تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,397

    افتراضي حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    السؤال

    ما حكم قول من قال إن علي بن أبي طالب وآل البيت خير من إبراهيم وموسى وهود والأنبياء كلهم، هل يكفر بذلك؟
    الجواب

    المحتوياتذات صلة


    حكم تفضيل آئمة آل البيت على بعض الأنبياء
    مقام الرسل فيها أعلى من باقي الناس
    حكم القول بتفضيل آل البيت على كل الأنبياء والرسل


    الحمد لله.
    أولا:
    حكم تفضيل آئمة آل البيت على بعض الأنبياء

    تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء والرسل، هو من عقائد الرافضة، وهو قول باطل يعارض نصوص الكتاب والسنة الصريحة ، وعلى هذا أجمع المسلمون .
    قال الله تعالى:( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ) النساء/69.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
    " وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أولياء الله تعالى على أن الأنبياء أفضل من الأولياء الذين ليسوا بأنبياء، وقد رتب الله عباده السعداء المنعم عليهم "أربع مراتب"، فقال تعالى: ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا )" انتهى من"مجموع الفتاوى" (11/221).
    والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرون أنّ أبا بكر هو أفضل هذه الأمة بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، ومقدم على آل البيت، وهذا الذي عليه سلف الأمة وأئمتها.
    عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "كُنَّا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ نَعْدِلُ بِأَبِي بَكْرٍ أَحَدًا، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لاَ نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ" رواه البخاري (3697).
    قال ابن تيمية رحمه الله تعالى:
    " والذي عليه سلف الأمة كالصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الدين، وجماهير المسلمين، أن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر وليس بعد الأنبياء أفضل منهما " انتهى من"الجواب الصحيح" (2/401).
    والذي يدعي أن عليًّا رضي الله عنه أفضل من الأنبياء ، يخالف في ذلك عليًّا نفسه ، فإنه رضي الله عنه لم يكن يزعم لنفسه ولا لآل بيته أن أحدا أفضل من أبي بكر وعمر؛ بل تواتر عنه رضي الله عنه أنه قال : (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر) رواه البخاري (3671). وانظر : "منهاج السنة النبوية" (1/308)
    فأما أن يدعي أحد أن عليا أو أحدا من آل بيته أفضل من الأنبياء: فهذا بهتان عظيم، نزه الله عليا وآل بيته الكرام حتى عن سماعه؛ فكيف بقوله أو اعتقاده، حاشاهم من ذلك.
    ثانيا :
    مقام الرسل فيها أعلى من باقي الناس

    من المعلوم في عقيدة الإسلام أن من المواقف التي يظهر فيها تفاضل البشر، مواقف القيامة والحساب، وقد دلت النصوص أن مقام الرسل فيها أعلى من باقي الناس.
    كموقف الشفاعة حيث يهتدي الناس إلى أن أقرب المؤمنين من الله تعالى يومئذ وهم الرسل، فيلجؤون إليهم في أمر الشفاعة العظمى حتى يصلوا إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
    عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ، وَكَلِمَتُهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَأْتُونِي، فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَنُ لِي، وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لاَ تَحْضُرُنِي الآنَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المَحَامِدِ، وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ... ) رواه البخاري (7510)، ومسلم (193).
    فلو كان لأئمة آل البيت مكانة أعظم من الأنبياء للجأ الخلق إليهم للشفاعة.
    وكذا أثناء الصراط لهول المقام لا يتكلم إلا الرسل.
    عن أَبي هُرَيْرَةَ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (... فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ، وَكَلاَمُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ ...) رواه البخاري (806)، ومسلم (182).
    ثالثا :
    حكم القول بتفضيل آل البيت على كل الأنبياء والرسل

    القول بتفضيل الولي على النبي قد تلقفه بعض الملاحدة ، وادعوا لأنفسهم تلك المنزلة ، كابن عربي وغيره ، وقد نص شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله على أن هذا كفر .
    قال شيخ الإسلام رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (2/220) :
    "معلوم بالاضطرار من دين الإسلام : أن الأنبياء والرسل أفضل من الأولياء ، الذين ليسوا أنبياء ولا رسلا " انتهى.
    وذكر شيخ الإسلام ما قاله الحكيم الترمذي الصوفي في ختم الولاية بمن سماه "خاتم الأولياء" : وأن ذلك خطأ ، وأن بعض الملاحدة أخذ ذلك ، وادعى لنفسه تلك المنزلة ، وزاد على ذلك بأن زعم أنه أفضل من الأنبياء ، فقال رحمه الله : "ومن الأنواع التي في دعواهم :
    أن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء من بعض الوجوه ، فإن هذا لم يقله أبو عبد الله الحكيم الترمذي ، ولا غيره من المشايخ المعروفين ، بل الرجل أجل قدرا ، وأعظم إيمانا ، من أن يفتري هذا الكفر الصريح ، ولكن أخطأ شبرا ، ففرعوا على خطئه ما صار كفرا " انتهى من "مجموع الفتاوى" (2/231).
    ثم قال (2/233) : "فأما كفر من يفضل نفسه على النبي صلى الله عليه وسلم – كما ذكر صاحب الفصوص – : فظاهر " انتهى.
    ففي هذه النقول :
    أن تفضيل الأنبياء والرسل على سائر الأولياء معلوم من دين الإسلام بالضرورة .
    وأن تفضيل بعض الأولياء على خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم كفر صريح .
    وأن من فضل نفسه على النبي صلى الله عليه وسلم فكفره ظاهر.
    وعلى هذا ؛ فلا ينبغي التوقف أو التردد في كفر من زعم أن عليًّا رضي الله عنه أو غيره من آل البيت أفضل من الأنبياء كلهم.
    لكن إذا كان قائل ذلك رجلا جاهلا ، سمع من يقول هذا ، فوثق بكلامه ونقله ، فهذا يجب أن يبين له أن هذا القول كفر، قبل الحكم عليه بالكفر.
    وينظر جواب السؤال رقم: (111362
    )، (215338).والله أعلم.


    https://islamqa.info/ar/answers/3504...8A%D8%A7%D8%A1
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    لا ينبغي تفضيلهم حتى على صالحي العجم . . ناهيك عن تفضيلهم على مثل أبي بكر وعمر وعثمان وسعد ومصعب . .
    المعيار: التقوى . .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    ورب العالمين ترك لنا إشارات لسابق علمه بخلقه . .
    . .
    لو تلاحظ الآيات الصريحة التي نزلت في بني هاشم
    سورة عن أبي لهب وآية عن أبي طالب . .
    . .
    بينما آيات الثناء كانت شاملة للمؤمنين ومنهم صالحي بني هاشم .
    . .
    ولله حكمة . .
    . .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    أن تفضيل الأنبياء والرسل على سائر الأولياء معلوم من دين الإسلام بالضرورة .
    وأن تفضيل بعض الأولياء على خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم
    كفر صريح .
    وأن من فضل نفسه على النبي صلى الله عليه وسلم
    فكفره ظاهر.
    وعلى هذا ؛ فلا ينبغي التوقف أو التردد في كفر من زعم أن عليًّا رضي الله عنه أو غيره من آل البيت أفضل من الأنبياء كلهم.

    تفضيل بعض الأولياء على خاتم الأنبياء...... يعارض نصوص الكتاب والسنة الصريحة ،
    وعلى هذا أجمع المسلمون .

    قال الله تعالى:( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا )
    نعم
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة


    لكن إذا كان قائل ذلك رجلا جاهلا ، سمع من يقول هذا ، فوثق بكلامه ونقله ، فهذا يجب أن يبين له أن هذا القول كفر، قبل الحكم عليه بالكفر.
    هل يثق بكلامه ولا يثق بكلام رب العالمين حيث يقول وكان فضل الله عليك عظيما-لا أكفر ولا أجهل من هؤلاء الذين يفضلون الاولياء على جميع الرسل وخاصة خاتم الانبياء والمرسلين
    انظر الى ما اوصلهم هذا التفضيل اوصلهم الى الغلو فيهم و عبادتهم من دون رب العالمين
    بل ينسبون إليهم أفعالاً لا تليق إلا بمقام الربوبية ما أكفر هؤلاء المعرضين عن دين رب العالمين وما أضلهم عن دين رب العالمين
    ***أيثق بكلامه ويترك هدى الله وبيناته أيترك بيان القرآن فى أفضلية الرسل على سائر الناس ثم يكون معذور بهذا الوثوق والجهل والاعراض عن نصوص الكتاب والسنة
    نعم ما أوقعه فى ضلاله هو إعراضه عن دين رب العالمين ووثوقه بكلام من سمع منه هذا الضلال
    فهذا الوثوق والجهل هو سبب الضلال لإعراضه عن هدى الله وبيناته
    قال الشيخ الامام عبد العزيز بن باز رحمه الله القرآن بلغهم وبين المسلمين
    "وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ "
    قد بلغ الرسول ، وجاء القرآن وهم بين أيدينا يسمعونه في الإذاعات ويسمعون في غيرها ، ولا يبالون ولا يلتفتون ، وإذا جاء أحد ينذرهم ينهاهم آذوه -انتهى
    وإذا جاء أحد ينذرهم ينهاهم آذوه -بل وصفوه بابشع الاوصاف واتهموه ببغض آل البيت رضى الله عنهم وقالوا وهابى
    ***
    قال شيخ الاسلام والمسلمين علم الهداة الاعلام الامام محمد ابن عبد الوهاب
    وأنزل هذا الكتاب المبارك
    الذي جعله
    تبيانًا لكل شيء،
    وتفصيلاً لكل شيء،
    وجعله هدى لأهل القرن الثاني عشر ومن بعدهم،
    كما جعله
    هدى لأهل القرن الأول ومن بعدهم.
    ومن أعظم[ البيان] الذي فيه بيان جواب الحجج الصحيحة، والجواب عما يعارضها،
    [ وبيان] الحجج الفاسدة، ونفيها؛ فلا إله إلا الله، ماذا حُرمه المعرضون عن كتاب الله من الهدى والعلم!
    ولكن لا معطي لما منع الله.

    وهذه الآية فيها بيان بطلان شبه يحتج بها بعض أهل النفاق والريب في زماننا; وهذا في قضيتنا هذه.
    ثم قال: (اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي
    هُدىً).
    يقول تعالى: لّما أجليتكم عن وطنكم، فإن بعد هذا الكلام؛
    وهو أني مرسل إليكم هدى من عندي،
    لا أكَلِكُمْ إلى رأيكم ولا رأي علمائكم،
    بل أنزل إليكم العلم الواضح الذي يبين الحق من الباطل،
    والصحيح من الفاسد، والنافع من الضار،
    (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ).
    ومعلوم أن الهدى هو هذا القرآن،
    فمن زعم أن القرآن لا يقدر على الهدى منه إلا من بلغ رتبة الاجتهاد
    ، فقد كذب الله في خبره أنه هدى؛
    فإنه على هذا القول الباطل لا يكون هدى إلا في حق الواحد من الآلاف المؤلفة،
    وأما أكثر الناس فليس هدى في حقهم،
    بل الهدى في حقهم أن كل فرقة تتبع ما وجدت عليه الآباء.
    فما أبطل هذا من قول!
    وكيف يصح لمن يدعي الإسلام أن يظن في الله وكتابه هذا الظن؟

    ولما عرف الله سبحانه أن هذه الأمة سيجري عليها ما جرى على من قبلها من اختلاف على أكثر من سبعين فرقة، وأن الفرق كلها تترك هدى الله إلا فرقة واحدة، وأن الفرق كلها يقرون بأن كتاب الله هو الحق، لكن يعتذرون بالعجز، وأنهم لو يتعلمون كتاب الله ويعملون به لم يفهموه لغموضه
    قال
    : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى)؛
    وهذا تكذيب لهؤلاء الذين ظنوا في القرآن ظن السوء
    .
    قال ابن عباس: (تكفّل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضلّ في الدنيا ولا يشقى في الآخرة).

    وبيان هذا أن هؤلاء يزعمون أنهم لو تركوا طريقة الآباء ويقتصرون على الوحي، لم يهتدوا بسبب أنهم لا يفهمون،
    كما قالوا: (قُلُوبُنَا غُلْفٌ).
    فردَّ الله عليهم بقوله: (بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ)؛

    فضمن لمن اتبع القرآن أنه لا يضل كما يضل من اتبع الرأي;
    فتجدهم في المسألة الواحدة يحكون سبعة أقوال أو ستة ليس منها قول صحيح،
    والذي ذكر الله في كتابه في تلك المسألة بعينها لا يعرفونه!

    والحاصل أنهم يقولون:
    لم نترك القرآن إلا خوفًا من الخطأ، ولم نُقْبِلْ على ما نحن فيه إلا للعصمة. فعكس الله كلامهم، وبين أن العصمة في اتباع القرآن إلى يوم القيامة.
    وأما قوله تعالى: (وَلَا يَشْقَى).
    فهم يزعمون أن الله يرضى بفعلهم ويثيبهم عليه في الآخرة، ولو تركوه واتبعوا القرآن لغلطوا أو عوقبوا، فذكر الله أن من اتبع القرآن أمن من المحذور الذي هو الخطأ عن الطريق: وهو الضلال، وأمن من عاقبته: وهو الشقاء في الآخرة.

    ثم ذكر الفريق الآخر الذي أعرض عن القرآن
    فقال
    :
    (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً).
    وذِكْرُ الله: هو القرآن الذي بيَّن الله فيه لخلقه ما يحب ويكره، كما قال تعالى: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ - وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُم ْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُون).

    فذكر الله لمن أعرض عن القرآن، وأراد الفقه من غيره عقوبتين:
    إحداهما: المعيشة الضنك; وفسرها السلف بنوعين:
    الأول: ضنك الدنيا: وهو أنه كان إنْ غنيًّا سلط الله عليه خوف الفقر، وتعب القلب والبدن في جمع الدنيا، حتى يأتيه الموت ولم يتهنّ بعيش.
    والثاني: الضنك في البرزخ وعذاب القبر.
    وفُسّر الضنك في الدنيا أيضًا بالجهل;
    فإن الشك والحيرة لها من القلق وضيق الصدر ما لها.
    فصار في هذا مصداق قوله في الحديث عن القرآن:

    (من ابتغى الهدى من غيره أضله الله).

    عاقبهم بضدِّ قصدهم، فإنهم قصدوا معرفة الفقه
    فجازاهم الله بأن أضلّهم، وكدّر عليهم معيشتهم بعذاب قلوبهم بخوف الفقر وقلة غناء أنفسهم، وعذاب أبدانهم بأن سلط عليهم الظلمة والحيرة، وأغرى بينهم العداوة والبغضاء؛
    فإن أعظم الناس تعاديا هؤلاء الذين ينتسبون إلى المعرفة.

    ثم قال: (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى).
    والعمى نوعان:
    عمى القلب،
    وعمى البصر.
    فهذا المعرِض عن القرآن لما عميت بصيرته في الدنيا عن القرآن؛ جازاه الله بأن حشره يوم القيامة أعمى.
    قال بعض السلف: (أعمى عن الحجة، لا يقدر على المجادلة بالباطل، كما كان يصنع في الدنيا).
    (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً). فذكر الله أنه يقال له: هذا بسبب إعراضك عن القرآن في الدنيا، وطلبك العلم من غيره.

    قال الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن ابن حسن فى مصباح الظلام
    المراد بقول الشيخ ابن تيمية – رحمه الله تعالى -«حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه سلم » فإذا حصل البيان الذي يفهمه المخاطب ويعقله فقد تبين له، وليس بين «بيَّن» و «تبيَّن» فرق بهذا الاعتبار؛ لأن كل من بُيِّن له ما جاء به الرسول، وأصر وعاند، فهو غير مستجيب، والحجة قائمة عليه سواء كان إصراره لشبهة عرضت، كما وقع للنصارى وبعض مشركي العرب، أو كان ذلك عن عناد وجحود واستكبار، كما جرى لفرعون وقومه وكثير من مشركي العرب، فالصنفان يُحكم بكفرهم إذا قامت عليهم الحجة التي يجب اتباعها، ولا يلزم أن يعرف الحق في نفس الأمر كما عرفته اليهود وأمثالهم، بل يكفي في التكفير ردّ الحجة، وعدم قبول ما جاءت به الرسل) ا. هـ [مصباح الظلام ص499]
    *****

    قال الامام ابن باز رحمه الله
    السائل: ما يعرف أن الذبح عبادة والنذر عبادة !


    الشيخ: يعلَّم ، الذي لا يعرف يعلَّم ، والجاهل يعلَّم .

    السائل: هل يحكم عليه بالشرك ؟

    الشيخ: يُحكم عليه بالشرك ، ويُعلَّم أما سمعت الله يقول :” أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا

    و قال جل وعلا :” وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ “.
    ********
    قال الشيخ صالح الفوزان

    الشيخ: إذا بلغته الحجة ، بلغته الدعوة ، بلغه القرآن فلا عذر له ، {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[الأنعام:19] ، فمن بلغه القرآن وهو يفهم لغته ، عربي ، فإنه قامت عليه الحجة ، فيُحكم عليه بالكفر بعينه ، نعم ، بموجب فعله ، شركه ، وعبادته لغير الله مع أنه بلغه القرآن الذي ينهى عن الشرك ويأمر بعبادة الله وحده لا شريك له ، فيكون هو مقصر في كونه لم يتدبر القرآن ولم يتعلم القرآن ، نعم .”اه
    “السؤال : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول : هل نكفر من سجد لصنم أو ذبح لقبر أو ننتظر حتى نقيم عليه الحجة ؟
    الجواب : هو يكفر بهذا لكن أنت تحكم على فعله بالكفر وتكفره في الظاهر
    ثم بعد ذلك تناصحه فإن تاب وإلا فإنه يعتبر كافرا ظاهرا وباطنا، نعم . اهـ


    قال الشيخ صالح الفوزان: عندك شك في هذا؟!!! الذي يعبد القبور ما يكون كافراً ؟!!! إذاً ما هو الشرك وما هو الكفر؟!! هذه شبهة روجها في هذا الوقت المرجئة ، روجها المرجئة، فلا تروج عليكم أبداً، نعم .
    قال الشيخ الفوزان: العذر بالجهل هذه خلوها غطاء الآن، خلوها غطاء، عذر كل من وقع في الشرك ووقع في الكفر يقولون هذا جاهل! مع أن القرآن يصدح الليل والنهار
    السائل: فضيلة الشيخ وفقكم الله يقول: هناك من يقول إنه لابد من إقامة الحجة على عباد القبور
    الشيخ: نعم لابد من قيام الحجة ، لكن الحجة قائمة بالقرآن العظيم الذي يتلى ويحفظونه ويرددونه ويسمعونه، وإلا ما فائدة القرآن إذن إذا صار أنه ما تقوم به الحجة؟!!! ما فائدته بين الناس؟!!! تقوم به الحجة (( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ))[الأنعام:19] ومن بلغه القرآن وهو عربي قامت عليه الحجة، أما إن كان أعجمياً فإنه يترجم له معنى القرآن حتى تقوم عليه الحجة ويفهم، نعم.
    وإلا ما فائدة القرآن إذن إذا صار أنه ما تقوم به الحجة؟!!!
    نعم - وهو نفس كلام الامام محمد ابن عبد الوهاب
    فمن زعم أن القرآن لا يقدر على الهدى منه إلا من بلغ رتبة الاجتهاد، فقد كذب الله في خبره أنه هدى



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    أنَّ كُلَّ ما يدعيه الرافضةُ لآل البيت، لم يكن مودة لآل البيت، ولا محبة فيهم!
    فإن القوم قوم بُهت، وأهل كيد وخداع،
    وإن وراء الأكمة ما وراءها،
    ويشهد التاريخ أنهم كادوا للإسلام ويكيدون له؛فهم قوم منافقون كذابون،

    قال الإمام الدارمي:
    (حدثنا الزهراني أبو الربيع قال: كان من هؤلاء الجهمية رجل،
    وكان الذي يظهر من رأيه الترفض وانتحال حب علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-،
    فقال رجل ممن يخالطه ويعرف مذهبه: قد علمت أنكم لا ترجعون إلى دين الإسلام ولا تعتقدونه،
    فما الذي حملكم على الترفُّض وانتحال حب علي؟
    قال: إذن أصدقك ،
    إنْ أظهرنا رأينا الذي نعتقده رُمينا بالكفر والزندقة،
    وقد وجدنا أقواماً ينتحلون حب علي ويظهرونه، ثم يقعون بمن شاؤوا،ويعتقدون ما شاؤوا، ويقولون ما شاؤوا، فنُسبوا إلى التشيع،
    فلم نر لمذهبنا أمراً ألطف من انتحال حب هذا الرجل،
    ثم نقول ما شئنا،ونعتقد ما شئنا،ونقع بمن شئنا،
    فلأن يُقال لنا:رافضة أو شيعة،أحب إلينا من أن يُقال زنادقة كفار،
    وما علي عندنا أحسن من غيره ممن نقع بهم!!.
    ثم قال:
    وصدق هذا الرجل فيما عبر عن نفسه ولم يراوغ. وقد استبان ذلك من بعض كبرائهم وبصرائهم… ولئن كان أهل الجهل في شك من أمرهم، إن أهل العلم منهم لعلى يقين).
    الرد على الجهمية، ص179 -180.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    جاء في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة بيان عظم قـدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ورفعة مكانته عند ربه تعالى من خلال الفضائل الجليلـة والخصائص الكريمة التي خصه الله بها ، مما يدل على أنه أفضل الخلق وأكرمهم على الله وأعظمهم جاها عنده سبحانه ، قال الله سبحانه : (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) النساء/113 ، وأجنـاس الفضل التي فضله الله بها يصعب استقصاؤها ؛ فمن ذلك : أن الله عز وجل اتخذه خليلا ، وجعله خاتم رسله ، وأنزل عليه أفضل كتبه ، وجعل رسالته عامة للثقلين إلى يوم القيامة ، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وأجرى على يديه من الآيات ما فاق به جميع الأنبياء قبله ، وهو سيد ولد آدم ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع ، وبيده لواء الحمد يوم القيامة ، وأول من يجوز الصراط، وأول من يقرع باب الجنة ، وأول مـن يدخلها . . . إلى غير ذلك مـن الخصائص والكرامات الواردة في الكتاب والسنة ، مما جعل العلماء يتفقون على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم الخلق جاها عند الله تعالى ، قـال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : "وقد اتفق المسلمون على أنه صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق جاها عند الله ، لا جاه لمخلوق أعظم من جاهه ، ولا شفاعة أعظم من شفاعته" .
    فمما ذُكر وغيره يتبين أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء ، بل وأفضل الخلق ، وأعظمهم منزلة عند الله تعالى ، ولكن مع هذه الفضائل والخصائص العظيمة فإنه صلى الله عليه وسلم لا يرقى عن درجة البشرية ، فلا يجـوز دعاؤه والاستغاثة به من دون الله عز وجل ، كما قـال تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) الكهف/110، وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى . "فتاوى اللجنة الدائمة" (26/35) .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: من قال: إن الأولياء أفضل من جميع الخلق، فقوله أظهر عند جميع أهل الملل من أن يشك في كذبه، بل هو معلوم بالضرورة أنه باطل، فإن الرسل أفضل الأنبياء، وأولوا العزم، كنوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أفضل من سائر المسلمين، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم، وليس يحتاج هذا أن يثبت بحديث، ولا أثر، فقد رتب الله سبحانه خلقه، فقال: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ ـ فرتبهم على أربع طبقات. اهـ. وقال أيضًا: الأنبياء أفضل من الأولياء، وخيار الأولياء أتبعهم للأنبياء، كما كان أبو بكر أفضل من طلعت عليه الشمس بعد النبيين والمرسلين. اهـ.
    وقال أيضًا: اتفق سلف الأمة، وأئمتها، وسائر أولياء الله تعالى على أن الأنبياء أفضل من الأولياء الذين ليسوا بأنبياء، وقد رتب الله عباده السعداء المنعم عليهم أربع مراتب، فقال تعالى: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ـ وفي الحديث: ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر. اهـ.
    وقال أيضًا: الأنبياء أفضل الخلق باتفاق المسلمين، وبعدهم الصديقون، والشهداء، والصالحون. اهـ.

    وقال: الذي عليه سلف الأمة، كالصحابة، والتابعين لهم بإحسان، وأئمة الدين، وجماهير المسلمين أن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، وليس بعد الأنبياء أفضل منهما. اهـ.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    قال ابن ابى العز الحنفى فى شرحه للطحاوية
    ولا نفضل أحداً من الأولياء على أحد من الأنبياء عليهم السلام ، ونقول : نبي واحد أفضل من جميع الأولياء الشرح : يشير الشيخ رحمه الله إلى الرد على الاتحادية وجهلة المتصوفة ، وإلا فأهل الإستقامة يوصون بمتابعة العلم ومتابعة الشرع .
    فقد أوجب الله على الخلق كلهم متابعة الرسل ،
    قال تعالى : وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك ، إلى أن قال : ويسلموا تسليماً .
    وقال تعالى : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم .
    قال أبو عثمان النيسابوري :
    من أمر السنة على نفسه قولاً وفعلاً ، نطق بالحكمة ، ومن أقر الهوى على نفسه ، نطق بالبدعة . وقال بعضهم : ما ترك بعضهم شيئاً من السنة إلا لكبر في نفسه . والأمر كما قال ، فإنه إذا لم يكن متبعاً للأمر الذي جاء به الرسول ، كان يعمل بإرادة نفسه ، فيكون متبعاً لهواه ، بغير هدى من الله ، وهذا غش النفس ، وهو من الكبر ، فإنه شبيه بقول الذين قالوا : لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته .
    وكثير من هؤلاء يظن أنه يصل برياسته واجتهاده في العبادة ، وتصفية نفسه ، إلى ما وصلت إليه الأنبياء من غير اتباع لطريقتهم !
    ومنهم من يظن أنه قد صار أفضل من الأنبياء !!
    ومنهم من يقول إن الأنبياء والرسل إنما يأخذون العلم بالله من مشكاة خاتم الأولياء ! !
    ويدعي لنفسه أنه خاتم الأولياء ! ! ويكون ذلك العلم هو حقيقة قول فرعون ، وهو أن هذا الوجود المشهود واجب بنفسه ، ليس له صانع مباين له ، لكن هذا يقول : هو الله ! وفرعون أظهر الإنكار بالكلية ، لكن كان فرعون في الباطن أعرف بالله منهم ، فإنه كان مثبتاً للصانع ، وهؤلاء ظنوا أن الوجود المخلوق هو الوجود الخالق ، كابن عربي وأمثاله ! ! وهو لما رأى أن الشرع الظاهر لا سبيل إلى تغييره - قال : النبوة ختمت ، لكن الولاية لم تختم ! وادعى من الولاية ما هو أعظم من النبوة وما يكون للأنبياء والمرسلين ، وأن الأنبياء مستفيدون منها ! كما قال :

    مقام النبوة في برزخ.......فويق الرسول ودون الولي !

    وهذا قلب للشريعة ، فإن الولاية ثابتة للمؤمنين المتقين ، كما قال تعالى : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون .
    والنبوة أخص من الولاية ،
    والرسالة أخص من النبوة ، كما تقدم التنبيه على ذلك .
    وقال ابن عربي أيضاً في فصوصه :

    ولما مثل النبي ﷺ النبوة بالحائط من اللبن فرآها قد كملت إلا موضع لبنة ، فكان هو ﷺ موضع اللبنة ، غير أنه ﷺ لا يراها ، كما قال : لبنة واحدة ، وأما خاتم الأولياء فلا بد له من هذه الرؤية ، فيرى ما مثله النبي ﷺ ، ويرى نفسه في الحائط في موضع لبنتين ! ! ويرى نفسه تنطبع في موضع اللبنتين ، فتكمل الحائط ! ! والسبب الموجب لكونه يراها لبنتين : أن الحائط لبنة من فضة ولبنة من ذهب ، واللبنة الفضة هي ظاهره وما يتبعه فيه من الأحكام ، كما هو أخذ عن الله في الشرع ما هو في الصورة الظاهرة متبع فيه ، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه ، فلا بد أن يراه هكذا ، وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن ! فإنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحى إليه إلى الرسول ﷺ ، قال : فإن فهمت ما أشرنا إليه فقد حصل لك العلم النافع ! فمن أكفر ممن ضرب لنفسه المثل بلبنة ذهب ، وللرسل المثل بلبنة فضة ، فيجعل نفسه أعلى وأفضل من الرسل ؟! تلك أمانيهم : إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه . وكيف يخفى كفر من هذا كلامه ؟ وله من الكلام أمثال هذا ، وفيه ما يخفى منه الكفر ، ومنه ما يظهر ، فلهذا يحتاج إلى نقد جيد ، ليظهر زيفه ، فإن من الزغل ما يظهر لكل ناقد ، ومنه ما لا يظهر إلا للناقد الحاذق البصير . وكفر ابن عربي وأمثاله فوق كفر القائلين : لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله . ولكن ابن عربي وأمثاله منافقون زنادقة ، اتحادية في الدرك الأسفل من النار ، والمنافقون يعاملون معاملة المسلمين ، لإظهارهم الإسلام ، كما كان يظهره المنافقون في حياة النبي ﷺ ويبطنون الكفر، وهو يعاملهم معاملة المسلمين لما يظهر منهم . فلو أنه ظهر من أحد منهم ما يبطنه من الكفر ، لأجرى عليه حكم المرتد . ولكن في قبول توبته خلاف ، والصحيح عدم قبولها ، وهي رواية معلى عن أبي حنيفة رضي الله عنه .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    لا ينبغي تفضيلهم حتى على صالحي العجم . . ناهيك عن تفضيلهم على مثل أبي بكر وعمر وعثمان وسعد ومصعب . .
    المعيار: التقوى . .
    ذكر العلماء رحمهم الله تعالى في تحديد آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أقوالا ، فمنهم من قال : أن أهل بيت النبي هم أزواجه وذريته وبنو هاشم وبنو المطلب ومواليهم ، ومنهم من قال أن أزواجه ليسوا من أهل بيته ، وقال البعض أنهم قريش ، ومنهم من قال أن آل محمد هم الأتقياء من أمته ، وقال البعض أنهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم جميعاً .
    أما أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فالقول الراجح أنهم يدخلن في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم . لقول الله تعالى بعد أن أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالحجاب : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) . وقول الملائكة لسارة زوج إبراهيم عليه السلام : ( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ) , ولأنه استثنى امرأة لوط من آل لوط عليه السلام في قوله تعالى : (إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا امْرَأَتَهُ ) الحجر/ 59-60 ، فدل على دخولها في الآل .
    وأما آل المطلب فقد جاء في رواية عن الإمام أحمد أنهم منهم وهو قول الإمام الشافعي أيضاً ، وذهب الإمام أبو حنيفة والإمام مالك أن آل المطلب لا يدخلون في آل النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا رواية عن الإمام أحمد أيضاً . والقول الراجح في المسألة أن بنو المطلب من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، والدليل ما جاء عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه قال : " مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ وَتَرَكْتَنَا وَنَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا بَنُو الْمُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ وَاحِدٌ " رواه البخاري برقم 2907 ، والنسائي برقم 4067 وغيرهما .
    ويدخل في آل البيت بنو هاشم بن عبد مناف ، وهم آل علي ، وآل عباس ، وآل جعفر ، وآل عقيل ، وآل الحارث بن عبد المطلب . جاء ذلك فيما رواه الإمام أحمد عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطِيبًا فِينَا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ؛ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ : " أَمَّا بَعْدُ أَلَا يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَأُجِيبُ ؛ وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ - فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ - قَالَ : وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي " فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟ قَالَ : إِنَّ نِسَاءَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ . قَالَ : وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ : " هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ " قَالَ : أَكُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ ! قَالَ : نَعَمْ . رواه أحمد برقم 18464 .
    وأما الموالي فلما جاء عن مهران مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله عليه وسلم : " إِنَّا آلُ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ وَمَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ " رواه أحمد برقم 15152 .
    فيصبح آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم : أزواجه وذريته وبنو هاشم وبنو المطلب ومواليهم ، والله تعالى أعلم .
    *****
    أما آل البيت المؤمنين
    جاء في النصوص من الحض على حبهم وإكرامهم، وموالاتهم، ونصرتهم، والاهتداء بهديهم، والاقتداء بسيرتهم، والصلاة عليهم في التشهد الأخير من الصلوات، وعلى الاستفادة مما ثبت بالسند الصحيح مما نقلوه لنا من الشرع
    قال شيخ الاسلام فى العقيدة الواسطية،: ويحبون أهل بيت رسول الله ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال يوم غدير خم: أذكركم الله في أهل بيتي ـ وقال أيضا للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ـ وقال: إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم. اهـ.

    قال القرطبي: وهذه الوصية وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام أهله وإبرازهم وتوقيرهم ومحبتهم وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها...
    قال الحكيم: والمراد بعترته هنا: العلماء العاملون، إذ هم الذين لا يفارقون القرآن، أما نحو جاهل وعالم مخلط، فأجنبي من هذا المقام،
    وإنما ينظر للأصل والعنصر عند التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، فإن كان العلم النافع في غير عنصرهم لزمنا اتباعه كائنا ما كان. انتهى.
    *********
    والسؤال هنا هل جنس العرب أفضل من جنس العجم؟
    قال شيخ الإسلام رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم :
    فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم روميهم وفرسيهم وغيرهم وأن قريشا أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفسا وافضلهم نسبا وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي صلى الله عليه و سلم منهم وإن كان هذا من الفضل بل هم في أنفسهم أفضل وبذلك يثبت لرسول الله صلى الله عليه و سلم أنه أفضل نفسا ونسبا وإلا لزم الدور....وذهبت فرقة من الناس إلى أن لا فضل لجنس العرب على جنس العجم وهؤلاء يسمون الشعوبية لانتصارهم للشعوب التي هي مغايرة للقبائل كما قيل القبائل للعرب والشعوب للعجمومن الناس من قد يفضل بعض أنواع العجم على العرب والغالب أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن نوع نفاق إما في الاعتقاد وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس مع شبهات اقتضت ذلك ولهذا جاء في الحديث حب العرب إيمان وبغضهم نفاق
    مع أن الكلام في هذه المسائل لا يكاد يخلو عن هوى للنفس ونصيب للشيطان من الطرفين وهذا محرم في جميع المسائل....
    وسبب هذا الفضل والله أعلم ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم وأعمالهم
    وذلك أن الفضل إما بالعلم النافع وإما بالعمل الصالح والعلم له مبدأ وهو قوة العقل الذي هو الفهم والحفظ وتمام وهو قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة
    والعرب هم أفهم من غيرهم وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة ولسانهم أتم الألسنة بيانا وتمييزا للمعاني جمعا وفرقا يجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل إذا شاء المتكلم الجمع ثم يميز بين كل شيئين مشتبهين بلفظ آخر مميز مختصر ...
    وأما العمل فان مبناه على الأخلاق وهي الغرائز المخلوقة في النفس وغرائزهم أطوع للخير من غيرهم فهم اقرب للسخاء والحلم والشجاعةوالوفاء وغير ذلك من الأخلاق المحمودة
    لكن كانوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير معطلة عن فعله ليس عندهم علم منزل من السماء ولا شريعة موروثة عن نبي ولا هم أيضا مشتغلون ببعض العلوم العقلية المحضة كالطب والحساب ونحوها إنما علمهم ما سمحت به قرائحهم من الشعر والخطب أوما حفظوه من أنسابهم وأيامهم أوما احتاجوا إليه في دنياهم من الأنواء والنجوم أو من الحروب
    فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم بالهدى الذي ما جعل الله في الأرض ولا يجعل أمرا أجل منه و أعظم قدرا وتلقوه عنه بعد مجاهدته الشديدة لهم ومعالجتهم على نقلهم عن تلك العادات الجاهلية والظلمات الكفرية التي كانت قد أحالت قلوبهم عن فطرتهم
    فلما تلقوا عنه ذلك الهدى العظيم زالت تلك الريون عن قلوبهم واستنارت بهدى الله الذي أنزل على عبده ورسوله
    فأخذوا هذا الهدى العظيم بتلك الفطرة الجيدة فاجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم والكمال الذي أنزل الله إليهم بمنزلة أرض جيدة في نفسها لكن هي معطلة عن الحرث أو قد نبت فيها شجر العضاة والعوسج وصارت مأوى الخنازير والسباع
    فإذا طهرت عن المؤذي من الشجر والدواب وازدرع فيها أفضل الحبوب والثمار جاء فيها من الحرث مالا يوصف مثله
    فصار السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار أفضل خلق الله بعد الأنبياء وصار أفضل الناس بعدهم من تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة من العرب والعجم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    المعيار: التقوى . .
    نعم
    الإسلام لا يلتفت إلى الفوارق في اللون , والجنس , والنسب ؛ فالناس كلهم لآدم ، وآدم خلق من تراب ، وإنما يكون التفاضل في الإسلام بين الناس بالإيمان والتقوى ، بفعل ما أمر الله به ، واجتناب ما نهى الله عنه .
    وقد روى الترمذي (3270) عَنْ ابْنِ عُمَرَ : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا ، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ، قَالَ اللَّهُ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) صححه الألباني في "صحيح الترمذي" . وروى أحمد (22978) عَنْ أَبِي نَضْرَةَ : " حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ، أَبَلَّغْتُ ؟ ) قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
    صححه الألباني في "الصحيحة" (6/199) .
    وروى البخاري (4898) ومسلم (2546) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ : ( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ) قَالَ قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ : ( لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ أَوْ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ) .
    وروى البخاري (5990) ومسلم (215) عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِهَارًا غَيْرَ سِرٍّ يَقُولُ : ( أَلَا إِنَّ آلَ أَبِي يَعْنِي فُلَانًا لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاءَ إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللَّهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " فأخبر صلى الله عليه وسلم عن بطن قريب النسب أنهم ليسوا بمجرد النسب أولياءه إنما وليه الله وصالحو المؤمنين من جميع الأصناف " انتهى من اقتضاء الصراط المستقيم (144) .
    ***
    وقد تقدم
    أن أهل السنة والجماعة متفقون على أفضلية العروبة على غيرها من الأعراق والأنساب ، وأن تفضيل العروبة هو تفضيل جنس وليس تفضيل أفراد ،
    فالعجمي المتقي الصالح خير من العربي المقصر في حق الله تعالى .
    فالمسلم العربي لا يكون أفضل من المسلم الأعجمي لمجرد عربيته ،
    وإنما يتفاضلان بالتقوى ،
    فمن كان أتقى لله كان أفضل من صاحبه ، سواء كان عربيا أو أعجميا .
    *****
    هناك من الصحابة من ليس عربيا كسلمان ومقسم الفارسيين ، وبلال الحبشي وزنيرة الرومية وبركة الحبشية ، وغيرهم كسحيم مولى بني الحسحاس ، ويعيش غلام بني المغيرة وخالد بن الحواري ، وتمام الحبشي .
    وقد روى الحاكم (8194) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رأيت غنما كثيرة سوداء دخلت فيها غنم كثيرة بيض قالوا : فما أولته يا رسول الله ؟ قال : العجم يشركونكم في دينكم وأنسابكم قالوا : العجم يا رسول الله ؟ قال : ( لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من العجم وأسعدهم به الناس ) صححه الألباني في "الصحيحة" (1018) .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " ومصداق ذلك ما وجد في التابعين ومن بعدهم من أبناء فارس الأحرار والموالي ، مثل الحسن وابن سيرين وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم ، إلى من وجد بعد ذلك فيهم من المبرزين في الإيمان والدين والعلم حتى صار هؤلاء المبرزون أفضل من أكثر العرب .
    وكذلك في سائر أصناف العجم من الحبشة والروم والترك وغيرهم سابقون في الإيمان والدين ، لا يحصون كثرة ، على ما هو معروف عند العلماء ؛ إذ الفضل الحقيقي هو اتباع ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من الإيمان والعلم باطنا وظاهرا ، فكل من كان فيه أمكن ، كان أفضل ، والفضل إنما هو بالأسماء المحمودة في الكتاب والسنة ، مثل الإسلام والإيمان والبر والتقوى والعلم والعمل الصالح والإحسان ونحو ذلك ،
    لا بمجرد كون الإنسان عربيا أو عجميا أو أسود أو أبيض ،
    ولا بكونه قرويا أو بدويا "
    انتهى من "اقتضاء الصراط" (ص 145) .
    المصدر الاسلام سؤال وجواب

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    ذكر العلماء رحمهم الله تعالى في تحديد آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أقوالا ، فمنهم من قال : أن أهل بيت النبي هم أزواجه وذريته وبنو هاشم وبنو المطلب ومواليهم ، ومنهم من قال أن أزواجه ليسوا من أهل بيته ، وقال البعض أنهم قريش ، ومنهم من قال أن آل محمد هم الأتقياء من أمته ، وقال البعض أنهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم جميعاً .
    أما أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فالقول الراجح أنهم يدخلن في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .
    من يخرج زوجات النبي من اهل بيته هذا لا ينبغي أن يؤخذ عنه حرف واحد من العلم!
    فقط لأن مسلم أورد في صحيحه حديث مجاهيل شيعة الكوفة وخالف الاية الصريحة . . اصبح حجة!!
    !!
    القول الراجح!
    هل بعد كلام الله عز وجل قول راجح ومرجوح!

    أحاديث الرافضة في الصحيحين و المسند يجب أن تحك!

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    هن زوجاته في الأخرة ولاشك ولكن كونهن من أهل بيته أم لا في الدنيا ففيها قولان! كما نقل ذلك الشيخ فلان . . أبوك يا المشيخة!
    هن لم يرثنه في حياته . . ولم يتزوجن بعده . . ولكن كونهن من أهل بيته في الدنيا مسألة فيها نظر . .فيها قولان وثلاثة !!

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    هل بعد كلام الله عز وجل قول راجح ومرجوح!

    أحاديث الرافضة في الصحيحين و المسند يجب أن تحك!
    لقب آل البيت له عدة إطلاقات في الشرع؛
    فيطلق على من تحرم عليهم الزكاة وهم: آل علي- وعلى رأسهم الحسن والحسين وذريتهم من بعدهم-، وآل أخويه: جعفر وعقيل، وآل عمهم العباس؛ وبقية بني هاشم وبني المطلب كما هو مذهب الشافعي ورجحه ابن حجر وابن كثير. ففي صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم- رضي الله- عنه قال: .. وأهل بيته من حرم الصدقة بعده قال الراوى عنه : ومن هم؟ قال: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، قال كل هؤلاء تحرم عليهم الصدقة ؟ قال نعم.
    ويطلق على أهل بيته الخاص كزوجاته وبناته.. كما يدل عليه قوله تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا {الأحزاب:33}. فهذه الآية وردت ضمن آيات تتحدث عن أمهات المؤمنين.
    كما يطلق إطلاقا أخص على أهل العباءة وهم: علي وفاطمة والحسن والحسين؛ ففي صحيح مسلم عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرأ.
    كما يطلق الآل على الأتباع ؛ فيقال آل النبي أتباعه وبهذا الإطلاق يدخل جميع المؤمنين به صلى الله عليه وسلم.
    وفي هذا المعنى يقول بعض الفضلاء:
    آل النبي في الدعا كل تقي وفي الزكاة نجل هاشم النقي.

    قال النووي في شرح هذه الرواية: وأما قوله في الرواية الأخرى نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة قال: وفي الرواية الأخرى فقلنا من أهل بيته نساؤه، قال: لا فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال نساؤه لسن من أهل بيته فتتأول الرواية الأولى على أن المراد أنهن من أهل بيته الذين يساكنونه ويعولهم وأمر باحترامهم وإكرامهم وسماهم ثقلاً ووعظ في حقوقهم وذكر فنساؤه داخلات في هذا كله ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة وقد أشار إلى هذا في الرواية الأولى بقوله نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة فاتفقت الروايتان. انتهى.




  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    هن زوجاته في الأخرة ولاشك ولكن كونهن من أهل بيته أم لا في الدنيا ففيها قولان! كما نقل ذلك الشيخ فلان . . أبوك يا المشيخة!
    هن لم يرثنه في حياته . . ولم يتزوجن بعده . . ولكن كونهن من أهل بيته في الدنيا مسألة فيها نظر . .فيها قولان وثلاثة !!
    لا يجوز إنكار قيام الخلاف بين أهل العلم فيها ، ولكننا رجحنا أن سياق الآيات الكريمات في سورة الأحزاب يدل على دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في اسم " أهل البيت " الوارد في القرآن الكريم ، ومن أراد أن يستبين ذلك فليقرأ قوله تعالى : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا . وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا . وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ) الأحزاب/32-34.
    فالآيات في بدايتها وفي آخرها يخاطب فيها الرب جل وعلا نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فكيف يقال إن المخاطب في قوله عز وجل : ( لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) غيرهن ؟! بل كان عكرمة رحمه الله ينادي في السوق : نزلت في نساء النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم خاصة . رواه الطبري في " جامع البيان " (20/267) .
    يقول البيهقي رحمه الله : " باب الدليل على أن أزواجه صلى الله عليه وسلم من أهل بيته في الصلاة عليهن ؛ وذلك لأن الله تعالى خاطبهن بقوله تعالى : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول ) [الأحزاب: 32] ثم ساق الكلام إلى أن قال : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) الأحزاب/ 33 ، وإنما قال : ( عنكم ) بلفظ الذكور ؛ لأنه أراد دخول غيرهن معهن في ذلك ، ثم أضاف البيوت إليهن فقال : ( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) الأحزاب/ 34 " انتهى من " السنن الكبرى " (2/214)
    ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله : " الذي لا يشك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )، فإن سياق الكلام معهن ؛ ولهذا قال تعالى بعد هذا كله: ( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) أي : اعملن بما ينزل الله على رسوله في بيوتكن من الكتاب والسنة . قاله قتادة وغير واحد ، واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس ، أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس " انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (6/415) .
    ينظر في موقعنا الفتوى رقم : ( 10055) .
    ثانيا :
    أما حديث أم سلمة رضي الله عنها الوارد في السؤال فقد استدل به الفريق الآخر من العلماء الذين قالوا بعدم دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الآية الكريمة : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )، قالوا فهو حديث صريح في أن النبي صلى الله عليه وسلم رفض أن يدخل أم سلمة في كساء آل بيته ، وبشرها بأنها على خير ، ولكن ليست من آل بيته الذين هم ذريته ، قالوا ولا مانع من القول إن سياق الآيات ينقطع في هذه الجملة ، فتبدأ الآيات بمخاطبة نساء النبي عليه الصلاة والسلام ، ثم تعترض هذه الجملة في تزكية آل البيت ، ثم ترجع وتخاطب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى .
    يقول الطحاوي رحمه الله :
    " فإن قال قائل : فإن كتاب الله يدل على أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم هم المقصودون بتلك الآية ؛ لأنه قال قبلها في السورة التي هي فيها : ( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن ) الأحزاب/ 28 إلى قوله : ( يا نساء النبي لستن ) الأحزاب/ 32 إلى قوله: ( الجاهلية الأولى ) الأحزاب/ 33 ، فكان ذلك كله يردن به ؛ لأنه على خطاب النساء لا على خطاب الرجال , ثم قال: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ) الأحزاب/ 33 ، الآية.
    فكان جوابنا له : أن الذي تلاه إلى آخر ما قبل قوله : ( إنما يريد الله ) الآية خطاب لأزواجه , ثم أعقب ذلك بخطابه لأهله بقوله تعالى: ( إنما يريد الله ليذهب ) [الأحزاب: 33] الآية فجاء على خطاب الرجال ؛ لأنه قال فيه : ( ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم ) [الأحزاب: 33] وهكذا خطاب الرجال ، وما قبله فجاء به بالنون ، وكذلك خطاب النساء ، فعقلنا أن قوله : ( إنما يريد الله ليذهب ) [الأحزاب: 33] الآية خطاب لمن أراده من الرجال بذلك ، ليعلمهم تشريفه لهم ورفعته لمقدارهم أن جعل نساءهم من قد وصفه مما في الآيات المتلوات قبل الذي خاطبهم به تعالى " انتهى من " شرح مشكل الآثار " (2/245) . ونحن نجيب عن ذلك بأنه انقطاع متكلف لا دليل عليه ، يخالف ظاهر الآيات الكريمات ، وأن الخطاب بالكاف ( يذهب عنكم الرجس ) جاء ليشمل جماعة الرجال والنساء الداخلين في آل بيته عليه الصلاة والسلام ، وليس لتخصيص الرجال ، وهذا معلوم في اللغة العربية .
    يقول العلامة الأمين الشنقيطي رحمه الله :
    " فإن قيل: إن الضمير في قوله : ( ليذهب عنكم الرجس )، وفي قوله : ( ويطهركم تطهيرا )، ضمير الذكور ، فلو كان المراد نساء النبي صلى الله عليه وسلم لقيل : ( ليذهب عنكن ويطهركن ) .
    فالجواب من وجهين:
    الأول : الآية الكريمة شاملة لهن ولعلي والحسن والحسين وفاطمة ، وقد أجمع أهل اللسان العربي على تغليب الذكور على الإناث في الجموع ونحوها .
    الوجه الثاني: هو أن من أساليب اللغة العربية التي نزل بها القرآن أن زوجة الرجل يطلق عليها اسم الأهل ، وباعتبار لفظ الأهل تخاطب مخاطبة الجمع المذكر ، ومنه قوله تعالى في موسى : ( فقال لأهله امكثوا )، وقوله : ( سآتيكم ) وقوله : ( لعلي آتيكم ) والمخاطب امرأته ; كما قاله غير واحد " انتهى من " أضواء البيان " (6/238)
    وأما حديث أم سلمة فهو من أكثر الأحاديث اختلافا وتنوعا في الطرق والألفاظ ، يستحق أن تصنف فيه المصنفات الخاصة ، وقد ورد بألفاظ صحيحة صريحة تدل على دخول أم سلمة في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، صحح إسنادها الإمام البيهقي رحمه الله وغيره ، وقال عن جميع الألفاظ التي تخالفها : " روي في معارضته أحاديث لا يثبت مثلها " انتهى من " السنن الكبرى " (2/214) ، وقال ابن كثير – بعد أن ساق الروايات المخالفة - : " الأحاديث المتقدمة إن صحت ، فإن في بعض أسانيدها نظرا " انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (6/415) .
    وسيأتي تفصيل هذه الألفاظ وطرقها بشكل موسع .
    وبهذا يقف الناقد المنصف بين أحد خيارين :
    إما أن يعمل على الترجيح والموازنة بين الأسانيد والألفاظ ، وبالاطلاع على التخريج الموسع يتبين أن الإسناد الأول هو أصح أسانيد حديث أم سلمة ، ولفظه : ( فقلت : يا رسول الله أنا من أهل البيت ، قال : إن شاء الله )
    وإما أن يقال بأننا نأخذ القدر المشترك من هذه الروايات ، وهو أصل الحديث الثابت في " صحيح مسلم " (رقم/2424) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ، مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا ، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ ، ثُمَّ قَالَ: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وليس فيه نفي دخول أم سلمة رضي الله عنها في هذا الكساء ولا فيه إثبات ذلك .
    ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله عن حديث أم سلمة :
    " هذا الحديث صحيح في الجملة " انتهى من " منهاج السنة " (1/374)، فلم يصحح لفظا معينا من ألفاظه ، وإنما أثبت أصل القصة ، وإثبات أصل القصة لا يدل على حصر " آل البيت " في هؤلاء الداخلين تحت الكساء ،
    بل يقال إنه عليه الصلاة والسلام أدخل بعضهم ، وهم ذريته وابن عمه ، للتأكيد على أنهم أول الداخلين في هذا الوصف ، وشمول آية التطهير لهم إلى جانب شمولها أزواجه عليه الصلاة والسلام ،
    كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " عم غيرَ أزواجه ، كعلي وفاطمة وحسن وحسين رضي الله عنهم ، لأنه ذكره بصيغة التذكير لما اجتمع المذكر والمؤنث ، وهؤلاء خصوا بكونهم من أهل البيت من أزواجه ، فلهذا خصهم بالدعاء لما أدخلهم في الكساء ، كما أن مسجد قباء أسس على التقوى ، ومسجده صلى الله عليه وسلم أيضا أسس على التقوى ، وهو أكمل في ذلك ، فلما نزل قوله تعالى : ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) سورة التوبة / 108 بسبب مسجد قباء ، تناول اللفظ لمسجد قباء ولمسجده صلى الله عليه وسلم بطريق الأولى .
    وقد تنازع العلماء :
    هل أزواجه من آله ؟ على قولين ،
    هما روايتان عن أحمد
    ، أصحهما أنهن من آله وأهل بيته ، كما دل على ذلك ما في الصحيحين من قوله : ( اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته ) وهذا مبسوط في موضع آخر " انتهى من " منهاج السنة " (4/23-24) المصدر الاسلام سؤال وجواب
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    ففيها قولان! كما نقل ذلك الشيخ فلان . .
    !

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    لا حول ولاقوة الا بالله
    اسمع أخي . .
    من الأوليات العقلية:
    1) أهل العلم
    2) أهل العلم والجهل
    3) أهل الجهل
    . .
    نحن عندما ننسب لشخص ما قولين متضاربين لابد أن نتوقف . . حتى نتبين ما صح عنه . . ولكن في المسائل الشائكة وليس في المسائل السهلة . . ولا ينبغي التلاعب بالآيات وصرفها على طريقة عاطف العطا!
    !
    . .

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    زوجاته في الدنيا والأخرة . . ولكن كونهن من أهل بيته مسألة فيها نظر! لأن فلانا الكوفي دخل على زيد بن أقم وهو خارج من عند المختار!!
    !!
    أبك يا زيد علمنا!! لقد لقيت خيرا كثيرا وصحبت رسول الله . . .فأخبرنا عن الشريعة وعلومها وما كان ينزل به الوحي . ..

    ثم زيد لم يجد شيئا يحدثهم به الا هل نساؤه من أهل بيته !! ضاقت الشريعة الا على هذا النفس المختاري!
    ومن وقتها لا أحد يعلم أين ذهب يزيد بن حيان الكوفي!!
    .
    يا أهل الحجى أين عقولكم!
    !
    ضرب في الصميم لآية سورة الأحزاب! ولآية سورة هود . .
    . .
    ثم من وقاحتهم: أهل بيته من حرم الصدقة بعده . . ونعني نساء النبي وكل من لم يرثه . .ولكن قالوا لا! أنهن تحل عليهن الصدقة!! حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم . .
    لست كأحد من النساء!! وكأنهن ليست في كتاب الله!
    .

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    ثم من وقاحتهم: أهل بيته من حرم الصدقة بعده . . ونعني نساء النبي وكل من لم يرثه . .ولكن قالوا لا! أنهن تحل عليهن الصدقة!! حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم . .
    لست كأحد من النساء!! وكأنهن ليست في كتاب الله!
    .
    قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:
    " والذي عليه جمهور أهل العلم، وهو الصحيح عندنا أن صدقة التطوع لا بأس بها، لبني هاشم ومواليهم .
    ومما يدلك على صحة ذلك أن عليا، والعباس، وفاطمة رضي الله عنهم، وغيرهم تصدقوا، وأوقفوا أوقافا على جماعة من بني هاشم، وصدقاتهم الموقوفة معروفة مشهورة " انتهى، من "التمهيد" (3 / 92 – 93).
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
    " المحرم عليهم صدقة الفرض، وأما صدقات التطوع فقد كانوا يشربون من المياه المسبلة بين مكة والمدينة، ويقولون: إنما حرم علينا الفرض، ولم يحرم علينا التطوع " انتهى. "منهاج السنة" (4 / 261).
    وهذا هو الذي يقتضيه التعليل الوارد في حديث عَبْد الْمُطَّلِبِ بْن رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، أنّ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَنْبَغِي لِآلِ مُحَمَّدٍ؛ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ ) رواه مسلم (1072).
    قال النووي رحمه الله تعالى:
    " قوله صلى الله عليه وسلم ( إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ ) تنبيه على العلة في تحريمها على بني هاشم وبني المطلب، وأنها لكرامتهم وتنزيههم عن الأوساخ .
    ومعنى أوساخ الناس أنها تطهير لأموالهم ونفوسهم، كما قال تعالى: ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ) فهي كغسالة الأوساخ " انتهى، من "شرح صحيح مسلم" (7 / 179).
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
    " ولقوله – تعالى-: ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا )، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( الصدقة أوساخ الناس ) كما رواه مسلم .
    ويؤخذ من هذا : جواز التطوع دون الفرض، وهو قول؛ أكثر الحنفية، والمصحح عند الشافعية والحنابلة " انتهى، من "فتح الباري" (3 / 354).
    ولا يقاسون على النبي صلى الله عليه وسلم في امتناعه عن أكل صدقة التطوع؛ لوجود الفارق، وهو مقام النبوة، فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو صاحب هذا المقام الشريف ، نزهه الله تعالى أن يقف في موقف يكون فيه المتصدق أعلى منه.
    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ، وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ، وَالتَّعَفُّفَ، وَالمَسْأَلَةَ: ( اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، فَاليَدُ العُلْيَا: هِيَ المُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى: هِيَ السَّائِلَةُ ) رواه البخاري (1429) ومسلم (1033).
    ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ، لأنه يثيب عليها ، ويعطي صاحبها ما يقابل هديته.
    عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا ) رواه البخاري (2585).
    قال الخطابي رحمه الله تعالى:
    " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يأخذ الصدقة لنفسه .
    وكأن المعنى في ذلك : أن الهدية إنما يراد بها ثواب الدنيا، فكان صلى الله عليه وسلم يقبلها ويثيب عليها ، فتزول المنة عنه.
    والصدقة : يراد بها ثواب الآخرة ، فلم يجز أن تكون يد أعلى من يده في ذات الله ، وفي أمر الآخرة " انتهى، من "معالم السنن" (2 / 71).
    كما أن الناس في الصدقات ينظرون إلى المتصدق عليه بأنه في مقام الحاجة لأموالهم، وهذا حال يتنزه عنه مقام النبوة، بخلاف الهدية فالمهدى إليه يُنظر إليه بعين الحب والإكرام.
    ثانيا:
    الصحيح المقطوع به أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته، لأدلة عدّة؛ من أشهرها:
    قول الله تعالى:
    ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ) الأحزاب (33 – 34).
    فـ ( أَهْلَ الْبَيْتِ ) في الآية تناول أمهات المؤمنين من جهتين؛ من جهة سبب النزول، ومن جهة السياق.
    قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
    " وهذا نص في دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في أهل البيت هاهنا؛ لأنهن سبب نزول هذه الآية، وسبب النزول داخل فيه قولا واحدا، إما وحده على قول ، أو مع غيره على الصحيح " انتهى، من "تفسير ابن كثير" (6 / 410).
    وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:
    " فإن قرينة السياق صريحة في دخولهن؛ لأن الله تعالى قال: ( قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ )، ثم قال في نفس خطابه لهن: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ )، ثم قال بعده: ( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ )...
    والتحقيق إن شاء الله: أنهن داخلات في الآية، وإن كانت الآية تتناول غيرهن من أهل البيت.
    أما الدليل على دخولهن في الآية، فهو ما ذكرناه آنفا من أن سياق الآية صريح في أنها نازلة فيهن.
    والتحقيق: أن صورة سبب النزول قطعية الدخول ; كما هو مقرر في الأصول " انتهى، من "أضواء البيان" (6 / 635 - 636).
    فإذا كن من أهل البيت فهل تحرم عليهن الصدقة؟
    حكى ابن بطال رحمه الله تعالى، الاتفاق على أنه يحل لهن أكل الصدقات؛ حيث قال:
    " اتفق كافة الفقهاء على أن أزواج النبى عليه السلام لا يدخلن فى آله الذين تحرم عليهم الصدقة " انتهى، من "شرح صحيح البخاري" (3 / 543 - 544).
    لكن هذا الاتفاق فيه نظر؛ وقد بيّن هذا الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، فقال:
    " قد نقل ابن بطال أنهن -أي الأزواج- لا يدخلن في ذلك باتفاق الفقهاء ؛ وفيه نظر ، فقد ذكر ابن قدامة أن الخلال أخرج من طريق بن أبي مليكة عن عائشة قالت: ( إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة ) . قال: وهذا يدل على تحريمها.
    قلت: وإسناده إلى عائشة حسن، وأخرجه ابن أبي شيبة أيضا" انتهى، من "فتح الباري" (3 / 356).
    وحديث عائشة رضي الله عنها رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7 / 50)، قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ، بَعَثَ إِلَى عَائِشَةَ بِبَقَرَةٍ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَرَدَّتْهَا، وَقَالَتْ: ( إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ ).
    ثم القياس يقتضي ذلك ، كما بينه ابن القيم رحمه الله تعالى:
    " القول الصحيح، وهو منصوص الإمام أحمد رحمه الله: أن الصدقة تحرم عليهنّ؛ لأنها أوساخ الناس، وقد صان الله سبحانه ذلك الجناب الرفيع وآله من كل أوساخ بني آدم .
    ويا لله العجب كيف يدخل أزواجه في قوله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا ) ، وقوله في الأضحية: ( اللهم هذا عن محمد وآل محمد ) ، وفي قول عائشة رضي الله عنها: ( ما شبع آل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز بر ) ، وفي قول المصلي: ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ) =

    ولا يدخلن في قوله: ( إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد )، مع كونها من أوساخ الناس؟! فأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بالصيانة عنها، والبعد منها " انتهى، من "جلاء الأفهام" (ص 245 - 246).المصدر الاسلام سؤال وجواب

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    فأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بالصيانة عنها، والبعد منها
    هذا الأمر رغم وضوحه!!
    لماذا تكثر الأقوا وقيل وقال ..
    لا ارها الا مسألة علم وجهل وليس مسألة اختلاف علماء . .
    ..
    أذكرهم الله في أهل بيتي . . حملوها زورا وبهتانا على بيت علي وبيت عقيل الخ! ومعها أكبر كذبة في التاريخ "لا تحل لهم الصدقة" . .. تتبعت طرقها . . كلها ودون استثناء مدارها تلك الجحور! ولا يعرفها علماء الزمان الأول . .
    رغم وضوح النص وان سواعدهم قوية وليسوا بحاجة لنصيحة بقدر حاجة امهات المؤمنين المأمورات بالقرار في بيوتهم . .
    . .

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    ..
    أذكرهم الله في أهل بيتي . . حملوها زورا وبهتانا على بيت علي وبيت عقيل الخ! ومعها أكبر كذبة في التاريخ "لا تحل لهم الصدقة" . .. تتبعت طرقها . . كلها ودون استثناء مدارها تلك الجحور! ولا يعرفها علماء الزمان الأول . .
    شرح حديث زيد بن أرقم: "أذكركم الله في أهل بيتي"

    عن يزيد بن حيان قال: انطلَقتُ أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيتَ يا زيدُ خيرًا كثيرًا؛ رأيتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعتَ حديثه، وغزوتَ معه، وصليتَ خلفه؛ لقد لقيتَ يا زيدُ خيرًا كثيرًا، حدِّثْنا يا زيد ما سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا بن أخي، والله لقد كبرتْ سنِّي، وقدُم عهدي، ونسيتُ بعض الذي كنتُ أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدَّثتُكم فاقبَلوا، وما لا فلا تُكلِّفونيه، ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فينا خطيبًا بماء يدعى خُمًّا بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال:
    ((أما بعد: ألا أيها الناس، فإنما أنا بشرٌ يوشِك أن يأتي رسولُ ربي فأُجيب، وأنا تاركٌ فيكم ثقلينِ؛ أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخُذوا بكتاب الله، واستمسِكوا به))، فحثَّ على كتاب الله، ورغَّب فيه، ثم قال: ((وأهل بيتي، أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتي، أذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتي)).
    فقال له حصين: ومَن أهلُ بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكنَّ أهل بيته من حُرِم الصدقة بعده.
    قال: ومَن هم؟ قال: هم آل عليٍّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس.

    قال: كلُّ هؤلاء حُرِمَ الصدقةَ؟ قال: نعم. رواه مسلم.


    وفي رواية: ((ألا وإني تاركٌ فيكم ثقلينِ: أحدهما كتاب الله، وهو حبل الله، مَن اتبَعه كان على الهدى، ومَن ترَكَه كان على ضلالة)). وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه موقوفًا عليه أنه قال: ارقُبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته. رواه البخاري.
    *****
    قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
    هذا الحديث وهذا الأثر في بيان حقِّ آل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سبق أنَّ آل بيته هم زوجاته ومن كان مؤمنًا من قرابته، من آل عليٍّ وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس، وهم الذين تحرُمُ عليهم الصدقةُ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمِّه العباسِ وقد سأله عن الصدقة، قال: ((إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحلُّ لمحمدٍ ولا لآل محمد)). وآل محمد لهم خصائصُ ليست لغيرهم؛ ففي باب الفَيْءِ لهم حقٌّ يَختصُّون به، كما قال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ﴾ [الأنفال: 41]؛ يعني قرابة النبي صلى الله عليه وسلم. ولهم كرامة وشرف وسيادة، فلا تحلُّ لهم الصدقة ولا الزكاة الواجبة؛ لأنها أوساخ الناس، كما قال تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ ﴾ [التوبة: 103]، فلا يحلُّ لهم الصدقة؛ فهم أشرف وأعلى من أن تحلَّ لهم الصدقة، لكنْ يُعطَوْن بدلها من الخُمس. ثم بيَّن في حديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومَ غديرِ خُمٍّ، وهو غدير بين مكة والمدينة، نزل فيه النبي صلى الله عليه وسلم، ووعظ وذكَّر، وحثَّ على القرآن، وبيَّن أن فيه الشفاء والنور، ثم حثَّ على أهل بيته، فقال: ((أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي)). ولم يقل: إن أهل بيته معصومون، وإن أقوالهم كالقرآن يجب أن يُعمَل بها، كما تدَّعيه الرافضة، فإنهم ليسوا معصومين، بل هم يُخطِئون كما يخطئ غيرهم، ويُصيبون كما يصيب غيرهم، ولكنْ لهم حقُّ قرابةِ النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق. وقوله: ((أذكِّركم الله في أهل بيتي)): يعني اعرِفوا لهم حقَّهم، ولا تَظلِموهم، ولا تعتدوا عليهم، هذا من باب التوكيد، وإلا فكل إنسان مؤمنٍ له حقٌّ على أخيه، لا يحق له أن يعتدي عليه، ولا أن يظلمه؛ لكنْ لآل النبي صلى الله عليه وسلم حقٌّ زائد على حقوق غيرهم من المسلمين. وإذا كان هذا في حق آل النبي صلى الله عليه وسلم، فما بالُك بحقِّ الرسول صلى الله عليه وسلم؟
    حقُّ الرسول صلى الله عليه وسلم أعظمُ الحقوق بعد الله؛ يجب أن يُقدَّم على النفس والولد والأهل وعلى جميع الناس، في المحبة والتعظيم وقَبول هَدْيِه وسنته صلى الله عليه وسلم، فهو مقدَّم على كل أحدٍ صلى الله عليه وسلم. نسأل الله أن يجعلنا والمسلمين مِن أتْباعِه ظاهرًا وباطنًا.
    المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 225- 228)




  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: حكم تفضيل أئمة آل البيت على الأنبياء

    كيف تشرح الباطل؟
    . .
    يزيد بن حيان قال: انطلَقتُ أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •