الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
فهذه بعض الفوائد للسيرة النبوية ،وبعض العناوين الفوائد مأخوذة من كتاب الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية ، نسأل الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها :
· فنبينا صلى الله عليه وسلم هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، ما يستفاد :
1- بيان علو شأن الحبيب محمد وكمال شرفه الذي لا يداني فيه ، وذلك بأخذ الله تعالى الميثاق على الأنبياء وأممهم بأنه متى بعث النبي محمد آمنوا به ونصروه وعزروه .
2- بيان شرف العرب ، وما حباهم ربهم تعالى به من بعثة أفضل أنبيائه ، وجعله حرزا لهم فكملوا وسعدوا به بعد أن آمنوا به وبما جاء به واتبعوا النور الذي أنزل عليه وهو القرآن الكريم .
3- إثبات نبوة الحبيب محمد وتقريرها بشهادات التوراة والزبور والإنجيل ..
4- في هزيمة أبرهة وجيشه بخارقة لم يعرف مثلها أكبر آية على قرب طلوع الفجر المحمدي .
5- إن العبرة من هذا الذي تقدم في هذه المقطوعة من السيرة هو وجوب الإيمان اليقيني بنبوة محمد ، ووجوب اتباعه وتعظيمه ومحبته فوق محبة النفس والمال والأهل والولد .
[ المصدر : هذا الحبيب للشيخ أبو بكر الجزائري رحمه الله ]
* يقول صلى الله عليه وسلم : ( أنا دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ، وَبُشْرَىٰ عِيسَىٰ، رَأَتْ أُمِّي حين حملت بي كأن نُورًا خرج منها أَضَاءَتْ له قُصُورُ بُصرىٰ من أرض الشَّامِ ) ، ما يستفاد :
1- بيان بداية أمر النبي ، و أنها كانت من عهد إبراهيم عليه السلام .
2- بيان استجابة الله تعالى دعوة خليله إبراهيم عليه السلام .
3- بيان ما نال حليمة السعدية وأسرتها من خير وبركة وما فازت من شرف لا يقادر قدره بإرضاعها رسول الله وحبها له .
4- بيان إعداد الله تعالى عبده ورسوله محمدا لتلقي الوحي عنه بشق صدره ونزع مغمز الشيطان منه حتى لا يبقى له محل ينزل به ليوسوس .
5- بيان آيات نبوته التي رأتها آمنه والدته يوم حملها ويوم وضعها .
[ المصدر : هذا الحبيب للشيخ أبو بكر الجزائري رحمه الله ]
*خرج به عمه أبو طالب إلىٰ الشام، بحيراء الراهب، حلف الفضول لنصرة المظلوم ، ما يستفاد :
1- بيان يتم النبي ، إذ مات والده وهو حمل لم يولد بعد ، وماتت والدته وهو في السادسة من عمره وفي القرآن : { ألم يجدك يتيما فآوى } .
2- بيان مشاركة النبي قومه فيما هو خير ومعروف ، وهو مظهر من مظاهر كماله ذاتا وروحا وخلقا .
3- بيان مدى حب أبي طالب للنبي .
4- آية تظليل الغمامة للنبي .
5- تقريره النبوة المحمدية بشهادة بحيرى الراهب .
6- شهادة الراهب له بالنبوة ، وهي شهادة عالم وكفى بها شهادة.
7- تقرير الكمال المحمدي وتأكيده بحضوره هذا الحلف ، ومفاخرته به في قوله الثابت الصحيح : ( لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت ) .
[ المصدر : هذا الحبيب للشيخ أبو بكر الجزائري رحمه الله ]
*ترادفت عليه علامات نبوته وتحدث بها الرهبان والكهان ، حُبب إليه الخلوة فكان يخلو بغار حراء ، ما يستفاد :
1- عصمة النبي قبل بعثته من الشرك ..
2- بيان آية من آيات النبوة المحمدية وهي سلام الأشجار والأحجار عليه .
3- تقرير أن الرؤيا الصالحة من الوحي .
[ المصدر : هذا الحبيب للشيخ أبو بكر الجزائري رحمه الله ]
4- تلطف سواد في الجواب إذ كان سؤال عمر عن حاله في كهانته إذ كان من أمر الشرك ، فلما ألزمه أخبره بآخر شيء وقع له لما تضمن من الإعلام بنبوة محمد وكان سببا لإسلامه .
[ المصدر : فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 7 / 226 ) ]
*بُعِثَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِأَرْبَعِينَ سَنَةً ، نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم لأول مرة ، ما يستفاد :
1- تقرير سنة غالبة وهي أن الأنبياء يرسلون على رأس الأربعين من أعمارهم .
2- مشروعية العزلة إذا فسد الناس وأصبح المؤمن لا يسلم من شرهم .
3- بيان أن أول ما نبئ به النبي هو { اقرأ باسم ربك } وأن النبوة كانت قبل الرسالة ؛ إذ نبئ باقرأ وأرسل بالمدثر وبينهما فترة من الزمن .
4- تعين القراءة على المسلم وطلب العلم والتعلم ، إذ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
5- بيان كمال عقل خديجة وصحة علم ورقة ، وفضل كل منهما وكماله الروحي .
6- تشويق الرسول إلى الوحي بانقطاعه عنه مدة من الزمن الأمر الذي تألم له رسول الله أشد الألم .
7- لطف الله تعالى ورحمته بنبيه إذ كان يرسل إليه جبريل يناديه ويطمئنه ويبشره بأنه رسول الله حقا .
8- بيان أول ما أرسل به وهو النذارة ، والبشارة لازمة لمن قبل النذارة فآمن ووحد الله في عبادته ، وتابع الرسول فيما جاء به .
9- بيان صور الوحي التي كان ينزل عليها .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
10- قوله : ( حبب ) لم يسم فاعله لعدم تحقق الباعث على ذلك وإن كان كل من عند الله ، أو لينبه على أنه لم يكن من باعث البشر ، أو يكون ذلك من وحي الإلهام .
11- قوله : ( حتى جاءه الحق ) وسمي حقا لأنه وحي من الله تعالى .
12- استدلت على ما أقسمت عليه - خديجة - من نفي ذلك أبدا بأمر استقرائي وصفته بأصول مكارم الأخلاق ، لأن الإحسان إما إلى الأقارب أو إلى الأجانب ، وإما بالبدن أو بالمال ، وإما على من يستقل بأمره أو من لا يستقل ، وذلك كله مجموع فيما وصفته به .
13- إرشاد إلى أن صاحب الحاجة يقدم بين يديه من يعرف بقدره ممن يكون أقرب منه إلى المسؤول ، وذلك مستفاد من قول خديجة لورقة : ( اسمع من ابن أخيك ) أرادت بذلك أن يتأهب لسماع كلام النبي وذلك أبلغ في التعليم .
[ المصدر : فتح الباري لابن حجر ( 1 / 29 ) ]
14- قال أبو سليمان الخطابي : حبب العزلة إليه لأن معها فراغ القلب وهي معينة على التفكر ، وبها ينقطع عن مألوفات البشر ويتخشع قلبه والله أعلم .
15- قال العلماء : والحكمة في الغط شغله من الالتفات والمبالغة في أمره بإحضار قلبه لما يقوله له ، وكرره ثلاثا مبالغة في التنبيه ، ففيه أنه ينبغي للمعلم أن يحتاط في تنبيه المتعلم وأمره بإحضار قلبه والله أعلم .
[ المصدر : شرح صحيح مسلم للنووي رحمه الله ( 1 / 160 ) ]
*تعرضه صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم للإيذاء من قبل المشركين ، ما يستفاد :
1- بيان فضل أبي بكر الصديق .
2- بيان فضل الدعوة على الله ، وفضل من يهدي الله على يديه فردا أو أفرادا .
3- بيان فضل السبق في الخير وأهله .
4- بيان مقتضى سرية الدعوة وهو قلة المؤمنين وكثرة المشركين.
5- بيان أنه لا دليل لمن يرى سرية الدعوة في بلاد المسلمين اليوم في سرية الرسول لها ثلاث سنوات ، لأن الرسول وأصحابه كان لايسمح لهم أن يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا أن يؤذنوا أو يصلوا ، ولما قويت شوكتهم أمروا بالجهر في الدعوة ، فجهروا ولاقوا من الأذى ما هو معروف بين المسلمين .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله]
6- وإنما شدد الأمر في حق أبي جهل ، ولم يقع مثل ذلك لعقبة بن أبي معيط حيث طرح سلى الجزور على ظهره وهو يصلي ... لأنهما وإن اشتركا في مطلق الأذية حالة صلاته لكن زاد أبو جهل بالتهديد وبدعوى أهل طاعته وبإرادة وطء العنق الشريف ، وفي ذلك من المبالغة ما اقتضى تعجيل العقوبة لو فعل ذلك ، ولأن سلى الجزور لم يتحقق نجاستها ، وقد عوقب عقبة بدعائه عليه وعلى من شاركه في فعله فقتلوا يوم بدر .
7- ومذمم ليس هو اسمه ولا يعرف به فكان الذي يقع منهم في ذلك مصروفا إلى غيره .
8- كما أن مذمما لايمكن أن يفسر به محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بوجه من الوجوه .
[ المصدر : فتح الباري لابن حجر رحمه الله ]
9- ولا يسمى المكان ناديا حتى يكون فيه أهله .
10- وأصل الزبن الدفع والعرب تطلق هذا الاسم على من اشتد بطشه ( لو دعا ) أي أبوجهل ( لأخذته زبانية الله ) أي ملائكته الغلاظ الشداد .
[ المصدر : تحفظة الأحوذي ( 9 / 170 ) ]
*هذا ما لاقاه النبي ، أما عن أصحابه رضوان الله عليهم ، ما يستفاد :
1- إثبات حيرة المشركين إزاء الدعوة المحمدية وإلى اليوم .
2- بيان استعمال المشركين أسلوب المساومات لإحباط الدعوة وإطفاء نورها .
3- بيان تعنت المشركين وصلفهم وكبريائهم برفضهم دعوة الحق بعد ثبوتها ..
4- تقرير وتأكيد معنى قوله تعالى : { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون } .
5- بيان ما لاقاه المستضعفون المؤمنون من ألوان العذاب ، ولم يردهم ذلك عن دينهم .
6- بيان أول شهيد في الإسلام كان سمية أم عمار رضي الله عنهما .
7- بيان ما كان عليه طغاة المشركين من شدة وغلظة وحنق على المسلمين ، وما أنزلوه من عذاب بالمستضعفين من الموالي والعبيد ونساءا ورجالا .
8- تقرير سنة الله في أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
9- قال ابن المنذر : توكيل المسلم حربيا مستأمنا وتوكيل الحربي المستأمن مسلما لا خلاف في جوازه .
[ المصدر: فتح الباري لابن حجر رحمه الله ]
*سأل المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشق لهم القمر شقين ، واجتماعات سرية بالمسلمين في دار الأرقم ليُعلِّمهم شرائع الإسلام ، ما يستفاد :
1- ثبات النبي ووقوفه كأنه جبل أشم أمام المساومات والتحديات .
2- بيان تأثير القرآن في نفس من يسمعه متدبرا له متفكرا فيه .
3- إن الآيات والمعجزات لا تستلزم الإيمان ..
4- بيان ما نال رسول الله من أذى المشركين ، وكيف قابله رسول الله بالصبر حتى نصره الله فأعزه وأعز دينه وأذل المشركين وأبطل دينهم .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
*وفي السنة الخامسة من البعثة: هاجر جماعة من الصحابة إلى الحبشة ، ما يستفاد :
1- في الحديث :( قرأ النبي النجم بمكة فسجد فيها وسجد من معه ..) ... فيجمع بين الروايات الثلاث بأن المراد أول سورة فيها سجدة تلاها جهرا على المشركين .
2- قوله : ( والجن ) كأن ابن عباس استند في ذلك إلى إخبار النبي إما مشافهة له وإما بواسطة ، لأنه لم يحضر القصة لصغره . وأيضا فهو من الأمور التي لا يطلع الإنسان عليها إلا بتوقيف وتجويز أنه كشف له عن ذلك بعيد لأنه لم يحضرها قطعا .
[ المصدر : فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 2 / 711 -714 ) ]
3- مشروعية الهجرة وهي الانتقال من بلد الكفر حيث تعذر على العبد أن يعبد الله إلى دار يتمكن فيها من عبادة الله تعالى بدون تعذيب .
4- بيان أول هجرة وقعت في الإسلام وهي الهجرة الأولى إلى الحبشة .
5- بيان فضل أصحاب الهجرة إلى الحبشة ومن بينهم عثمان بن عفان وزوجه رقية بنت رسول الله .
6- بيان خطر الشائعات إذ بها رجع المهاجرون ولاقوا مالاقوا من العذاب حتى اضطروا إلى الهجرة مرة ثانية .
7- هجرة أبي بكر مثل حي لكل مؤمن يضطهد في بلده فيخرج منه طالبا لعزة نفسه وحرية عمله الإسلامي .
8- بيان فضل أبي بكر ، وما كان عليه من الإيمان والتقوى .
9- في رد أبي بكر جوار ابن الدغنة ورضاه بجوار ربه مثل عال في التوكل على الله تعالى .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
*الهجرة الثانية إلىٰ الحبشة ،ما يستفاد :
1- بيان أن ظلم قريش للمسلمين بلغ حدا لم يتجاوزه ظلم عرفه العرب في بلادهم .
2- بيان خيبة وفد قريش وفشله في مهمته ، لأنه يحارب الله في أوليائه ومن يحارب الله يهزم ، ويخسر الدنيا والآخرة .
3- بيان كمال جعفر بن أبي طالب العلمي والديني فرضي الله عنه وأرضاه .
4- بيان كمال أصحم النجاشي إيمانا وعلما وكرما وحسن جوار ، فرحمه الله رحمة واسعة .
5- حرمة الرشوة وسوء أحوال أهلها معطين وآخذين .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
*فضل مهاجري الحبشة ، ما يستفاد :
1- قولها : ( وكنا في دار البعداء البغضاء ). قال العلماء : البعداء في النسب البغضاء في الدين لأنهم كفار إلا النجاشي وكان يستخفي بإسلامه عن قومه ويوري لهم .
[ صحيح مسلم بشرح النووي ( 16 / 54 (]
2- قوله : ( قال عمر الحبشية هذه ؟ البحيرية هذه ؟ )... ووقع في الموضعين بهمزة الاستفهام ، ونسبها إلى الحبشة لسكناها فيهم ، وإلى البحر لركوبها إياه .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 7 / 607 ) ]
*وفي السنة السادسة من البعثة: أسلم حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، ما يستفاد :
1- قوله : ( اللهم أعز الإسلام ) أي قوه وانصره واجعله غالبا على الكفر ( بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب ) أي للتنويع لا للشك.
[ تحفة الأحوذي للمباركفوري رحمه الله ( 10 / 105( ]
2- بيان خبث أبي جهل وشدة عدائه للنبي ، ومحاربته لدعوته.
3- بيان ما نال رسول الله من أذى المشركين ، وكيف قابله رسول الله بالصبر حتى نصره الله فأعزه وأعز دينه وأذل المشركين وأبطل دينهم .
[ هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
*وفي السنة السابعة من البعثة: تعاهدت قريش علىٰ قطيعة بني هاشم ،وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في الكعبة،في شعب أبي طالب أقاموا به ثلاث سنين ،وفي السنة العاشرة من البعثة: مات أبو طالب، ثم ماتت خديجة رضي الله عنها ، ما يستفاد :
1- وقال الدمياطي في السيرة له : ماتت خديجة في رمضان ، وعقد على سودة في شوال ثم على عائشة ، ودخل بسودة قبل عائشة .
2- وأن الكافر إذا شهد شهادة الحق نجا من العذاب لأن الإسلام يجب ما قبله ، وأن عذاب الكفار متفاوت ، والنفع الذي حصل لأبي طالب من خصائصه ببركة النبي .
3- وإنما عرض النبي عليه أن يقول لا إله إلا الله ولم يقل فيها محمد رسول الله لأن الكلمتين صارتا كالكلمة الواحدة ، ويحتمل أن يكون أبو طالب كان يتحقق أنه رسول الله ولكن لا يقر بتوحيد الله ، ولهذا قال في الأبيات النونية :
ودعوتني وعلمت أنك صادق ... ولقد صدقت وكنت قبل أمينا
فاقتصر على أمره له بقول لا إله إلا الله ، فإذا أقر بالتوحيد لم يتوقف على الشهادة بالرسالة .
[ المصدر : فتح الباري لابن حجر رحمه الله الجزء السابع ]
4- بيان ما وصلت إليه قريش في الظلم والتعسف والجور ، وذلك باتخاذها قرار المقاطعة الجائر الهادم لكل خلق وقيمة إنسانية .
5- بيان ما لقي رسول الله والمؤمنون من أذى واضطهاد من كفار قريش .
6- بيان صبر المؤمنين وجلدهم وذلك في ذات الله عز وجل .
7- بيان أن أهل المروءة والكرم لا يخلو منهم زمان ولا مكان ، والحمدلله .
8- بيان آية النبوة المحمدية في أكل الأرضة الصحيفة الجائرة إلا اسم الله تعالى ، وإخبار الرسول بذلك ، فكان الأمر كما أخبر إذ نزعت الصحيفة فلم يجدو فيها إلا جملة (باسمك اللهم) وما عدا ذلك أكلته الأرضة .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
*عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم علىٰ عائشة وهي بنت ست سنين، ولم يبن بها إلا في السنة الأولىٰ من الهجرة، وهي بنت تسع سنين رضي الله عنها، ما يستفاد :
1- مشروعية ضرب المثل وتشبيه شيء موصوف بصفة بمثله مسلوب الصفة ، وفيه بلاغة عائشة وحسن تأنيها في الأمور .
2- قوله : ( في التي لم يرتع منها ) أي أوثر ذلك في الاختيار على غيره ، فلا يرد على ذلك كون الواقع منه أن الذي تزوج من الثيبات أكثر ، ويحتمل أن تكون عائشة كنت بذلك عن المحبة بل عن أدق من ذلك .
[فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 9 / 152) ]
3- واستدلوا بهذا الحديث - " تزوجني رسول الله في شوال" - وقصدت عائشة بهذا الكلام رد ما كانت الجاهلية عليه وما يتخيله بعض العوام اليوم من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شوال وهذا باطل لا أصل له وهو من آثار الجاهلية كانوا يتطيرون بذلك لما في اسم شوال من الإشالة والرفع .
[صحيح مسلم بشرح النووي رحمهما الله]
*وفي شوال من هذه السنة: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة رضي الله عنها، ما يستفاد :
1- يجوز للرجل الدخول على من لم يكن في يومها من نسائه والتأنيس لها ..
2- بيان حسن خلقه وأنه كان خير الناس لأهله .
3- جواز هبة المرأة نوبتها لضرتها .
[ المصدر : عون المعبود العظيم آبادي ( 6 / 137) ]
*خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلىٰ الطائف يدعوهم إلىٰ الإسلام، فأبوا،فثبته الله بأمرين: أرسل إليه ملك الجبال، وأسلم علىٰ يديه مجموعة من الجنِّ، ثم دخل مكة في جوار المطعم بن عدي،ما يستفاد :
1- عدم اليأس والثبات وذلك بخروجه لطلب النصرة .
2- اختار من سادة ثقيف فإن أجابوا لدعوته لأجابت الطائف وذلك دليل حكمته .
3- استجاب الله تعالى لدعاء النبي فجاءوا مسلمين بعد حصارهم .
4- حمل الجن رسالة الإسلام .
5- شهادة عداس رضي الله عنه بنبوة النبي .
*وفي السنة الحادية عشرة من البعثة: عرض نفسه الكريمة علىٰ القبائل في موسم الحج كعادته، فآمن به ستة من رؤساء الأنصار، ورجعوا إلىٰ المدينة ففشا فيهم الإسلام،ما يستفاد :
1- بيان ما كان عليه أبو لهب من الصد عن الدعوة ومحاربتها حتى خارج مكة .
2- بيان شرف سويد بن الصامت الملقب بالكامل إذ كان أول من لقيه رسول الله وعرض عليه الإسلام فاستحسنه ونقل خبره إلى المدينة .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
*وفي السنة الثانية عشرة من البعثة: أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلىٰ المسجد الأقصىٰ، ثم عرج به إلىٰ سدرة المنتهى ، ما يستفاد :
1- المعجزات ليست ضرورية لحصول الإيمان فقد رأى كفار قريش آيات عظاما ولم يؤمنوا .
2- تقرير حادثة الإسراء والمعراج وثبوتها بالكتاب والسنة والإجماع وأن الإسراء والمعراج كانا بالروح والجسد معا .
3- سبق أبي بكر وفضله وسبب تلقيبه بالصديق فرضي الله عنه وأرضاه.
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ص 92 ]
4- قال النووي : معناه أن الطست كان فيها شيء يحصل به زيادة في كمال الإيمان وكمال الحكمة وهذا الملء يحتمل أنه يكون على حقيقته ، وتجسيد المعاني جائز كما جاء أن سورة البقرة تجيء يوم القيامة كأنها ظلة ، والموت في صورة كبش ، وكذلك وزن الأعمال وغير ذلك من أحوال الغيب .
5- وقال ابن أبي جمرة : فيه أن الحكمة ليس بعد الإيمان أجل منها ، ولذلك قرنت معه ، ويؤيده قوله تعالى : { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } وأصح ما قيل في الحكمة أنها وضع الشيء في محله ، أو الفهم في كتاب الله ، فعلى التفسير الثاني قد توجد الحكمة دون الإيمان وقد لا توجد ، وعلى الأول فقد يتلازمان ؛ لأن الإيمان يدل على الحكمة .
[ المصدر : فتح الباري ( 7 / 257 - 258 ) ]
6- قوله : ( ... فاخترت اللبن فقيل : أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة ) ... ومعنى أصاب الله بك أي أراد بك الفطرة والخير والفضل .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ( 1 / 193 ) ]
* وفي موسم الحج من هذه السنة: وافاه اثنا عشر رجلاً من الأنصار بعضهم ممن لقي النبي صلى الله عيه وسلم في الموسم السابق، فبايعوه عند العقبة فسميت ببيعة العقبة الأولى ، أول جمعة بالمدينة المنورة ، ما يستفاد :
1- بيان شرف أهل بيعة العقبة الأولى وعلى رأسهم أسعد بن زرارة .
2- بيان فضل مصعب بن عمير شهيد أحد رضي الله عنه إذ ضرب المثل في حسن الدعوة والصبر على البلاء فرضي الله عمن ترضى عن مصعب من كل مؤمن موحد .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ص 98 - 99 ]
3- وفي هذا الحديث فوائد منها تحريم هذه المذكورات وما في معناها .
4- ومنها الدلالة لمذهب أهل الحق أن المعاصي غير الكفر لا يقطع لصاحبها بالنار إذا مات ولم يتب منها بل هو بمشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه خلافا للخوارج والمعتزلة .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ( 11 / 186 ) ]
*بيعة العقبة الثانية ، ما يستفاد :
1- شرف أهل بيعة العقبة الثانية وفضل النقباء منهم وهم اثنا عشر رجلا.
2- بيان عداوة الشيطان إذ صرخ متألما لما شاهد من نصرة الإسلام وأغرى المشركين بالمؤمنين وأذاع خبر بيعة العقبة فلعنة الله عليه .
3- أن العباس بن عبادة العوفي هو الوحيد الذي ظفر بلقب مهاجر أنصاري ... فإنه خرج إلى رسول الله بمكة وأقام معه بها ، فكان يقال له : مهاجر أنصاري استشهد بأحد رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مأواه .
4- أقام رسول الله بمكة ينتظر إذن ربه تعالى له في الهجرة إلى المدينة .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
*فأمر النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ أصحابه بالهجرة إلىٰ المدينة، وأقام صلى الله عليه وسلم ينتظر الإذن بالهجرة ، ما يستفاد :
1- أن أول من هاجر من قريش من بني مخزوم إلى المدينة كان أبا سلمة بن عبدالأسد بن هلال ، واسمه عبدالله رضي الله عنه وأرضاه .
2- بيان مدى حب الصديق للرسول ، إذ كان يرغب في صحبته حتى إنه لما أذن للرسول بالهجرة ..
3- أن النبي كان قد أرسل مع أهل بيعة العقبة الأولى مصعب بن عمير بن هاشم بن عبدمناف ، وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين فكان أول من لقب بالمقرئ ..
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
*هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلىٰ المدينة ، ما يستفاد :
1- بيان أن النبي كان يأخذ بالأسباب وبالحزم فيها ..أعد الراحلة للسفر والخريت العالم بالطرق ومسالكها و .. دخوله غار ثور مع صاحبه استخفاء عن أعين المشركين الطالبين له .
2- بيان طبيوبة أسرة الصديق نساءا ورجالا ، وبيان سبب لقب أسماء ذات النطاقين .
3- بيان مدى ما بذلت قريش في سبيل قتل النبي ، والقضاء على الإسلام .
4- تجلي آية النبوة في سقوط فرس سراقة وعجزه عن الوصول إلى النبي .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
5- بيان عظيم توكل النبي حتى في هذا المقام .
6- ومنها بذله - أبي بكر الصديق رضي الله عنه - نفسه ومفارقته أهله وماله ورياسته في طاعة الله تعالى ورسوله وملازمة النبي ومعاداة الناس فيه ومنها جعله نفسه وقاية عنه وغير ذلك .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ]
- يتبع إن شاء الله تعالى -