تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 19 من 19

الموضوع: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    88

    افتراضي مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    الإخوة الفضلاء ، وطلاب العلم النبلاء ،
    هل الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بتحية المسجد فيصلي ركعتين ، ثم يسلم على الناس ، أو يسلم ثم يصلي ؟ مع الدليل أو التعليل ؟ بارك الله فيكم وفي علمكم .
    قال الحافظ ابن حجر : وقد تعقبت جميع ذلك مبيناً محرراً مع أني لا أدعي العصمة من الخطأ والسهو ! بل أوضحت ما ظهر لي ، فليوضح من يقف على كلامي ما ظهر له ، فما القصد إلا بيان الصواب طلباً للثواب .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    105

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    يبدأ بالسلام , إذ السلام مرتبط بلقيا المسلم لحديث "إذا لقيته فسلم عليه" , وأما تحية المسجد فمتعلقة بـ الجلوس لحديث "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين" , ولم يقل فلا يسلم أو فلا يتحدث .


    تحياتي .

  3. #3

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    بل يصلي ركعتين ثم يسلم والدليل ما جاء في حديث مسيء الصلاة فقد دخل وصلى ثم سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولأن الصلاة حق لله تعالى فيبدأ بحقه عز وجل ثم بحق المخلوقين ، وللعلامة ابن القيم كلام في هذه المسألة في كتابه زاد المعاد وبالله التوفيق

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    88

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    الأستاذ أفلاطون : تعليل جيد لو لم يرد فيها حديث .
    الأستاذ عبدالعزيز الحربي : استدلال جيد ، لكن ليتك عزوت الحديث حتى تكمن الفائدة .
    وهناك دليل آخر في المسألة لم أر من ذكره وهو :
    حديث كعب بن مالك في قصة تخلفه عن غزوة تبوك وفيه قال : ( وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي : هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا ؟ ثم أصلي قريباً منه ) . متفق عليه
    فكيف الجمع بين هذين الحديثين أو الترجيح ؟
    قال الحافظ ابن حجر : وقد تعقبت جميع ذلك مبيناً محرراً مع أني لا أدعي العصمة من الخطأ والسهو ! بل أوضحت ما ظهر لي ، فليوضح من يقف على كلامي ما ظهر له ، فما القصد إلا بيان الصواب طلباً للثواب .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    المملكة المغربيّة
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    للفائدة http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16406
    دمتم بودّ.
    فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم



  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    105

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز الحربي مشاهدة المشاركة
    بل يصلي ركعتين ثم يسلم والدليل ما جاء في حديث مسيء الصلاة فقد دخل وصلى ثم سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ...
    من أين لك أنه لما دخل المسجد لم يسلم على من فيه...........؟
    هذا أمر , والأمر الآخر فلا بأس في أن يخص بعض الحاضرين بالسلام سواء بعد أن يصلي أو قبل .
    ثالثا : فالرجل دعاه النبي صلى الله عليه وسلم ليبين له حال صلاته فناسب أن يسلم عليه .
    وأما قولك أن السلام ليس حقا لله فهذا مما لا يحتاج إلى وقفة أصلا .
    فتأمل .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    88

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    الأستاذ / عامي ، جزاك الله خيراً ، وهذا الرابط لا يفيد في هذه المسألة .
    الأستاذ / أفلاطون ، إيرادك ليس وجيهاً ، فقد يقال : ومن أين لك أنه سلم لما دخل المسجد ؟
    فإن الراوي لقصة المسئ صلاته لم يذكر أنه سلم ، بل ذكر أنه دخل فصلى في ناحية المسجد ثم جاء فسلم .
    قال الحافظ ابن حجر : وقد تعقبت جميع ذلك مبيناً محرراً مع أني لا أدعي العصمة من الخطأ والسهو ! بل أوضحت ما ظهر لي ، فليوضح من يقف على كلامي ما ظهر له ، فما القصد إلا بيان الصواب طلباً للثواب .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    464

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز الحربي مشاهدة المشاركة
    ابن القيم كلام في هذه المسألة في كتابه زاد المعاد
    ماذا قال فيه ؟

    ............

    ثم ألا يمكن أن يكون المسيء صلاته كان يقضي الفريضة التي هي حق الله فقدمه على حقوق غيره لا أنه كان يحيي المسجد ؟ .
    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم أحْـيِـني عليها و تَوَفَّـنِي عليها

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    88

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    أما ابن القيم فقال في ( زاد المعاد ) 2/377 : ومن هديه أن الداخل إلى المسجد يبتدئ بركعتين تحية المسجد ، ثم يجيء فيسلم على القوم .... فإن تلك حق الله تعالى ، والسلام على الخلق هو حق لهم ، وحق الله في مثل هذا أحق بالتقديم .
    ثم استدل بحديث المسيء في صلاته وفيه : فصلى فأخف صلاته ، ثم انصرف فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم .
    أما الجواب عن الاحتمال الذي أورده الأخ / مسلم بن عبدالله فيقال : الاحتمال الذي يبطل به الاستدلال في المسألة هو الاحتمال القوي ، وليس مجرد احتمال .
    وقد قال الحافظ ابن حجر في ( الفتح ) 2/359 : ( قوله ( فصلى ) زاد النسائي من رواية داود بن قيس " ركعتين " وفيه إشعار بأنه صلى نفلاً . والأقرب أنها تحية المسجد ) اهـ
    قال الحافظ ابن حجر : وقد تعقبت جميع ذلك مبيناً محرراً مع أني لا أدعي العصمة من الخطأ والسهو ! بل أوضحت ما ظهر لي ، فليوضح من يقف على كلامي ما ظهر له ، فما القصد إلا بيان الصواب طلباً للثواب .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    105

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    ليس صحيحا , بل الصحيح البدء بالسلام , وأما حديث المسيء صلاته فلا حجة فيه , فإنا لم نقل إن السلام واجب حتى يؤتى بحديث المسيء صلاته ...........


    تحياتي .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    88

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    الأستاذ / أفلاطون ،
    أولاً : يعجبني فيك عدم مللك من النقاش العلمي .
    ثانياً : كلامك يحتاج إلى تحرير ، فإني لم أتبينه .
    وفقك الله
    قال الحافظ ابن حجر : وقد تعقبت جميع ذلك مبيناً محرراً مع أني لا أدعي العصمة من الخطأ والسهو ! بل أوضحت ما ظهر لي ، فليوضح من يقف على كلامي ما ظهر له ، فما القصد إلا بيان الصواب طلباً للثواب .

  12. #12

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    أولا : أشكر الأخ القاموس على مروره .وفقهه .
    ثانيا : أدعو بقية الأخوة للبحث في المسألة والنظر في الأدلة بتجرد والطلب الجاد للعلم دون الحيد للأراء الخالية من العلم.
    ثالثا: لم أدخل إلا اليوم وقد كفاني القاموس الرد .
    رزقنا اللهُ جميعاً العلم النافع والعمل الصالح.

  13. #13

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    جاء في الكتاب الذي عنوانه (( كتاب الآداب )) لمؤلفه فؤاد بن عبدالعزيز الشلهوب الطبعة الأولى الصادرة عن دار القاسم للنشر في الصفحة رقم57 في الفِقرة 21 المعنونة بـ تقديم تحية المسجد على السلام على مَنْ بالمسجد ( ما نصه )
    " فالداخل للمسجد يستحب له أن يقدم تحية المسجد قبل تحية أهله ، وفي حديث المسيء في صلاته ما يدل لذلك فعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى ، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد النبي صلى الله عليه وسلم السلام فقال : ارجع فصل فإنك لم تصل ( ثلاثة )... الحديث . قال ابن القيم الجوزية : ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن الداخل إلى المسجد يبتديء بركعتين تحية المسجد،ثم يجيء فيسلم على القوم،فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله. فإن تلك حق لله تعالى ، والسلام على الخلق حق لهم، وحق الله في مثل هذا أحق بالتقديم... ثم ساق حديث المسيء في صلاته مستدلاً به على قوله ، وقال :فأنكر عليه صلاته ، ولم ينكر عليه تأخير السلام عليه صلى الله عليه وسلم إلى ما بعد الصلاة.
    قلت : هذا ينطبق على من دخل المسجد وبه جماعة جلوس ، أو حلقة علم ونحو ذلك ، فإن السنة في حقه أن يقدم تحية المسجد، ثم يأتي ويسلم عليهم. أما إن دخل المسجد وقد سبقه مصلون في الصف ، فإنه يسلم عليهم ويصلي تحية المسجد أو ما كتب له. والله أعلم." اهـ
    آمل تأمله مع تحفظي على ما جاء في آخر النقل فلا دليل له عليه فيما أعلم ، ولأمانة النقل سقته كاملا بلا نقص ، وإلا ما أذهب إليه وتعضده الأدلة ما ذهب له ابنُ القيم رحمه الله.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    105

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    الحمد لله ........

    بالنسبة للأخ عبدالعزيز فلعله يشغل نفسه عما لا يحسنه من مسائل الفقه , وأما أنت أخي القاموس فبيان ما ذكرته لك من خلال عدة أمور :
    أولا : قال صلى الله عليه وسلم (إذا لقيته فسلم ...) والفاء تدل على التعقيب . وهذا بين ولله الحمد لمن تأمله .
    ثانيا : السلام والصلاة كلها حق لله تعالى ولا فرق .
    ثالثا : إنما عُلق أداء الركعتين بإرادة الجلوس لا بمطلق دخول المصلي إلى المسجد , وهذا بين من قوله (فلا يجلس حتى يصلي..) , وهناك علق السلام بمجرد اللقيا فتأمل منصفا .
    رابعا : حديث المسئ صلاته لا دلالة فيه على المقصود , وذلك من وجوه :
    1ـ أنه لم يفقه أمر صلاته فكيف يُظن به أن يعرف ما دون ذلك من أحكام .
    2ـ لم يَرِدْ عن سلامه نفي ولا إثبات , فلا يُتعلق به أصلا . إذ من الممكن أنه سلم ولم يُنقل إلينا , وهذا له قرائن كثيرة في النصوص .
    3ـ جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في ناحية المسجد , وأن الرجل بعد أن قضى صلاته جاء فسلم عليه , وهذا يدل بفحواه على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان بطائفة من المسجد فلعل الأعرابي ظن أنه لو سلم لما سمعه , وهذا يؤكده انتقاله بعد الصلاة إلى الناحية التي كان فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام . وبالتالي أراد هذا الأعرابي أن يصلي (وقد تكون فريضة فاته أداؤها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) فأراد أن يصلي ثم يذهب فيجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم .
    4ـ نحن لم نقل أن السلام واجب حتى يعترض علينا معترض بهذا الحديث , وذلك أنه حتى لو ثبت أن الأعرابي لم يسلم أصلا لا قبل السلام ولا بعده فهو لم يفعل ما يأثم به فضلا عن كونه أخر السلام إلى أن قضى الصلاة . وهذا من جهة أخرى يجيب على ما قد يتوهمه متوهم فيقول : لو أن الأعرابي أخطأ لنبهه النبي صلى الله عليه وسلم على الخطأ .
    فنقول له : هنا أمور :
    ـــــ هو لم يفعل منكرا حتى يجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن ينبهه , فغاية الأمر الاستحباب .
    ـــــ على فرض وجوب السلام فمن أين لمدع أن يجزم بأن هذا الحديث ورد بعد نزول هذا الحكم واستقراره (أعني وجوب السلام) ..؟ ودون إثبات هذا خرط القتاد .
    ـــــ لقائل أن يقول : إنما اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بتعليمه الأمر الأهم ألا وهو ركن إسلامه أعني الصلاة , ولم يُرِدْ أن تكثر عليه الأحكام فينسي بعضها بعضا , فاقتصر على ما هو " رأس الأمر " دون ما دونه .

    خامسا : إليك بعض النصوص التي من تأملها غلب على ظنه ما حررته لك من أن داخل المسجد يبدأ أولا بالسلام , فتأمل بقلب الفقيه , واطرح التقليد :


    في مسند أحمد :
    سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ تَعَلَّمُوا كِتَابَ اللَّهِ وَاقْتَنُوهُ قَالَ وَحَسِبْتُهُ قَالَ وَتَغَنُّوا بِهِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنْ الْمَخَاضِ مِنْ الْعُقُلِ

    وعند أبي داود :
    عَنْ الْمِقْدَادِ قَالَ : أَقْبَلْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي وَقَدْ ذَهَبَتْ أَسْمَاعُنَا وَأَبْصَارُنَا مِنْ الْجَهْدِ فَجَعَلْنَا نَعْرِضُ أَنْفُسَنَا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَقْبَلُنَا فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى أَهْلِهِ فَإِذَا ثَلَاثَةُ أَعْنُزٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَلِبُوا هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنَا قَالَ فَكُنَّا نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا نَصِيبَهُ وَنَرْفَعُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصِيبَهُ قَالَ فَيَجِيءُ مِنْ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ قَالَ ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي ثُمَّ يَأْتِي شَرَابَهُ فَيَشْرَبُ فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدْ شَرِبْتُ نَصِيبِي فَقَالَ مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجُرْعَةِ فَأَتَيْتُهَا فَشَرِبْتُهَا فَلَمَّا أَنْ وَغَلَتْ فِي بَطْنِي وَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيلٌ قَالَ نَدَّمَنِي الشَّيْطَانُ فَقَالَ وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ أَشَرِبْتَ شَرَابَ مُحَمَّدٍ فَيَجِيءُ فَلَا يَجِدُهُ فَيَدْعُو عَلَيْكَ فَتَهْلِكُ فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ إِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى قَدَمَيَّ خَرَجَ رَأْسِي وَإِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى رَأْسِي خَرَجَ قَدَمَايَ وَجَعَلَ لَا يَجِيئُنِي النَّوْمُ وَأَمَّا صَاحِبَايَ فَنَامَا وَلَمْ يَصْنَعَا مَا صَنَعْتُ قَالَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى ثُمَّ أَتَى شَرَابَهُ فَكَشَفَ عَنْهُ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ فَأَهْلِكُ فَقَالَ اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي وَأَسْقِ مَنْ أَسْقَانِي قَالَ فَعَمَدْتُ إِلَى الشَّمْلَةِ فَشَدَدْتُهَا عَلَيَّ وَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ فَانْطَلَقْتُ إِلَى الْأَعْنُزِ أَيُّهَا أَسْمَنُ فَأَذْبَحُهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هِيَ حَافِلَةٌ وَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ فَعَمَدْتُ إِلَى إِنَاءٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانُوا يَطْمَعُونَ أَنْ يَحْتَلِبُوا فِيهِ قَالَ فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتَّى عَلَتْهُ رَغْوَةٌ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَشَرِبْتُمْ شَرَابَكُمْ اللَّيْلَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْرَبْ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْرَبْ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَوِيَ وَأَصَبْتُ دَعْوَتَهُ ضَحِكْتُ حَتَّى أُلْقِيتُ إِلَى الْأَرْضِ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ مِنْ أَمْرِي كَذَا وَكَذَا وَفَعَلْتُ كَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةٌ مِنْ اللَّهِ أَفَلَا كُنْتَ آذَنْتَنِي فَنُوقِظَ صَاحِبَيْنَا فَيُصِيبَانِ مِنْهَا قَالَ فَقُلْتُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُبَالِي إِذَا أَصَبْتَهَا وَأَصَبْتُهَا مَعَكَ مَنْ أَصَابَهَا مِنْ النَّاسِ
    و حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ
    وعند ابن ابي شيبة:
    عن ابن سيرين قال لما قدم عبد الله من الحبشة أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلم عليه فأومأ وأشار برأسه.


    عن مالك بن أوس بن الحدثان قال : قدم أبو ذر من الشام فدخل المسجد وفيه عثمان فقال : السلام عليكم ، فقال : وعليكم السلام ، كيف أنت يا أبا ذر ؟ قال : بخير ، كيف أنت يا عثمان ؟

    وعند عبدالرزاق :
    قال ابن عوف ، عن رجال من الانصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، أن رجلا من الانصار جاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في مجلس قريب من المقام ، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا نبي الله ! إني نذرت إن فتح الله للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين مكة لاصلين في بيت المقدس.

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : « إن ذا القرنين دخل المسجد الحرام ، فأتى إبراهيم عليه السلام ، فسلم عليه وصافحه إبراهيم عليهما السلام »

    وفي المستدرك عند الحاكم :
    عن سالم ، عن عبد الله بن عمر ، قال : كنا جلوسا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل أعرابي جهوري بدوي يماني ، على ناقة حمراء فأناخ بباب المسجد ، فدخل فسلم ثم قعد فلما قضى نحبه ، قالوا : يا رسول الله ، إن الناقة التي تحت الأعرابي سرقة ، قال : « أثم بينة ؟ » قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : « يا علي خذ حق الله من الأعرابي إن قامت عليه البينة وإن لم تقم فرده إلي » قال : فأطرق الأعرابي ساعة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « قم يا أعرابي لأمر الله وإلا فادل بحجتك » فقالت الناقة من خلف الباب : والذي بعثك بالكرامة يا رسول الله ، إن هذا ما سرقني ولا ملكني أحد سواه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « يا أعرابي بالذي أنطقها بعذرك ما الذي قلت ؟ » قال : قلت : اللهم إنك لست برب استحدثناك ولا معك إله أعانك على خلقنا ولا معك رب فنشك في ربوبيتك أنت ربنا كما نقول وفوق ما يقول القائلون أسألك أن تصلي على محمد وأن تبرئني ببراءتي ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « والذي بعثني بالكرامة يا أعرابي لقد رأيت الملائكة يبتدرون أفواه الأزقة يكتبون مقالتك فأكثر الصلاة علي » « رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات ويحيى بن عبد الله المصري هذا لست أعرفه بعدالة ، ولا جرح »

    وعند الطبراني:
    عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَلَّمَ عَلَى مَنْ عِنْدَ مِنْبَرِهِ مِنَ الْجُلُوسِ ، فَإِذَا صَعَدَ الْمِنْبَرَ تَوَجَّهَ إِلَى النَّاسِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ . لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ نَافِعٍ إِلا عِيسَى بن عَبْدِ اللَّهِ ، تَفَرَّدَ بِهِ : الْوَلِيدُ ، وَلا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ

    وفي حديث : دَخَلَ الْعَبَّاسُ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمًا الْمَسْجِدَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَنَظَرَ إِلَى الْكَرَاهِيَةِ فِي وُجُوهِهِمْ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي إِذَا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ أَرَى الْكَرَاهِيَةَ فِي وُجُوهِ النَّاسِ، فجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ النَّاسِ، لَنْ تُؤْمِنُوا، وَلَنْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ حَتَّى تُحِبُّوا عَبَّاسًا".

    وفيه من حديث بلال .....ثم انطلقت إلى المسجد وقد ذهب عامة النهار ، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في المسجد وحده فسلمت عليه ، فقال لي .....الحديث .


    وعند البيهقي:
    أن أبا بكر الصديق ، رضي الله عنه ، خرج فإذا هو بعمر رضي الله عنه جالسا في المسجد ، فعمد نحوه فوقف فسلم ، فرد عمر ، فقال له أبو بكر : ما أخرجك هذه الساعة ؟ فقال له عمر : بل أنت ما أخرجك هذه الساعة ؟ قال له أبو بكر : إني سألتك قبل أن تسألني . فقال عمر : أخرجني الجوع . فقال أبو بكر : وأنا أخرجني الذي أخرجك ، فجلسا يتحدثان ، فطلع النبي صلى الله عليه وسلم ، فعمد نحوهما حتى وقف عليهما ، فسلم ، فردا عليه السلام ، فقال ...الحديث .

    وفي حديث أبي بصير قال الراوي : ...وطلب الآخر فجمز مذعورا مستخفيا حتى دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه : « لقد رأى هذا ذعرا » فأقبل حتى استغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجاء أبو بصير يتلوه ، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال ....الحديث .


    وعند أبي يعلى :
    أن عمر بن الخطاب مر على عثمان وهو جالس في المسجد ، فسلم عليه ، ....الحديث .


    هذا ما سنح به الخاطر , ولولا السفر لحررت لك هنا ما يُثلج صدر المحب القريب . فتأمل هذا كله ثم قارنه بمن يستدل بحديث عنون له أهل العلم بـ بحديث "المسيء صلاته" . فقهني الله وإياك .


    تحياتي .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    88

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    الأستاذ / عبدالعزيز الحربي ، وفقك الله لكل خير .
    إذا كنت تذهب إلى ما ذهب إليه ابن القيم ، فكيف الجواب عن الدليل الذي أورته ، وهو فعل كعب بن مالك السابق .
    قال الحافظ ابن حجر : وقد تعقبت جميع ذلك مبيناً محرراً مع أني لا أدعي العصمة من الخطأ والسهو ! بل أوضحت ما ظهر لي ، فليوضح من يقف على كلامي ما ظهر له ، فما القصد إلا بيان الصواب طلباً للثواب .

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    88

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    الأستاذ / أفلاطون ، وفقك الله لكل خير .
    آمل منك التحلي بآداب الحوار - ولا أظنك إن شاء الله عري عنها - وسعة البال ، حتى يكون الحوار مفيداً وممتعاً .
    فإن الحوار في مسائل العلم ليس المقصود منه الوصول للصحيح فقط ، وإنما يُراد منه تلقيح الفهوم واتساع مدارك العلوم بين أهل العلم .
    أما الجواب عما أورته فأقول :
    الجواب عن الثاني : أن يقال : قد ورد في الحديث الصحيح عند مسلم قوله صلى الله عليه وسلم : ( حق المسلم على المسلم ست ... ) ومنها : ( إذا لقيته فسلم عليه ) ؟
    والجواب عن الرابع رقم 2 : أنه لا يسلم هذا ، فإن هذا احتمال ضعيف لا يبطل به الاستدلال بظاهر الحديث .
    والجواب عن الرابع رقم 3 : أن احتمال كونها فريضة فيه بعد ، وقد سبق أن نقلتُ كلام الحافظ ابن حجر وترجيحه بأنها تحية المسجد .
    أما هذه النقول ، فليتك أولاً اقتصرت على الشاهد منها ، ثم هي عمومات لا تقوي القول الذي ذهبت إليه . فضلاً عن صحتها وضعفها ؟
    وأرجو تحرير محل النزاع ، حتى تضيق الدائرة ، ولا يتشعب الأمر .
    تنبيه : قولك : ( حتى لو ثبت أن الأعرابي لم يسلم أصلا لا قبل السلام ولا بعده ) ! أظنك تقصد قبل الصلاة !
    قال الحافظ ابن حجر : وقد تعقبت جميع ذلك مبيناً محرراً مع أني لا أدعي العصمة من الخطأ والسهو ! بل أوضحت ما ظهر لي ، فليوضح من يقف على كلامي ما ظهر له ، فما القصد إلا بيان الصواب طلباً للثواب .

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    48

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    أخي القاموس لماذا جعلت من المسألة شيئاً عظيماً؟؟!!
    وجعلت الأحاديث متعارضة في هذا؟؟
    الجواب اليسير في هذا أن يقال: كلُ أتت به السنة إن سلمت قبل التحية فلا تثريب عليك لحديث كعب بن مالك, وإن سلمت بعد التحية فلا تثريب عليك لحديث المسئ صلاته, وكل ما أتى فيها صريح فهو من قبيل السنة التقريرية ليس فيها شئ مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم -فيما أعلم- وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم كلا الفعلين

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو برهومي مشاهدة المشاركة
    أخي القاموس لماذا جعلت من المسألة شيئاً عظيماً؟؟!!
    وجعلت الأحاديث متعارضة في هذا؟؟
    الجواب اليسير في هذا أن يقال: كلُ أتت به السنة إن سلمت قبل التحية فلا تثريب عليك لحديث كعب بن مالك, وإن سلمت بعد التحية فلا تثريب عليك لحديث المسئ صلاته, وكل ما أتى فيها صريح فهو من قبيل السنة التقريرية ليس فيها شئ مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم -فيما أعلم- وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم كلا الفعلين
    كلام جميل.
    وأضيف تعليقا بسيطا لعله يحرر محل النزاع حفظكم الله، فأقول:
    السلام هنا أحبتي يمكن أن يقسم إلى قسمين:
    سلام عام، يسلم به عند الدخول وخاصة لمن هو قريب من مكان دخوله.
    سلام خاص، يسلم به بعد الفراغ من صلاته، لأنه تفرغ الآن للشخص. وهذا السلام الخاص لا يخلوا من أمرين أيضا:
    الأول: أن يكون لمن هو عن يمينه أو شماله، ولو زاد شخصا واحدا من الجانبين فلا بأس.
    الثاني: أن يكون في المسجد قدوة كبير ومرجع عظيم يستحي من أن يراه هو ولا يسلم عليه.

    ويشهد للسلام العام السابق، ما رواه نافع عن ابن عمر (أنه كان إذا دخل بيتا ليس فيه أحد قال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وإذا كان في أحد قال: السلام عليكم، وإذا دخل المسجد قال: بسم الله السلام على رسول الله).
    وأيضا ما جاء في رواية حديث الأعرابي الذي بال في المسجد، حيث روي أن أعرابيا دخل المسجد ورسول الله جالس، فبايعه وصلى ركعتين.
    ولا يعقل أن يأتي يبايع رسول الله دون أن يسلم عليه وعلى من حوله.

    ويشهد للسلام الخاص السابق، حديث المسيء في صلاته، حيث صلى ثم جاء فسلم.

    والأمر واسع، في ذلك كله. وإن كان الإمام ابن القيم رحمه الله قد استنتج في ذلك رأيه، فلغيره رحمه الله رحمة واسعة ان يستنتج رأيه أيضا.
    والله سبحانه وتعالى أعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  19. #19

    افتراضي رد: مسالة : ما الأفضل لمن دخل المسجد أن يبدأ بالسلام أو التحية ؟

    بالنسبة لمسألة البدء بالسلام أم بتحية المسجد الراجح هو التفصيل التالي:
    أولا - من دخل المسجد ومر بطائفة من الناس فيه قبل أن يصل إلى المكان الذي سيصلي فيه فإنه يستحب له إلقاء السلام عليهم بما لا يزعج المصلين أو يشغلهم، ولا ينبغي أن يقتصر في السلام على من هم حول المكان الذي سيصلي فيه، بل السنة أن يعدده على كل طائفة مر بها ولم تسمع سلامه السابق.
    فلتسلمْ على من لقيته قبل صلاة تحية المسجد فإن من دخل المسجد ولقي في طريقه إلى موضع صلاته أحداً من المسلمين سلم عليه، لأن السلام من حقوق المسلم على المسلم، قال صلى الله عليه وسلم: "حق المسلم على المسلم ست" قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: "إذا لقيته فسلم عليه.
    قلت: فإلقاء السلام قبل تحية المسجد في أحوال:
    - لو مررت بأحد أو بجماعة أو دخلت وسطهم.
    - لو لقيت أحدا أو جماعة.
    - لو كان المسجد ضيقا وستمر عليهم أو تلاقيهم.
    - وذلك ما لم يحدث تشويش كأن يكونوا في درس أو انهماك بذكر ونحو ذلك فلابد من الحكمة وتقدير المصالح والمفاسد في ذلك.


    وتفصيل الأدلة كما يلي -مع ملاحظة أني استفدت من الأحاديث التي ذكرها الإخوة في الألوكة لاسيما الأخ العضو أفلاطون- مع الإضافة:
    1 - لحديث: للمسلم على المسلم خمس إذا لقيته فسلم عليه
    أولا: قال صلى الله عليه وسلم (إذا لقيته فسلم ... ) والفاء تدل على التعقيب. وهذا بين ولله الحمد لمن تأمله.
    وإنما عُلق أداء الركعتين بإرادة الجلوس لا بمطلق دخول المصلي إلى المسجد , وهذا بين من قوله (فلا يجلس حتى يصلي .. ) , وهناك علق السلام بمجرد اللقيا فتأمل منصفا.
    2 - إن النبي صلى الله عليه وسلم ربط السلام بالدخول على أي مجلس من المجالس، سواء كان المجلس في المسجد أو غيره؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة". [أخرجه: أحمد (2/ 230 و 287)، أبو داود (5/ 386/5208)، الترمذي (5/ 60/2706) وقال: "هذا حديث حسن"، وصححه ابن حبان (2/ 247/494 - الإحسان)]. فالسلام لا يتعارض مع تحية المسجد، فعلى الداخل أن يسلم على كل أحد.
    3 - أن تحية السلام تفوت في الانشغال بأي شيء. أما تحية المسجد فلا تفوت إلا بالجلوس.
    وتحية المسجد لا تعارض إلقاء السلام لأنك ستسلم قائما.
    4 - حديث كعب بن مالك في قصة تخلفه عن غزوة تبوك وفيه قال: (وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا؟ ثم أصلي قريباً منه). متفق عليه
    5 - في مسند أحمد: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ تَعَلَّمُوا كِتَابَ اللَّهِ وَاقْتَنُوهُ قَالَ وَحَسِبْتُهُ قَالَ وَتَغَنُّوا بِهِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنْ الْمَخَاضِ مِنْ الْعُقُلِ
    قلت: وصححه الأرناؤوط
    6 - وفي العتيق ص: 5175، بترقيم الشاملة آليا:
    - ابن أبي شيبة [26195] حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن موسى بن عبيدة عن عمران بن أبي أنس عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: قدم أبو ذر من الشام فدخل المسجد وفيه عثمان فقال: السلام عليكم، فقال: وعليكم السلام، كيف أنت يا أبا ذر؟ قال: بخير، كيف أنت يا عثمان؟ قال: بخير اهـ لا بأس به.
    7 - وعند أحمد في المسند:
    قال ابن عوف، عن رجال من الانصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن رجلا من الانصار جاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في مجلس قريب من المقام، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله! إني نذرت إن فتح الله للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين مكة لاصلين في بيت المقدس.
    قلت: حسنه ألأرناؤوط لغيره في المسند.
    8 - وفي حديث بلال في سنن أبي داود:
    فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي الْمَسْجِدِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «مَا فَعَلَ مَا قِبَلَكَ؟»
    قلت: وصححه الألباني.
    9 - وعند أبي يعلى:
    أن عمر بن الخطاب مر على عثمان وهو جالس في المسجد، فسلم عليه، .... الحديث.
    قلت: ضعفه حسين أسد وأحمد شاكر بالانقطاع لكن حسنه دهيش محقق المختارة ورد على أحمد شاكر.
    10 - حديث الموطأ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَالنَّاسُ مَعَهُ، إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَهَبَ وَاحِدٌ، فَلَمَّا وَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَّمَا، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا، وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا ...
    وصححه الألباني كما في المسند الموضوعي.


    ويوجد أحاديث أخرى مذكورة في الألوكة ولا أدري صحة عزوها ولا صحة متنها لكن يستأنس بها:
    11 - ما جاء في رواية حديث الأعرابي الذي بال في المسجد، حيث روي أن أعرابيا دخل المسجد ورسول الله جالس، فبايعه وصلى ركعتين.
    ولا يعقل أن يأتي يبايع رسول الله دون أن يسلم عليه وعلى من حوله.
    12 - وفي حديث أبي بصير قال الراوي: ... وطلب الآخر فجمز مذعورا مستخفيا حتى دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه: «لقد رأى هذا ذعرا» فأقبل حتى استغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء أبو بصير يتلوه، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال .... الحديث.
    13 - وعند البيهقي:
    أن أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، خرج فإذا هو بعمر رضي الله عنه جالسا في المسجد، فعمد نحوه فوقف فسلم، فرد عمر، فقال له أبو بكر: ما أخرجك هذه الساعة؟ فقال له عمر: بل أنت ما أخرجك هذه الساعة؟ قال له أبو بكر: إني سألتك قبل أن تسألني. فقال عمر: أخرجني الجوع. فقال أبو بكر: وأنا أخرجني الذي أخرجك، فجلسا يتحدثان، فطلع النبي صلى الله عليه وسلم، فعمد نحوهما حتى وقف عليهما، فسلم، فردا عليه السلام، فقال ... الحديث.


    ثانيا - وأما إذا كان الناس في مكان في المسجد ودخله ولم يمر بهم ولم يلق أحدا عند دخوله وتوجه إلى سارية أو إلى الصف الأول ليصلي فيه، فإنه يقدم صلاة تحية المسجد ثم الذهاب إليهم والسلام عليهم.
    1 - لما رواه الجماعة عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس".
    2 - ولحديث المسيء صلاته يبدأ بتحية المسجد قبل الصلاة لمن لم يمر بالناس قبل المكان الذي سيصلي فيه.
    3 - تحية المسجد حَقُّ اللَّهِ تَعَالَى، وَالسَّلَامُ عَلَى الْخَلْقِ هُوَ حَقٌّ لَهُمْ وَحَقُّ اللَّهِ فِي مِثْلِ هَذَا أَحَقُّ بِالتَّقْدِيمِ بِخِلَافِ الْحُقُوقِ الْمَالِيَّةِ، فَإِنَّ فِيهَا نِزَاعًا مَعْرُوفًا، وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا حَاجَةُ الْآدَمِيِّ وَعَدَمُ اتِّسَاعِ الْحَقِّ الْمَالِيِّ لِأَدَاءِ الْحَقَّيْنِ، بِخِلَافِ السَّلَامِ. (انتهى كلام ابن القيم في زاد المعاد).


    قلت: إذن الخلاصة: إن واجهك أخاك أو إخوانك أو مررت بهم أو دخلت وسطهم فابدأهم بالسلام ما لم يكن هناك تشويش وإن لم تمر بأحد أو لم تلق أحدا فابدأ بتحية المسجد لكن لا تتقصد أن تبدأ الناس بالسلام قبل تحية المسجد، فإنه الأقرب للسنة، والله أعلم.


    وممن اختار البدء بالسلام في الجملة:
    1 - الألباني إلا في ظروف معينة كما سيأتي.
    2 - ابن باز.
    3 - عطية صقر.
    4 - عادل سعد.
    5 - الشبكة الإسلامية على التفصيل الذي سبق أنه إذا مر بأحد أو لقيه فإنه يسلم قبل تحية المسجد وإن لم يمر به أو لم يلقه فالسنة البدء بالتحية وهو الأصل عندهم.
    6 - مشهور حسن سلمان على تفصيل وهو أنه السنة البدء بتحية المسجد إلا لو واجهك فتسلم عليه لكن لا تتقصد البدء بالسلام قبل تحية المسجد.


    وهناك من يرى أن الأفضل البدء بتحية المسجد ومنهم:
    1 - ظاهر قول ابن تيمية حيث قال في الإخنائية: ( ... قال فيه: فاذا دخل الداخل المسجد فهل يبدأ بحقوق المسجد أو بحقوق المصطفى وهو التأدب بآداب الزيارة اختلف العلماء في ذلك فمن قائل يقول يبدأ بحقوق المسجد أولا لأنه أول البقعة يلاقيها قبل لقاء المصطفى فيقيم آداب المسجد بصلاة ركعتين قبل الزيارة قالوا ولا يزيد بزيارته ميتا على زيارته حيا وقد كانت صحابته إذا دخلوا للقائه في المسجد يبدأون بتحية المسجد قبل لقائه بأمر منه واقتدار منهم
    وقال آخرون دخول المسجد إنما كان لزيارة المصطفى فالقصد زيارته والثاني حقوق المسجد فيبدأ بحقوقه قبل حقوق المسجد والصحيح الأول).
    2 - ابن القيم وهو من أشهر هذا القول وتابعه عليه كثير من طلبة العلم.
    3 - المختار الشنقيطي في شرح زاد المستقنع.
    4 - عطية سالم.
    5 - حسام عفانة.
    6 - الشبكة إذا لم يمر بأحد أو لم يلق أحدا أو كان هناك تشويش وإزعاج واستدلوا بكلام ابن القيم. فالأصل عندهم البدء بالتحية إلا عند المرور بأحد أو ملاقاته.
    7 - مشهور إذا لم يواجهك أحد وإلا فالأصل أن السنة البدء بتحية المسجد واستدل بكلام ابن القيم.


    وفيما يلي نقول عما سبق -ومعذرة على عدم ترتيب المصادر حسب الوفيات أو حسب المنزلة العلمية-:
    زاد المعاد في هدي خير العباد (2/ 377)
    وَمِنْ هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الدَّاخِلَ إِلَى الْمَسْجِدِ يَبْتَدِئُ بِرَكْعَتَيْنِ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ يَجِيءُ فَيُسَلِّمُ عَلَى الْقَوْمِ فَتَكُونُ تَحِيَّةُ الْمَسْجِدِ قَبْلَ تَحِيَّةِ أَهْلِهِ، فَإِنَّ تِلْكَ حَقُّ اللَّهِ تَعَالَى، وَالسَّلَامُ عَلَى الْخَلْقِ هُوَ حَقٌّ لَهُمْ وَحَقُّ اللَّهِ فِي مِثْلِ هَذَا أَحَقُّ بِالتَّقْدِيمِ بِخِلَافِ الْحُقُوقِ الْمَالِيَّةِ، فَإِنَّ فِيهَا نِزَاعًا مَعْرُوفًا، وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا حَاجَةُ الْآدَمِيِّ


    وَعَدَمُ اتِّسَاعِ الْحَقِّ الْمَالِيِّ لِأَدَاءِ الْحَقَّيْنِ، بِخِلَافِ السَّلَامِ.
    وَكَانَتْ عَادَةُ الْقَوْمِ مَعَهُ هَكَذَا، يَدْخُلُ أَحَدُهُمُ الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَجِيءُ فَيُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِهَذَا جَاءَ فِي حَدِيثِ رفاعة بن رافع «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمًا، قَالَ رفاعة: وَنَحْنُ مَعَهُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ كَالْبَدَوِيِّ، فَصَلَّى، فَأَخَفَّ صَلَاتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَعَلَيْكَ فَارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»). . . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ، وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ تَأْخِيرَ السَّلَامِ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَا بَعْدَ الصَّلَاةِ.
    وَعَلَى هَذَا: فَيُسَنُّ لِدَاخِلِ الْمَسْجِدِ إِذَا كَانَ فِيهِ جَمَاعَةٌ ثَلَاثُ تَحِيَّاتٍ مُتَرَتِّبَةٍ: أَنْ يَقُولَ عِنْدَ دُخُولِهِ: بِسْمِ اللَّهِ وَالصَّلَاةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ. ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ. ثُمَّ يُسَلِّمُ عَلَى الْقَوْمِ.


    الرد على الأخنائي (ص: 75)
    يذهب إلى هناك إنما يصل إلى مسجده ويشرع له الصلاة في مسجده بالاتفاق وكل من ذكر زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ذكروا أنه يبدأ بالصلاة في مسجده ثم بعد ذلك يسلم عليه وهذا هو المنصوص عن الأئمة كمالك وأحمد وغيرهما ففي العتبية عن مالك قال يبدأ بالركوع قبل السلام في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم .........
    وما علمت نزاعا في أنه يصلي في المسجد أولا إلا ما رأيته في مناسك لأبي القاسم ابن حباب السعدي في آداب الإحرام والمجاورة والزيارة قال فيه فاذا دخل الداخل المسجد فهل يبدأ بحقوق المسجد أو بحقوق المصطفى وهو التأدب بآداب الزيارة اختلف العلماء في ذلك فمن قائل يقول يبدأ بحقوق المسجد أولا لأنه أول البقعة يلاقيها قبل لقاء المصطفى فيقيم آداب المسجد بصلاة ركعتين قبل الزيارة قالوا ولا يزيد بزيارته ميتا على زيارته حيا وقد كانت صحابته إذا دخلوا للقائه في المسجد يبدأون بتحية المسجد قبل لقائه بأمر منه واقتدار منهم
    وقال آخرون دخول المسجد إنما كان لزيارة المصطفى فالقصد زيارته والثاني حقوق المسجد فيبدأ بحقوقه قبل حقوق المسجد والصحيح الأول قلت هذا القول لم يقله عالم معروف يحكيى قوله إنما قاله بعض من لا يعرف شريعة الاسلام ولهذا علله بقوله دخول المسجد إنما كان لزيارة المصطفى فان هذا التعليل يدل على جهله بسنته صلى الله عليه وسلم المتواترة التي أجمع المسلمون عليها وهو أن المسجد شرع دخوله للصلاة فيه وإن لم يكن هناك قبره كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه والرحال تشد اليه كما قال لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا




    فتح الباري لابن حجر (1/ 156)
    قوله ثلاثة نفر النفر بالتحريك للرجال من ثلاثة إلى عشرة والمعنى ثلاثة هم نفر والنفر اسم جمع ولهذا وقع مميزا للجمع كقوله تعالى تسعة رهط قوله فأقبل اثنان بعد قوله أقبل ثلاثة هما إقبالان كأنهم أقبلوا أو لا من الطريق فدخلوا المسجد مارين كما في حديث أنس فإذا ثلاثة نفر يمرون فلما رأوا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم أقبل إليه اثنان منهم واستمر الثالث ذاهبا قوله فوقفا زاد أكثر رواة الموطأ فلما وقفا


    سلما وكذا عند الترمذي والنسائي ولم يذكر المصنف هنا ولا في الصلاة السلام وكذا لم يقع في رواية مسلم ويستفاد منه أن الداخل يبدأ بالسلام وأن القائم يسلم على القاعد وإنما لم يذكر رد السلام عليهما اكتفاء بشهرته أو يستفاد منه أن المستغرق في العبادة يسقط عنه الرد وسيأتي البحث فيه في كتاب الاستئذان ولم يذكر أنهما صليا تحية المسجد إما لكون ذلك كان قبل أن تشرع أو كانا على غير وضوء أو وقع فلم ينقل للاهتمام بغير ذلك من القصة أو كان في غير وقت تنفل قاله القاضي عياض بناء على مذهبه في أنها لا تصلى في الأوقات المكروهة


    تفريغ «أشرطة متفرقة» للشيخ الألباني (214/ 6)
    «إذا دخل الرجل المسجد هل يبدأ بالسلام أو بتحية المسجد؟ مع بعض المداخلات.»
    السائل: ... .
    الشيخ: ما يستفاد بارك الله فيك استفادة مطلقة بل لابد من التفصيل لأن المبدأ في السلام كما هو مذكور في حديث (للمسلم على المسلم خمس إذا لقيته فسلم عليه ... ) فإذا دخل الداخل المسجد إما أن نتصور أنه تحقق اللقاء بينه وبين أحد الجالسين على الأقل أو أن نتصور أنه لم يلق أحد يعني نأخذ صورتين متباينتين تماما دخل المسجد فلقي أحدا دخل المسجد لم يلق أحدا ففي الصورة الأولى يبادره بالسلام تحقيقا لمبدأ الحقوق هذه (للمسلم على المسلم خمس إذا لقيته فسلم عليه ... ) في الصورة أولى ما فيه لقاء ما فيه سلام بعد هذا نقول دخل الداخل للمسجد وفي زاوية مثلا اليمنى أو اليسرى شخص وهو بعيد عنه بحيث أنه لا يظهر معنى أنه أنه لقيه طبعا يبدأ بالصلاة سواء كان تحية أو كان فرض فإذا ذهب إليه تحقق حين ذاك أنه لقيه فيسلم عليه فحديث المسيء صلاته ليس فيه أنه لقي الرسول عليه السلام وعلى الرغم من ذلك بدأ بالصلاة ولا أقول التحية لأنه ليس في الحديث أنه بدأ بالتحية أي نعم لكن المهم أنه ليس في الحديث أنه لقي الرسول عليه السلام ومع ذلك بدأ بالصلاة ثم سلم عليه بل على العكس من ذلك في الحديث ... أن اللقاء لم يتحقق لأن الحديث يقول أنه بعد أن صلى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقوله أتى النبي كما لو قلنا لقي النبي فحينما لقيه عليه الصلاة والسلام بادره بالسلام فلذلك نستطيع أن نجمع بين قاعدة إذا لقيته فسلم عليه وبين حادثة المسيء صلاته بأن نفصل فنقول إن كان حين دخل المسجد لقي أحدا لابد أن يبادره بالسلام وإذا لم يلق لكن هناك بعيد عن مكان صلاته إنسان فذهب إليه فسلم عليه فيكون جمع بين الحديثين تماما أما أن نقول (للمسلم على المسلم خمس إذا لقيته فسلم عليه) إلا في المسجد فبدأ بالتحية ثم سلم عليه لا يصلح أبدا حديث المسيء في تخصيص ذلك المبدأ العام لمثل هذه الحادثة التي ... ذلك الوضوح الذي يصح أن يسلط على النص العام فيخصّصه بما عدا هذه الصورة ... .
    السائل: ... .
    الشيخ: بلا شك ولذلك قلنا في الحديث ثم أتى النبي إذن الرسول موجود.
    السائل: ... يسلم على ... أو على القاعدين في المسجد ... أو أمامه ... يسلم عليه لكن هل يشرع أن يسلم إنسان على ... .
    الشيخ: دون لقاء؟ دون لقاء؟
    السائل: ... .
    الشيخ: على كل حال يعني أنا أريد أن أفرق وسؤالك يوحي طبعا بهذا أريد أن أفرق أن الصلاة ... حين يدخل للمسجد ليس للمسجد وإنما هو لما يلقاهم من المصلين يعين مثلا أنا دخلت ووجدت واحداجالسا يقرأ فأنا لقيته فأسلم عليه أو دخلت والناس في الصلاة فوقفت فلقيت فقلت السلام عليكم لكن دخل وهناك في قبلة المسجد بعض الناس وأنا في مؤخرة المسجد فقلت السلام عليكم هذا لا يصلح في السنة فإذا السلام ... السلام للقاء لا للمسجد هذا هو القول الفصل في الموضوع , المسيء صلاته لما أتى الرسول ولقيه سلم عليه هو ما سلم حين دخل المسجد ولا هذا معروف في السنة إطلاقا.
    السائل: ... سلّم على الرسول في مسجد المدينة ... .
    الشيخ: لا , ما فيه نصوص لكن هذا يعني ... لا يمكن طرح مثل هذا لأنه سنجد حوادث تدل على التريث في مكان الحادثة ولم يقع ذلك في حادثة أخرى قد يختلف فيها الوضع بعض الاختلاف لكن ما دام ليس هناك مانع من اختلاف الصورتين إحداهما على الأخرى ... شكليا وما دام أن المشروع هناك في الحادثة الأولى مثلا هي داخلة تحت القاعدة الشرعية مثلا التي هي هنا فيما يتعلق بالسلام قوله الصلاة والسلام في غير ما حديث صحيح (أفشوا السلام) ما دام أن أفشوا السلام بينكم شمل المصلي في ... مسجد قباء ... التالي فيما عزوته لمسلم والإمام أحمد فلماذا لا يشمل المصلي في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام والمبدأ ماشي (أفشوا السلام بينكم) فإفشاء السلام يعني كما تعلم حتى لو فصل بينهم ... فدخلنا المسجد لماذا لا نسلم للقاء لا للمسجد وهذه ... .
    السائل: ... .
    الشيخ: هو إذا نحن طبقنا السنة أولا ... السنة كما قلنا قبل ما ... بالنسبة للقيام للداخل فأنا قلت كلمة طويلة خلاصتها أن هذا القيام كان يكرهه عليه الصلاة والسلام وكان أصحابه لا يقومون له لذلك لأنه ليس وسيلة إكرام في السنة فنحن على الأقل نفعل هذا الشيء بعضنا مع بعض استطعنا أن نوسّع الدائرة شوية يكون خير لكن مع الناس الذين لا يعرفون هذه السنة أو لا يتعرفون عليها لو عرفوها فحينئذ نقول أو لسان حالنا على الأقل يقول لا حول ولا قوة إلا بالله هذا قلت آنفا مع بسط وتفصيل فالآن بالنسبة للسلام إذا دخلنا مسجد لأهل السنة وهم قد تفقهوا بأنه السلام على المصلي سنة هذا أولا , ثانيا ما نرفع صوتنا كما لو كنا في العراء أو في الصحراء أو في الدار أو في أي مكان وإنما بقدر ما نحقق هذه الشعيرة الإسلامية (فأفشوا السلام بينكم) فأنا إذا وقفت بجانب أبي خالد وهو آخر رجل في الصف فقلت السلام عليكم فيسمعني هو والثاني والثالث وانتهى الأمر أقول هذا إذا كنا في مسجد لأهل السنة أو في مكان فيه أهل السنة وهم يصلون ما فيه أي مانع من هذا أما لو نكون في مسجد له صبغة ثانية فهنا يأتي مجال الحكمة في الدعوة الحكمة في الدعوة ما تحملنا على أن نغير رأينا وعقيدتنا في المسألة نبقى نحن محتفظين بالمسألة ولو أننا لم نتمكن من تطبيقها لظروف وعوارض تعرض للإنسان فأنا مثلا شخصيا ما أبرّئ نفسي فقد أقوم لبعض الناس لكن هذا لا ينسيني أنه خلاف السنة فحيث استطعت تطبيقها طبقتها وحيث ... عذر تركتها وليكن السلام من هذا القبيل يعني ... .
    السائل: ... أم تؤخذ على إطلاقها؟
    الشيخ: ... دائما تؤخذ على إطلاقها فيما يكون هناك تعارض إلا في سؤال طبعا ... مستثناة مثلا لو ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك الأمر المخالف لقوله أمام الناس ... أنه فعله بعد قوله فيكون والحالة هذه القاعدة لا تطبق وإنما يفسر النص القولي على ضوء التطبيق الفعلي , هذا إذا كان الفعل بعد القول زائد الفعل بعد القول مع وجود الناس واضح هذا؟ هذا قيد للقاعدة وهذا لا يلزم ... يسلم عليه في مثل هذه الصورة يعني مثلا هناك حديث صحيح أنه رؤي عليه الصلاة والسلام وهو يقضي حاجته مستدبر القبلة فذهب بعض العلماء إلى جواز استدبار القبلة عند قضاء الحاجة في البنيان لأن الرسول عليه السلام فعل ذلك لكن هذا كما ترى المفروض أنه هو يقضي حاجته وما أحد يشوفه ففلت بصر أحدهم ورآه فمثل هذه الحالة لا يجوز أبدا ونأتي إلى قوله عليه السلام كقاعدة عامة (إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول أو غائط) ... إلا في البنيان لأننا لا نعرف هذه الحادثة أولا , و ثانيا هذه الحادثة وقعت ما أحد شايفه صدفة هذا الرجل شافه واللي شافه فعلا هو عبد الله بن عمر ذكر أنه صعد على سطح بيت حفصة اللي هي زوجة الرسول عليه السلام لأمر ما فشرد بصره وراح ... هذا لا يتصور أن الرسول جالس في هذه الوضعية من أجل الناس يشوفوه و ... حكم شرعي وأنه يجوز استقبال أو استدبار القبلة ... فلذلك هذه القاعدة ... باب خاص كما وصفت آنفا يمكن يشرح الموضوع شرحا ثانيا كأن يقال مثلا إذا كان نهى عن شيء ثم فعله ذلك وعلى مشهد من الناس ولعلكم شعرتم ماذا أقصد على مشهد من الناس ... لما يشوفون الرسول عليه السلام يفعل هذا الفعل يفهمون جوازه هذا بلا شك وبخلاف أنه فعله في فراغ في خلوته فحينئذ يقال هذا الفعل إذا كان يعراض نهيا يحمل النهي على التنزيه , إن كان المخالف أمرا يحمل الأمر على الاستحباب وليس على الوجوب لكن هذه الأشياء ينبغي ملاحظتها أما القاعدة فهو القول يقدم على الفعل ... .
    السائل: ... .


    تفريغ «أشرطة متفرقة» للشيخ الألباني (274/ 12)
    «من دخل المسجد هل يسلم أولا أم يصلي تحية المسجد؟»
    الشيخ: تفضل.
    السائل: بالنسبة للمسجد دخلت للمسجد ترد السلام أم تحية المسجد قبل؟
    الشيخ: تلقي السلام تعني مو ترد السلام.
    السائل: تلقي السلام.
    الشيخ: أيوة.
    السائل: السؤال الثاني دخلت المسجد ووجدت جماعة ثانية أصلي معهم أم تنفرد؟
    الشيخ: تقضي إيه جود علينا, السؤال الأول يختلف باختلاف وضعك حينما دخلت المسجد فإذا لقيت بعض المصلين في المسجد الواجب أن تبادرهم بالسلام ثم تصلي التحية, أما إن كانوا هن في زاوية من المسجد وأنت في طرف أخر فتصلي تحية المسجد قبل كل شيء فإن لقيت بعد ذلك أحدا أو لقيك سلّمت أو سلّم عليك, هذا جواب السؤال الأول.


    تفريغ «أشرطة متفرقة» للشيخ الألباني (274/ 20)
    «ما هو الدليل على تقديم السلام على أهل المسجد على تحية المسجد؟»
    السائل: الدليل بالنسبة لجواب المسألتين للأخ بالنسبة لقول الشخص يقول في المجلس طرح السلام السؤال الثاني رد السلام هي بالنسبة للجماعة إذا ما ... يعني شو الدليل على الثنتين؟
    الشيخ: أما الدليل على المسألة الأولى (حق المسلم على المسلم خمس إذا لقيته فسلم عليه) يعني هلا راح اضرب لك مثال هب أنا الأن دخلت المسجد هاي بقى ... بتركه وبدخل بوقف أصلي التحية وإلا بسلم عليه.
    السائل: لا أسلم عليه.
    الشيخ: هاي واحدة, الصورة الثانية المسجد طبعا بيبأى واسع هو بجانب وأنا بجانب هوني ما تحقّق اللقاء (إذا لقيته فسلّم عليه) أما لو لقيته فلا بد ما تسلّم إيش ... تسلّم عليه مثل ها الصورة هلاّ, لقيته وجب عليك تسلّم عليه, أما بعض الناس ومنهم بن القيم ... لكن هذه ما أدري من قالها أنك تدخل المسجد تبدأ بالتحية بعدين تسلّم هاي غير صحيحة أبدا لسببين اثنين مو صحيح أولا أنها تُنافي حديث إذا لقيته فسلّم عليه, فإذا أنت لقيت أخوك ما سلّمت عليه, خالفت الحديث صراحة, ثانيا ما عندنا نص بيؤمرنا حتى لو ما في ها الحديث هذا (إذا لقيته فسلّم عليه) لكن إفشاء السلام وارد هذا, إلقاء السلام مشروع.
    فما في عنا نص إنه ما بيجوز تبادره بالسلام لحتى أبدأ بتحية المسجد, ما في عندنا نص إطلاقا, فكيف وعندنا ها النص هذا (إذا لقيته فسلّم عليه) هاي الصورة الأولى, الصورة الأخرى دخلنا مسجد وراح نتصوّره مسجد كبير وكبير جدا, هذا مسجد بني أمية وعندكم مسجد الحسيني دخلت أنا مرة مرتين, ... كبير واسع يعني ممتد هيك من الشرق إلى الغرب, فدخلت أنت من الباب اللي من ناحية الشرق وصاحبك هنا في غرب المسجد, بدك تسلّم عليه لتقول سلام عليكم بتسمعه لحتى يسمع لا هنا تباشر بالتحية لأنه ماورد عليك (إذا ما لقيته فسلّم عليه) واضح؟ أه؟ كويس؟ طيب بقيت إيش؟ المسألة الثانية.


    فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (11/ 344)
    س: إذا دخل الإنسان المسجد هل يسلم (1)؟
    ج: يسلم على من في المسجد، فإذا كان فيه أحد يسلم عليه قبل أن يشرع في الصلاة، يسلم ثم يشرع في تحية المسجد أو في الراتبة، كما في الظهر والفجر، فراتبتها قبلها وبعدها، والفجر راتبتها قبلها، فهو يبدأ بالسلام ثم يشرع في الصلاة أو في الفريضة. ولو كان من في المسجد مشغولين فيسلم عليهم، وإن كانوا يقرؤون، فالذي يقرأ يمسك عن القراءة، ويقول: وعليكم السلام. ثم يعود للقراءة.
    __________
    (1) السؤال الحادي عشر من الشريط رقم (304).


    وفي أرشيف منتدى الألوكة:
    هل يجوز السلام على الجالسين في المسجد قبل تحية المسجد؟


    ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر] •---------------------------------• [11 - Jul-2010, مساء 10:50]ـ
    السؤال: هل يجوز السلام على الجالسين في المسجد قبل تحية المسجد؟


    جواب فضيلة الشيخ: نعم إذا دخل و أتى الصف يقول: السلام عليكم قبل أن يبدأ بالصلاة , السلام عليكم على الحاضرين و لو كان يصلي و المصلي يرد بالإشارة , يشير بيده كالمصافح , يرد بالإشارة كما فعله النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ , ثم يكبر بتحية المسجد , يصلي تحية المسجد.


    منقول من موقع فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ


    فتاوى الشبكة الإسلامية (9/ 1045، بترقيم الشاملة آليا)
    مسائل في إلقاء السلام في المسجد


    [السُّؤَالُ]
    ـ[أصلي في مسجد قريب من المنزل.


    يوجد بعض المصلين ممن يلقون التحية على بعضهم البعض من قول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع العلم بأنه يلقي السلام عندما يصل إلى المكان الذي سوف يصلي فيه في المسجد. فإذا كان واجب إلقاء التحية في المسجد فيجوز له التحية على كل المصلين من أول المسجد إلى أن يصل إلى موضع صلاته. ومنهم من يقرأ القرآن بصوت مرتفع.


    السؤال الأول: ما هو حكم السلام عند دخول المسجد وهل أمرنا الله عز وجل به؟


    السؤال الثاني: هل ارتفاع صوت المصلين في المسجد من علامات الساعة؟


    أفيدوني جزاكم الله خيرا ووفقنا الله جميعا لما فيه الخير للأمة الإسلامية.]ـ


    [الفَتْوَى]
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:


    فمن دخل المسجد ومر بطائفة من الناس فيه قبل أن يصل إلى المكان الذي سيصلي فيه فإنه يستحب له إلقاء السلام عليهم بما لا يزعج المصلين أو يشغلهم، ولا ينبغي أن يقتصر في السلام على من هم حول المكان الذي سيصلي فيه، بل السنة أن يعدده على كل طائفة مر بها ولم تسمع سلامه السابق؛ إلا إذا كان المسجد واسعا كمسجد مكة والمدينة وغيرهما من المساجد الكبيرة وهو مليء بالناس وهم متصلون ببعضهم فإنه يكتفي بالسلام عند الدخول وعند موضع صلاته؛ لما في تكراره من العسر والمشقة والتشويش بفعل ذلك من كل داخل.


    وأما إذا كان الناس في مكان في المسجد ودخله ولم يمر بهم عند دخوله فإنه يبدأ بتحية المسجد ثم الذهاب إليهم والسلام عليهم. ففي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، وقال: ارجع فصل فإنك لم تصل ... فهذا الحديث يدل على أنه يبدأ بتحية المسجد قبل الصلاة لمن لم يمر بالناس قبل المكان الذي سيصلي فيه، واستدل به بعض أهل العلم على البدء بتحية المسجد مطلقا، ذكر هذا الاستدلال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد.


    والله أعلم.


    [تَارِيخُ الْفَتْوَى]
    09 صفر 1428


    فتاوى الشبكة الإسلامية (9/ 1006، بترقيم الشاملة آليا)
    حكم السلام عند دخول المسجد أثناء الصلاة


    [السُّؤَالُ]
    ـ[ما حكم إلقاء السلام جهرا عند الدخول إلى المسجد أثناء الصلاة؟]ـ


    [الفَتْوَى]
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:


    فالسنة لمن دخل المسجد والناس في صلاة الجماعة أن يدخل معهم ولا يسلم على أحد ...


    وإن كنت تقصد دخول المسجد في غير وقت صلاة الجماعة فالسنة أيضا أن يبدأ الداخل بتحية المسجد ثم يسلم على من أراد السلام عليه من مصل وغيره لحديث المسيء فإنه حين دخل المسجد بدأ بالصلاة ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، فإذا أراد السلام على أحد فإنه يرفع صوته بحيث يسمع من يسلم عليه دون مبالغة في رفع الصوت تفضي إلى التشويس والأذية، وقد دلت السنة الصحيحة على أن السلام على المصلي مشروع، وعلى أن المصلي يرد بالإشارة، ولا ينافي ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن في الصلاة لشغلا. متفق عليه.


    فإن هذا الحديث عام والقاعدة أن العام يحمل على الخاص مطلقا، وإذا جاز السلام على المصلي فالسلام على غيره بحضرته أولى بالجواز وعدم الإنكار.


    والله أعلم.


    [تَارِيخُ الْفَتْوَى]
    13 صفر 1430


    فتاوى الشبكة الإسلامية (11/ 8386، بترقيم الشاملة آليا)
    حكم إلقاء السلام في المسجد


    [السُّؤَالُ]
    ـ[هل صحيح أن إفشاء السلام عند دخول المسجد لا يجوز، لما ينتج عنه من تشويش وفقدان تركيز المتواجدين هناك؟.
    جزاكم الله خيراً.]ـ


    [الفَتْوَى]
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:


    فمن دخل المسجد وفيه أناس مسلمون، فلا حرج أن يسلم عليهم بقدر ما يسمعهم، ولا يعد هذا تشويشاً منهياً عنه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رد السلام على من سلم عليه وهو في المسجد، كما ثبت في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام وقال أرجع فصل فإنك لم تصل ... " الحديث.
    فدل ذلك على جواز السلام على من في المسجد، ولكن السنة كما هو واضح في الحديث أن يبدأ بتحية المسجد فيصلي ركعتين ثم يسلم على من في المسجد.
    والله أعلم.


    [تَارِيخُ الْفَتْوَى]
    22 رمضان 1422


    فتاوى الشبكة الإسلامية (11/ 9155، بترقيم الشاملة آليا)
    تحية المسجد مقدمة على تحية الحاضرين


    [السُّؤَالُ]
    ـ[دخلت إلى المسجد من أجل الصلاة فوجدت فيه بعض المصلين الجالسين انتظارا لإقامة الصلاة فقلت لهم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد علي بعضهم، واعترض أحد الجالسين بأن هذا العمل لا يجوز إنما الواجب الدخول في الصلاة " تحية المسجد " لأنها تحية رب العالمين، والسلام حق للمخلوق، وحق الله مقدم على حق المخلوق 0 فنرجو الإفادة مع ذكر الدليل ومن القائل به من المذاهب الأربعة؟ وجزاكم الله خيرا كثيرا]ـ


    [الفَتْوَى]
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:


    فليعلم الأخ الكريم أن الأمر في البدء بتحية المسجد قبل السلام على من في المسجد، أو العكس لا يصل إلى درجة ما ذكره المعترض، لعدم وجود نص صريح من الشارع في ذلك.
    والأولى أن يبدأ الداخل بتحية المسجد، ثم السلام على الحاضرين، وللإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - كلام في ذلك جميل، وإليك نصه من كتابه (زاد المعاد) قال:
    (ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن الداخل إلى المجسد يبتدئ بركعتين تحية المسجد، ثم يجيء فيسلم على القوم، فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله، فإن تلك حق الله تعالى، والسلام على الخلق هو حق لهم، وحق الله في مثل هذا أحق بالتقديم، بخلاف الحقوق المالية، فإن فيها نزاعاً معروفاً، والفرق بينهما حاجة الآدمي، وعدم اتساع الحق المالي لأداء الحقين، بخلاف السلام.
    وكانت عادة القوم معه هكذا، يدخل أحدهم المسجد، فيصلي ركعتين، ثم يجيء، فيسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا جاء في حديث رفاعة بن رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد يوماً قال رفاعة: ونحن معه، إذ جاء رجل كالبدوي فصلى، فأخف صلاته، ثم انصرف، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وعليك فارجع، فصل، فإنك لم تصل ... ". وذكر الحديث فأنكر عليه صلاته، ولم ينكر عليه تأخير السلام عليه إلى ما بعد الصلاة، وعلى هذا: فيسن لداخل المسجد إذا كان فيه جماعة ثلاث تحيات مترتبة: أن يقول عند دخوله: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم يصلي ركعتين تحية المسجد، ثم يسلم على القوم). زاد المعاد ج2 ص 376.
    وليعلم أن تحية المسجد سنة مستحبة غير واجبة عند جمهور أهل العلم.
    والله أعلم.


    [تَارِيخُ الْفَتْوَى]
    28 صفر 1422




    فتاوى الشبكة الإسلامية (11/ 9156، بترقيم الشاملة آليا)
    سلم على من لقيته قبل صلاة تحية المسجد


    [السُّؤَالُ]
    ـ[عند دخول المسجد هل أبدأ بتحية المسجد أم أسلم على المصلين ومن ثم تحية المسجد؟ وشكرا]ـ


    [الفَتْوَى]
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
    فإن من دخل المسجد ولقي في طريقه إلى موضع صلاته أحداً من المسلمين سلم عليه، لأن السلام من حقوق المسلم على المسلم، قال صلى الله عليه وسلم: "حق المسلم على المسلم ست" قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: "إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه" رواه البخاري ومسلم، وأحمد، والترمذي وغيرهم.
    وإن لم يلق أحداً، وتوجه إلى سارية أو إلى الصف الأول ليصلي فيه، فإنه يقدم صلاة تحية المسجد، لما رواه الجماعة عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس".
    والله أعلم.


    [تَارِيخُ الْفَتْوَى]
    15 صفر 1422


    فتاوى الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان من الشاملة الجديدة (ص: 68)
    السؤال 69: أيهما أفضل عند دخول المسجد: السلام على من في المسجد؛ أم الانشغال بالصلاة أولاً؟
    الجواب: بلا شك أن الأفضل عند دخول المسجد أن ينشغل الإنسان أولاً بتحية المسجد ثم بعد أن يصلي تحية المسجد يلقي السلام على من فيه.
    وقد استنبط ابن القيم ذلك من حديث المسيء صلاته، فإنه ذهب فصلى ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: السلام عليكم، فقال ابن القيم: فيحسن بالمصلي أن يبدأ أولاً بتحية المسجد ثم بعد ذلك يقبل على الناس بالسلام.
    لكن إن واجهك أخاك فابدأه بالسلام لكن لا تتقصد أن تبدأ الناس بالسلام قبل تحية المسجد، فإنه الأقرب للسنة، والله أعلم.


    فتاوى دار الإفتاء المصرية (9/ 76، بترقيم الشاملة آليا)
    السلام وتحية المسجد


    المفتي
    عطية صقر.
    مايو 1997


    المبادئ
    القرآن والسنة


    السؤال
    إذا دخل الإنسان المسجد ووجد شخصًا أو جماعة جالسين هل يبدأ بالسلام عليهم، أم يبدأ بتحية المسجد؟


    الجواب
    يقول النووى فى كتابه "الأذكار ص 249": السنة أن المسلم يبدأ بالسلام قبل كل كلام، والأحاديث الصحيحة وعمل سلف الأمة وخلفها على وفق ذلك مشهورة فهذا هو المعتمد فى دليل الفصل، يعنى البدء بالسلام قبل كل شىء.
    ثم قال: وأما الحديث الذى رويناه فى كتاب الترمذى عن جابر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " السلام قبل الكلام " فهو حديث ضعيف، قال الترمذى: هذا حديث منكر.
    يقول ابن علان شارح كتاب الأذكار فى تعليل البدء بالسلام: أى لأنه تحية يبدأ به، فيفوت بالافتتاح بالكلام، كتحية المسجد فإنها قبل الجلوس وتفوت به. انتهى يؤخذ من هذا أن الداخل للمسجد الذى فيه شخص أو جماعة مطلوب منه سُنتان: تحية المسجد وتحية المسلم، فبأيهما يبدأ؟ لعل البعض يقول: تحية المسجد أوَّلاً لأنه بيت الله فكأنها تحية لله، وتحية الله مقدمة على تحية الإنسان. لكن لا يغيب عنا أن السلام يفوت بالانشغال بأى شىء قبله، سواء أكان كلاما أم عملا، كما تقدم من الاستدلال على ذلك، فلو صلى تحية المسجد فلا معنى لتحية المسلم بالسلام بعدها لأنها فاتت، ومن هنا يكون الأفضل البدء بتحية السلام ثم يأتى بتحية المسجد لأنها لا تفوت إلا بالجلوس، والداخل ما زال قائما لم يجلس، فيسلم على الحاضرين ثم يصلى تحية المسجد، وهنا يكون قد جمع بين التحيتين، والأساس كما قلت: إن تحية السلام تفوت بالانشغال بأى شىء، وتحية المسجد لا تفوت إلا بالجلوس.
    هذا، وما كنت أحب أن أشغل القارئ بهذه المسألة لولا أن كثيرا يثيرونها والله أعلم بغرضهم من ذلك، وأمامنا ما هو أهم بالبحث


    الجامع لأحكام الصلاة - عادل بن سعد (ص: 68)
    الحكم الخامس السلام على من في المسجد
    ومن آداب دخول المساجد السلام على من فيه ولو كان يصلي، فإن السلام على المصلي مشروع، كما هو مذهب الجمهور من أهل العلم، وذلك لما ورد عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: كنت أسلم على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو في الصلاة فيرد عليّ فلما رجعنا سلمت عليه فلم يردّ علي، وقال: "إن في الصلاة شغلًا" (2).
    وعنه -رضي الله عنه- قال: كنت آتي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يصلي فأسلم عليه فيرد علي، فأتيته فسلمت عليه وهو يصلي فلم يردّ عليّ، فلما سلم أشار إلى القوم فقال: "إن الله عز وجل -يعني- أحدث في الصلاة ألا تكلموا إلا بذكر الله وما ينبغي لكم، وأن تقوموا لله قانتين" (3).
    فهنا وما قبله دليل على جواز السلام على المصلي، فإن ابن مسعود -رضي الله عنه- كان يسلم على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو في صلاته، فيرد عليه السلام باللفظ، ولما حرّم الكلام في الصلاة، ورجع المسلمون من الهجرة الثانية إلى الحبشة سلم ابن مسعود -رضي الله عنه- كعادته فلم يرد عليه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- باللفظ، وإنما رد بالإشارة كما في حديث ابن عمر الآتي قريبًا


    شرح الموطأ - عبد الكريم الخضير (79/ 13، بترقيم الشاملة آليا)
    عدم الذكر ليس بذكر للعدم، يعني لما جاء الثلاثة وأووا إلى مسجد، ودخلوا والنبي -عليه الصلاة والسلام- جالس، فأحدهم أوى فأواه الله، والثاني استحيا فاستحيا الله منه، والثالث انصرف هل نقل أنهم سلموا؟ نقول: ما يلزم السلام؟ هل نقول: إنهم صلوا تحية المسجد؟ لا يلزم، ما يلزم؛ لأن عندنا نصوص محكمة تأمر بالسلام، ونصوص تأمر برد السلام، ونصوص تقول: ((لا يجلس ... حتى يصلي ركعتين)) ما يلزم أن يذكر الأمر في كل قضية بعينها.


    فتاوى واستشارات الإسلام اليوم (15/ 65، بترقيم الشاملة آليا)
    السلام على المنشغل بتلاوة القرآن
    المجيب أ. د. ياسين بن ناصر الخطيب
    أستاذ بقسم القضاء في جامعة أم القرى
    التصنيف الفهرسة/الجديد
    التاريخ 04/ 05/1427هـ
    السؤال
    عند دخول المسجد ما هو الأصح: هل ترفع صوتك بالسلام على أهل المسجد؟ أم تؤدي تحية المسجد ثم تسلم على من يليك من اليمين، والشمال فقط؟ وهل تجوز مقاطعة من يقرأ القرآن بالسلام؟ وهل يجب على من يقرأ أن يرد السلام على من سلم عليه؟.
    الجواب
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    فإذا دخل الإنسان المسجد والناس مشغولون في صلاتهم، أو تلاوة القرآن الكريم أو الذكر، فإن استطاع أن يسلم بحيث لا يؤذي أحداً فلا بأس. جاء في المجموع (4/ 609)، قال النووي: إن سلم في حالة لا يشرع فيها السلام لم يستحق جواباً، فمن تلك الأحوال أنه يكره السلام على مشتغل ببولـ أو جماع، ونحوهما ولا يستحق جوابًا، ويكره جوابه ...............




    شرح زاد المستقنع للشنقيطي (359/ 10، بترقيم الشاملة آليا)
    تقديم تحية المسجد على السلام


    السؤال
    إذا دخلت المسجد فهل أبدأ بالسلام على من في المسجد أو بتحية المسجد أثابكم الله؟


    الجواب
    بسم الله، والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد.
    فالسنة أن يبدأ المسلم بتحية المسجد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين) وثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالساً مع أصحابه ودخل رجل -وهو المسيء صلاته- فصلى ثم أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم ورحمة الله.
    فقال عليه الصلاة والسلام: وعليكم السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل).
    فكون الرجل بدأ بالتحية، ثم جاء وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، دل على أن السنة أن يبدأ المسلم بالتحية قبل السلام.
    وقال بعض العلماء: إن هذه هي السنة، ولذلك قالوا: من زار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ أولاً بصلاة التحية ثم يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فعلى الرغم من عظم حقه صلوات الله وسلامه عليه، إلا أن الداخل يبدأ بالتحية قبل السلام عليه.
    فإذا كان هذا مع رسول الأمة صلى الله عليه وسلم، فما بالك بغيره؟ فالسنة أن يبدأ أولاً بتحية المسجد، لكن لو سلم له وجه.
    وكان بعض مشايخنا رحمة الله عليه يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء الأعرابي وسلم رد عليه السلام ثم قال له: (ارجع فصل فإنك لم تصل) فمعناه أنه وقع سلامه قبل الصلاة.
    ولكن هناك سبب في هذه الحالة وهو أنه إنما رد عليه السلام لأن رد السلام واجب، والمسلم سلم لشبهة الإتمام.
    والمراد حكاية صورة الحال، فكونه يبدأ بالتحية قبل السلام عليه، يدل على أنهم كانوا يفعلون ذلك، وأنه هو السنة المستقرة أن يبدأ بالتحية قبل السلام.
    وهذا هو الذي تطمئن إليه النفس، والله تعالى أعلم.


    شرح زاد المستقنع للشنقيطي (40/ 28، بترقيم الشاملة آليا)
    حكم السلام على الجالسين عند دخول المسجد


    السؤال
    حينما يدخل المصلي المسجد، فهل أن يسلم على الجالسين في المسجد لأن السلام سنةٌ من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، أم لا؟


    الجواب
    باسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
    أما بعد: فالسنة لمن دخل المسجد أن يبدأ بتحية المسجد قبل السلام على الناس، وهذه السنة دل عليها حديث أبي هريرة في الصحيح: (أن المسيء صلاته لما دخل ابتدأ بالصلاة، ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم ورحمةُ الله، فقال له: ارجع فصل فإنك لم تصل)، فدل على أن السنة أن يُبتدأ بالصلاة قبل السلام على الناس؛ إذ لو كان من السنة أن يستفتح بالسلام لابتدأ الأعرابي السلام على النبي صلى الله عليه وسلم ثم الصلاة، فكونه يبتدئ بتحية المسجد دل على أن الهدي الذي كان معروفاً أن يبدأ بتحية المسجد قبل السلام، ولذلك قالوا: السنة لمن قدم المدينة أن يبتدئ بتحية المسجد، ثم يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التحية.
    وهذا مبني على ما ذكرنا من حديث المسيء صلاته، ولذلك هذا هو الهدي؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (إذا دخل أحكم المسجد فليركع ركعتين).
    وبعد أن ينتهي من التحية يسلم على الناس ويحدّث من شاء، أما قبل التحية فلا يشرع له أن يسلم.
    والذي يظهر والله أعلم ترجيح القول الأول، وهو أنه يبتدئ بتحية المسجد، ثم يثني بعد ذلك بالسلام على الناس؛ لأنه حقٌ خاص، والحق الخاص مقدمٌ على العمومات؛ لأن هذا في موضعٍ خاص ورد فيه دليل السنة الذي يدل على اعتبار تقديم الصلاة على السلام.
    والله تعالى أعلم.


    فتاوى دار الإفتاء المصرية (1/ 85، بترقيم الشاملة آليا)
    تحية المسجد


    المفتي
    محمد خاطر.
    9 ذو القعدة سنة 1391 هجرية - 26 ديسمبر سنة 1971 م


    المبادئ
    يسن لداخل المسجد اذا كان فيه قوم جالسون أن يقول عند دخوله بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ثم يصلى ركتعين تحية المسجد


    السؤال
    من السيد / م أأ بطلبه المتضمن بيان ما هو المسنون لداخل المسجد وهل يبدأ أولا بصلاة تحية المسجد ثم يسلم على الحاضرين فيه بعد أداء التحية أم يبدأ أولا بالسلام على الحاضرين ثم يؤدى تحية المسجد بعد السلام


    الجواب
    جاء فى فقه الحنفية أنه يسن تحية المسجد بركعتين يصليهما فى غير وقت مكروه قبل الجلوس لقوله صلى الله عليه وسلم (اذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلى ركتعين) قالوا والمراد غير المسجد الحرام فان تحية المسجد الحرام تكون بالطواف كما قالوا وأداء الفرض ينوب عنها وكذا كل صلاة أداها عند الدخول بلا نية التحية - وجاء فى كتاب زاد المعاد فى هدى خير العباد للامام الجليل الحافظ أبى عبد الله محمد بن أبى بكر الشهير بابن القيم الجوزية بالجزء الثانى بالصحيفة رقم 65 ما نصه (ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن الداخل إلى المسجد يبتدى بركعتين تحية المسجد ثم يجىء فيسلم على القوم فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله فان تلك حق الله تعالى والسلام على الخلق هو حق له.
    وحق الله فى مثل هذا أحق بالتقديم بخلاف الحقوق المالية فان فيها نزعا معروفا والفرق بينهما حاجة الآدمى وعدم اتساع الحق المالى لأداء الحقين بخلاف السلام - وكان عادة القوم معه هكذا - يدخل أحدهم المسجد فيصلى ركعتين ثم يجىء فيسلم على النبى صلى الله عليه وسلم.
    لهذا جاء فى حديث رفاعة بن رافع أن النبى صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس فى المسجد يوما (قال رفاعة ونحن معه اذ جاءه رجل كالبدوى فصلى فأخف صلاته ثم انصرف فسلم على النبى صلى الله عليه وسلم فقال وعليك فارجع فصل فانك لم تصل الخ الحديث) فأنكر النبى صلى الله عليه وسلم صلاته ولم ينكر عليه تأخير السلام عليه صلى الله عليه وسلم الى ما بعد الصلاة - وعلى هذا فيسن لداخل المسجد اذا كان فيه قوم جالسون ثلاث تحيات مترتبة - أن يقول عند دخوله - بسم الله الرحمن الرحيم الله والصلاة والسلام على رسول الله ثم يصلى ركعتين تحية المسجد ثم يسلم على القوم.
    من هذا كله يتبين فى المسألة موضوع الاستفتاء أنه يسن لداخل المسجد اذا كان فيه قوم جالسون ثلاث تحيات مترتبة أن يقول عند دخوله بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ثم يصلى ركتعين تحية للمسجد ثم يسلم على القوم ومن هذا يعلم الجواب عما جاء بالسؤال والله سبحانه وتعالى أعلم


    شرح بلوغ المرام لعطية سالم (83/ 3، بترقيم الشاملة آليا)
    وإذا رجع من سفر بدأ بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه، وإذا أراد أن يسلم، سيدخل على طول يسلم أم تحية المسجد أولاً؟ معروف في السنة بأن تحية المسجد تصلى أولاً.


    فتاوى د حسام عفانة (6/ 82، بترقيم الشاملة آليا)
    82 - المساجد
    العمل المشروع عند دخول المسجد،


    يقول السائل: ما هو المسنون والمشروع في حق من يدخل المسجد هل يصلي تحية المسجد أولاً ثم يسلم على من فيه أم أنه يبدأ بالسلام على الموجودين فيه ثم يصلي تحية المسجد؟ الجواب: المشروع والمسنون في حق الداخل إلى المسجد أن يدخل برجله اليمنى لأنها السنة فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب التيامن في كل أموره. ويقول الداخل للمسجد أحد الأذكار الواردة في الأحاديث التالية: 1. قال صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك) رواه مسلم. 2. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد يقول: (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم) رواه أبو داود وإسناده صحيح وحسنه النووي. الأذكار ص 26. 3. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلَّى على محمد وعلى آله وسلم ثم يقول: (اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك) رواه أبو داود وابن ماجة وهو حديث صحيح قاله الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود 1/ 93. وبعد ذلك يسن على التأكيد في حق الداخل إلى المسجد أن يصلي ركعتين تحية المسجد فقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس) رواه البخاري. وفي حديث آخر عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: (دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين ظهراني الناس. قال: فجلست فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منعك أن تركع ركعتين قبل أن تجلس؟ قال: فقلت: يا رسول الله رأيتك جالساً والناس جلوس. قال: فإذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين) رواه مسلم. فإذا صلى الداخل تحية المسجد طرح السلام على من كان فيه بصوت خفيض حتى لا يشوش على المصلين والذاكرين لأنه لا ينبغي رفع الصوت في المسجد. قال العلامة ابن القيم: [ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن الداخل إلى المسجد يبتدئ بركعتين تحية المسجد ثم يجيء فيسلم على القوم فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله فإن تلك حق الله تعالى والسلام على الخلق هو حق لهم وحق الله في مثل هذا أحق بالتقديم بخلاف الحقوق المالية فإن فيها نزاعاً معروفاً والفرق بينهما حاجة الآدمي وعدم اتساع الحق المالي لأداء الحقين بخلاف السلام. وكانت عادة القوم معه هكذا يدخل أحهم المسجد فيصلي ركعتين ثم يجيء فيسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا جاء في حديث رفاعة بن رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد يوماً قال رفاعة: ونحن معه إذا جاء رجل كالبدوي فصلى فأخف صلاته ثم انصرف فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل …) وذكر الحديث فأنكر عليه صلاته ولم ينكر عليه تأخير السلام عليه صلى الله عليه وسلم إلى ما بعد الصلاة. وعلى هذا: فيسن لداخل المسجد إذا كان فيه جماعة ثلاث تحيات مترتبة: أن يقول عند دخوله: بسم الله والصلاة على رسول الله ثم يصلي ركعتين تحية المسجد ثم يسلم على القوم] زاد المعاد 2/ 413 - 414. *****


    التوضيح في شرح مختصر ابن الحاجب (2/ 100)
    فرع:
    وتحية المسجد الحرام الطواف، وأما مسجده صلى الله عليه وسلم فنقل التلمساني وابن عطاء الله أن مالكاً قال في العتبية: يبدأ بالصلاة قبل السلام عليه، ووسع له مالك [99/ب] أيضاً أن يبدأ بالسلام عليه صلى الله عليه وسلم قبل الصلاة، وبالأول أخذ ابن القاسم. ومنشأ الخلاف أنه ها هنا تعارض مندوبان.


    رسائل وفتاوى عبد الرحمن بن حسن بن محمد عبد الوهاب (ص: 52)
    إذا عرفت أقوال العلماء في هذه المسألة، فاعلم أن الزائر إذا نوى بالزيارة التي فيها شد الرحل لسفر زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم صار ذلك به سفر طاعة بإجماع العلماء -رحمهم الله-، ويحصل له زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تبعا إذا وصل المسجد، وفعل ما هو المشروع من البداءة بتحية المسجد، ثم سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم والزيارة والسلام على صاحبيه -رضي الله عنهما-، وذلك لا محذور فيه بوجه، بل هو مصلحة محضة. فأي محذور في تحصيل المصلحة المطلوبة على وجه صحيح بالإجماع؟ والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •