قيل: «أدعى رجل الفقه، وبسط على باب داره البواري، وقعد للفتوى، وأحتف به الناس، فجاء رجل فقال: يا فقيه ما تقول فيمن أدخل أصبعه في أنفه فخرج عليها دم؟ فقال: يحتجم؛ فقال: أقعدت فقيهاً أم طبيباً؟ فقال: لك طبيباً ولغيرك فقيهاً»([1]).
قيل: «أدعى رجل أنه من كندة، فقيل له: من أيها أنت؟ فلم يدر ما يقول فقال: يا سبحان الله! أهذا موضع هذا السؤال عافاك الله؟»([2]).
قيل: «سمع الحجاج أن الناس يقولون أنه من بقية ثمود، فقال في خطبته: أتزعمون أني من بقية ثمود، والله يقول: {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى}([3])، صدق الله وكذبتم أنتم»([4]).
قيل: «كتب ملك الروم إلى المعتصم يتهدده، فأمر بجوابه، فعرضت عليه الأجوبة فلم يرضها؛ فقال للكاتب أكتب: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد قرأت كتابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع، وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ، والسلام»([5]).
قيل: «أغار أنس بن مدركة الخعثمي على سرح قريش في الجاهلية، فذهب به، فقال له عمر رضي الله عنه في خلافته: لقد اتبعناك تلك الليلة فلو أدركناك!! فقال: لو أدركتني لم تكن للناس خليفة»([6]).
قيل: «أحضر الناس جواباً من لم يغضب»([7]).
قال الأصمعي: «من علامة الأحمق الإجابة قبل استقصاء الاستماع»([8]).
قيل: «قال رجل لأبي نواس: ولاك أمير المؤمنين على القردة والخنازير؛ قال: فأسمع وأطع لأنك من رعيتي»([9]).
قيل: «كان الجهجاء يدعي الخلافة بجنونه، فأدخل على الرشيد، فقال له جعفر بن يحيى: هو أمير الحباقين يزعم أنه أمير المؤمنين؛ فقال لو كنت كذلك لكنت أوسع إمرة من صاحبك لأن الحباق عام والأيمان خاص؛ فقال هارون: لأضربنك حتى تقر بالزندقة؛ فقال: هذا خلاف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أضرب الناس حتى يقروا بالإيمان، وأنت تضربني حتى أقر بالكفر»([10]).
[1]ـ ربيع الأبرار للزمخشري (2/75/ط الأعلمي).
[2]ـ ربيع الأبرار للزمخشري (2/75/ط الأعلمي).
[3]ـ النجم: 51.
[4]ـ ربيع الأبرار للزمخشري (2/75/ط الأعلمي).
[5]ـ ربيع الأبرار للزمخشري (2/77/ط الأعلمي).
[6]ـ ربيع الأبرار للزمخشري (2/78/ط الأعلمي).
[7]ـ ربيع الأبرار للزمخشري (2/78/ط الأعلمي).
[8]ـ ربيع الأبرار للزمخشري (2/78/ط الأعلمي).
[9]ـ ربيع الأبرار للزمخشري (2/82/ط الأعلمي).
[10]ـ ربيع الأبرار للزمخشري (2/82/ط الأعلمي).