أكمل وأوثق نص منقول في اعتقاد الإمام أبي حنيفة(نص الإمام الطحاوي)
بعيدا عن تلاعب "أبي مطيع البلخي" المرجئة الكذاب بعقيدة الإمام أبي حنيفة في كتاب "الفقه الأكبر" الذي نسبه أبو مطيع للإمام أبي حنيفة، فقد جاء في كتاب "أصول الدين عند الأئمة الأربعة واحدة" للدكتور ناصر القفاري أستاذ العقيدة بجامعة القصيم، (ص79) عن اعتقاد الإمام أبي حنيفة: (لعل أكمل وأوثق نص منقول في اعتقاد الإمام نص الإمام الطحاوي المتوفي سنة 321هـ الذي حكى مذهب الإمام وصاحبيه في الاعتقاد في رسالة تسمى "العقيدة الطحاوية" أو "بيان السنة") ثم ذكر المؤلف نص النسخة الموثقة وقال إن هذا النص المتكامل تكمن أهميته في تلقي الأمة له بالقبول وهو يمثل اعتقاد الأئمة
قال الإمام أبو جعفر الوراق الطحاوي المصري:
نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله تعالى واحد لا شريك له، ولا شيء مثله ولا شيء يعجزه ولا إله غيره، قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء، لا يفنى ولا يبيد ولا يكون إلا ما يريد، لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام، ولا يشبهه الأنام، حي لا يموت، قيوم لا ينام، خالق بلا حاجة رازق بلا مؤنة، مميت بلا مخافة باعث بلا مشقة، مازال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته، وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا، ليس منذ خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري، له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالقية ولا مخلوق ......
ومن وصف الله تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر، ... والرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة" وتفسيره على ما أراد الله وعلمه .... ولا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا، فإنه ما سلم في دينه إلا من أسلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه ...
ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه، فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية ليس بمعناه أحد من البرية، تعالى عن الحدود والغايات، والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات والمعراج حق
وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء ....
والعرش والكرسي حق كما بين الله تعالى في كتابه وهو جل جلاله مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوقه وقد أعجز عن الإحاطة خلقه ونقول إن الله اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما، إيمانا وتصديقا وتسليما....
ونقول الله أعلم فيما اشتبه علينا علمه ... والجنة والنار مخلوقتان لا يفنيان أبدا ولا يبيدان)
نقول للأشاعرة: لن يصلح خلف هذه الأمة إلا بما صلح به سلفها، فتعالوا إلى عقيدة الأئمة نقية قبل أن يتلاعب بها الكذابون، فنؤمن بما جاء في كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم بدون أن نتوهم أو نؤول ونرد علم ما اشتبه علينا إلى عالمه.