بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: تخريج الحديث وسرد طُرُقِهِ:
قال البخاري في صحيحه (156): حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق قال: ليس أبو عبيدة ذكره، ولكن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، أنه سمع عبد الله يقول: أتى النبي صلى الله عليه وسلم الغائط، فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار، فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجده، فأخذت روثة فأتيته بها، فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال: «هذا ركس».
أخرجه النسائي في الصغرى (1/39) والكبرى (1/73) عن أحمد بن سليمان، والدارقطني في العلل (5/28) من طريق يوسف بن موسى القطان وشعيب بن أيوب، والبيهقي في السنن (1/108) والخلافيات (2/89) من طريق محمد بن الهيثم، أربعتهم -أحمد بن سليمان ويوسف وشعيب وابن الهيثم- عن أبي نعيم به.
وأبو داود الطيالسي في مسنده (ص37) -وعنه أحمد (1/427) وعمرو بن علي الفلاس كما أخرجه عنه البزار (1646)-،
وأحمد (1/418) وابن أبي شيبة في مسنده (424) والدارقطني في العلل (5/28) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، ثلاثتهم -أحمد وابن أبي شيبة وحفيد يحيى القطان- عن يحيى بن آدم،
وابن ماجه (314) عن أبي بكر بن خلاد، وأبو يعلى (5127) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، والطحاوي (1/122) من طريق مسدد، والإسماعيلي في مستخرجه على البخاري- كما ذكر ابن دقيق العيد في الإمام (2/570)-، والدارقطني في العلل (5/28) من طريق معاذ، أربعتهم -أبو بكر وابن أبي بكر ومسدد ومعاذ- عن يحيى بن سعيد القطان،
والبزار (1646) من طريق معاذ بن معاذ،
وابن المنذر في الأوسط (296) والبيهقي في السنن (1/108، 2/413) والخلافيات (2/89) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس،
وأبو يعلى (5336) من طريق الحسن بن موسى،
والطبراني في الكبير (9953) من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد، وعمرو بن خالد، وعمرو بن مرزوق،
والدارقطني في العلل (5/28) من طريق حفص بن عمر الطنافسي، وأبي حماد الحنفي،
الاثنا عشر راويًا رووه عن زهير بن معاوية بإسناد البخاري المتقدم، إلا أن:
1- الطيالسيَّ في مسنده أسقط الأسود بن يزيد، فتعقبه أبو بشر يونس بن حبيب راوي المسند، قال: «أظن غير أبي داود يقول عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه»، ورواية أحمد والفلاس عن أبي داود على الصواب، وأبو داود يخطئ أحيانًا، فلعله حدَّث يونس بن حبيب بهذا على الخطأ، وحدَّث أحمدَ والفلاسَ على الصواب.
2- الحسنَ بن موسى أسقط الأسود بالشك فقال: عن عبد الرحمن أُراه عن عبد الله، وكافة الرواة عن زهير على إثبات الأسود، فليس هذا الشك بمؤثر.
وأخرجه الطحاوي (1/122) والدارقطني في العلل (5/29) من طريق يزيد بن عطاء،
والطبراني في الكبير (9954) من طريق يحيى الحماني، وأخرجه الدارقطني في العلل (5/37) من طريق منجاب بن الحارث، كلاهما- يحيى ومنجاب- عن شريك به،
والطبراني في الكبير (9955) والدارقطني في العلل (5/36) من طريق سهل بن عثمان، وفيه (5/36) من طريق يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد، ومن طريق محمد بن عثمان، كلاهما- يحيى ومحمد- عن منجاب، وكلاهما- سهل ومنجاب- عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة،
والطبراني في الكبير (9956) عن مطين، والدارقطني في العلل (5/35) عن محمد بن القاسم بن زكريا، كلاهما- مطين ومحمد بن القاسم- عن أبي كريب عن عبد الرحيم بن سليمان،
والدارقطني في العلل (5/34) من طريق الفضل بن موسى، وفي (5/35) من طريق إسحاق الأزرق، وإسماعيل بن أبان الغنوي، وفي (5/37) من طريق سلمة بن رجاء،
ستتهم -يحيى بن زكريا وعبد الرحيم والفضل وإسحاق وإسماعيل وسلمة- عن زكريا بن أبي زائدة،
والدارقطني في العلل (5/36، 37) من طريق علي بن صالح، ويوسف بن أبي إسحاق- وعلق رواية يوسف البخاري في صحيحه (156)-، ومالك بن مغول، وحديج بن معاوية،
وذكر الدارقطني في العلل (5/23) والتتبع (ص227) رواية أبي مريم،
ثمانيتهم -يزيد بن عطاء وشريك وزكريا وعلي ويوسف ومالك وحديج وأبو مريم- عن أبي إسحاق به.
إلا أنه:
1- في رواية الطحاوي من طريق يزيد بن عطاء أُسقط عبد الرحمن بن الأسود، وقرن يزيدُ بن عطاء علقمة بالأسود في الروايتين كليهما عنه.
2- وفي رواية منجاب عن شريك أسقط عبد الرحمن بن الأسود أيضًا.
3- في رواية يحيى بن محمد عن منجاب عن يحيى بن زكريا أسقط الأسود بن يزيد، وفي رواية محمد بن عثمان عن منجاب أسقط عبد الرحمن بن الأسود.
4- في رواية محمد بن القاسم بن زكريا عن أبي كريب عن عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا، ورواية الفضل بن موسى عن زكريا = أسقط الأسود بن يزيد.
5- أبدل عبد الرحيم بن سليمان والفضل بن موسى وإسحاق الأزرق وإسماعيل بن أبان = عبد الرحمن بن الأسود بعبد الرحمن بن يزيد، فجعلوا عبد الرحمن بن يزيد يروي عن أخيه الأسود.
6- في رواية سلمة بن رجاء عن زكريا بن أبي زائدة أسقط عبد الرحمن بن الأسود.
7- أسقط علي بن صالح ويوسف بن أبي إسحاق -في رواية الدارقطني في العلل من طريقه- ومالك بن مغول وحديج بن معاوية = أسقطوا عبد الرحمن بن الأسود.
وأخرجه أحمد (1/426) عن ابن فضيل، وابن أبي شيبة في مصنفه (1650) ومسنده (421) -ومن طريقه أبو يعلى (4978) والبيهقي (1/108)- والدارقطني في العلل (5/19) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، وأبو يعلى (5184) والبزار (1645) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو يعلى (5275) وابن المنذر في الأوسط (318) والطبراني في الكبير (9958) والدارقطني في العلل (5/20) من طريق زائدة، والطبراني (9959) من طريق أبي الأشهب جعفر بن الحارث، والدارقطني في العلل (5/20) من طريق زهير، وذكر الدارقطني فيه (5/19) رواية عبد الوارث، سبعتهم -ابن فضيل وعبد الرحيم وجرير وزائدة وأبو الأشهب وزهير وعبد الوارث- عن ليث بن أبي سليم،
وأخرجه البزار (1611) وابن خزيمة (70) (1) والطبراني (9960) في الكبير عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين، ثلاثتهم عن عبد الله بن سعيد الأشج عن زياد بن الحسن بن فرات عن أبيه عن جده، وهو فرات بن أبي عبد الرحمن،
وأخرجه الدارقطني في العلل (5/20) من طريق محمد بن خالد الضبي، و (5/21) من طريق جابر الجعفي،
أربعتهم -ليث وفرات ومحمد بن خالد وجابر- عن عبد الرحمن بن الأسود به.
إلا أنه:
1- قد جاءت زيادةُ راوٍ في رواية زهير عن ليث بن أبي سليم، فقد قال فيها عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه وعبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود.
2- في رواية أبي يعلى من طريق زائدة جُعل ليث يروي عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود.
3- قد جاء لفظ ليث بهذا اللفظ ونحوه: ( انطلق النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته، فقال: «ائتني بشيء أستنجي منه، ولا تقربني حائلاً ولا رجيعًا»، ففعلت، فتوضأ، وصلى ).
4- قد اختُلف في رواية فرات، فرواه البزار عن عبد الله بن سعيد الأشج به كإسناد البخاري الأول المتقدم ( عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود )، وخالفه ابن خزيمة ومطين، فروياه عن عبد الله بن سعيد الأشج عن زياد بن الحسن عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن ابن مسعود، فجعلا شيخَ عبدِ الرحمن بن الأسود علقمةَ لا الأسود أباه، وابنُ خزيمة ومطين أحفظ من البزار وأضبط، وقد ذكروا عن البزار خفة في الضبط، فروايتهما أرجح.
وأخرجه أحمد (1/388)، وابن أبي شيبة (1643، 36311)، والترمذي (17) عن هناد وقتيبة، والدارقطني في العلل (5/33) من طريق يوسف بن موسى، خمستهم -أحمد وابن أبي شيبة وهناد وقتيبة ويوسف- عن وكيع،
وأحمد (1/465) عن حسين بن محمد،
والشاشي (921) والدارقطني في العلل (5/33) من طريق عبيد الله بن موسى،
والطبراني في الكبير (9952) من طريق عبد الله بن رجاء،
والدارقطني في العلل (5/33) من طريق عيسى بن جعفر، وأبي أحمد الزبيري،
وفيه (5/37) من طريق سلمة بن رجاء،
والبيهقي في الخلافيات (2/93) من طريق أحمد بن خالد الوهبي،
ثمانيتهم -وكيع وحسين وعبيد الله وابن رجاء وعيسى وأبو أحمد وسلمة والوهبي- عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق،
والدارقطني في العلل (5/38) من طريق الثوري،
وفيه (5/38) والخطيب في تاريخ بغداد (2/398) من طريق الحسن بن قتيبة، والدارقطني في العلل (5/38) من طريق محمد بن الحسن، وفيه (5/37) من طريق هارون بن عمران،
ثلاثتهم -الحسن ومحمد وهارون- عن يونس بن أبي إسحاق،
وذكر الترمذي (17) رواية قيس بن الربيع،
أربعتهم -إسرائيل والثوري ويونس وقيس- عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه.
إلا أن الحسن بن قتيبة عن يونس قرن أبا الأحوص بأبي عبيدة عن ابن مسعود، وأدرج الحديث في حديث ليلة الجن، وقد أفرد هارونُ بن عمران أبا الأحوص لم يذكر أبا عبيدة عن يونس.
وأخرجه أحمد (1/450) والبزار (1606) وابن المنذر في الأوسط (312) والطبراني في الكبير (9951) والدارقطني في السنن (1/55) والعلل (5/29، 30) والبيهقي في السنن (1/103) والخلافيات (2/99)، كلهم من طريق عبد الرزاق عن معمر،
والدارقطني في السنن (1/55) والعلل (5/31) عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول عن جده عن أبيه عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، وفي (5/29) عن يوسف عن جده عن أبيه عن ورقاء بن عمر،
وفي (5/29) من طريق عمار بن رزيق،
وفي (5/30) من طريق سليمان بن قرم،
وفي (5/31) من طريق إبراهيم بن ميمون الصائغ، وعبد الكبير بن دينار،
وفي (5/31، 32) وعلي بن عمر الحربي في الجزء الثاني من حديثه من رواية أبي الحسين بن النقور عنه (ق4أ) - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/560) - من طريق محمد بن جابر،
والدارقطني في العلل (5/32) والأفراد (3751- أطرافه) من طريق شعبة،
وفي العلل (5/32) من طريق شريك، وروح بن مسافر،
وفيه (5/32) -ومن طريقه السمعاني في الأنساب (2/175)- من طريق صباح المزني،
وذكر الدارقطني في العلل (5/25) والتتبع (ص230) رواية عباد بن ثابت القطواني وخالد العبدي عن إسرائيل،
وسبقت رواية يزيد بن عطاء عن أبي إسحاق، التي قرن فيها الأسودَ بعلقمة،
الأربعة عشر راويًا عن أبي إسحاق عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به.
وأخرجه الطبراني في الأوسط (5637) والكبير (9957) والدارقطني في العلل (5/38) عن جعفر بن محمد بن نصير، كلاهما- الطبراني وجعفر- عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين،
وأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/214) عن علي بن الحسين بن الجنيد الرازي، كلاهما- مطين وعلي بن الحسين- عن سهل بن زنجلة عن الصباح بن محارب عن أبي سنان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن ابن مسعود.
إلا أن جعفر بن محمد بن نصير الراوي عن مطين جعل أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود مكان هبيرة بن يريم.
وأخرجه الدارقطني في العلل (5/34) من طريق إسرائيل وسفيان بن عيينة، كلاهما عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود.
__________________________
(1) وقع في المطبوع : حدثنا أبو عبد الله بن سعيد الأشج ، وهو خطأ صوابه : عبد الله بن سعيد الأشج ، جاء على الصواب في إتحاف المهرة :
10/350 ، وكان الشيخ عبد العزيز العثيم - رحمه الله - قد نبه عليه في النقط لما وقع في أسانيد صحيح ابن خزيمة من التصحيف والسقط ، ص13 .
يتبع - إن شاء الله - .