أسمائه وصفاته تعطيلاً يستلزم نفي الذات، لأنه يمتنع وجود ذات مجردة عن الصفات.

    وأما استلزامه غاية التمثيل فلأنهم مثلوه بالممتنعات والمعدومات والجمادات.

    فإذا قالوا إنه لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ففي هذا تشبيه له بالجمادات، وإذا قالوا إنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا يرى ففي هذا تشبيه له بالمعدومات.

    وإذا قالوا إنه ليس بحي ولا ميت ولا موجود ولا معدوم ففي هذا تشبيه له بالممتنعات.




    [شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك ص ٨١ - ٨٤]

    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    وقد ذكر الشيخ هنا أن هؤلاء الزائغين عن طريقة المرسلين من المتفلسفة والجهمية والباطنية ونحوهم على ضد منهج الرسل، ذلك أنهم يصفون الله تعالى بالصفات السلبية على وجه التفصيل، ولا يثبتون إلا وجوداً مطلقاً لا حقيقة له عند التحصيل.
    هذا ما كنا نتحدث عنه أخي في موضوع آخر . .
    أنا فهمتها بعد 3 سنوات تفكير . .
    وهنا واضحة جداً . .
    لابد من تحرير كتب بعض الشيوخ البسطاء في علمهم وفهمهم في هذه العصور . . واستخدام عبارات السلف فقط في العقيدة وكل شيء . .
    . .
    .
    إذن كيف تقرون استخدامها في كتب العقائد بمعاني مستحدثة هي ضد المعاني الأصلية للكلمة . . أم أننا ننقل دون فهم .
    . .
    وأنا من أكثر اناس إدراكا أن العودة للسلفية الحقة شاقة جداً . . .وأغلب من نعرف ربما لا فروق كثيرة بينهم وبين الرافضة مثلا في رفض أو صعوبة تقبل التغيير . . فاعتقادهم كالصوفية في الشيوخ فضيع جداً . . يعتقدون رسخهم في العلم وأنهم من ذوي الاستنباط والفهم الى ما الله به عليم . .
    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    فلا بد أن نصحح أولاً كتب عقائدنا من مصطلحات "أهل الضلال الحائدين" لعل الله يبارك في قولنا وعملنا . .
    . .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    واستخدام عبارات السلف فقط في العقيدة وكل شيء . .
    مذهب الجهمية حادث لم يدركه الكثير من السلف . و من ادركه منهم ادركه في طوره الاول وهم ينفون بعض الصفات ( فقط ) و بالاخص صفة ( الكلام ) . اما النفي المحض صراحة فقد كان متاخر نوعا ما .
    و مع ذلك فلا بد ان نفرق بين كتب التقرير لمذهب اهل السنة . و بين كتب الردود على اهل الباطل . فقد يحسن في الثاني في ابطال شبههم استعمال الالفاظ المناسبة للمقام . و مع توسع البدعة يتوسع في اللفظ بما هو مناسب لذلك . ( لما زادوا زدنا ) كما فعل الدارمي رحمه الله في نقضه ورده على الجهمية

    فهم اليوم يقولون ان الله عز وجل موجود مع نفيهم للصفات التي يتحقق بها ذلك . فكيف ترد عليهم لكي يفهم الناس حقيقة قولهم ؟
    لنفرض ان طالب علم او جهمي قال لك - نحن نقول ان الله موجود - كيف ترد عليه ؟

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    و مع ذلك فلا بد ان نفرق بين كتب التقرير لمذهب اهل السنة . و بين كتب الردود على اهل الباطل . فقد يحسن في الثاني في ابطال شبههم استعمال الالفاظ المناسبة للمقام . و مع توسع البدعة يتوسع في اللفظ بما هو مناسب لذلك . ( لما زادوا زدنا ) كما فعل الدارمي رحمه الله في نقضه ورده على الجهمية
    نعم بارك الله فيك اخى الطيبونى

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    هذا ما كنا نتحدث عنه أخي في موضوع آخر . .
    أنا فهمتها بعد 3 سنوات تفكير . .
    وهنا واضحة جداً . .
    لابد من تحرير كتب بعض الشيوخ البسطاء في علمهم وفهمهم في هذه العصور . . واستخدام عبارات السلف فقط في العقيدة وكل شيء . .
    . .
    .
    إذن كيف تقرون استخدامها في كتب العقائد بمعاني مستحدثة هي ضد المعاني الأصلية للكلمة . . أم أننا ننقل دون فهم .
    . .
    وأنا من أكثر اناس إدراكا أن العودة للسلفية الحقة شاقة جداً . . .وأغلب من نعرف ربما لا فروق كثيرة بينهم وبين الرافضة مثلا في رفض أو صعوبة تقبل التغيير . . فاعتقادهم كالصوفية في الشيوخ فضيع جداً . . يعتقدون رسخهم في العلم وأنهم من ذوي الاستنباط والفهم الى ما الله به عليم . .
    .
    وهذا ما تكلمنا عنه فى الموضوع الآخر انقله للفائدة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    هذا ما كنا نتحدث عنه أخي في موضوع آخر . .
    شيخ الاسلام يرد على جميع الطوائف والفرق وأهل البدع سواء المكفرة او غير المكفر لابد في مخاطبتهم من الكلام على المعاني التي يدّعونها
    إما:
    1 بألفاظهم.
    2 وإما بألفاظ يوافقون على أنها تقوم مقام ألفاظهم،
    وحينئذ يقال لهم الكلام إما:
    أ- أن يكون في الألفاظ.
    ب- وإما أن يكون في المعاني.
    ج- وإما أن يكون فيهما.
    فإن كان الكلام في المعاني المجردة من غير تقييد بلفظ كما تسلكه المتفلسفة ونحوهم ممن لا يتقيد في أسماء الله وصفاته بالشرائع بل يسميه علة وعاشقاً ومعشوقاً ونحو ذلك.
    فهؤلاء إن أمكن نقل معانيهم إلى العبارة الشرعية كان حسناً.
    وإن لم يمكن مخاطبتهم إلا بلغتهم، فبيان ضلالهم ودفع صيالهم عن الإسلام بلغتهم أولى من الإمساك عن ذلك لأجل مجرد اللفظ.
    كما لو جاء جيش كفار ولا يمكن دفع شرهم عن المسلمين إلا بلبس ثيابهم، فدفعهم بلبس ثيابهم خير من ترك الكفار يجولون في خلال الديار خوفاً من التشبه بهم في الثياب.
    وأما إذا كان الكلام مع من قد يتقيد بالشريعة.
    فإنه يقال له:
    إطلاق هذه الألفاظ نفياً وإثباتاً بدعة، وفي كل منها تلبيس وإيهام، فلابد من الاستفسار والاستفصال. أو الامتناع عن إطلاق كلا الأمرين في النفي والإثبات.
    وقد ظن طائفة من الناس أن ذم السلف والأئمة للكلام إنما لمجرد ما فيه من الاصطلاحات المحدثة كلفظ (الجوهر) و(الجسم) و(العرض)،
    وقالوا: إن مثل هذا لا يقتضي الذم، كما لو أحدث الناس آنية يحتاجون إليها، أو سلاحاً يحتاجون إليه لمقاتلة العدو، وقد ذكر هذا صاحب الإحياء وغيره.
    وليس الأمر كذلك:
    بل ذمهم للكلام لفساد معناه أعظم من ذمهم لحدوث الألفاظ، فذموه لاشتماله على معان باطلة مخالفة للكتاب والسنة، ومخالفته للعقل الصريح، ولكن علامة بطلانها مخالفتها للكتاب والسنة، وكل ما خالف الكتاب والسنة فهو باطل قطعاً.
    ثم من الناس من يعلم بطلانه بعقله، ومنهم من لا يعلم ذلك.

    وأيضاً:
    فإن المناظرة بالألفاظ المحدثة المجملة المبتدعة المحتملة للحق والباطل إذا أثبتها أحد المتناظرين ونفاها الآخر كان كلاهما مخطئاً، وأكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء، وفي ذلك من فساد العقل والدين ما لا يعلمه إلا الله.
    فإذا رد الناس ما تنازعوا فيه إلى الكتاب والسنة فالمعاني الصحيحة ثابتة فيهما، والمحق يمكنه بيان ما يقوله من الحق بالكتاب والسنة"- من درء تعاض العقل والنقل بتصرفhttps://majles.alukah.net/t182840-3/
    كما لو جاء جيش كفار ولا يمكن دفع شرهم عن المسلمين إلا بلبس ثيابهم، فدفعهم بلبس ثيابهم خير من ترك الكفار يجولون في خلال الديار خوفاً من التشبه بهم في الثياب.
    ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون )

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,545

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    بارك الله فيكم ، ابن القيم رحمه الله استخدم عبارة "العلة الغائية" لأنها متداولة في وقته وهو لفظ فلسفي. قال في كتاب الصواعق المرسلة:

    "…ويسمى تعبير الرؤيا تأويلها بالاعتبارين ، فإنه تفسير لها وهو عاقبتها وما تئول إليه ، وقال يوسف لأبيه : {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل}. أي حقيقتها ومصيرها إلى هاهنا . انتهى. وتسمى العلة الغائية والحكمة المطلوبة بالفعل تأويلا لأنها بيان لمقصود الفاعل وغرضه من الفعل الذي لم يعرف الرائي له غرضه به ، ومنه قول الخضر لموسى بعد أن ذكر له الحكمة المقصودة بما فعله من تخريق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار بلا عوض : { سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا } فلما أخبره بالعلة الغائية التي انتهى إليها فعله قال : {ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}…".
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    استخدمها في كلام موجه للفلاسفة أم في كلام موجه للمسلمين ومنهم "والدتي الحبيبة" ؟؟
    ..
    ثلاثة وعشرون قطرة من السلفية وخمس قطرات من التصوف واربع قطرات من الكلام و ثلاث قطرات من الفلسفة! . . .الأخيرة نسبة الكحول!
    كلها في كأس واحد!! يسمى الرأس!

    وابو عبد اللطيف يحتاج الى قطرتين من الجرأة . .
    . .
    ما أحوجنا للعصف والصعق وما أحوجنا لغسل أدمغتنا لتصبح أدمغة نظيفة ..
    .. (توطين كلام الفلاسفة في عقائدنا) ..
    التوحيد المطلق!! توحيد لا حقيقة له . .
    الإيمان المطلق! إيمان لا حقيقة له . .
    صالح المطلق! .. هذا له حقيقة لأنني أعرفه شخصياً . .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    ..
    ثلاثة و عشرون قطرة من السلفية وخمس قطرات من التصوف واربع قطرات من الكلام و ثلاث قطرات من الفلسفة! . . .الأخيرة نسبة الكحول!

    وابو عبد اللطيف يحتاج الى قطرتين من الجرأة . .
    . .
    وما أحوجنا لغسل أدمغتنا لتصبح أدمغة نظيفة ..
    . .
    يحتاج الى الغسل اذا كان الماء قليل والخبث كثير واللبيب بالاشارة يفهم- أما اذا بلغ الماء قلتين لا نحتاج لغسل هذه القطرات - إذا كانَ الماءُ قُلَّتَينِ لم يحملِ الخبَثَ - المصدر : صحيح أبي داود -
    إِذَا بلَغ الماءُ الَّذِي تَرِدُه الحيواناتُ مِقدَارَ قُلَّتَيْنِ، "لَمْ يَحْمِلِ الخَبَثَ"، أي: لم يَحْمِلْ نَجاسَةً، والمُرادُ: لم يَقْبَلِ النَّجاسَةَ، بل يَدفَعها عن نفسِه ولا يُعتَبَر نَجِسًا، بل هُوَ طاهِر.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    . .
    الإيمان المطلق! إيمان لا حقيقة له . .
    صالح المطلق! .. هذا له حقيقة لأنني أعرفه شخصياً . .
    التوحيد المطلق له حقيقة لأنى أعرف حقيقته كما تعرف أنت اخى ابو لمى عبدالله المطلق شخصيا- فمن عرف مثل معرفتى قال بمثل قولى
    الايمان المطلق له حقيقة- لأننى اعرف حقيقته
    عبدالله المطلق لا أعرفه حقيقه لأننى لا أعرفه شخصيا
    **********
    التوحيد المطلق له حقيقة .....
    الايمان المطلق له حقيقة
    قال الشيخ صالح ال الشيخ
    ((ومطلق الشيء ، والشيء المطلق : مصطلحان يكثر وردوهما في كتب أهل العلم ، وفي كتب التوحيد خاصة ، فتجدهم يقولون - مثلا - : التوحيد المطلق ومطلق التوحيد ، والإسلام المطلق ومطلق اللإسلام والإيمان المطلق ومطلق الإيمان ، والشرك المطلق ومطلق الشرك ، والفلاح المطلق ومطلق الفلاح ، والدخول المطلق ومطلق الدخول ، والتحريم المطلق - يعني تحريم دخول الجنة أو تحريم دخول النار - ومطلق التحريم .
    ومن المهم أن تعلم أن الشيء المطلق هو : الكامل ، فالإيمان المطلق هو الإيمان الكامل ، والإسلام المطلق هو الإسلام الكامل ، والتوحيد المطلق هو التوحيد الكامل ، والفلاح المطلق هو الفلاح الكامل .
    وأما مطلق الشيء فهو : أقل درجاته ، أو درجة من درجاته ، فمطلق الإيمان هو أقل درجاته ؛ فنقول مثلا : هذا ينافي الإيمان المطلق ، يعني : ينافي الإيمان ، أو نقول : هذا ينافي مطلق الإيمان ، يعني ينافي أقل درجات الإيمان)) .
    ***

    الإيمان المطلق يراد به الإيمان الكامل فلا يوصف به العصاة والمقصرون في الطاعات. وأما مطلق الإيمان فيعنى به من كان عنده أصل الإيمان، ولكن عنده تقصير في الطاعات فيدخل فيه العصاة من المؤمنين والمقصرون في بعض الطاعات. قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية:
    الإيمان المطلق يتضمن فعل ما أمر الله به عبده كله، وترك ما نهاه عنه كله. اهـ
    وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في كتاب الإيمان والرد على أهل البدع: مطلق الإيمان هو وصف المسلم الذي معه أصل الإيمان إذا كان مصرا على ذنب أو تاركا لما وجب عليه مع القدرة. انتهى.


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم ، ابن القيم رحمه الله استخدم عبارة "العلة الغائية"".
    بارك الله فيك- نعم (( العلة الغائية )) تسمى تأويلا وهى حقيقة ما يؤول اليه الشئ وعاقبته ذكر ذلك ابن القيم فى (( مختصر الصواعق )) للموصلي
    قال ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة 1 / 176:
    ويسمى تعبير الرؤيا تأويلا بالاعتبارين فإنه تفسير لها وهو عاقبتها وما تؤول إليه وقال يوسف لأبيه : ( يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل ) أي حقيقتها ومصيرها إلى ها هنا انتهت وتسمى العلة الغائية والحكمة المطلوبة بالفعل تأويلا لأنها بيان لمقصود الفاعل وغرضه من الفعل الذي لم يعرف الرائي له غرضه به ومنه قول الخضر لموسى عليهما السلام بعد أن ذكر له الحكمة المقصودة بما فعله من تخريق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار بلا عوض ( سأنبئك بتأويل مالم تستطع عليه صبرا ) فلما أخبره بالعلة الغائية التي انتهى إليها فعله قال : ( ذلك تأويل مالم تسطع عليه صبرا ) اهــ
    ****************************** ******


    فالعلة الغائية- لها معان مختلفة عند الاصوليين لها معنى وعند الفقهاء لها معنى وعند الفلاسفة لها معنى عند الفرق المخالفة لها معنى فمصطلحات كلمة العلة لها تعريفات مختلفة
    أولا عند الاصوليين
    العلة والحكمة مصطلحان من المصطلحات الأصولية،
    وقد تكلم عنهما الأصوليون في مواضع مختلفة من كتبهم الأصولية،
    وأكثر ما يكون ذلك في مباحث القياس ومباحث المصلحة.

    وهذان المصطلحان بينهما قدرٌ من التشابه،
    : اختلف أهل العلم في تعريف العلة على أقوال كثيرة، من أشهر هذه الأقوال:
    أن العلة: الوصف الظاهر المنضبط المعرِّف للحكم،
    فمثلًا: جعل الشارع قطع يد السارق حدًّا من الحدود الشرعية، وإذا بحثنا عن علة هذا الحكم نجد أنها: السرقة، والسرقة من الأوصاف الظاهرة التي لا تخفى على أحد، كما أنها منضبطة لا تختلف من شخص لآخر أو من مكان لآخر، وإذا تحققنا من وجود السرقة فإنها تعرّفنا على وجود الحكم الذي هو قطع اليد إذا تمت شروطه.

    أما الحكمة فهي:
    ما يترتب على مشروعية الحكم من جلب مصلحة أو دفع مفسدة، أوهي: المصلحة التي قصد الشارع من تشريع الحكم تحقيقها أو تكميلها، أو المفسدة التي قصد الشارع بتشريع الحكم دفعها أو تقليلها، وكما قلنا في قطع يد السارق: إن علته السرقة، فإن الحكمة من تشريع هذا الحد: حفظ أموال الناس وحمايتها وصيانتها.

    وبهذا يتبين أن حكمة الحكم: هي الباعث على تشريعه، والغاية المقصودة منه، أما علة الحكم فهي الأمر الظاهر المنضبط الذي بنى الشارع الحكم عليه، وربطه به وجودًا وعدمًا; لأن من شأن بنائه عليه وربطه به أن يحقق حكمة تشريع الحكم.
    ويترتب على هذا أن الحكمة مبنية على العلة،
    فإذا عرفنا العلة أمكننا معرفة الحكمة،
    أما إذا خفيت علينا العلة فإنه لا يمكننا التعرف على الحكمة، وهذا الأمر يجعلنا نتعرض لأقسام الأحكام الشرعية من حيث معرفة العلة، وهي قسمان:

    القسم الأول: أحكام معقولة المعنى، وهذه الأحكام يمكن معرفة عللها، مثل: تحريم الخمر، ومشروعية القصاص، وما إلى ذلك، وهذا القسم يمكن معرفة الحكمة من مشروعيته.
    القسم الثاني: أحكام غير معقولة المعنى، فلا يمكننا معرفة العلة فيه، وهذا لا يدل على أن هذه الأحكام ليس لها علل، بل لها علل لكن خفيت علينا، ويطلق العلماء على هذا النوع من الأحكام: الأحكام التعبدية، مثل عدد ركعات الصلاة، وتقبيل الحجر الأسود، ومسح أعلى الخف، ونحو ذلك، وفي هذا القسم لا يمكن معرفة الحكمة من مشروعيتهº لعدم التعرف على العلة، لكن يجب الإيمان به، واعتقاد أنه لم يُشرع لنا إلا لحكمة خفيت علينا.

    العلة نوعان:

    الأول: العلة بمعناها المتقدم، وهي التي يستخدمها أهل العلم في عملية القياس الشرعي المعروف.
    الثاني: العلة الغائية، وهي بمعنى الأهداف المرجوة من أي حكم من الأحكام، والعلة بهذا المعنى تكون مرادفةً للحكمة، فمثلًا: جاء الشرع بمشروعية قصر الصلاة في السفر، والعلة الاصطلاحية في هذا الحكم: السفر. والعلة الغائية التي بمعنى الحكمة: دفع المشقة والضيق عن الناس، وكذلك الإفطار في السفر، فإن علة هذا الحكم: السفر. والعلة الغائية التي بمعنى الحكمة: دفع المشقة والضيق عن الناس.

    أما تحريم الخمر، ومشروعية النوم على الشق الأيمن- انظر صحيح البخـــاري (247) ومسلم (2710)- والوضوء من لحم الإبل- انظر صحيح مسلم (360)- فهذه الأحكام، ولا شك، لها علل شرعية معتبرة، قد نعرفها وقد تخفى علينا، وقد اجتهد أهل العلم في بيان عللها وحِكمها، وفيما يأتي ذكرٌ لشيء من ذلك:
    - تحريم الخمر، العلة فيه: الإسكار، فمتى ما وجد الإسكار وجد التحريم، وهذا معنى قول العلماء: إن الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا. أما حكمة تحريم الخمر فهي: المحافظة على عقول الناس والبعد بها عمّا يفسدها.
    - الوضوء من أكل لحوم الإبل، وهو من الأحكام التعبدية، ومع هذا فقد حاول بعض أهل العلم تعليل هذا الحكم، كابن القيم حيث بين أن لحوم الإبل لها تأثير على من يأكلهاº لأن الإبل فيها الفخر والخيلاء، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرجه البخاري (3301) ومسلم (52)- ولأنه قد جاء أن على ظهر كل بعير شيطان- أخرجه أحمد (16039)- وما إلى ذلك، فهذا الذي ذكره ابن القيم هو بمثابة علة الأمر بالوضوء من أكل لحوم الإبل، والحكمة من ذلك البعد عن القسوة وبقاء المسلم على فطرته، فإن المسلم هيّن ليّن.
    - استحباب النوم على الشق الأيمن، فقد بين أهل العلم حكمة المشروعية من هذا الحكم، وبينوا أن النوم بهذه الكيفية مفيد من الناحية الصحية، ودعموا ما ذهبوا إليه بكلام علماء الطب، ومن أراد الاستزادة فيما يتعلق بالحكمة من مشروعية النوم على الشق الأيمن فعليه بالكتب المؤلفة في الطب النبوي، خصوصًا كتاب ابن القيم، - رحمه الله -.
    ومحاولة التعرف على علل الأحكام وحِِِِِِِكَمِها نوع من أنواع الاجتهاد المطلوب شرعًا، ولذلك اجتهد كثير من أهل العلم في استنباط علل الأحكام وحكمها، وهو أمر مطلوب له أثره البالغ في امتثال هذه الأحكام، كما أنه طريق من طرق معرفة مقاصد الشارع، ولاشك أن العلم بالمقاصد الشرعية من مهمات العلوم، ولأجل هذا عدّ بعض أهل العلم معرفة مقاصد الشريعة شرطًا من شروط الاجتهاد.
    ****

    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
    ((قوله تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} .
    قوله {إلا ليعبدون} استثناء مفرغ من أعم الأحوال؛ أي: ما خلقت الجن والإنس لأي شيء إلا للعبادة.
    واللام في قوله: {إلا ليعبدون} للتعليل، وهذا التعليل لبيان الحكمة من الخلق، وليس التعليل الملازم للمعلول؛ إذ لو كان كذلك للزم أن يكون الخلق كلهم عبادا يتعبدون له، وليس الأمر كذلك، فهذه العلة غائية، وليست موجبة.
    فالعلة الغائية لبيان الغاية والمقصود من هذا الفعل، لكنها قد تقع، وقد لا تقع، مثل: بريت القلم لأكتب به؛ فقد تكتب، وقد لا تكتب.
    والعلة الموجبة معناها: أن المعلول مبني عليها؛ فلا بد أن تقع، وتكون سابقة للمعلول، ولازمة له، مثل: انكسر الزجاج لشدة الحر))اهـ.
    ((مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين)) (9/ 13).
    *************
    وقال ابن عثيمين رحمه الله
    قوله: ﴿لِتَسْكُنُوا فِيهِ﴾، اللام للتعليل، أي: لأجل أن تسكنوا فيه، ولا يلزم من وجود المعلول وجود العلة إذا لم تكن العلة مؤثرة، مثلًا: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات ٥٦] هذه علة غائية، والعلة الغائية لا يلزم من وجود المعلول وجودها، فلا يلزم من الخلق وجود العبادة.
    كذلك ﴿لِتَسْكُنُوا فِيهِ﴾ هذه علة غائية وليست علةً مؤثرة، ولا يلزم من وجود المعلول وجود العلة الغائية، فمثلًا قد يقول قائل: نجد بعض الناس ما يسكنون في الليل، صح ولَّا لا؟ فيه ناس ما يسكنون بالليل، أحد معاشه بالليل كالحراس، وأحد لهوه بالليل كأصحاب البطالة الذين ينامون النهار ويسهرون الليل. فنقول: إن وجود المعلول إذا كانت العلة غائية لا يلزم منه وجود العلة، كما لو قلت: قدَّمْت لك هذه البعير لتركب عليها، فقد تركب وقد لا تركب. أعطيتك القلم لتكتب به. ربما تكتب وربما لا تكتب.
    ***********

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    مصطلح العلة بين مذهب اهل السنة ومذهب الفرق المخالفة
    قال ابن القيم :
    "الله سبحانه حكيم، لا يفعل شيئًا عبثًا، ولا لغير معنى ومصلحة، وحكمته: هي الغاية المقصودة بالفعل، بل أفعاله سبحانه صادرة عن حكمة بالغة، لأجلها فعل، كما هي ناشئة عن أسباب بها فعل، وقد دل كلامه وكلام رسوله على هذا" شفاء العليل ص90

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    "ولا يكون في ملكه ما لا يريد وله في جميع خلقه حكمة بالغة وهو يبغضه ويكرهه ويمقت فاعله ولا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر ولا يريده الإرادة الدينية المتضمنة لمحبته ورضاه وإن أراده الإرادة الكونية التي تتناول ما قدره وقضاه ؟ وفروع هذا الأصل كثيرة لا يحتمل هذا الموضع استقصاءها.
    ولأجل تجاذب هذا الأصل ووقوع الاشتباه فيه صار الناس فيه إلى التقديرات الثلاثة المذكورة... وكل تقدير قال به طوائف من بني آدم من المسلمين وغير المسلمين.
    فالتقدير الأول : هو قول من يقول خلق المخلوقات وأمر بالمأمورات لا لعلة ولا لداع ولا باعث بل فعل ذلك لمحض المشيئة وصرف الإرادة.
    وهذا قول كثير ممن يثبت القدر وينتسب إلى السنة من أهل الكلام والفقه وغيرهم .
    وقد قال بهذا طوائف من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم وهو قول الأشعري وأصحابه وقول كثير من " نفاة القياس في الفقه " الظاهرية كابن حزم وأمثاله .
    ومن حجة هؤلاء أنه لو خلق الخلق لعلة لكان ناقصا بدونها مستكملا بها ؛ فإنه إما أن يكون وجود تلك العلة وعدمها بالنسبة إليه سواء أو يكون وجودها أولى به، فإن كان الأول امتنع أن يفعل لأجلها وإن كان الثاني ثبت أن وجودها أولى به فيكون مستكملا بها فيكون قبلها ناقصا .
    ومن حجتهم ما ذكره السائل من أن العلة إن كانت قديمة وجب تقديم المعلول ؛ لأن العلة الغائية وإن كانت متقدمة على المعلول في العلم والقصد - كما يقال : أول الفكرة آخر العمل وأول البغية آخر الدرك .
    ويقال إن العلة الغائية بها صار الفاعل فاعلا - فلا ريب أنها متأخرة في الوجود عنه ؛ فمن فعل فعلا لمطلوب يطلبه بذلك الفعل كان حصول المطلوب بعد الفعل فإذا قدر أن ذلك المطلوب الذي هو العلة قديما كان الفعل قديما بطريق الأولى.
    فلو قيل : إنه يفعل لعلة قديمة لزم أن لا يحدث شيء من الحوادث وهو خلاف المشاهدة وإن قيل إنه فعل لعلة حادثة لزم محذوران :
    أحدهما : أن يكون محلا للحوادث ؛ فإن العلة إذا كانت منفصلة عنه فإن لم يعد إليه منها حكم امتنع أن يكون وجودها أولى به من عدمها وإذا قدر أنه عاد إليه منها حكم كان ذلك حادثا فتقوم به الحوادث .
    المحذور الثاني أن ذلك يستلزم التسلسل من وجهين
    أحدهما : أن تلك العلة الحادثة المطلوبة بالفعل هي أيضا مما يحدثه الله تعالى بقدرته ومشيئته فإن كانت لغير علة لزم العبث كما تقدم وإن كانت لعلة عاد التقسيم فيها فإذا كان كل ما أحدثه أحدثه لعلة والعلة مما أحدثه لزم تسلسل الحوادث.
    الثاني : أن تلك العلة إما أن تكون مرادة لنفسها أو لعلة أخرى فإن كانت مرادة لنفسها امتنع حدوثها لأن ما أراده الله تعالى لذاته وهو قادر عليه لا يؤخر إحداثه وإن كانت مرادة لغيرها فالقول في ذلك الغير كالقول فيها ويلزم التسلسل .
    فهذا ونحوه من حجج من ينفي تعليل أفعال الله تعالى وأحكامه .

    والتقدير الثاني : قول من يجعل العلة الغائية قديمة كما يجعل العلة الفاعلية قديمة .
    كما يقول ذلك طوائف من المسلمين كما سيأتي بيانه وكما يقول ذلك من يقوله من المتفلسفة القائلين بقدم العالم، وهؤلاء أصل قولهم أن المبدع للعالم علة تامة تستلزم معلولها لا يجوز أن يتأخر عنها معلولها.
    وأعظم حججهم قولهم: إن جميع الأمور المعتبرة في كونه فاعلاً إن كانت موجودة في الأزل لزم وجود المفعول في الأزل لأن العلة التامة لا يتأخر عنها معلولها فإنه لو تأخر لم تكن جميع شروط الفعل وجدت في الأزل فإنا لا نعني بالعلة التامة إلا ما يستلزم المعلول فإذا قدر أنه تخلف عنها المعلول لم تكن تامة وإن لم تكن العلة التامة - التي هي جميع الأمور المعتبرة في الفعل وهي المقتضي التام لوجود الفعل وهي جميع شروط الفعل التي يلزم من وجودها وجود الفعل إن لم يكن جميعها في الأزل - فلابد إذا وجد المفعول بعد ذلك من تجدد سبب حادث وإلا لزم ترجيح أحد طرفي الممكن بلا مرجح وإذا كان هناك سبب حادث فالقول في حدوثه كالقول في الحادث الأول ويلزم التسلسل .
    قالوا فالقول بانتفاء العلة التامة المستلزمة للمفعول يوجب إما التسلسل وإما الترجيح بلا مرجح .
    ثم أكثر هؤلاء يثبتون علة غائية للفعل وهي بعينها الفاعلية ولكنهم متناقضون فإنهم يثبتون له العلة الغائية ويثبتون لفعله العلة الغائية ويقولون مع هذا ليس له إرادة بل هو موجب بالذات لا فاعل بالاختيار وقولهم باطل من وجوه كثيرة...

    وأما التقدير الثالث :
    وهو أنه فعل المفعولات وأمر بالمأمورات لحكمة محمودة فهذا قول أكثر الناس من المسلمين وغير المسلمين وقول طوائف من أصحاب أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد وغيرهم وقول طوائف من أهل الكلام من المعتزلة والكرامية والمرجئة وغيرهم وقول أكثر أهل الحديث والتصوف وأهل التفسير وقول أكثر قدماء الفلاسفة وكثير من متأخريهم كأبي البركات وأمثاله".
    "مجموع الفتاوى" ( 8/83-89)

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    قال ابن القيم رحمه الله بعدما أورد الأدلة على الحكمة التي جاء فيها ذكر الحكم الكوني أو الشرعي عقيب الوصف(بأن أو بالفاء أو مجردا) من مثل قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ } [ سورة الذاريات] وقد سبق بيانه في القسم الثامن من الأدلة الشرعية للحكمة، قال:(فإن قيل:هذا إنما يفيد كون تلك الأفعال أسبابا لما رتب عليها، لا تقتضي إثبات التعليل في فعل الرب وأمره، فأين هذا من هذا؟

    قيل:لما جعل الرب سبحانه هذه الأوصاف عللا لهذه الأحكام، وأسبابا لها، دل ذلك على أنه يحكم بها شرعا وقدرا لأجل تلك الأوصاف، وأنه لم يحكم بها لغير علة ولا حكمة؟ ولهذا كان كل من نفي التعليل والحكم نفي الأسباب، ولم يجعل لحكم الرب الكوني والديني سببا ولا حكمة هي العلة الغائية، فهؤلاء ينفون الأسباب والحكم) شفاء العليل(2/551-552)

    *********************

    قال ابن القيم رحمه الله : " الله سبحانه حكيم ، لا يفعل شيئا عبثا ، ولا لغير معنى ومصلحة .
    وحكمته : هي الغاية المقصودة بالفعل، بل أفعاله سبحانه صادرة عن حكمة بالغة، لأجلها فعل . كما هي ناشئة عن أسباب ، بها فعل .
    وقد دل كلامه وكلام رسوله على هذا " انتهى من "شفاء العليل" (ص: 190) .
    وقال أيضا :
    " اللهُ سُبْحَانَهُ مَا أَعْطَى إِلَّا بِحِكْمَتِهِ، وَلَا مَنْعَ إِلَّا بِحِكْمَتِهِ، وَلَا أَضَلَّ إِلَّا بِحِكْمَتِهِ.
    وَإِذَا تَأَمَّلَ الْبَصِيرُ أَحْوَالَ الْعَالَمِ وَمَا فِيهِ مِنَ النَّقْصِ: رَآهُ عَيْنَ الْحِكْمَةِ، وَمَا عَمَرَتِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ ، وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، إِلَّا بِحِكْمَتِهِ.
    وقول أَهْلِ الْإِثْبَاتِ في تعريفها: إنَّهَا الْغَايَاتُ الْمَحْمُودَةُ الْمَطْلُوبَةُ لَهُ سُبْحَانَهُ بِخَلْقِهِ وَأَمْرِهِ، الَّتِي أَمَرَ لِأَجْلِهَا، وَقَدَّرَ وَخَلَقَ لِأَجْلِهَا.
    وَهِيَ [ أيضا ] : صِفَتُهُ الْقَائِمَةُ بِهِ ، كَسَائِرِ صِفَاتِهِ: مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ، وَقُدْرَتِهِ وَإِرَادَتِهِ، وَعِلْمِهِ وَحَيَاتِهِ وَكَلَامِهِ " انتهى مختصرا من "مدارج السالكين" (2/ 450) .
    ثالثا :
    ليس بالضرورة أن تصل عقول العباد إلى معرفة الحكمة في أفعال الله ، وشرعه وأمره، بل قد يبين الله تعالى لعباده بعض تلك الحكم ، وقد يستر عنهم بعضها ، محنة لهم ، واختبارا لعبوديتهم وتسليمهم لربهم.


    ولا شك أن معرفة الحكمة من الفعل ، أو الخلق ، أو الأمر : تزيد المرء إيمانا ، ولكن ليس شرطا في الإيمان أن نتعرف على تفاصيل حكمة الله تعالى في خلقه وأمره ، ونطلع عليها. وإنما مدار أمر العبد التسليم أولا ، وقبل كل شيء ؛ فإن أدرك الحكمة ، فليحمد الله ، وإن لم يدركها رجع إلى التسليم لربه تعالى ، مع إيمانه أنه سبحانه حكيم عليم ، لا يخرج فعل من أفعاله عن الحكمة .
    فإن الناس متفاوتون في عقولهم وفهومهم ودينهم ، والله يصطفي من عباده من يشاء ، ويمن على من يشاء بما شاء من فضله ، وقد قال تعالى: ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) البقرة/ 269 .
    قال ابن أبي العز رحمه الله :
    " اعْلَمْ أَنَّ مَبْنَى الْعُبُودِيَّةِ وَالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ - عَلَى التَّسْلِيمِ ، وَعَدَمِ الْأَسْئِلَةِ عَنْ تَفَاصِيلِ الْحِكْمَةِ فِي الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي وَالشَّرَائِعِ.
    وَلِهَذَا لَمْ يَحْكِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ أُمَّةِ نَبِيٍّ ، صَدَّقَتْ بِنَبِيِّهَا ، وَآمَنَتْ بِمَا جَاءَ بِهِ، أَنَّهَا سَأَلَتْهُ عَنْ تَفَاصِيلِ الْحِكْمَةِ فِيمَا أَمَرَهَا بِهِ وَنَهَاهَا عَنْهُ ، وَبَلَّغَهَا عَنْ رَبِّهَا .
    وَلَوْ فَعَلَتْ ذَلِكَ لَمَا كَانَتْ مُؤْمِنَةً بِنَبِيِّهَا، بَلِ انْقَادَتْ وَسَلَّمَتْ وَأَذْعَنَتْ، وَمَا عَرَفَتْ مِنَ الْحِكْمَةِ عَرَفَتْهُ، وَمَا خَفِيَ عَنْهَا لَمْ تَتَوَقَّفْ فِي انْقِيَادِهَا وَتَسْلِيمِهَا عَلَى مَعْرِفَتِهِ، وَلَا جَعَلَتْ ذَلِكَ مِنْ شَأْنِهَا، وَكَانَ رَسُولُهَا أَعْظَمَ عِنْدَهَا مِنْ أَنْ تَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، كَمَا فِي الْإِنْجِيلِ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَقُولُوا: لِمَ أَمَرَ رَبُّنَا؟ وَلَكِنْ قُولُوا: بِمَ أَمَرَ رَبُّنَا .
    وَلِهَذَا كَانَ سَلَفُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، الَّتِي هِيَ أَكْمَلُ الْأُمَمِ عُقُولًا وَمَعَارِفَ وَعُلُومًا - لَا تَسْأَلُ نَبِيَّهَا: لِمَ أَمَرَ اللَّهُ بِكَذَا؟ وَلِمَ نَهَى عَنْ كَذَا؟ وَلِمَ قَدَّرَ كَذَا؟ وَلِمَ فَعَلَ كَذَا؟ لِعِلْمِهِمْ أَنَّ ذَلِكَ مُضَادٌّ لِلْإِيمَانِ وَالِاسْتِسْلَا مِ، وَأَنَّ قَدَمَ الْإِسْلَامِ لَا تَثْبُتُ إِلَّا عَلَى دَرَجَةِ التَّسْلِيمِ.
    فَأَوَّلُ مَرَاتِبِ تَعْظِيمِ الْأَمْرِ : التَّصْدِيقُ بِهِ، ثُمَّ الْعَزْمُ الْجَازِمُ عَلَى امْتِثَالِهِ، ثُمَّ الْمُسَارَعَةُ إِلَيْهِ وَالْمُبَادَرَة ُ بِهِ الْقَوَاطِعَ وَالْمَوَانِعَ، ثُمَّ بَذْلُ الْجُهْدِ وَالنُّصْحِ فِي الْإِتْيَانِ بِهِ عَلَى أَكْمَلِ الْوُجُوهِ، ثُمَّ فِعْلُهُ لِكَوْنِهِ مَأْمُورًا، بِحَيْثُ لَا يَتَوَقَّفُ الْإِتْيَانُ بِهِ عَلَى مَعْرِفَةِ حِكْمَتِهِ - فَإِنْ ظَهَرَتْ لَهُ فَعَلَهُ وَإِلَّا عَطَّلَهُ، فَإِنَّ هَذَا يُنَافِي الِانْقِيَادَ، وَيَقْدَحُ فِي الِامْتِثَالِ." انتهى من "شرح الطحاوية" (341) .
    والحاصل :
    أن من فهم الحكمة في البلاء والمرض صبر واحتسب وعلم أنه شيء قدره الله بحكمته وعلمه ، وأنه خير للمسلم في دينه ودنياه .
    ومن فهم الحكمة في الغنى والفقر ، شكر إذا أغناه الله ، وصبر إذا قدر الله عليه الحاجة .
    ومن فهم الحكمة في تشريع الجهاد ، بادر بالجهاد في سبيل الله بنفسه وماله ، لإعلاء كلمة الله ونشر دينه ، ومحاربة الكفر وأهله .
    ومن فهم الحكمة في الصدقة وعلم أنه يكون بها نماء المال وزكاؤه ونفع صاحبه في الدنيا والآخرة وأنه ما نقص مال من صدقة بادر بالصدقة حتى يكون ما يخرجه في الله أحب إلى نفسه مما يمسكه .
    ومن لم يعلم الحكمة :
    بادر بالتسليم والرضا، وعلم أنه ربما أتي من قِبَل جهله ، وعدم علمه ، فيسيء الظن بنفسه ، ويحسن الظن بربه ، فما أسعد المسلم بدينه ، إن هو علم الحكمة زادته إيمانا وفقها ، وعلما وعملا ، وإن هو جهلها أحسن الظن بربه ، وأساء الظن بنفسه ، وما زاده عدم العلم بها إلا تسليما لربه ، ورضا بما قدره وشاءه وشرعه سبحانه ، قال تعالى : (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) البقرة / 216.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    قال شيخ الاسلام ابن تيمية
    وَأَمَّا السُّؤَالُ : عَنْ " تَعْلِيلِ أَفْعَالِ اللَّهِ " .
    فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْمُسْلِمِينَ - مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ - أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَخْلُقُ لِحِكْمَةِ وَيَأْمُرُ لِحِكْمَةِ
    وَهَذَا مَذْهَبُ أَئِمَّةِ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ وَوَافَقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْكَلَامِ : مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ والكرامية وَغَيْرِهِمْ .
    وَذَهَبَ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ ونفاة الْقِيَاسِ إلَى نَفْيِ التَّعْلِيلِ فِي خَلْقِهِ وَأَمْرِهِ
    وَهُوَ قَوْلُ الْأَشْعَرِيِّ وَمَنْ وَافَقَهُ
    وَقَالُوا : لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ لَامُ تَعْلِيلٍ فِي فِعْلِ اللَّهِ وَأَمْرِهِ وَلَا يَأْمُرُ اللَّهُ بِشَيْءِ لِحُصُولِ مَصْلَحَةٍ وَلَا دَفْعِ مَفْسَدَةٍ بَلْ ( مَا يَحْصُلُ مِنْ مَصَالِحِ الْعِبَادِ وَمَفَاسِدِهِمْ ) بِسَبَبِ مِنْ الْأَسْبَابِ
    فَإِنَّمَا خَلْقُ ذَلِكَ عِنْدَهَا لَا أَنَّهُ يَخْلُقُ هَذَا لِهَذَا وَلَا هَذَا لِهَذَا
    وَاعْتَقَدُوا أَنَّ التَّعْلِيلَ يَسْتَلْزِمُ الْحَاجَةَ وَالِاسْتِكْمَا لَ بِالْغَيْرِ وَأَنَّهُ يُفْضِي إلَى التَّسَلْسُلِ .
    وَالْمُعْتَزِلَ ةُ : أَثْبَتَتْ التَّعْلِيلَ لَكِنْ عَلَى أُصُولِهِمْ الْفَاسِدَةِ فِي التَّعْلِيلِ وَالتَّجْوِيزِ
    وَأَمَّا أَهْلُ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ وَجُمْهُورُ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يُثْبِتُونَ التَّعْلِيلَ
    فَلَا يُثْبِتُونَهُ عَلَى قَاعِدَةِ الْقَدَرِيَّةِ وَلَا يَنْفُونَهُ نَفْيَ الجهمية
    وَقَدْ بَسَطْت الْكَلَامَ عَلَى هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فِي مَوَاضِعَ .
    لَكِنَّ قَوْلَ الْجُمْهُورِ : هُوَ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْمَعْقُولُ الصَّرِيحُ وَبِهِ يَثْبُتُ أَنَّ اللَّهَ حَكِيمٌ
    فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لِحِكْمَةِ لَمْ يَكُنْ حَكِيمًا وَالْكَلَامُ فِي هَذَا
    يُبْنَى عَلَى أُصُولٍ .
    ( أَحَدُهَا ) : إثْبَاتُ مَحَبَّةِ اللَّهِ وَرِضَاهُ وَأَنَّهُ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ لِذَاتِهِ وَيُحَبّ لِذَاتِهِ وَلَيْسَ شَيْءٌ سِوَاهُ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُحَبَّ إلَّا هُوَ وَكُلُّ مَحَبَّةٍ لِغَيْرِهِ فَهِيَ فَاسِدَةٌ وَهَذَا مِنْ مَعَانِي الْإِلَهِيَّةِ
    فَإِنَّ " الْإِلَهَ " هُوَ الْمَأْلُوهُ : الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُؤَلَّهَ فَيُعْبَدَ وَالْعِبَادَةُ تَجْمَعُ غَايَةَ الذُّلِّ وَغَايَةَ الْحُبِّ وَهَذَا لَا يَسْتَحِقُّهُ إلَّا هُوَ وَهُوَ سُبْحَانَهُ يَحْمَدُ نَفْسَهُ وَيُثْنِي عَلَى نَفْسِهِ وَيُمَجِّدُ نَفْسَهُ وَيَفْرَحُ بِتَوْبَةِ التَّائِبِينَ ; وَيَرْضَى عَنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ .
    وَ " الْحَمْدُ " هُوَ الْإِخْبَارُ بِمَحَاسِنِ الْمَحْمُودِ مَعَ الْمَحَبَّةِ لَهَا .
    فَلَوْ أَخْبَرَ مُخْبِرٌ بِمَحَاسِنِ غَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ مَحَبَّةٍ لَهَا لَمْ يَكُنْ حَامِدًا وَلَوْ أَحَبَّهَا وَلَمْ يُخْبِرْ بِهَا لَمْ يَكُنْ حَامِدًا . وَالرَّبُّ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - إذَا حَمِدَ نَفْسَهُ فَذَكَرَ أَسْمَاءَهُ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلَى وَأَفْعَالَهُ الْجَمِيلَةَ وَأَحَبَّ نَفْسَهُ الْمُقَدَّسَةَ فَكَانَ هُوَ الْحَامِدَ وَالْمَحْمُودَ وَالْمُثْنِي وَالْمُثْنَى عَلَيْهِ وَالْمُمَجِّدَ وَالْمُمَجَّدَ وَالْمُحِبَّ وَالْمَحْبُوبَ
    كَانَ هَذَا غَايَةَ الْكَمَالِ ; الَّذِي لَا يَسْتَحِقُّهُ غَيْرُهُ وَلَا يُوصَفُ بِهِ إلَّا هُوَ .
    وَهُوَ سُبْحَانَهُ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ; فَلَا يَكُونُ شَيْءٌ إلَّا بِهِ وَهُوَ الْإِلَهُ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ وَلَا يَجُوزُ أَنْ نَعْبُدَ إلَّا هُوَ فَمَا لَا يَكُونُ بِهِ لَا يَكُونُ ; وَمَا لَا يَكُونُ لَهُ لَا يَنْفَعُ وَلَا يَدُومُ وَكُلُّ عَمَلٍ لَمْ يُرَدْ بِهِ وَجْهُهُ فَهُوَ بَاطِلٌ ; { إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } .
    وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ الْمُسْلِمَ مُسْلِمًا ; وَالْمُصَلِّيَ مُصَلِّيًا وَالتَّائِبَ تَائِبًا وَالْحَامِدَ حَامِدًا فَإِذَا يَسَّرَ عَبْدَهُ لِلْيُسْرَى فَتَابَ إلَيْهِ وَفَرِحَ اللَّهُ بِتَوْبَتِهِ وَشَكَرَهُ فَرَضِيَ بِشُكْرِهِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأَحَبَّهُ ; لَمْ يَكُنْ الْمَخْلُوقُ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الْخَالِقَ رَاضِيًا مُحِبًّا فَرِحًا بِتَوْبَتِهِ ; بَلْ الرَّبُّ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الْمَخْلُوقَ فَاعِلًا لِمَا يُفْرِحُهُ وَيُرْضِيهِ وَيُحِبُّهُ وَكُلُّ ذَلِكَ حَاصِلٌ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي إحْدَاثِ شَيْءٍ مِنْ الْمُحْدَثَاتِ وَلَا هُوَ مُفْتَقِرٌ إلَى غَيْرِهِ بِوَجْهِ مِنْ الْوُجُوهِ ;
    بَلْ هُوَ الْغَنِيُّ عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ وَكُلُّ مَا سِوَاهُ فَقِيرٌ إلَيْهِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ فَإِذَا خَلَقَ شَيْئًا لِحِكْمَةِ يُحِبُّهَا وَيَرْضَاهَا لَمْ يَجُزْ أَنْ يُقَالَ هُوَ مُفْتَقِرٌ إلَى غَيْرِهِ إلَّا إذَا كَانَ هُنَاكَ خَالِقٌ غَيْرُهُ يَفْعَلُ مَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ
    وَهَذَا يَجِيءُ عَلَى قَوْلِ الْقَدَرِيَّةِ : الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَمْ يَخْلُقْ أَفْعَالَ الْعِبَادِ وَأَنَّ الطَّاعَاتِ وُجِدَتْ بِدُونِ قُدْرَتِهِ وَخَلْقِهِ
    فَإِذَا قِيلَ : إنَّهُ يُحِبُّهَا وَيَرْضَاهَا لَزِمَ أَنْ يَكُونَ الْمَخْلُوقُ جَعَلَهُ كَذَلِكَ .
    وَأَمَّا عَلَى قَوْلِ أَهْلِ السُّنَّةِ - الَّذِينَ يَقُولُونَ : إنَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ [ أَفْعَالِ ] الْعِبَادِ وَغَيْرِهَا فَلَمْ يُوجَدْ إلَّا مَا خَلَقَهُ هُوَ وَلَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ الْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ مَا يَعْلَمُهُ هُوَ عَلَى وَجْهِ التَّفْصِيلِ .
    وَقَدْ يَعْلَمُ بَعْضُ عِبَادِهِ مِنْ ذَلِكَ مَا يُعْلِمُهُ إيَّاهُ إذْ لَا يُحِيطُونَ بِشَيْءِ مِنْ عِلْمِهِ إلَّا بِمَا شَاءَ .
    وَأَمَّا كَوْنُ ذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ قِيَامَ الْأُمُورِ الِاخْتِيَارِيّ َةِ بِذَاتِهِ فَهَذَا قَوْلُ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ وَكَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ .
    وَأَمَّا كَوْنُ ذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ التَّسَلْسُلَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ فَإِنَّهُ إذَا خَلَقَ شَيْئًا لِحِكْمَةِ تُوجَدُ بَعْدَ وُجُودِهِ وَتِلْكَ الْحِكْمَةُ لِحِكْمَةِ أُخْرَى لَزِمَ التَّسَلْسُلُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ فَهَذَا جَائِزٌ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ يَقُولُ بِدَوَامِ نَعِيمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّمَا يُخَالِفُ فِي ذَلِكَ مَنْ شَكَّ : كَالْجَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ الَّذِي يَقُولُ : بِفَنَاءِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَكَأَبِي الهذيل الَّذِي يَقُولُ : بِانْقِطَاعِ حَرَكَاتِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ . فَإِنَّ هَذَيْنِ ادَّعَيَا امْتِنَاعَ وُجُودِ مَا لَا يَتَنَاهَى فِي الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَ لِ . وَخَالَفَهُمْ جَمَاهِيرُ الْمُسْلِمِينَ .
    وَ ( الْجَوَابُ الثَّانِي ) : أَنْ يُقَالَ التَّسَلْسُلُ نَوْعَانِ
    : ( أَحَدُهُمَا ) : فِي الْفَاعِلِينَ . وَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِكُلِّ فَاعِلٍ فَاعِلٌ فَهَذَا بَاطِلٌ بِصَرِيحِ الْعَقْلِ وَاتِّفَاقِ الْعُقَلَاءِ .
    وَ ( الثَّانِي ) : التَّسَلْسُلُ فِي الْآثَارِ ; مِثْلَ أَنْ يُقَالَ : إنَّ اللَّهَ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إذَا شَاءَ وَيُقَالُ : إنَّ كَلِمَاتِ اللَّهِ لَا نِهَايَةَ لَهَا . فَهَذَا التَّسَلْسُلُ يُجَوِّزُهُ أَئِمَّةُ أَهْلِ الْمِلَلِ . وَأَئِمَّةُ الْفَلَاسِفَةِ وَلَكِنَّ الْفَلَاسِفَةَ يَدَّعُونَ قِدَمَ الْأَفْلَاكِ . وَأَنَّ حَرَكَاتِ الْفَلَكِ لَا بِدَايَةَ لَهَا وَلَا نِهَايَةَ لَهَا . هَذَا كُفْرٌ مُخَالِفٌ لِدِينِ الرُّسُلِ . وَهُوَ بَاطِلٌ فِي صَرِيحِ الْمَعْقُولِ
    . وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ : بِأَنَّ الرَّبَّ لَمْ يَكُنْ يُمْكِنُهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ وَلَا يَفْعَلَ بِمَشِيئَتِهِ ثُمَّ صَارَ يُمْكِنُهُ الْكَلَامُ وَالْفِعْلُ بِمَشِيئَتِهِ كَ
    مَا يَقُولُ ذَلِكَ الجهمية وَالْقَدَرِيَّة ُ . وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ قَوْلٌ بَاطِلٌ .
    وَهُوَ الَّذِي أَوْقَعَ الِاضْطِرَابَ بَيْنَ مَلَاحِدَةِ الْمُتَفَلْسِفَ ةِ وَمُبْتَدَعَةِ أَهْلِ الْكَلَامِ . فِي هَذَا الْبَابِ وَالْكَلَامُ عَلَى هَذِهِ الْأُمُورِ مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعِهِ وَهَذِهِ مَطَالِبُ غَالِيَةٌ .
    إنَّمَا يَعْرِفُ قَدْرَهَا مَنْ عَرَفَ مَقَالَاتِ النَّاسِ وَالْإِشْكَالَا تِ اللَّازِمَةِ عَلَى كُلِّ قَوْلٍ حَتَّى أَوْقَعَتْ كَثِيرًا مِنْ فُحُولِ النُّظَّارِ فِي بُحُورِ الشَّكِّ وَالِارْتِيَابِ وَهِيَ مَبْسُوطَةٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ[مجموع الفتاوى]

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    فائدة مما سبق الناقش فيه فى موضوع قديم
    -يقول الشيخ صالح ال الشيخ -
    وقوله (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)،(إِلَّا)هذه تسمّى أداة استثناء مُفرَّغ, مفرّغ من أعم الأحوال -كما يقول النحّاة يعني وما خلقت الجن والإنس لشيء أو لغاية من الغايات أبدا إلاّ لغاية واحدة ، وهي أن يعبدونِ.
    وقوله (لِيَعْبُدُونِ) اللام هذه تسمّى لام التعليل؛ ولام التعليل هذه قد يكون المعنى تعليل غاية،أو- تعليل علّة؛- تعليل غاية يكون ما بعدها مطلوبا؛ لكن قد يكون و قد لا يكون، يعني هذه الغاية، ويسميها بعض العلماء لام الحكمة، وفرق بين العلة والحكمة، يعني ما الحكمة من خلق الجن والإنس؟ أن يعبدوا الله وحده دون ما سواه، هذا التعليل بقوله (لِيَعْبُدُونِ)قلنا تعليل غاية؛ مثلا قلتُ لكَ: لِما أحضرتَ الكتاب؟ قلتَ: أحضرتُه لأقرأ, فيكون علة الإحضار، أو الحكمة من الإحضار القراءة، قد تقرأ، وقد لا تقرأ، بخلاف اللام التي يكون معناها العلة التي يترتب عليها معلولُها، والتي يقول العلماء في نحوها:الحكم دائر مع علته وجودا وعدما. تلك علة القياس، التي لا يتخلّف فيها المعلول عن العلة.
    فهنا اللام هذه لام علة الغاية؛ لأن من الخلق من وُجد وخلقه الله جل وعلا، لكن عبَدَ غيره، ولام الحكمة شرعية؛ ما بعدها يكون مطلوبا شرعا، قال جلّ وعلا هنا(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)-[كفاية المستزيد]
    https://majles.alukah.net/t66888/

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    و مع ذلك فلا بد ان نفرق بين كتب التقرير لمذهب اهل السنة . و بين كتب الردود على اهل الباطل . فقد يحسن في الثاني في ابطال شبههم استعمال الالفاظ المناسبة للمقام . و مع توسع البدعة يتوسع في اللفظ بما هو مناسب لذلك . ( لما زادوا زدنا ) كما فعل الدارمي رحمه الله في نقضه ورده على الجهمية

    فهم اليوم يقولون ان الله عز وجل موجود مع نفيهم للصفات التي يتحقق بها ذلك . فكيف ترد عليهم لكي يفهم الناس حقيقة قولهم ؟
    لنفرض ان طالب علم او جهمي قال لك - نحن نقول ان الله موجود - كيف ترد عليه ؟
    نعم
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية : "وأما الشرع فالرسل وأتباعهم الذين من أمة موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يقولوا إن الله جسم، ولا إنه ليس بجسم، ولا إنه جوهر، ولا إنه ليس بجوهر، لكن النزاع اللغوي والعقلي والشرعي في هذه الأسماء هو مما أحدث في الملل الثلاث بعد انقراض الصدر الأول من هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء"
    ثم قال: "والذي اتفقت عليه الرسل وأتباعهم ما جاء به القرآن والتوراة من أن الله موصوف بصفات الكمال، وأنه ليس كمثله شيء، فلا تمثل صفاته بصفات المخلوقين، مع إثبات ما أثبته لنفسه من الصفات، ولا يدخل في صفاته ما ليس منها، ولا يخرج منها ما هو داخل فيها"
    لفظ الجهة: بمعنى أن يقول القائل: (الله في جهة)، أو: (الله ليس في جهة)، فأهل السنة- كما سبق– لا يثبتون الألفاظ المجملة ولا ينفونها، فلفظ الجهة هنا لا نثبته ولا ننفيه، وذلك لعدم وردود الدليل لا بالنفي ولا بالإثبات، فهذه اللفظة لم ترد لا في الكتاب ولا في السنة، ولم تأت عن أحد من الصحابة ولا سلف هذه الأمة، لذا وجب السكوت عنها، والتوقف فيها، أما من حيث المعنى "فيقال لمن نفى الجهة: أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات، أم تريد بالجهة ما وراء العالم؟ فلا ريب أن الله فوق العالم، مباين للمخلوقات، وكذلك يقال لمن قال: (الله في جهة)، أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات؟ فان أردت الأول فهو حق، وإن أردت الثاني فهو باطل".
    لفظ الحيز: يقال فيه ما قيل في سابقيه، فلا نثبته ولا ننفيه، فلا يقال: (الله في حيز)، ولا يقال: (الله ليس في حيز)، هذا من ناحية اللفظة، أما من ناحية المعنى فهو لفظ مجمل، ولذا فيستفصل عنه، ماذا يعني أن الله في حيز؟ فإن كانت "تعني أنه منحاز عن الخلق منفصل عنهم مباين لهم فوق سماواته مستوٍ على عرشه، ليس في ذاته شيء من ذوات خلقه ولا في ذوات خلقه شيء من ذاته...فهذا صدق وحق، وهو الذي دلت عليه الأدلة، لكن الأسلم، بل الأوجب أن لا نعبر عن هذا المعنى الحق بلفظ بدعي مجمل محتمل، بل لا نعبر عنه إلا بما ثبت في الأدلة وتفوه به أهل السنة وهو أن نقول: الله فوق سماواته بائن من خلقه مستوٍ على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته، ودعك من الألفاظ السخيفة المبتدعة المنكرة، فإن كنت تريد بالحيز هذا المعنى الحق فهو حق، وإن كنت تعني بالحيز أي الذي يحوز الأشياء أو هي تحوزه، أي أن الأشياء تحل في ذاته أو هو يحل في ذاتها فهذا باطل وكفر وزندقة وضلال وبهت وكذب وفجور، وهو بعينه ما يعتقده أهل الحلول، وأهل وحدة الوجود عاملهم الله بعدله لا بعفوه".
    لفظ الحركة: يقول ابن القيم رحمه الله عن هذه اللفظة المجملة: "فمن أثبتها مطلقاً فقد أخطأ، ومن نفاها مطلقاً فقد أخطأ؛ فإن معانيها منقسمة إلى ما يمتنع إثباته لله، وما يجب إثباته له
    يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله "ما تنازع فيه المتأخرون، نفيًا وإثباتًا؛ فليس على أحد بل ولا له أن يوافق أحدًا على إثبات لفظ أو نفيه، حتى يعرف مراده، فإن أراد حقًا ؛ قُبل، وإن أراد باطلا ؛ رُدّ، وإن اشتمل كلامه على حق وباطل؛ لم يُقبل مطلقًا ولم يُرد جميع معناه، بل يُوقف اللفظ ويُفسّر المعنى
    ويقول أيضا: "فالسلف والأئمة لم يكرهوا الكلام لمجرد ما فيه من الاصطلاحات المولدة كلفظ الجوهر، والعرض، والجسم، وغير ذلك؛ بل لأن المعاني التي يعبرون عنها بهذه العبارات فيها من الباطل المذموم في الأدلة والأحكام ما يجب النهي عنه؛ لاشتمال هذه الألفاظ على معاني مجملة في النفي والإثبات. كما قال الإمام أحمد في وصفه لأهل البدع فقال: هم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويلبسون على جهال الناس بما يتكلمون به من المتشابه.

    فإذا عرفت المعاني التي يقصدونها بأمثال هذه العبارات،
    ووزنت بالكتاب والسنة، بحيث يثبت الحق الذي أثبته الكتاب والسنة، وينفي الباطل الذي نفاه الكتاب والسنة؛
    كان ذلك هو الحق؛
    بخلاف ما سلكه أهل الأهواء من التكلم بهذه الألفاظ: نفيا وإثباتا في الوسائل والمسائل؛
    من غير بيان التفصيل والتقسيم الذي هو الصراط المستقيم. وهذا من مثارات الشبهة

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة


    وابو عبد اللطيف يحتاج الى قطرتين من الجرأة . .
    . .. .
    ابن عبد اللطيف لا يحتاج الى قطرتين من الجرأة
    ولكن يحتاج الى قطرتَيْن : قطرةُ دموعٍ من خشيةِ اللهِ ، وقطرةُ دمٍ تُهراقُ في سبيلِ اللهِ ،

    الراوي : أبو أمامة الباهلي خلاصة حكم المحدثإسناده صحيح

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    .صالح المطلق! .. هذا له حقيقة لأنني أعرفه شخصياً
    سأرد عليك من جنس ما تعرفه
    اسم عبدالله اسم مطلق مشترك بين جميع من يسمى عبدالله واذا قال ابو لمى عبدالله المطلق فقد خصص الاسم بفرد من افراده ليتميز عن غيره
    وهذه قاعدة مهمة فى اصول الفقه تكلم عليها القرافى فى انوار البروق فى انواع الفروق -
    باب الفرق بين قاعدة الأمر المطلق وقاعدة مطلق الأمر
    قال ( الْفَرْقُ الْخَامِسَ عَشَرَ بَيْنَ قَاعِدَةِ الْأَمْرِ الْمُطْلَقِ وَقَاعِدَةِ مُطْلَقِ الْأَمْرِ وَكَذَلِكَ الْحَرَجِ الْمُطْلَقِ وَمُطْلَقِ الْحَرَجِ وَالْعِلْمِ الْمُطْلَقِ وَمُطْلَقِ الْعِلْمِ وَالْبَيْعِ الْمُطْلَقِ وَمُطْلَقِ الْبَيْعِ...[وهكذا]
    وَجَمِيعِ هَذِهِ النَّظَائِرِ مِنْ هَذِهِ الْمَادَّةِ
    فَالْقَاعِدَتَا نِ مُفْتَرِقَتَانِ فِي جَمِيعِ هَذِهِ النَّظَائِرِ )
    وَتَقْرِيرُهُ أَنْ نَقُولَ : إذَا قُلْنَا : الْبَيْعُ الْمُطْلَقُ فَقَدْ أَدْخَلْنَا الْأَلْفَ وَاللَّامَ عَلَى الْبَيْعِ فَحَصَلَ بِسَبَبِ ذَلِكَ الْعُمُومُ الشَّامِلُ لِجَمِيعِ أَفْرَادِ الْبَيْعِ بِحَيْثُ لَمْ يَبْقَ بَيْعٌ إلَّا دَخَلَ فِيهِ ثُمَّ وَصَفْنَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِالْإِطْلَاقِ بِمَعْنَى أَنَّهُ لَمْ يُقَيَّدْ بِقَيْدٍ يُوجِبُ تَخْصِيصَهُ مِنْ شَرْطٍ أَوْ صِفَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ اللَّوَاحِقِ لِلْعُمُومِ مِمَّا يُوجِبُ تَخْصِيصَهُ فَيَبْقَى عَلَى عُمُومِهِ فَيَتَحَصَّلُ أَنَّ الْبَيْعَ الْمُطْلَقَ لَمْ يَدْخُلْهُ تَخْصِيصٌ مَعَ عُمُومٍ فِي نَفْسِهِ أَمَّا إذَا قُلْنَا : مُطْلَقُ الْبَيْعِ فَقَدْ أَشَرْنَا بِقَوْلِنَا مُطْلَقُ إلَى الْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ بَيْنَ أَنْوَاعِ جَمِيعِ الْبِيَاعَاتِ وَهُوَ مُسَمَّى الْبَيْعِ الَّذِي يَصْدُقُ بِفَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِهِ ثُمَّ أُضِيفَ هَذَا الْمُطْلَقُ الْمُشَارُ إلَيْهِ إلَى الْبَيْعِ لِيَتَمَيَّزَ عَنْ مُطْلَقِ الْحَيَوَانِ وَمُطْلَقِ الْأَمْرِ وَمُطْلَقِ غَيْرِهِ وَمُطْلَقَاتِ جَمِيعِ الْحَقَائِقِ فَأَضَفْنَاهُ لِلتَّمْيِيزِ فَقَطْ وَهُوَ الْمُشْتَرَكُ خَاصَّةً الَّذِي يَصْدُقُ بِفَرْدٍ وَاحِدٍ مِنْ أَفْرَادِ الْبَيْعِ فَظَهَرَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْبَيْعِ الْمُطْلَقِ وَمُطْلَقِ الْبَيْعِ وَبِهِ يَصْدُقُ قَوْلُنَا إنَّ مُطْلَقَ الْبَيْعِ حَلَالٌ إجْمَاعًا وَالْبَيْعُ الْمُطْلَقُ لَمْ يَثْبُتْ فِيهِ الْحِلُّ بِالْإِجْمَاعِ بَلْ بَعْضُ الْبِيَاعَاتِ حَرَامٌ إجْمَاعًا وَيَصْدُقُ أَنَّ زَيْدًا حَصَلَ لَهُ مُطْلَقُ الْمَالِ وَلَوْ بِفَلْسٍ وَلَمْ يَحْصُلْ لَهُ الْمَالُ الْمُطْلَقُ وَهُوَ جَمِيعُ مَا يُتَمَوَّلُ مِنْ الْأَمْوَالِ الَّتِي لَا نِهَايَةَ لَهَا وَكَذَلِكَ مُطْلَقُ النَّعِيمِ وَالنَّعِيمُ الْمُطْلَقُ فَالْأَوَّلُ حَاصِلٌ دُونَ الثَّانِي وَيُعْلَمُ بِذَلِكَ الْفَرْقُ فِي بَقِيَّةِ النَّظَائِرِ .
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    وما أحوجنا لغسل أدمغتنا لتصبح أدمغة نظيفة ..
    هل علمت يا ابو لمى من الذى يحتاج الى غسيل دماغ حتى تصبح نظيفة ثم بعد تنظيفها تملأها باصول العلم الشرعى - ان التخلى قبل التحلى -
    فاذا اردت ان تتعلم علم السلف سواء فى العقيدة او علم اصول الفقه لابد اولا ان تتخلى عما يعلق بذهنك من الاهواء- ثم بعد ذلك تعرف مصطلحات علماء الاصول
    كما عرفت مصطلحات علم الحديث-من الحديث المرفوع والموقوف والحسن والضعيف والمنكر ورجال الاسناد من حيث درجات التعديل والجرح وغيره من مصطلحات المحدثين-
    هل أمكنك تعلم مصطلح الحديث واصبحت بهذه المكانة بدون مصطلح الحديث
    هل تعلمت اللغة العربية وانت لا تفرق بين الفعل والاسم والفاعل والمفعول والجار والمجرور والحال والنعت والتميز - لابد من التمييز -بين كل من هذه المصطلحات
    وكذلك الامر تماما فى مصطلحات علماء الاصول
    لابد ان تعرف الفرق بين الامر المطلق ومطلق الامر - والشئ المطلق ومطلق الشئ - والايمان المطلق ومطلق الايمان- والظلم المطلق ومطلق الظلم
    والظلم المطلق ومطلق الظلم
    سأوضح هذه النقطة لان الفرق بين الايمان المطلق ومطلق الايمان سبق وان وضحته
    يقول صاحب شرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيحيقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:
    الذي شق عليهم أنهم ظنوا أن الظلم المشروط عدمه هو ظلم العبد نفسه، وأنه لا أَمْن ولا اهتداء إلا لمَن لم يظلم نفسه، فبيَّن لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ما دلهم على أن الشرك ظلم في كتاب الله -عز وجل-، فلا يحصل الأمن والاهتداء إلا لمن لم يلبس إيمانه بهذا الظلم، فإن من لم يلبس إيمانه بهذا الظلم كان من أهل الأمن والاهتداء.

    يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى-: لما أشكل على الصحابة -رضي الله عنهم- المراد بالظلم فظنوا أن ظلم النفس داخل فيه، وأن مَن ظلَم نفسه أي ظلم كان لم يكن آمنًا ولا مهتديًا أجابهم -صلوات الله وسلامه عليه- بأن الظلم الرافع للأمن والهداية على الإطلاق هو الشرك.

    يقول ابن القيم: وهذا والله هو الجواب الذي يشفي العليل، ويروي الغليل،
    فإن الظلم التام هو الشرك الذي هو وضْع العبادة في غير موضعها، والأمن والهدى المطلق هما الأمن في الدنيا والآخرة، والهدى إلى الصراط المستقيم،
    فالظلم المطلق التام رافع للأمن والاهتداء المطلق التام،
    ولا يمنع ذلك أن يكون مطلق الظلم مانعًا من مطلق الأمن ومطلق الهدى
    فتأمله، فالمطلق للمطلق، والحِصَّة للحِصَّة.
    ، ما معنى هذا؟

    الظلم متفاوت كما في ترجمة الإمام البخاري، ويدل عليه الحديث دلالة صريحة، متفاوت، ظلم دون ظلم، الأمن أيضًا متفاوت، الاهتداء أيضًا متفاوت،
    هذا محصَّل كلام ابن القيم أن الظلم متفاوت، الأمن متفاوت، الاهتداء متفاوت، فيحصل للمرء من الأمن والاهتداء بقدر ما حَصَل له من مفارقة الظلم،
    يقول: فالمطلق للمطلق، والحصة للحصة؛
    لأن من حصل له الظلم الأكبر انتفى عنه الأمن بالكلية، وانتفى عنه الاهتداء بالكلية؛
    لأن الظلم الأكبر رافع لمطلق الأمن والاهتداء، من حصل له شيء من الظلم، يعني ما يتناوله عموم الآية من أنواع الظلم سواءً كان ظلم العبد لنفسه، ظلم العبد لغيره من إنسان أو بهيمة تعديه على حقوق الآخرين، أيضًا رافع بقدْره من ذلك الأمن وذلك الاهتداء، ولذا يقول: الحصة للحصة.

    يقول الشيخ صالح الفوزان في إعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد
    يقول: قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ} [سورة الأنعام 82] هل المراد به الأمن المطلق، يعني أنهم لا يعذبون أبدًا، أو المراد مطلق الأمن أي أنهم وإن عذبوا فلا بد أن يدخلوا الجنة؟ الآية محتملة، وعلى كلا التفسيرين الآية تدل على فضل التوحيد؛
    لأنه بضدها تتبين الأشياء،
    وعلى كلا التفسيرين فالآية تدل على فضل التوحيد، وأنه أَمْنٌ من العذاب، إما مطلقًا، وإما يؤمن من العذاب المؤبد، فالآية فيها فضل التوحيد، وأنه يمنح الله لأصحابه الأمن على حسب درجاتهم في التوحيد، والسلامة من الذنوب والمعاصي.

    يقول: ودلت الآية بمفهومها على أن من أشرك بالله وخلط في توحيده بشرك، أو خلط توحيده بشرك أنه ليس له أمن -والعياذ بالله-، فهذا فيه خطر الشرك، وأن من عبد الله ولكنه يدعو مع الله غيره، ويستغيث بالموتى، ويذبح للقبور، ويطوف بالأضرحة مستعينًا بها، فهذا خلط إيمانه بشرك، وليس له أمن أبدًا حتى يتوب إلى الله -عز وجل-، ويخلص التوحيد، فليس المقصود أن الإنسان يعبد الله فقط، بل لا بد أيضًا أن يجتنب الشرك، وإلا فالمشركون لهم عبادات، كانوا يحجون، وكانوا يتصدقون، وكانوا يطعمون الأضياف، وكانوا يكرمون الجيران، ولهم أعمال لكنها ليست مبنية على التوحيد، فهي هباء منثور، لا تنفعهم شيئًا يوم القيامة، قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} [سورة الفرقان 23] وقال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} [سورة النــور 39] وقال تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} [سورة إبراهيم 18].
    وبهذا نعرف مطابقة الآية لما ترجم به الشيخ -رحمه الله تعالى-، باب فضل التوحيد وما يكفِّر من الذنوب، إذا عرفنا عِظَم الشرك، وأنه ينفي الأمن المطلق، وينفي الاهتداء المطلق، فإن التوحيد بضده، يحصِّل الأمن المطلق، ويحصِّل الاهتداء المطلق كما تقدم تقرير ذلك أيضًا في كلام ابن القيم
    ******************
    قاعدة الأمر المطلق وقاعدة مطلق الأمر
    نعم هذه قاعدة فقهية اصولية - كما ان لمصطلح الحديث يا ابو لمى قواعد واصول عند اهل الحديث - فان للفقه واصوله قواعد واصول
    فطريق الوصول الى العلم المأمول اخى الفاضل ابو لمى يكون
    بمعرفة القواعد والضوابط والاصول
    من ضيّع الأصول حُرم الوصول ..
    ومن ترك الدليل ضل السبيل ......

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    نعم هذه قاعدة فقهية اصولية - كما ان لمصطلح الحديث يا ابو لمى قواعد واصول عند اهل الحديث - فان للفقه واصوله قواعد واصول
    فطريق الوصول الى العلم المأمول اخى الفاضل ابو لمى يكون
    بمعرفة القواعد والضوابط والاصول
    من ضيّع الأصول حُرم الوصول ..
    ومن ترك الدليل ضل السبيل ....
    كلام حسن . . من ترك الدليل ضل السبيل . .

    من لم يعرف الأصول "الأدلة النقلية" فعلى اي شيء يبني الأصول "العقلية" ؟
    وتلك القواعد والضوابط والأصول التي تشير اليها . . من الذي وضعها أو قررها؟ وكيف دخلت أو ماهي مداخلها لعقول المسلمين وكتبهم؟ هل كانت عن السلف ام عن علماء الكلام . .
    . .
    وقد قال إخواننا في العصور الوسطى (وأنا هنا قصدي استفزازك ) . . السلف اعلم والخلف أفهم أو احكم !!! هي كلمة نشجبها ولكن في حقيقة الأمر نطبقها على أرض الواقع . . قال فلان وقال فلان . .
    . .
    ليتنا من بعض أصولهم سالمين! و يا نجد متى يجي فيك من حسن التدابير . . !!
    ..

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    ثم يا أخي ارجو ان تتفهم أنني وضعت على عقلي سياج حديدي لا يسمح الا بمرور آية كريمة او حديث صحيح رفيع الصحة ..
    بقية الأمور اذا كان هناك عمر ننظر فيها .. ولو كان لي فيها حصة فقد تنازلت لكم عنها . .
    .
    ماهو هدفك في الحياة أخي؟
    أنا سأخبرك بهدفي وهي كلمة قلتها أظن قبل 20 سنة . .
    وقتها قلت: هدفي أن أصبح صاحب أنقى عقيدة ومفاهيم وعلم الخ . . ومنذ ذلك الوقت وأنا أهرول !!
    .
    في منتصف الطريق ومع زيادة الإدراك .. أدركت صعوبة هذا الأمر الا اذا شربت ثلاث قطرات من الجرأة!! ثلاث قطرات فقط!! لأن هناك أمور حائلة عن كبار مقتدى بهم! ان اتبعتهم في كل شيء سأفشل في تحقيق صفة "أنقى عقيدة" . . فأخذت القرار الذي كان صعباَ . .
    .
    مثلاً في منتصف الطريق كان هناك خيارات صعبة ... مثلا أداهن شيخ الإسلام في تلك المسألة الخفيفة . . .أم أتجاهل كلامه . . شربت ثلاث قطرات وتجاهلتها . .
    .

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    ثلاث قطرات فقط!!

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    . . السلف اعلم والخلف أفهم أو احكم !!! هي كلمة نشجبها ولكن في حقيقة الأمر نطبقها على أرض الواقع . . قال فلان وقال فلان . .
    . .
    ليتنا من بعض أصولهم سالمين! و يا نجد متى يجي فيك من حسن التدابير . . !!
    ..
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنة وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف أن خير قرون هذه الأمة في الأعمال والأقوال والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة أن خيرها القرن الأول، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، وأنهم أفضل من الخلف في كل فضيلة من علم وعمل وإيمان وعقل ودين وبيان وعبادة، وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل، وهذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام وأضله الله على علم، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ـ وقال غيره: عليكم بآثار من سلف، فإنهم جاؤوا بما يكفي وما يشفي، ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه ـ هذا وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم ـ فكيف يحدث لنا زمان فيه الخير في أعظم المعلومات وهو معرفة الله تعالى؟ هذا لا يكون أبدا، وما أحسن ما قال الشافعي ـ رحمه الله ـ في رسالته: هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل، وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا. اهـ. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل: ومن ظن أن الخلف أعلم بالحق وأدلته، أو المناظرة فيه من السلف، فهو بمنزلة من زعم أنهم أقوم بالعلم والجهاد وفتح البلاد منهم، وكلا الظنين طريق من لم يعرف حقيقة الدين ولا حال السلف السابقين. اهـ.
    وقال في الفتوى الحموية: لا يجوز أيضًا أن يكون الخالفون أعلم من السالفين كما يقوله بعض الأغبياء ممن لم يقدر قدر السلف، بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور بها من أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم. اهـ.
    وقال الشيخ رشيد رضا بعد إيراد رسالة الرد على منكري النبوات بالعقل من مجموعة الرسائل والمسائل التي جمعها لابن تيمية: أن هذه الرسالة من أنفس ما كتبه شيخ الإسلام وامتاز به على جميع علماء الملة، وأدلها على إتقانه لجميع العلوم العقلية ولا سيما المنطق والفلسفة، وهي حجة من حجج الله تعالى على حقية مذهب السلف في إثبات جميع ما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات والأفعال، بدون تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل، وخطأ نظار المتكلمين والفلاسفة الذي أنكروها أو أولوها، وبطلان نظريتها التي بنوا عليها مذاهبهم، وكونها اصطلاحات مجملة موهمة أساسها قياس الخالق على المخلوق، فليقرأها المخدوعون بتأويلات كتب الكلام القائلين بأن مذهبهم السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم، يعلموا أن من قال هذا فهو لا يعلم ولا يفهم، فمذهب السلف هو الأسلم والأعلم والاحكم. اهـ.
    وقال الكرمي في أقاويل الثقات: وهذا القول إذا تدبره الإنسان وجده في غاية الجهالة بمقدار السلف فكيف يكون الخلف أعلم بالله وأسمائه وصفاته وأحكم في باب ذاته وآياته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان من ورثة الأنبياء وأعلام الهدى الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا، الذين وهبهم الله من العلم والحكمة وأحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق بما لو جمعت حكمة غيرهم إليها لاستحيا من يطلب المقابلة. اهـ.
    وقال الشيخ ابن عثيمين: ومن المشهور عندهم قولهم: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم، وهذا القول على ما فيه من التناقض قد يوصل إلى الكفر، فهو:

    أولا: فيه تناقض، لأنهم قالوا: طريق السلف أسلم، ولا يعقل أن تكون الطريقة أسلم وغيرها أعلم وأحكم، لأن الأسلم يستلزم أن يكون أعلم وأحكم، فلا سلامة إلا بعلم بأسباب السلامة وحكمة في سلوك هذه الأسباب.
    ثانيا: أين العلم والحكمة من التحريف والتعطيل؟.
    ثالثا: يلزم منه أن يكون هؤلاء الخالفون أعلم بالله من رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، لأن طريقة السلف هي طريقة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه.
    رابعا: أنها قد تصل الكفر، لأنها تستلزم تجهيل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتسفيهه، فتجهيله ضد العلم، وتسفيهه ضد الحكمة، وهذا خطر عظيم.

    سئلت اللجنة الدائمة عن هذه المقولة،
    فأجابت:
    هذه مقولة باطلة، يقصد بها الإساءة إلى سلف هذه الأمة بنسبتهم إلى القصور في العلم والحكمة، وتمجيد علماء الكلام، ونسبتهم إلى العلم والحكمة، وأول من أحدث هذه المقولة علماء الكلام، ولازمها أن أهل القرون المفضولة أعلم وأفضل من أهل القرون الفاضلة،




الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •