وقال ابن سيرين: (عيَّرت رجلًا بالإفلاس، فأفلستُ).
ماصحة هذا الأثر؟
وقال ابن سيرين: (عيَّرت رجلًا بالإفلاس، فأفلستُ).
ماصحة هذا الأثر؟
خرجه أبو نعيم في الحلية [2 : 271]، بإٍسناد فيه انقطاع، فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ بَحْرٍ الأَسَدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ، يُخْبِرُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّرِيِّ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: " إِنِّي لأَعْرِفُ الذَّنْبَ الَّذِي حُمِلَ عَلَيَّ بِهِ الدَّيْنُ مَا هُوَ، قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً: يَا مُفْلِسُ "،
فَحَدَّثَ بِهِ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ، فَقَالَ: قَلَّتْ ذُنُوبُهُمْ فَعَرَفُوا مِنْ أَيْنَ يُؤْتَوْنَ، وَكَثُرَتْ ذُنُوبِي وَذُنُوبُكَ فَلَيْسَ نَدْرِي مِنْ أَيْنَ نُؤْتَى". اهـ.
مرضه الذهبي في تاريخه، وله شاهد فيما خرج الدولابي وغيره في الكنى [906]، فقال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَوَارِيِّ أَبُو الْحَوَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ:
اغْتَمَّ ابْنُ سِيرِينَ، فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا بَكْرٍ مَا هَذَا الْغَمُّ؟ قَالَ: " هَذَا الْغَمُّ لِذَنْبٍ أَصَبْتُهُ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ". اهـ.
وخرج التنوخي في نشوار المحاضرة أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، قال: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، قال:
حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أحمد بن عبيد، قال: أخبرنا المدائني ، قال:كان سبب حبس ابن سيرين في الدين، انه اشترى زيتا بأربعين ألف درهم، فوجد في زق منه فأرة، فقال: الفأرة كانت في المعصرة، فصب الزيت كله.
وكان يقول: عيرت رجلا بشيء منذ ثلاثين سنة، أحسبني عوقبت به، وكانوا يرون انه عير رجلا بالفقر، فابتلي به". اهـ.
وخرج ابن أبي الدنيا في إصلاح المال [426]، فقال:
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ: " أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ مَاتَ وَلَهُ قِيمَةُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا دَيْنًا ". اهـ،
زاد في رواية أخرى: "لا ترون اليوم فيه بأسا".
وخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى، فقال: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: ثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ:
" أَنَّهُ اشْتَرَى بَيْعًا فَأَشْرَفَ فِيهِ عَلَى ثَمَانِينَ أَلْفًا، فَعَرَضَ فِي قَلْبِهِ مِنْهُ شَيْءٌ فَتَرَكَهُ "، قَالَ هِشَامٌ: مَا هُوَ بَربًا. اهـ.
وخرج أبو نعيم في الحلية [2 : 266]، بإٍسناد صحيح، فقال:
ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيّ ُ، قَالَ: ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: " لَقَدْ تَرَكَ ابْنُ سِيرِينَ رِبْحَ أَرْبَعِينَ أَلْفًا فِي شَيْءٍ دَخَلَهُ "،
قَالَ السَّرِيُّ: فَسَمِعْتُ سَلْمَانَ التَّيْمِيَّ، يَقُولُ: لَقَدْ تَرَكَهُ فِي شَيْءٍ مَا يَخْتَلِفُ فِيهِ أَحَدٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ (أنه لا بأس به)". اهـ، كما عند الذهبي.
وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى [7 : 103]: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ عَنْ:
سَبَبِ الدَّيْنِ الَّذِي رَكِبَ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ حِينَ حُبِسَ لَهُ، قَالَ: " كَانَ اشْتَرَى طَعَامًا بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ،
فَأُخْبِرَ عَنْ أَصْلِ الطَّعَامِ بِشَيْءٍ كَرِهَهُ، فَتَرَكَهُ، أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ،
وَبَقِيَ الْمَالُ عَلَيْهِ فَحُبِسَ بِهِ، حَبَسَتْهُ امْرَأَةٌ، وَكَانَ الَّذِي حَبَسَهُ مَالِكُ بْنُ المنذر ".اهـ.
وخرج ابن سعد في الطبقات [5 : 170]، فقال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ، قَالَ:
" لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَرْسَلَ إِلَى الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، يَقُولُ لَهُمَا: أَرُدُّ عَلَيْكُمَا مَا حُبِسَ عَنْكُمَا مِنْ أَعْطَيَتِكُمَا ؟
فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ فَعَلْتَ، وَأَمَّا غَيْرُ ذَلِكَ فَلا، فَكَتَبَ عُمَرُ: إِنَّ الْمَالَ لا يَسَعُ، قَالَ: وَقَبِلَ الْحَسَنُ ". اهـ.
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً.