بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعدُ :
ها أنا ذا أسطِّرُ بقلمِ حبري .. تاريخًا .. مِنْ صفَحاتِ دهْرِي ..
مُتلوِّنةَ الحال .. مُتباينَةَ المآل ..
.....
//
* حِينًا نُصبِحُ وقد عَلَا سماء الدَّار سَحائب حُزْننا وأسانا .. وحينًا نُمسي وقد غطَّى فُرش الهَمِّ وسائِدَ سِنتِنا ونهانا ..
بَلْ وتَربَّعتْ لِحافُ (الأتْراحِ) تُغلِّفُ بَدَنًا قد علاه تَعبُ حياةٍ ليسَ يَغفو ..
تُحيطُ به .. تحاوِلُ حمايتهُ مِنْ بردِ الأرْجاء ..
ليتَ شعري ..!! ؛ فبردُ الأرْجاءِ أهْوَنُ على القَلبِ مِنْ حرِّ جِمْرِها المُتوقِّدِ ..!
..........
//
* وحِينًا أُخْرى نُبْصِرُ (أنْوارَ الحبور) .. يعلُو قَسماتِ الدُّور ..
تُحيطُ جُدْرانها نَسماتُ فجْرٍ تَبْزغ شمسه بأطْلالِ ذِكْرَى وحاضرٍ مُترنِّمٍ بهيِّ الطلعة .. نرى فيه (الأملَ) يعدُو نحونا ويشدو ..
ها قدْ قَرُبَ ودَنا .. بعد طُولِ انْتِظَارٍ له .. واشْتياقٍ ..
ولكن ..
......
//
لا نكادُ نُمسي .. إلا وقدْ رفرفَ بِجَناحَيْه طائرًا يَعْدو ويبتعِدُ .. إلى أُفُقٍ سحيقٍ سَرْمديٍّ ..
نُحاولُ إرجاعَهُ ..
يأبى ..!!
ما وجدَ في ثنايا جُدْرانِ دُورنًا بستانَ حُلْمِه الفَسيح ، ولا حتَّى أيسر سُبل إقامتِهِ ..!
رحل ..؟!
لا بأسَ ..!
( تسلو النّفسُ بالتعليل وتسمو) ..(!)
لعلنَا أسأنا فَهْمَه ! ، لعلهُ المِحْنَةُ والابْتِلاءُ في ثَوْبِ مِنْحَةٍ عاليةِ المقامِ سامية ..!
ذُقْ وَيْلات (سذاجتكَ) أيُّهَا القلبُ المُعذَّبُ ..!!
أرأيتَ نفسك كيف غَدَتْ في طَوْرِ الطُّفُولة ..؟! طُفولة (الميلادِ الجديدِ) التي ترجو ..
تحنو إليه وتصْبو ..
(مِيلاد جديد) خالٍ مِنْ آثارِ ذِكْرى ذُنُوبٍ كبار .. مِيلادُ توبةٍ للعَزِيز الغَفَّار ..
ميلادُ :
[توبةٌ وتطهُّرٌ] ..
هل أدركتَ المقصد .؟!
نعم ، ومَنْ قرأ آي الفرقان فهم ..
(إنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ويُحِبُّ المُتَطَهِّرِين َ)
........
//
ختامًا نقول :
هكذا الأيَّامُ تسري ..!
يقولونَ تتشابه .. لا ، ـ لعمرُ الله ـ لا أرى فيها تشابه ..!!
بلْ أُبْصِرُ في كُلِّ ساعةٍ تغيُّر عليها وعلى القلبِ يَطْرَأ ..
أبْصِرُ فوائدَ تجارب وكذا حَسَرات تتبع .. أبصِرُ دنيًا قدْ عُمِّرتْ بالأتْراحِ والأفراحِ .. وهي للأولى أقْرَبُ ..
أبصرُها بعينِ ناقدٍ .. جرّبها ..
سارَ بين خضمِّ أمواجِ بَحْرِهَا المُتلاطمِ ، راكبًا فُلْكَ (العقل) ..
الذي تارةً يصحو .. وتارةً يُضربُ عليه الرَّان ، وتارةً تُغلِّفُه الغشاوة..!
.........
...
لعلي أَصبْتُ ولا أجزم ! ، ولربما أخطأتُ وأفْرطتُ وأسأتُ ..!!
لكن تظلُّ هنالك الحقيقة قابعةً في عقلِ التَّجرّب .. تُصبحُ كُلّ يومٍ ..
تُنادي .. تُناجي .. تقول :
(تَوْبةٌ وتطهّر) ..
والحمد لله ربِّ العالمين ..
أختكم / ربوع الإسـلام ..
7 أيام خَلَتْ مِنْ / شعبان / 1431