بارك الله فيكم شيخنا الكريم، زدتمونا شوقا ولهفة لقراءة ما أعددتم، زادكم الله علما ورفع قدركم في الدنيا والآخرة.
بارك الله فيكم شيخنا الكريم، زدتمونا شوقا ولهفة لقراءة ما أعددتم، زادكم الله علما ورفع قدركم في الدنيا والآخرة.
بارك لله فيكم شيخنا الحبيب . .
ليس في هذا النقل عن شيخ الإسلام جواب سؤالى أصلا .
فهل تقصدون بقولكم (ظواهر النصوص) ما عناه شيخ الإسلام بهذه العبارة في كلامه الخاص ومبدأ فتاويه ؟ والذي هو : "ما دل عليه النص بسياقه" ؟
لم أكن أتوقع ذلك . . . فإن استعمالاتكم للفظ (التأويل) يخالف استعمالات شيخ لإسلام .
فبالدرجة الأولى أن تختلفا في استعمال لفظ (الظاهر) .
وسؤالي الثاني :
- من هم المخاطبين (الصواب: المخاطبون) بالنص ؟ وما الطريقة المستعملة لتفتيش ما بأذهانهم ؟
لم يلق بعد جوابا ولا إشارة إليها . فأرجوا التزكيز في الإجابة حتى نسلم لكم هذه المقدمة الخطيرة أو نرفضها .
ليس هناك مخالفة في استعمال اللفظ
ولكن يستعمل في كل موطن بحسبه ويفهم من السياق ما هو المقصود منه
وعندما أعبر عن معنى عند شخص - أو جماعة - أعبر عنه باللفظ الذي يستخدمه هو لذلك المعنى لا باللفظ الذي أستخدمه أنا
والإلزام بمواضع الاحتجاج والاعتماد لا بمواطن النقل والاعتضاد
والخروج عن المقصود يشتت الأذهان
والتحدث باللفظ المعهود عند المخاطب - وإن لم أوافقه على إطلاقه - إذا لم يُقصَد إليه - أولى من التحدث باللفظ غير المعهود - وإن كان أصح - لما يستلزم ذلك من الاستطراد في البيان بما تكلّ منه الآذان وتضطرب فيه الأفهام وتكثر فيه النقاشات والأخذ والرد، فيُغمَر هيكل الموضوع الرئيس في لجج الخصام الفرعي ويضيع بريق الحجة الرئيسة وسط وميض شرارات الانقسامات الجانبية
والله الموفق
اسمح لي يا شيخ أن أضيف الى قولك: "والتحدث باللفظ المعهود عند المخاطب - وإن لم أوافقه على إطلاقه - إذا لم يُقصَد إليه - أولى من التحدث باللفظ غير المعهود - وإن كان أصح - لما يستلزم ذلك من الاستطراد في البيان بما تكلّ منه الآذان وتضطرب فيه الأفهام وتكثر فيه النقاشات والأخذ والرد، فيُغمَر هيكل الموضوع الرئيس في لجج الخصام الفرعي ويضيع بريق الحجة الرئيسة وسط وميض شرارات الانقسامات الجانب"
وأقول لا مشاحة في الاصطلاح ما دمنا نتفق على ما نرمي اليه بكل لفظ.. وسواء كان اصطلاحنا على كل من لفظة (الظاهر) ولفظة (التأويل) موافقا لما استعمله وقصده شيخ الاسلام أو غير ذلك، فيبقى علينا أن نتفق على اصطلاحاتنا اتفاقا واضحا حتى لا يقع اللبس والايهام ولا يتشعب بنا الكلام. فأرجو أن تتفضلا بتقرير ماذا يقصد كل منكما بكلا الاصطلاحين، ان كان الشيخ عيد يرى ذلك مما يخدم مأربه في ايصال ما عنده، والا فلنطرح ذلك جانبا منعا لتشعب الجدال واطالة الطريق، بارك الله فيكم.
المخاطبون بالنص هم من شهدوا نزول القرآن من أصحاب رسول الله من أهل اللسان العربي ومن تبعهم على فهمهم من أئمة أهل السنة العالمين بأسباب النزول والناطقين باللسان العربي المبين دون من تلوثت عقيدته بشبهات أهل الكلام وتلوث لسانه بعجمة البيان
وطريقة معرفة قولهم باستقراء أحوالهم وسياقات كلامهم وتتبع مواضع ائتلافهم ومواطن اتفاقهم
وكنت أظن أن هذه المقدمة واضحة الأركان لا تفتقر إلى مزيد بيان لأنها الفيصل بيننا وبين غيرنا ممن اتخذ من الفلسفة منهجا وعلم الكلام دستورا وضلالات العقول إلها معبودا
كلام جميل كما يرام . . . مسلّم لقائله .
فنص القاعدة إذن :
" القول إذا كان أوفق لفهم الصحابة ومن تبعهم من الأئمة الأعلام وأقرب لأذهانهم ، كان أولى بالقبول من القول الذي لا يتفق مع ما ظهر لهؤلاء النبلاء إلا بتأويل متعسف وتحميل الألفاظ لمعان لا تأتي ولا تروى عن المخاطبين بالنص من الصحابة والتابعين وسائر أئمة الدين "
سدد الله رميتكم شيخنا الكريم. هذا القيد ضروري ولا ريب. وصدقتم، هو له مغزاه والمتعلق بالقضية محل النزاع هنا، وهذه اشارة منكم تدل على سعة تبصركم بأدلة المتنازعين فيها، وفقكم الله.
في تعليق الأخ نضال حفظه الله على المقدمة الخامسة من مقدمات الشيخ، يقول:
"استحالة وجود شر محض لا خير فيه بوجه - مؤقتا أو دائما - في خلق الله متفق عليها ؛
وأما وجود شر نسبي ، فلا بد من التقييد بأنه مما وسعته الرحمة الإلهية العامة فلا يكون دوامه أبد الآباد .
ولا بد أيضا من التقييد بأن ذلك الشر النسبي (الذي هو شر لذاته خير لغيره) إنما خلقه الخالق الحكيم وسيلةً إلى الغاية الحسنة التى يحمد جل وعلا من أجلها - لا يخلقه عبثا أو معدوم الفائدة . فإذا ما حصلت الغاية ، بطل بقاء تلك الوسيلة الشريرة - لأنه عندئذ لا تبقى لها فائدة"
وأقول يا أخي رعاك الله اتفقنا معك على جميع تعقيبك عدا الجملة الثانية حيث تقول "وأما وجود شر نسبي ، فلا بد من التقييد بأنه مما وسعته الرحمة الإلهية العامة فلا يكون دوامه أبد الآباد" هذه لا نسلمها لك! فأنت تحتاج الى أن تبرهن على صحة هذا الزعم، وهو قولك بأن دوام الشر النسبي أبد الآباد هو خارج عن الرحمة الالهية! ولو اتفقنا على أن ذلك الشر هو نسبي في حقيقته وليس محضا، لم يكن هناك مانع من قبول دوامه وبقائه ما دام الداعي الى وجوده باقيا، ولو كان ذلك الى أبد الآباد! وهذا هو ظاهر منطوق تلك المقدمة.
ليأذن لي شيخنا الكريم أن أقترح اضافة للمقدمة السادسة حتى يقبلها أخونا نضال
تقولون حفظكم الله: "عدم العلم بالشيء لا يعني العلم بعدمه، والأصل بقاء ما كان على ما كان، والنفي لعدم الفهم جهل، والجهل بالمسألة لا يعتبر قولا فيها"
وأضيف،
"وكذا التوقف لا يعتبر قولا، فالقول لا يصار اليه الا بظهور الدليل واستقرار المجتهد على وجه الدلالة."
(ابتسامة) ليس للقيد معنى إلا حشوا ، فإن الكلام في مقام النفي لا الإثبات . ولا أظنه يخفى عليكم . بل الأسد أن يقال :
"القول إذا كان أوفق لفهم الصحابة ومن تبعهم من الأئمة الأعلام وأقرب لأذهانهم ، كان أولى بالقبول من القول الذي لا يتفق مع ما ظهر لهؤلاء النبلاء إلا بتأويل متعسف وتحميل الألفاظ لمعان لا أصل له عن المخاطبين بالنص من الصحابة والتابعين وسائر أئمة الدين لا بأسانيد جيدة ولا ضعيفة "
المفهوم من القيد - والذي هو كما ذكرت في محل النفي لا الاثبات - أنه لا يقدم من القول ما لا يثبت بسند صحيح، وهذا قيد ضروري كما تفضل الشيخ. وعلى أي حال لعل العبارة تكون أقرب لقبولك لو وضعت هكذا:
القول إذا كان (أثبت من جهة السند) وأوفق لفهم الصحابة ومن تبعهم من الأئمة الأعلام وأقرب لأذهانهم ، كان أولى بالقبول من القول الذي لا يتفق مع ما ظهر لهؤلاء النبلاء إلا بتأويل متعسف وتحميل الألفاظ لمعان لا تأتي ولا تروى بأسانيد مقبولة عن المخاطبين بالنص من الصحابة والتابعين وسائر أئمة الدين"
فهكذا صار القيد في كل من النفي والاثبات جميعا.. فما قولكم؟ (ابتسامة)
في النفس شيء من زيادتك عبارة "ولا ضعيفة" في ذيل المقدمة. فمعلوم أن الضعيف ليس ينهض للاحتجاج أصلا.