نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات والنور من أن يحل بنا غضبك أو ينزل علينا سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك . اللهم لا تسلبنا ستر إحسانك وقنا مصارع السوء .. والطف بنا في سائر تصرفاتنا اللهم ارزقنا من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، فوالله إنها مصيبة .. مصيبة الدين فلقد كان حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه ، يقول : كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير شر ؟ قال : { نعم } ، قلت وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال { نعم }، وفيه دخن قلت ومادخنه ؟ قال : ( قوم يهدون بغير هديي دعاة
على أبواب جهنم ، من أجابهم عليه قذفوه فيها ) . قلت يارسول الله صفهم لنا :
قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا .... رواه البخاري . هذه هي أوصافهم ، ولقد صدق الله إذ يقول فيهم :
( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لاينصرون ) القصص41
لقد أتعبتمونا ياأبناء جلدتنا .. كلما حاولنا جمع الشتات ، وإحياء الموات ، انبعثت علينا شياطين الإنس التي لن تكف بأسها.. والله لقد أحزنتمونا ، ومزقتم أكبادنا ، كقطيع من الوحوش لاتتحرك إلا بغرائز السوء .. ، ماذا تريدون ، وبأي بصيرة تنظرون إن كان عندكم بصيرة ..، من أي الناس أنتم ؟ ماذا تنطوي عليه صدوركم .. إنه سر نعجز عن تعليله !
ولكن لاضير فهذه سنة الله في خلقه ، ومن شاء فليطالع دفتر الخليقة فهم في كل عصر يعيشون ويتوالدون ، همهم إطفاء نور الله ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا...... إن آلام الأمة الإسلامية قديماَ وحديثاَ متشابهة الأحداث والفتن نكبات تترى ومصائب تتساقط فمن ظلم اليهود الخائنين ، إلى فساد النصارى الضالين . إلى غدر المنافقين .. وتعلو المصيبة ويتفاقم شرها ، وتكون أشد ألماً ومضاضة على النفس ، وأعمق جرحاً عند تنكر الصديق وعقوق القريب وسببا في شماتة الأعداء ، وتشفي الحاقدين.