قال النووي الشافعي (ت:676هـ):
"اللهم أقم لدينك رجلًا يكسر العمود المخلّق، ويخرب القبر الذي فيه جيرون "
قال النووي الشافعي (ت:676هـ):
"اللهم أقم لدينك رجلًا يكسر العمود المخلّق، ويخرب القبر الذي فيه جيرون "
بارك الله فيك
قال ابن كثير رحمه الله عن العمود المخلّق :
(وهو باب شرقي جامع دمشق لم ير باب أوسع ولا أعلى منه.. من عجائب الدنيا، وقد ذكرته العرب في أشعارها، وهو منسوب إلى ملك يقال له جيرون بن سعد. كان بناؤه قبل الخليل عليه السلام) . البداية والنهاية 14/253
جاء في '' الجامعِ لسيرةِ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميةَ خلال سبعة قرون '' ( ص 134 ) ،
تحت فصلٍ فيما قام به شيخ الاسلام ابنُ تيميةَ وتفرد به وذلك في تكسير الأحجارِ لخادمِ شيخِ الإسلامِ إبراهيم بن أحمد الغياني ما نصه :
'' فبلغ الشيخ أن جميعَ ما ذكر من البدعِ يتعمدها الناسُ عند العمودِ المُخَلَّقِ الذي داخل ( البابِ الصغيرِ ) الذي عند ( دربِ النافدانيين ) . فشدَّ عليه وقام ، واستخار اللهَ في الخروجِ إلى كسرهِ ، فحدثني أخوهُ الشيخُ الإمامُ القدوةُ شرفُ الدينِ عبدُ اللهِ ابنُ تيميةَ قال : فخرجنا لكسرهِ فسمع الناسُ أن الشيخَ يخرجُ لكسرِ العمودِ المُخَلَّقِ ؛ فاجتمع معنا خلقٌ كثيرٌ . قال : فلما خرجنا نحوه ، وشاع في البلدانِ : ابنُ تيميةَ طالعٌ ليسكر العمودَ المُخَلَّقَ ، صاح الشيطانُ في البلدِ ، وضجتِ الناسُ بأقوالٍ مختلفةٍ ، هذا يقولُ : '' ما بقيت عينُ الفيجةِ تطلعُ '' ، وهذا يقولُ : '' ما ينزلُ المطرُ ، ولا يثمرُ الشجرُ '' ، وهذا يقولُ : '' ما بقي ابنُ تيميةَ يفلحُ بعد أن تعرّض لهذا '' ، وكل من يقولُ شيئاً غير هذا .
قال الشيخُ شرفُ الدينِ : فما وصلنا إلى عنده إلا وقد رجع عنا غالبُ الناسِ ، خشية أن ينالهم في أنفسهم آفةٌ من الآفاتِ ، أو ينقطعُ بسببِ كسرهِ بعضُ الخيراتِ .
قال : فتقدمنا إليه ، وصحنا على الحجَّارين : '' دونكم هذا الصنم '' فما جسر أحدٌ منهم يتقدمُ إليه . قال فأخذتُ أنا والشيخ المعاول منهم ، وضربنا فيه ، وقلنا : '' جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا '' ] الإسراء : 81 . [ وقلنا : إن أصاب أحداً منه شيءٌ نكونُ نحن فداهُ . وتابعنا الناسُ فيه بالضربِ حتى كسرناهُ ، فوجدنا خلفهُ صنمين حجارة مجسَّدة مصوَّرة ، طول كل صنم نحو شبر ونصف .
وقال الشيخُ شرفُ الدين : قال الشيخُ النووي : '' اللهم أقم لدينك رجلاً يكسر العمودَ المُخَلَّقَ ، ويخرب القبر الذي في جيرون '' فهذا من كراماتِ الشيخِ محيى الدين ( أي النووي ) . فكسرناهُ ولله الحمدُ ، وما أصاب الناسُ من ذلك إلا الخيرَ . والحمدُ للهِ وحدهُ '' .ا.هـ
شايف كيف الناس!قال الشيخُ شرفُ الدينِ : فما وصلنا إلى عنده إلا وقد رجع عنا غالبُ الناسِ ، خشية أن ينالهم في أنفسهم آفةٌ من الآفاتِ ، أو ينقطعُ بسببِ كسرهِ بعضُ الخيراتِ .
يخافون من صنم أو حجر أصم!!
!
كيد الشيطان! والإنسان أجوف!
!
لم يقتصر شيخ الاسلام على كسر الاصنام
قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله - إنَّ العدو الخارج عن شريعة الإسلام – التتار- لما قدم دمشق خرجوا يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم، وقال بعض الشعراء:
يا خائفين من التتر........... لوذوا بقبر أبي عمر
أو قال:
عوذوا بقبر أبي عمر........... ينجيكم من الضـررفقلت لهم: هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو كانوا معكم في القتال لانهزموا كما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أحد، فإنه كان قد قضى: أنَّ العسكر ينكسر لأسباب اقتضت ذلك، ولحكمة الله عز وجل في ذلك.
ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة- أهل الفراسة من أهل العلم - لم يقاتِلوا في تلك المرة:
ـ لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله!!.
ـ ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد!!.
ـ وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال!!.
فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا، وإن كثيراً من القائلين الذين اعتقدوا هذا قتالاً شرعياً: أُجِروا على نياتهم.
فلما كان بعد ذلك؛ جعلنا نأمر الناس بإخلاص الدين لله عز وجل والاستغاثة به وأنهم لا يستغيثون إلا إياه لا يستغيثون بملك مقرب ولا نبي مرسل كما قال تعالى يوم بدر: "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم"، وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوم بدر يقول: "يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث" وفي لفظ "أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك".
فلما أصلح الناس أمورهم وصدقوا في الاستغاثة بربهم نصرهم على عدوهم نصراً عزيزاً، ولم تهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلاً؛ لما صحَّ من: تحقيق توحيد الله تعالى، وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك،فإنَّ الله تعالى ينصر رسوله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)) الرد على البكري ج/ 2 ص 731-738.
https://majles.alukah.net/t178186/