بسم الله الرحمن الرحيم
.
القرآن الكريم يوضح بعض محكمه بعض متشابهه . . فهناك آيات تفسر او تبين المعاني الحقيقة لآيات أُخَر . . . ولكن البعض يتوسع في أمر الناسخ والمنسوخ حتي إنني قديما قد قلت في نفسي اثناء قراءة بعض كتب الناسخ والمنسوخ أن فلانا كاد ان ينسخ نصف القرآن بنصفه الآخر . . . أظن كان السدي . . .
. . .
لا تقبل أبدا "الناسخ والمنسوخ" بهذه السهولة . . . بل تردد 100 مرة قبل ان تتيقين من خلال البحث عن التفاسير المأثورة المسندة . . .
. .
من أمثلة ذلك, آية وردت في سورة غافر وآية وردت في سورة الشورى عن استغفار الملائكة:
.
الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم. (غافر 7)
تكاد السموات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم. (الشورى 5)
.
فالبعض ودون حجة بينة كأنه يرى آية الشورى نزلت أولاً ولا دليل عندهم على هذا . . . وبالتالي نسختها آية سورة غافر. أي كان الاستغفار عاماً للكل, ثم نزلت اية غافر ونسخت هذا فأصبح الاستغفار خاصاً للذين آمنوا . . . وهذا من أبلد المفاهيم التي ممكن ان تقرأها . . لأسباب منها:
.
أولاً: أن كلا الآيتين تتحدث عن فعل الملائكة وليس فعل البشر . . . وأفعال الملائكة كل خبر عنها تقرير . . ولا تقبل النسخ . . .
ثانياً: اي مؤمن يقرأ الايتين لايرى بينهما أي تعارض ويفهم عفوياً أن "ويستغفرون لمن في الأرض" أي "يستغفرون للذين آمنوا" . . . حتى دون معرفة آية سورة غافر. . .
ثالثاً: على الأرجح ان السورتين كان نزولهما متقارباً . . وهذا يبعد أمر النسخ . . .
. .
.
يسعدني النقاش . .
. .