ماذا سيحدث؟


د. سليم يعقوب (أبو أميرة)





لنفترض جدلًا أنه تم الإعلان من قِبَل شركة ضخمة جدًّا عن حاجتها لموظفين لمدة عشرة أيام فقط.

الدوام: سبع ساعات ونصف فقط.

الشروط: الالتزام والتفرغ التام حتى من المكالمات الهاتفية.

الراتب: 100.000 ريال، نعم مائة ألف ريال في عشرة أيام فقط.

الشروط: العدد مفتوح لجميع المتقدمين، شريطة أن يكون سنه تجاوز 7 سنوات.

المميزات الإضافية: منح الموظف الذي يكمل دوام العشرة الأيام بانتظام تام في الحضور - سكنًا عبارة عن فيلا بمساحة 2500 متر بحسب الموقع الذي يفضله: النخيل الغربي - الخزامى - العقيق.

ملحوظة: أفضل ألف موظف سيمنح كل منهم سكنًا عبارة عن قصر مساحته 10.000 متر، على أربعة شوارع.



إضافة لذلك، فإن الموظف يُمنح هدية: سيارة سيدان من نوع بنتلي، أو مرسيدس، أو بي إم دبليو بحسب المتوفر.

ملحوظة: أفضل 1000 موظف ستكون وسيلة النقل الممنوحة لهم فانتوم سيلفر سبير أو جوست، حسبما يفضل.



اعتذار: نظرًا لسياسات الشركة الصارمة، فإنه يمنع منعًا باتًّا منح سيارات السبورت والكشف وسيارات الباب الواحد مثل البانيميرا والبنتلي الكشف؛ للمحافظة على جدية الموظفين وعدم الظهور بمظهر التعالي والبذخ.



بالإضافة إلى ذلك، فإنه يمنع اختيار الألوان الصارخة؛ كالأصفر الفاقع، والأخضر التفاحي، وننصح بشدة بالألوان الرسمية "أسود ميتاليك داخلية جملي، موكا داخلية هيلويز، أبيض داخلية بيج (ذوق شيوخ)".



ترى! ماذا سيحدث في تلك الليالي العشر؟ عفوًا نسيتُ أن أقول لكم: إن الدوام "نايت شيفت" (ليلي) من بعد صلاة المغرب إلى أذان الفجر.



أم صالح: سترفض رفضًا قاطعًا الدخول للمطبخ وستتخلى عن جميع مسؤولياتها تجاه مشروع الإعاشة والتضخيم الجماعي للعائلة...



أما أبو صالح، فلم يترك وسيلة لإيجاد معرفة بالشركة - فيتامين واو - للتجاوز عن شرط السن؛ بحيث يتمكن من إلحاق أبنائه الأربعة المتبقين؛ بسبب أن أعمارهم دون سن السابعة، ومن ضمنهم "عليوي" الذي لم يتجاوز الشهرين، بحيث يصبح إجمالي أبنائه الذين التحقوا بالوظيفة 10 أبناء.. تطلع الحسبة حلوة! أمَّن المستقبل، كما زعم؟!!



اعتزال تام للأسواق؛ حيث ستكون فعلًا مقفرة، الشوارع مقفرة، الاستراحات خاوية على عروشها، المقاهي، توقف المعاملات الحكومية، باختصار: ستكون أجمل إجازة للسائقين...



هل سنرى من يعتذر بحجة أنه من الضروري شراء ملابس وحلويات العيد؟

هل نتوقع أن يعتذر أحدهم بسبب رغبته في متابعة مباريات دوري كأس العالم، أو مسلسل الحاج متولي..؟

هل سيعتذر أحدهم بسبب أن لديه عملًا ودوامًا ولا يريد تضييع جزء من إجازته، أو بسبب أهمية لقاء الشباب في الاستراحة؟



إن اعتذر أحد، فماذا سنقول عنه؟

نعلم جميعًا أن دعوةً واحدة تستجاب في العشر الأواخر - قد تكون خيرًا من الدنيا وما فيها، بقصورها ونسائها وملذَّاتها، بدعوة قد يُحصَّل الفردوس الأعلى ونعيمه الخالد والحور العين؛ لماذا لا نفرِّغ بضع سويعات كل ليلة، هل هو ضعف في إيماننا ويقيننا؟


ليلة القدر خير من ألف شهر، لن أطيل عليكم؛ لأنها حقائق نعرفها جميعًا تمامًا، ولكننا - للأسف - نتجاهلها ونغض الطرْف عنها.