تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 73

الموضوع: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    سأجيبك
    إن كان المراد التكسب، فهم في غنى عن هذا، ولا يكون شيء من ذلك إلا من باب اللذة والشهوة،
    قال تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
    . وقال سبحانه: وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ { فصلت: 31}.
    قال ابن كثير: أي: مهما طلبتم وجدتم، وحضر بين أيديكم كما اخترتم. اهـ.
    ومن ذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له: ألست فيما شئت؟ قال: بلى، ولكني أحب أن أزرع، قال: فبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده، فكان أمثال الجبال، فيقول الله: دونك يا ابن آدم، فإنه لا يشبعك شيء.
    وأما العبادة في الجنة، فليست هي بدار تكليف، وإنما هي دار جزاء وتكريم وتنعيم،
    وقد عقد ابن القيم في حادي الأرواح فصلا عن ارتفاع العبادات في الجنة إلا عبادة الذكر فإنها دائمة،
    ذكر فيه ما رواه مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يأكل أهل الجنة فيها ويشربون ولا يتخمطون ولا يتغوطون ولا يبولون ويكون طعامهم ذلك جشاء ورشحا كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد كما يلهمون النفس.. أي تسبيحهم وتحميدهم يجري مع الأنفاس كما تلهمون أنتم النفس. اهـ.
    وقال الدكتور عمر الأشقر:
    الجنة دار جزاء وإنعام، لا دار تكليف واختبار،
    وقد يشكل على هذا ما رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في صفة أول زمرة تدخل الجنة، قال في آخره: يسبحون الله بكرة وعشياً ـ ولا إشكال في ذلك ـ إن شاء الله تعالى ـ لأن هذا ليس من باب التكليف،
    قال ابن حجر في شرحه للحديث: قال القرطبي: هذا التسبيح ليس عن تكليف وإلزام!
    وقد فسره جابر في حديثه عند مسلم بقوله: يُلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس ـ ووجه التشبيه أن تنفس الإنسان لا كلفة عليه فيه، ولا بد منه،
    فجعل تنفسهم تسبيحاً، وسببه أن قلوبهم تنورت بمعرفة الرب سبحانه، وامتلأت بحبه، ومن أحب شيئاً أكثر من ذكره،
    وقد قرر شيخ الإسلام أن هذا التسبيح والتكبير لون من ألوان النعيم الذي يتمتع به أهل الجنة،
    قال: هذا ليس من عمل التكليف الذي يطلب له ثواب منفصل،
    بل نفس هذا العمل من النعيم الذي تتنعم به الأنفس وتتلذذ به. اهـ.المصدر الاسلام سؤال وجواب



    الفتوى التي نقلتَها من موقع الإسلام سؤال وجواب قد ركبت فيها ما ليس منها من الأقوال وهذه من الخيانة العلمية المعهودة .
    ويبدو والله أعلم أنك نقلت أولا فتوى الإسلام سؤال وجواب ثم لما انتبهتَ أنها تطابق قولي حذفتَها ووضعت مكانها فتوى الشبكة الإسلامية والتي هي أيضا ليس فيها ما يثبت تشهي المسلم في الجنة لأي عبادة سوى ما يلهمه الله تعالى لعباده من التسبيح وو . ونسيتَ أن تغير اسم المصدر
    وهذا من حكمة الله سبحانه . والله غالب على أمره .
    وعلى كل حال فإن فتوى الإسلام سؤال وجواب توافق قولي تماما إذ تعتبر إثبات تشهي المسلم في الجنة أداء الصلوات الخمسة وحصول ما يشتهيه من الغيب الذي يتوقف إثباته على الدليل فيجب التوقف في إثباته .
    وهذا نص الفتوى من غير تركيب بل كما هو بكل أمانة علمية :
    السؤال : هل إن شاء الله إذا دخلت الجنة برحمة الله يمكن أن أطلب أن أصلي الصلوات الخمس في الجنة ؟

    الجواب
    الحمد لله.
    أولا :
    لا خلاف بين العلماء في أن الجنة ليست دار تكليف ، وإنما هي دار جزاء ، فلا تكليف فيها بالصلاة قطعا.
    ثانيا :
    إذا اشتهى العبد أن يصلي الصلوات الخمس أو غيرها في الجنة ، هل يكون له ذلك ؟ جوابه : أن هذا من الغيب الذي يتوقف إثباته على الدليل ، ولم نقف على ما يفيد ذلك ، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن العبادات ترفع في الجنة ولا يبقى إلا عبادة التسبيح والذكر .
    قال رحمه الله : " فصل في ارتفاع العبادات في الجنة إلا عبادة الذكر فإنها دائمة : روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي قال : يأكل أهل الجنة فيها ويشربون ، ولا يتمخطون ، ولا يتغوطون ، ولا يبولون ، ويكون طعامهم ذلك جشاء ورشحا كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد كما يلهمون النفس ) وفي رواية : ( التسبيح والتكبير كما تلهمون ) بالتاء ، أي تسبيحهم وتحميدهم يجري مع الأنفاس كما تلهمون أنتم النفس " انتهى من "حادي الأرواح" ص 285
    والمهم أن يحرص العبد على تحصيل الأسباب التي تقربه إلى الله تعالى ، وتدخله جنته .
    والله أعلم . انتهى
    المصدر :
    الإسلام سؤال وجواب


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    وقس على هذا قياس الأوْلَى وهو اشتهاء عبادة من العبادات تكون سببا في حصولها كما يريد لأنها من اللذة والنعيم الذى قد يشتهيه
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    لقد اتضح من كلام الأئمة رحمهم الله تعالى " أن الأمر في سعة
    والله اعلم
    قلت : ما يجري في الآخرة كله من الغيب والإيمان به هو من باب الإيمان باليوم الآخر .
    والغيب لا يثبت بالقياس أو العقل أو الظنون أو التقليد بل كل ذلك هو من الخوض المحرم الذي هو قسيم الشرك بالله تعالى
    ( قل إنما حرم ربي لفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون (33).
    وقد علمنا أن أهل الجنة يسبحون ويحمدون ويكبرون بخبر الوحي فأثبتناه ونثبت كل ما أخبرنا به عالم الغيب سبحانه من أمور الغيب ونقف حيث نعلم ولا نقول على الله بالظنون أو القياس أو العقل أو التقليد الأعمى .وأعجب ممن يدعون منهج أهل السنة في مسائل الأيمان ومنها الإيمان بالغيب والذي منه ما ذكرتُ ثم هم يقلدون في هذه المسائل بدون دليل بل بالظنون والقياس والقول على الله بغير علم . وجواب عجبي هو أنهم لم يضبطوا الأصول ويتقنوها وقد قيل :( من لم يتقن الأصول حرم الوصول ) لذلك فإنهم يقلدون أقوال الرجال بحجة أنهم أئمة بدون إعمال الأصول وتنزيل قول العالم عليها وهذا هو صنيع العوام المقلدين وليس طلبة العلم أهل الإتباع .
    لذلك أنصح كل من يناقشني أن يتعلم الأصول ويتقنها ويلتزمها ثم فليناقشني وسنصل بأسرع ما يكون إلى الحق . أما أن يناقش بدون معرفة الأصول والتحاكم إليها فلن نصل إلا لمصادمة النصوص والأصول بالأقوال المجردة للرجال الذين مهما بلغت منزلتهم فمن الجهل تقديمها على النصوص والأصول وإلا فالنتيجة هي كما نرى من الخوض المحرم بالغيب كما في هذاه المسألة وفي غيرها من المسائل قد تدنس العقيدة بالشرك أو وسائله ويروج للبدع والخرافات .وما جواز الاستعانة بالجن منا ببعيد !!! .
    والمعصوم من عصمه الله .

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    الفتوى التي نقلتَها من موقع الإسلام سؤال وجواب قد ركبت فيها ما ليس منها من الأقوال وهذه من الخيانة العلمية المعهودة .
    الحمد لله الفتوى التى اقتبستها انت عنى كاملة وليس فيها تركيب
    ما يجري في الآخرة كله من الغيب والإيمان به هو من باب الإيمان باليوم الآخر
    ولا مانع من التفكير بهذا النعيم وهذا الغيب - حتى ذهب اهل العلم الى جوازه حتى فى الصلاة وقالوا أن التفكر في أمور الآخرة جائز في الصلاة بل هو من الأمور التي تعين على الخشوع فيها والرغبة فيما عند الله
    التفكر في الجنة ونعيمها ؛ أمر مشروع ؛ لأنه باب من أبواب تذكّر الآخرة ؛ والله تعالى قد فصّل لنا حال الجنة ونعيمها وحال الداخلين إليها؛ لكي تتصورها النفس ، ويحثها تذكرها إلى السعي إليها والمسارعة في الصالحات.
    فمن تفكّر في الجنة لرفع همة النفس في المسابقة في الخيرات، واجتناب المحرمات، وليشغل نفسه عن التعلق بالدنيا ومتاعها فهو في عمل صالح ، يرجى له الأجر.

    هل تمنع يا معيصفى ولك من اسمك نصيب فأنت دائما تعصف بالادلة والبراهين -
    هل تمنع التفكر فى امور الاخرة
    كل ما يتمناه العبد في الجنة، فإنه سيناله ولا بد، قال تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ {الزخرف:71}.
    وقال تعالى: وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ {فصلت: 31ـ 32}.
    ولهم فوق ذلك مما أكرمهم الله به وذخره لهم مما لا يخطر بالبال ولا يدور بالخيال مما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر، قال تعالى: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {السجدة:17}.
    فمن تمنى في هذه الدنيا شيئا مهما عظم فإنه إذا قدر الله دخوله الجنة وتمنى هذا الشيء فيها فإنه يناله ولا بد.
    الجنة هي الدار التي أعدها الله تعالى لكرامة عباده، وقد وفر لهم جميع أنواع التكريم من مشروبات وملبوسات ومنكوحات ومسكونات، إضافة إلى جميع ما يتمنونه ويشتهونه لقوله تعالى: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ
    وقال شيخ الاسلام ابن تيمية: الجنة اسم جامع لكل نعيم
    قال ابن عاشور في التحرير والتنوير:
    فإن مدركات العقول منتهية إلى ما تدركه الأبصار من المرئيات من الجمال والزينة، وما تدركه الأسماع من محاسن الأقوال ومحامدها ومحاسن النغمات، وإلى ما تبلغ إليه المتخيلات من هيئات يركِّبها الخيال من مجموع ما يعهده من المرئيات والمسمُوعات مثل الأنهار من عسل أو خمر أو لبن، ومثل القصور والقباب من اللؤلؤ، ومثل الأشجار من زبرجد، والأزهار من ياقوت، وتراب من مسك وعنبر، فكل ذلك قليل في جانب ما أعدّ لهم في الجنة من هذه الموصوفات ولا تبلغه صفات الواصفين؛ لأن منتهى الصفة محصور فيما تنتهي إليه دلالات اللغات مما يخطر على قلوب البشر، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم «ولا خطر على قلب بشر» وهذا كقولهم في تعظيم شيء: هذا لا يعلمه إلا الله. اهـ
    قال ابن رجب رحمه الله
    كمال الدنيا إنما هو في العلم والعمل، والعلم مقصود الأعمال، يتضاعف في الآخرة بما لا نسبة لما في الدنيا إليه، فإن العلم أصله العلم بالله وأسمائه وصفاته، وفي الآخرة ينكشف الغطاء، ويصير الخبر عيانًا، ويصير علم اليقين عين اليقين، وتصير المعرفة بالله رؤية له ومشاهدة، فأين هذا مما في الدنيا؟
    وأما الأعمال البدنية: فإن لها في الدنيا مقصدين: أحدهما: اشتغال الجوارح بالطاعة، وكدها بالعبادة.
    والثاني: اتصال القلوب بالله وتنويرها بذكره.
    فالأول قد رفع عن أهل الجنة، ولهذا روي أنهم إذا هموا بالسجود لله عند تجليه لهم يقال لهم : ارفعوا رءوسكم فإنكم لستم في دار مجاهدة.
    وأما المقصود الثاني فحاصل لأهل الجنة على أكمل الوجوه وأتمها، ولا نسبة لما حصل لقلوبهم في الدنيا من لطائف القرب والأنس والاتصال إلى ما يشاهدونه في الآخرة عيانًا، فتتنعم قلوبهم وأبصارهم وأسماعهم بقرب الله ورؤيته، وسماع كلامه، ولا سيما في أوقات الصلوات في الدنيا، كالجمع والأعياد، والمقربون منهم يحصل ذلك لهم كل يوم مرتين بكرة وعشيًّا في وقت صلاة الصبح وصلاة العصر، ولهذا لما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أهل الجنة يرون ربهم، حض عقيب ذلك على المحافظة على صلاة العصر وصلاة الفجر؛ لأن وقت هاتين الصلاتين وقت لرؤية خواص أهل الجنة ربهم وزيارتهم له، وكذلك نعيم الذكر وتلاوة القرآن لا ينقطع عنهم أبدًا، فيلهمون التسبيح كما يلهمون النفس. قال ابن عيينة: لا إله إلا الله لأهل الجنة، كالماء البارد لأهل الدنيا، فأين لذة الذكر للعارفين في الدنيا من لذتهم به في الجنة. فتبين بهذا أن قوله: {من جاء بالحسنة فله خير منها} [النمل: 89] [النمل: 89] على ظاهره، فإن ثواب كلمة التوحيد في الدنيا أن يصل صاحبها إلى قولها في الجنة على الوجه الذي يختص به أهل الجنة. انتهى.
    ما يجري في الآخرة كله من الغيب والإيمان به
    هل هذا يمنع ان يسرح بخياله فى هذا النعيم ويتنمى ما يشاء
    قد ركبت فيها
    هذا التركيب يسميه اهل العلم الاستدلال بموضع الشاهد من الكلام
    وهذه من الخيانة العلمية المعهودة
    هذه هى صفتك رمتنى بدائها وانسلت وعيرتني بعيب هو فيها وذهبت، وداء أمرض قلبها واستحكم
    و المعهود منك هو الكذب والبهتان وقلبك المملوء بالحقد وسوء الظن
    قال ابن القيم: (أما سوء الظن فهو امتلاء قلبه بالظنون السيئة بالناس، حتى يطفح على لسانه وجوارحه فهم معه أبدًا في الهمز واللمز والطعن والعيب والبغض، )

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    التفكر في الجنة ونعيمها ؛ أمر مشروع ؛ لأنه باب من أبواب تذكّر الآخرة ؛ والله تعالى قد فصّل لنا حال الجنة ونعيمها وحال الداخلين إليها؛ لكي تتصورها النفس ، ويحثها تذكرها إلى السعي إليها والمسارعة في الصالحات.
    التفكر فيما أثبته الله تعالى هذا لا يمنع منه - وليس موضوعنا - أما إثبات حصول أمر بعينه كمسألتنا هذه في الآخرة بدون دليل من عالم الغيب سبحانه هذا هو المحرم وهو من القول على الله بغير علم ( فافهم ترشد ) .


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    هذا التركيب يسميه اهل العلم الاستدلال بموضع الشاهد من الكلام
    جميل جدا !!!
    هات من أقوال أهل العلم أن تركيب فتوى وتذيلها باسم غير قائلها هو من باب الاستدلال بموضع الشاهد ( ابتسامة ) وليس من الخيانة العلمية .
    وأما الطعن بشخصي فهذه أتركها لجبار السموات والأرض سبحانه هو يقضي بيننا ( وهو خير الفاصلين ) .

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    التفكر فيما أثبته الله تعالى هذا لا يمنع منه - .
    لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ.
    قال السعدي -رحمه الله {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا} أي: كل ما تعلقت به مشيئتهم ، فهو حاصل فيها. ولهم فوق ذلك {مَزِيدٌ}
    ( فافهم ترشد )
    قال تبارك وتعالى في الحديث القدسي: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. متفق عليه.
    قال ابن كثير: وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ ـ أَيْ: فِي الْجَنَّةِ مِنْ جَمِيعِ مَا تَخْتَارُونَ مِمَّا تَشْتَهِيهِ النُّفُوسُ، وَتَقَرُّ بِهِ الْعُيُونُ: وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ـ أَيْ: مَهْمَا طَلَبْتُمْ وَجَدْتُمْ، وَحَضَرَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، أَيْ كَمَا اخْتَرْتُمْ: نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ـ أَيْ: ضِيَافَةً وَعَطَاءً وَإِنْعَامًا مِنْ غَفُورٍ لِذُنُوبِكُمْ، رَحِيمٍ بِكُمْ رَءُوفٍ، حَيْثُ غَفَرَ، وَسَتَرَ، وَرَحِمَ، وَلَطَفَ.
    أما تمني ما هو خيالي، فإن كان ممكناً، ولا نظير له في الدنيا، فقد يحققه الله،: كالسحابة التي تمطر الكواعب الأتراب.
    وأما إن كان مستحيلاً قضى ألا يكون، فإنه لا يكون، روى التِّرْمِذِيِّ وَحَسَّنَهُ، وَالْحَاكِمِ وَصَحَّحَهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ألَّا أُخْبِرُكَ مَا قَالَ اللَّهُ لِأَبِيكَ: قَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ، قَالَ يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً، قَالَ إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ.
    وروى الترمذي وابن ماجه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {آل عمران: 169} فَقَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَأُخْبِرْنَا أَنَّ أَرْوَاحَهُمْ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالعَرْشِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ اطِّلَاعَةً، فَقَالَ: هَلْ تَسْتَزِيدُونَ شَيْئًا فَأَزِيدُكُمْ؟ قَالُوا رَبَّنَا: وَمَا نَسْتَزِيدُ وَنَحْنُ فِي الجَنَّةِ نَسْرَحُ حَيْثُ شِئْنَا؟ ثُمَّ اطَّلَعَ عَلَيْهِمُ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: هَلْ تَسْتَزِيدُونَ شَيْئًا فَأَزِيدُكُمْ؟ فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَا يُتْرَكُونَ قَالُوا: تُعِيدُ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَنُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى ـ قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ـ ورواه مسلم، وزاد: فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا.

    فالله عز وجل لم يعطهم ذلك، لأنه قضى أنهم إليها لا يرجعون، والمطلوب أن يسأل العبد ربه الجنة، ولا يغلو في التفاصيل، فإنه إن دخلها أُعطي ما شاء
    ففي الجنة ما يتمناه الإنسان وفوق ما يتمناه أيضا، وإن كان مستحيلا عادة بمقاييس الدنيا.

    أما المستحيل لذاته، فليس بشيء أصلا، فلا يصح افتراض تحققه؛ لأن الشيء هو ما يمكن تصور وجوده،

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهو سبحانه على كل شيء قدير، لا يستثنى من هذا العموم شيء، لكن مسمى الشيء ما تصور وجوده، فأما الممتنع لذاته فليس شيئا باتفاق العقلاء. مجموع الفتاوى.


    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ - وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ - أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ . فَقَالَ لَهُ : أَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ ؟ قَالَ : بَلَى وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ . قَالَ : فَبَذَرَ فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُه ُ فَكَانَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ . فَيَقُولُ اللَّهُ : دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ فَإِنَّهُ لاَ يُشْبِعُكَ شَيْءٌ . فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ : وَاللَّهِ لاَ تَجِدُهُ إِلاَّ قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ ، وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
    رواه البخاري (2348)
    يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
    " في هذا الحديث من الفوائد أن كل ما اشتهي في الجنة من أمور الدنيا ممكن فيها . قاله المهلب " انتهى.
    " فتح الباري " (5/27)
    وأما تفاصيل كيفية حدوثه والطريقة التي يعد بها في الجنة فذلك ما لا سبيل إلى العلم به ، والأحرى في المسلم الحرص على كل عمل يقربه إلى الجنة ، وترك تفاصيلها ليومها ، لعل الله تعالى يكرمنا بأعلى الدرجات فيها ، ونقول لك كما يُروَى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للصحابي الذي سأل عن الخيل في الجنة : ( إِنْ يُدْخِلْكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ يَكُنْ لَكَ فِيهَا مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ ) رواه الترمذي (2543) وحسنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/3001)
    يقول المناوي رحمه الله :
    " مقصود الحديث أن ما من شيء تشتهيه النفس في الجنة إلا تجده فيها كيف شاءت ، حتى لو اشتهى أحد أن يركب فرسا لوجده بهذه الصفة " انتهى.
    " فيض القدير " (3/35)
    ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " قوله : ( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا ) ؛ أي: في الجنة كل ما يشاءون ، وقد ورد في الحديث الصحيح أن رجلا قال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يا رسول الله ! أفي الجنة خيل ؛ فإني أحب الخيل ؟ فقال : ( إن يدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تركب فرسا من ياقوتة حمراء تطير بك في الجنة شئت إلا فعلت . وقال الأعرابي : يا رسول الله : أفي الجنة إبل ؛ فإني أحب الإبل ؟ قال : يا أعرابي ! إن يدخلك الله الجنة؛ أصبت فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك )
    فإذا اشتهى أي شيء فإنه يكون ويتحقق ، حتى إن بعض العلماء يقول : لو اشتهى الولد لكان له ولد ؛ فكل شيء يشتهونه فهو لهم . قال تعالى : ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) الزخرف/71 " انتهى.
    " مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين " (8/385)
    [مقتطفات من فتاوى الاسلام سؤال وجواب]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    وأما الطعن بشخصي .
    وطعنك بغيرك ما مصيره

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ.
    قال السعدي -رحمه الله {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا} أي: كل ما تعلقت به مشيئتهم[COLOR=#000000] ، فهو حاصل فيها. ولهم فوق ذلك {مَزِيدٌ}
    [مقتطفات من فتاوى الاسلام سؤال وجواب]
    تكرار لنفس الردود بدون أي فائدة وهي خارج موضوعنا الذي هو إثبات تشهي المسلم لشيء معين من العبادات بذاته وحصول ذلك في الجنة .
    فإن كررت نفس الردود فلن أرد عليك احتراما للمتابع الكريم .

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    https://www.alukah.net/culture/0/392...9%D9%84%D9%85/

    https://www.islamweb.net/ar/article/...84%D9%80%D9%85

    هي عندك من اشق العبادات . و هي عندهم من اعظم اللذات . بل لا نعيم ( عندهم ) في الدنيا اعظم من ذلك
    افتظن ان الكريم الرحيم يمنعهم ذلك ؟
    وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً … وآفتُهُ من الفهم السقيمِ
    من أشق العبادات أعني من ناحية بذل الجهد والمال والوقت وترك ملذات الدنيا . وأقتبس لك من نفس الروابط التي وضعتَها لكي تفهم .

    (( العلاَّمة ابنُ الجوزي - رحمه الله - نال لذَّة طلب العلم، وذاق حلاوته، وسطَّر ذلك بِقَلمه، فقال حاكيًا عن نفسه: "ولقد كنتُ في حلاوة طلَبِ العلم أَلْقى من الشَّدائد ما هو أحلى عندي من العسَل في سبيل ما أطلبُ وأرجو، وكنتُ في زمن الصِّبا آخذُ معي أرغفةً يابسة، ثم أذهب به في طلب الحديث، وأقعد عن نهر عيسى، ثُم آكل هذا الرَّغيف، وأشرب الماء، فكلَّما أكلتُ لقمةً شربتُ عليها، وعَيْن هِمَّتِي لا تَرى إلا لذَّة تحصيل العلم"[5].

    (( ولو ذهبنا لنتكلم عن رحلات العلماء في طلبهم للعلم وكم كابدوا فيه من الويلات، ولاقوا من المهلكات، فقابلوا كل ذلك بالرضا والسعادة، وما أحسوا بوحشة ولا تحدثوا إلا عن الفرحة بالعلم واللذة لطال بنا الحديث جدا.))

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    وطعنك بغيرك ما مصيره
    قد جعلتُ الله قاضيا بيننا وهو خير الفاصلين فما ظنك برب العالمين ؟؟؟

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    تكرار لنفس الردود بدون أي فائدة وهي خارج موضوعنا الذي هو إثبات تشهي المسلم لشيء معين من العبادات بذاته وحصول ذلك في الجنة .
    اذا اشتهى المسلم شئ من العبادات بذاته أوْلَى من اشتهاء الزرع والولد وهو من باب قياس الاَوْلَى وهو قياس صحيح ودليل صحيح حتى فى حق الرب جل وعلا - حتى العلماء الذين أجابوا بعد ورود النص لم يمنعوا من تمنى ما يشتهى
    وانظر جواب هذا السؤال
    هل في الجنة سيارات وطرق كما في الدنيا؟
    الجواب
    فإن كل ما يشتهيه أهل الجنة يحصلون عليه، لقوله تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ... {الزخرف:71}، ولقوله تعالى: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ {النحل:31} وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ {الشورى:22}.

    هذا من حيث العموم، أما ما يدل على وجود السيارات المعروفة عندنا في الجنة فلم يرد بخصوصه نص، ولكن لا مانع إن رغب بعض أهل الجنة في السيارات أن يتفضل الله عليهم بها، وقد وردت أحاديث في تلبية رغبة بعض أهل الجنّة في بعض أمور الدنيا التي يحبونها مثل الولد والزرع وأنّ طلبهم يلبى لهم دون انتظار.
    فلم يرد بخصوصه نص، ولكن لا مانع إن رغب بعض أهل الجنة في السيارات أن يتفضل الله عليهم بها



    أما مسألة أن يشتهوا مثل نعيم الأرض فإنّه سيشتهون فوق ذلك بكثير لأنّ أدنى أهل الجنة منزلة له أكثر من عشرة أمثال نعيم الدنيا كما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ حَبْوًا فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلاَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا أَوْ إِنَّ لَكَ عَشَرَةَ أَمْثَالِ الدُّنْيَا قَالَ فَيَقُولُ أَتَسْخَرُ بِي أَوْ أَتَضْحَكُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ قَالَ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ قَالَ فَكَانَ يُقَالُ ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً . " متفق عليه وهذه رواية مسلم رقم 272
    وكلّ ما يشتهيه أهل الجنّة يحصلون عليه كما قال عزّ وجلّ : ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

    والسؤال الموجه للمعيصفى الآن- هل اذا سألك إبنك هل فى الجنة حلوى أو بسكويت هل سيكون ردك له هذا متوقف على وروود النص ؟!



  9. #29
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    اذا اشتهى المسلم شئ من العبادات بذاته أوْلَى من اشتهاء الزرع والولد وهو من باب قياس الاَوْلَى وهو قياس صحيح ودليل صحيح حتى فى حق الرب جل وعلا -
    اذهب فتعلم الأصول لتعرف أن الغيبيات لا قياس فيها بل لابد من دليل مستقل عن كل كلمة يتفوه بها لسانك من أمور الغيب .وهذا ما ينقصك ألا وهو تعلم الأصول وعلوم الآلة التي بها تعرف الحق وبدونها يكون التخبط .

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    اذهب فتعلم الأصول لتعرف أن الغيبيات لا قياس فيها بل لابد من دليل مستقل عن كل كلمة يتفوه بها لسانك من أمور الغيب .
    إسأل صغار طابة العلم هل قياس الاَوْلَى دليل فى العقيدة أم لا ثم عاود النقاش

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    إسأل صغار طابة العلم هل قياس الاَوْلَى دليل فى العقيدة أم لا ثم عاود النقاش
    وأما قياس الأولى فهذا فقط في باب مقارنة بعض صفات المخلوقين بصفات الخالق فكل صفة للمخلوق ليست من صفات النقص والعيب فالله أولى بها وهي صفة كمال لله ليست كصفة المخلوق ( ولله المثل الأعلى )

    أما العقيدة ومسائلها كثيرة جدا فهي توقيفية على النص فما ثبت في النص أثبتناه وما لم يرد النص في أي مسألة منها فيجب التوقف فيه .
    ومنها الإيمان بالغيب فهات الدليل على جواز استعمال القياس في الغيبيات لإثبات حصول أمر بعينه من أمور الغيب .

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    وأما قياس الأولى فهذا فقط في باب مقارنة بعض صفات المخلوقين بصفات الخالق فكل صفة للمخلوق ليست من صفات النقص والعيب فالله أولى بها وهي صفة كمال لله ليست كصفة المخلوق ( ولله المثل الأعلى )

    أما العقيدة ومسائلها كثيرة جدا فهي توقيفية على النص فما ثبت في النص أثبتناه وما لم يرد النص في أي مسألة منها فيجب التوقف فيه .
    ومنها الإيمان بالغيب فهات الدليل على جواز استعمال القياس في الغيبيات لإثبات حصول أمر بعينه من أمور الغيب .
    قياس الاولى دليل صحيح لا غبار عليه فكل نعيم فى الدنيا فدار النعيم المطلق أولى به ففيها النعيم الكامل الذى لا نقص فيه بوجه من الوجوه فان الله يكمل للعبد ما يحب مما يشتهيه فى الدنيا أو مما لم تره عين، ولم تسمعه أذن، ولم يخطر على قلب بشر.
    وقد اعتبر الامام ابن القيم رحمه الله هذا الدليل وأعمله فى مسألتنا هذه فقال أولى و أحرى فان المذاكرة في الدنيا في ذلك ألذ من الطعام و الشراب و الجماع فتذاكر في الجنة اعظم لذة و هذه لذة يختص بها أهل العلم و يتميزون بها على من عداهم - ومعنى كلامه ان كل نعيم فى الدنيا فدار النعيم المطلق أولى به وهذا القياس صحيح لا غبار عليه
    حتى من قال انه لابد من وروود النص فى الامور الغيبية أجازوا هذا المسلك بعد قولهم واسترسلوا فى ذكر قياس الاولى كما فى كثير من الفتاوى لذلك إدعيت التركيب وما هو بتركيب ولكنه استدلال على جواز قياس الاولى بذكر المواضع الاخرى التى تبين ذلك وأنت لم تجبنى ماذا لو سألك إبنك بعد أن علمته أن الجنة هى الدار الجامعة لكل نعيم وسألك على نعيم لم ترد به النصوص أتجيبه أنه لم يرد به النص أم تستدل بالعموم وقياس الاولى وقد ضربت مثال بالحلوى والبسكويت هل ورد نص أم نستدل على الجواز بأن الجنة دار النعيم المطلق

    استدلّ علماء السّلف بقياس الأولى على إمكان الرؤية دون إحاطة؛ روى ابن أبي حاتم وغيره عن ابن عبّاس - رضي الله عنهما - قوله: إِنَّ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - رأى ربّه، فقال له رجل عند ذلك: أليس قال الله: (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ)[الأنعام: 103]، فقال له عكرمة: ألست ترى السماء؟ قال: بلى. قال: فكلّها ترى
    وأما قياس الأولى فهذا فقط في باب مقارنة بعض صفات المخلوقين بصفات الخالق

    يقول ابن القيّم: جعل الله سبحانه إحياء الأرض بعد موتها نظير إحياء الأموات، وإخراج النّبات منها نظير إخراجهم من القبور، ودلّ بالنّظير على نظيره
    وشيخ الإسلام يضرب هذا المثل – مثل نعيم الجنَّة – كأنه يريد أن يقرن بين مسألة دلالة النصوص, وأنَّها واحدة في الصفات والمعاد، - وقد شرحها في عرضه لتسلط الملاحدة – ومسألة ما يفهم من النصوص، وأنَّ نصوص النَّعيم إذا كانت تفهم لأنها تشبه نعيم الدنيا مع ما بينهما من الاختلاف في الحقيقة والكيفية، فكذلك نصوص الصفات تفهم وتعلم, ولا تقتضي موافقتها في الاسم لصفات العباد أن تكون مثلها, أو م
    وكذلك مثل الروح من الغيب ، فإنها "إذا كانت موجودة، حية، عالمة، قادرة، سميعة بصيرة، تصعد وتنزل، وتذهب وتجيء، ونحو ذلك من الصفات، والعقول قاصرة عن تكييفها وتحديدها؛ لأنهم لم يشاهدوا لها نظيراً، والشيء إنما تدرك حقيقته: إما بمشاهدته، أو بمشاهدة نظيره، فإذا كانت الروح متصفة بهذه الصفات مع عدم مماثلتها لما يشاهد من المخلوقات، فالخالق أولى بمباينته لمخلوقاته، مع اتصافه بما يستحقه من أسمائه وصفاته، وأهل العقول أعجز عن أن يحدوه, أو يكيفوه منهم عن أن يحدوا الروح أو يكيفوها..."

    قال ابن عباس رضي الله عنه: "ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء"، فإن هذه الحقائق التي أخبر بها أنها في الجنة ليست مماثلة لهذه الموجودات في الدنيا بحيث يجوز على هذه ما يجوز على تلك ويجب لها ما يجب لها ويمتنع عليها ما يمتنع عليها وتكون مادتها مادتها وتستحيل استحالتها، فإنا نعلم أن ماء الجنة لا يفسد ويأسن، ولبنها لا يتغير طعمه، وخمرها لا يصدع شاربها ولا ينزف عقله فإن ماءها ليس نابعا من تراب ولا نازلا من سحاب مثل ما في الدنيا، ولبنها ليس مخلوقا من أنعام كما في الدنيا وأمثال ذلك، فإذا كان ذلك المخلوق يوافق ذلك المخلوق في الاسم وبينهما قدر مشترك وتشابه، عُلم به معنى ما خوطبنا به، مع أن الحقيقة ليست مثل الحقيقة، فالخالق جل جلاله أبعد عن مماثلة مخلوقاته مما في الجنة لما في الدنيا. فإذا وصف نفسه بأنه حي عليم سميع بصير قدير لم يلزم أن يكون مماثلا لخلقه؛ إذ كان بُعدها عن مماثلة خلقه أعظم من بُعد مماثلة كل مخلوق لكل مخلوق، وكل واحد من صغار الحيوان لها حياة وقوة وعمل، وليست مماثلة للملائكة المخلوقين، فكيف يماثل رب العالمين شيئا من المخلوقين".

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    وأما قياس الأولى فهذا فقط
    قياس الاولى كان عندك شامل لجميع الغيب والآن أصبح فقط لماذا فقطت هنا

    قياس الأولى هو أن يكون الغائب أولى بالحكم من الشّاهد
    أو بعبارة أشمل وأضبط أن يكون المقيس مماثلاً للمقيس عليه أو أولى بالحكم منه .
    فالجنّة من المطاعم والمشارب والمساكن وغيرها يوافق ما في الدّنيا اسمًا ويخالفه حقيقةً ؛
    فإذا كان المخلوق منزّهًا عن مماثلة المخلوق وأولى بالكمال المطلق مع توافق الاسم فالخالق أولى أن ينزّه عن مماثلة المخلوق وإن حصل توافق في ألفاظ الصّفات
    فكل كمال فى الدنيا فدار النعيم المطلق الكامل أولى منه وأكمل
    ولا تنسى ان تجيبنى عما اذا سألك ابنك عن نعيم مخصوص لم يرد فى النصوص فهل تجيبه من باب قياس الاولى وإدخاله فى النعيم المطلق
    ام بالتعطيل والتوقف وحرمان طفلك عما تشتهيه نفسه أو لم يخطر بباله بادعاء ان ذلك من الخيال الواسع- دع ابنك يعيش فى هذا الخيال الواسع ودع اهل الاسلام يتمنوا ويشتهوا ما يشاءون لأن الجنة اسم جامع لكل انواع النعيم الذى يخطر على البال او لم يخطر على البال
    فقط
    سبحان الله القراءن مملوء بأدلة كثيرة تبين مسألة قياس الاولى فى العقيدة والامور الغيبية ثم يأتى المعيصفى بعاصفته فيعصف بهذا كله عاصفة تدمر كل ما يقابلها

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,590

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    والله اعلم فالنقاش بينكم في أمرين . محاولة التوفيق بين القولين .
    فمن لازم القول أن في الجنة ما لا يخطر على قلب بشر فعندئذ استخدام قياس الأولى لا بأس يه . بينها وببين نعيم الدنيا .
    ومن لازم القول ان أمور الآخرة وهي أمور غيبية لكن النص فيها صريح وفيه نص محكم فلا يستبعد استلذاذ بما طاب لنا في الآخرة
    والجمع بينهم ليس أمرا صعبا لدلالة النص فكل منكما مصيب في بعض مخطىء في بعض .

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    والله اعلم فالنقاش بينكم في أمرين . محاولة التوفيق بين القولين .
    فمن لازم القول أن في الجنة ما لا يخطر على قلب بشر فعندئذ استخدام قياس الأولى لا بأس يه . بينها وببين نعيم الدنيا .
    ومن لازم القول ان أمور الآخرة وهي أمور غيبية لكن النص فيها صريح وفيه نص محكم فلا يستبعد استلذاذ بما طاب لنا في الآخرة
    والجمع بينهم ليس أمرا صعبا لدلالة النص فكل منكما مصيب في بعض مخطىء في بعض .
    هل الشيخ عبد الرحمن السعدى مخطئ فى بعض ما ذكرته أنت عنه - هل الامام ابن القيم مخطئ فى بعض ما ذكرته انا عنه-الاخ الفاضل المعيصفى يذهب الى تخطئة الشيخ السعدى والامام ابن القيم وانه تجاوز لما ورد فى النصوص وأنه من الخيال الواسع وانا بينت قول اهل العلم مع قولهم انه لابد من الوقوف مع ما ورد فى النصوص قالوا - فى الفتوى أما ما يدل على وجود السيارات المعروفة عندنا في الجنة فلم يرد بخصوصه نص، ولكن لا مانع إن رغب بعض أهل الجنة في السيارات أن يتفضل الله عليهم بها،
    لا مانع...لا مانع ... لا مانع
    إن رغب بعض أهل الجنة في السيارات أن يتفضل الله عليهم بها،
    قال تعالى لهم ما يشاءون عند ربهم -وأظن ان كل ما سيأتى هو تكرار-فإن كان عند الاخ المعيصفى إشكال غير ما تقدم فيمكن مناقشته أما التكرار فكأننا ندور فى حلقة كلما انتهينا عدنا من حيث بدأنا - كلام العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى صحيح وهو استفاده من كتب الامام ابن القيم وكلامه
    وأنا اخى الفاضل حسن المطروشى الاثرى لم أتدخل فى النقاش الا بعد تعليقه على نقلك عن الشيخ عبد الرحمن السعدى فقال على كلام الشيخ السعدى
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    كلام غريب بدون دليل لا من جهة الأثر ولا من سياق الآيات
    فكان لازما علىَّ أن ارد على كلامه وأناقشه وأنا أسال الجميع هل كلام الشيخ عبد الرحمن السعدى وابن القيم غريب بدون دليل لا من جهة الأثر ولا من سياق الآيات

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,590

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    جزاك الله خيرا شيخ محمد عبد اللطيف ونفع بك .
    كلا وحاشا كلامك صحيح أخي نفع الله بك البلاد والعباد ووفقك لما يحبه ويرضاه فقط هناك نقاط وقد ذكرتها وانتهى الخلاف
    بارك الله فيكم

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا أخى محمد عبد اللطيف ونفع بك .
    كلا وحاشا كلامك صحيح
    بارك الله فيك أخى الفاضل حسن المطروشى الاثرى وجزاك الله خيرا

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    فيجب التوقف في إثباته
    نحن نتكلم على قياس الاولى والبعض كما يظهر فى جميع المواضيع وليس فى هذا الموضوع فقط يقف عند ظاهر النص - ولا اعتبار بالاستنباط وهذا فيه تأثر ببعض المذاهب فلذلك يشن الغارة على شيخ الاسلام ابن تيمية و الامام ابن القيم وكثير من الائمة فى الاستنباط بحجة عدم وروود النص
    وجاء فى فتوى هيئة كبار العلماء
    أن من أنصف لنفسه علم أن النصوص التي أخذت منها الأحكام لا تفي بعشر معشار الحوادث التي لا نهاية لها ، فما الذي يقوله الظاهري في غير المنصوص إذا أتاه عامي وسأله عن حادثة لا نص فيها ، أيحكم فيها بشيء أم يدع العامي وجهله ؟لا قائل من المسلمين بالثاني ؛ أعني أنا ندع العامي يخبط في دينه ، وإن حكم فيها - والواقع أن لا نص - ؛ فإما أن يقيس ، أو يخترع من نفسه حكما يلزم الناس الأخذ به .إن اخترع من عند نفسه ونسبه إلى الحكم الشرعي كان كاذبا على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وإلا كان ملزما للناس بفلتات لسانه ، فما بقي إلا أنه لا يخترعه من عند نفسه ويقيسه على الصور المنصوص عليها .والظاهري لا يقول بذلك ، فعاد الأمر إلى أنه إما أن يدع العامي يخبط في دينه بما لم ينزل الله به سلطانا ، أو يكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أو يلزم الناس بهفواته ، والثلاثة لا يقولها ذو لب - معاذ الله
    قال الامام ابن باز
    الطريقة الظاهرية معروفة، وهي التي يسير عليها داود بن علي الظاهري، وأبو محمد ابن حزم، ومن يقول بقولهما، ومعناها: الأخذ بظاهر النصوص وعدم النظر في التعليل والقياس، فلا قياس عندهم ولا تعليل، بل يقولون بظاهر الأوامر والنواهي، ولا ينظرون إلى العلل والمعاني، فسموا ظاهرية لهذا المعنى؛ لأنهم أخذوا بالظاهر ولم ينظروا في العلل والحكم والأقيسة الشرعية التي دل عليها الكتاب والسنة، ولكن قولهم في الجملة أحسن من قول أهل الرأي المجرد الذين يحكمون الآراء والأقيسة، ويعرضون عن العناية بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، لكن عليهم نقص ومؤاخذات في جمودهم على الظاهر، وعدم رعايتهم للعلل والحكم والأسرار التي نبه عليها الشارع وقصدها، ولهذا غلطوا في مسائل كثيرة دل عليها الكتاب والسنة
    **
    إن التمسك بالظاهر وإنكار التعليل والتقصيد إلا فيما ظهر منهج قاصر ومحدود في معرفة فهم النصوص وحكمة التشريع؛ إذ لا يتجاوز في النظر فيما وراء الظاهر من معان ودلالات وإشارات.
    يقول ابن القيم رحمه الله : (فنفاة القياس لما سدوا على نفوسهم باب التمثيل والتعليل واعتبار الحكم والمصالح... احتاجوا إلى توسعة الظاهر والاستصحاب، فحملوها فوق الحاجة، ووسعوهما أكثر مما يسعانه)
    يقول ابن عاشور: (وأنت إذا نظرت إلى أصول الظاهرية تجدهم يوشكون أن ينفوا عن الشريعة نوط أحكامها بالحكمة؛ لأنهم نفوا القياس والاعتبار بالمعاني، ووقفوا عند الظواهر فلم يجتازوها... على أن أهل الظاهر يقعون بذلك في ورطة التوقف عن إثبات الأحكام فيما لم يرو فيه عن الشارع حكم من حوادث الزمان، وهذا موقف خطير يخشى على المتردد فيه أن يكون نافيا عن شريعة الإسلام صلاحها لجميع العصور والأقطار
    إن تقديس الظاهر إلى درجة إنكار التعليل والقياس منهج يحصر المعرفة في نطاق الفهم اللغوي للألفاظ، ولا يتعدها إلى البحث عن العلل والأسباب، مما يعني التضييق من المعرفة العقلية خارج الدائرة اللغوية للألفاظ. وهذا المنهج لا يتفق ومعقولية التشريع، وغائية أحكامه لقيامه على المنطق اللغوي وحده
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
    فإن مباحث القياس لم تُحرَّر على طريقة فقهاء أهل الحديث في كتب الأصول التي وصلتنا، وأكثرها على منهج المتكلمين وأهل الرأي الذين لم يُنصِفوا أهلَ الحديث في الغالب، ونسبوا إليهم ما لا يقولون به، وعدُّوهم مثل الظاهرية مخالفين للقياس. ونحن نعرف أن الظاهرية أنكروا القياس وحجيته والحاجة إليه، وسَدوا على أنفسهم باب التمثيل والتعليل واعتبار الحِكَم والمصالح، فاحتاجوا إلى توسعة الظاهر والاستصحاب، وحمَّلوهما فوق الحاجة، ووسَّعوهما أكثر مما يسعانِه، فحيث فهموا من النص حكمًا أثبتوه، وحيث لم يفهموه منه نفوه وحملوه على الاستصحاب. فهم وإن أحسنوا في اعتنائهم بالنصوص وعدم تقديم غيرها عليها من رأي أو قياس أو تقليد، وأحسنوا في رد الأقيسة الباطلة وبيانِهم تناقضَ أهلها واضطرابهم في القياس تأصيلاً وتفصيلا، وذِكْرِ أمثلةِ من تفريقهم بين المتماثلين وجمعِهم بين المختلفين- إلاّ أنهم أخطأوا من وجوه عديدة:
    منها: رد القياس الصحيح، ولا سيما المنصوص على علته
    ومنها: تقصيرهم في فهم النصوص، فكم من حكيم دلَّ عليه النصُّ ولم يفهموا دلالتَه عليه، وسبب هذا الخطأ حَصْرهم الدلالةَ في مجرد ظاهر اللفظ دون إيمائه وتنبيهه وإشارته وعُرْفِه عند المخاطبين.
    ومنها: تحميل الاستصحاب فوق ما يستحقّه، وجَزْمُهم بموجبه، لعدم علمهم بالناقل. وليس عدم العلم علمًا بالعدم.
    أما أصحاب الرأي والقياس فلم يعتنوا بالنصوص كما ينبغي، ولم يعتقدوها وافيةً بالأحكام ولا شاملةً لها، حتى قال بعضهم: إن النصوص لا تَفي بعُشُر معشار أحكام العباد، فالحاجة إلى القياس فوق الحاجة إلى النصوص، وقالوا: إن النصوص متناهية وحوادث العباد غير متناهية، وإحاطة المتناهي بغير المتناهي ممتنع. فوسَّعوا طرق الرأي والقياس، وعلَّقوا الأحكام بأوصافٍ لا يُعلَم أن الشارع علَّقها بها، واستنبطوا عللاً لا يُعلَم أن الشارم شرع الأحكام لأجلها. ثمّ اضطرهم ذلك إلى أن عارضوا بين كثير من النصوص والقياس؟ ثمَّ اضطربوا فتارةً يقدمون القياس، وتارةً يقدمون النصّ، وتارةً يفرقون بين النصّ المشهور وغير المشهور، واضطرهم ذلك أيضًا إلى أن اعتقدوا في كثير من الأحكام أنها شرِعت على خلاف القياس. فكان خطؤهم من وجوه:
    أحدها: ظنُّهم قصور النصوص عن بيان جميع الحوادث.
    الثالث: اعتقادهم في كثير من أحكام الشريعة أنها على خلاف القياس، وادعوا فيها الاستحسان، فظنوا أن الاستحسان خلاف القياس.
    الرابع: اعتبارهم عللاً وأوصافًا لم يعلم اعتبار الشارع لها، وإلغاؤهم عللاً وأوصافا اعتبرها الشارع.
    الخامس: تناقضهم في نفس القياس، ففرقوا- كثيرًا- بين المتماثلين وجمعوا بين المختلفين.
    والصواب الذي عليه أئمة السنة والحديث أن الله تعالى قد أنزل الكتاب والميزان، فكلاهما في الإنزال أخوان، وفي معرفة الأحكام شقيقان، فلا تتناقض دلالة النصوص الصحيحة، ولا دلالة الأقيسة الصحيحة، ولا دلالة النص الصريح والقياس الصحيح، بل كلها متعاضدة متناصرة يُصدِّق بعضها بعضا، ويشهد بعضُها لبعض.
    والنصوص محيطة بأحكام الحوادث، ولم يُحِلْنا الله ورسوله على
    الرأي، بل قد بيَّن الأحكام كلها، والنصوص كافية وافيةٌ بها، والقياس الصحيح حق مطابق للنصوص، فهما دليلان: الكتاب والميزان. وقد تخفى دلالةُ النصّ أو لا تبلغُ العالمَ فيعدِل إلى القياس، ثمّ قد يظهر موافقًا للنص فيكون قياسًا صحيحًا، وقد يظهر مخالفًا له فيكون فاسدًا.
    هذا المذهب الثالث- الذي هو مذهب فقهاء أهل الحديث-

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    يقول ابن القيم رحمه الله فى العمدة في الاستدلال:
    ثُمَّ جَاءَتْ الْأَئِمَّةُ مِنْ الْقَرْنِ الرَّابِعِ الْمُفَضَّلِ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْن ِ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، فَسَلَكُوا عَلَى آثَارِهِمْ اقْتِصَاصًا، وَاقْتَبَسُوا هَذَا الْأَمْرَ عَنْ مِشْكَاتِهِمْ اقْتِبَاسًا، وَكَانَ دِينُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَجَلَّ فِي صُدُورِهِمْ، وَأَعْظَمَ فِي نُفُوسِهِمْ، مِنْ أَنْ يُقَدِّمُوا عَلَيْهِ رَأْيًا أَوْ مَعْقُولًا أَوْ تَقْلِيدًا أَوْ قِيَاسًا، فَطَارَ لَهُمْ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ فِي الْعَالَمِينَ، وَجَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ، ثُمَّ سَارَ عَلَى آثَارِهِمْ الرَّعِيلُ الْأَوَّلُ مِنْ أَتْبَاعِهِمْ، وَدَرَجَ عَلَى مِنْهَاجِهِمْ الْمُوَفَّقُونَ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ، زَاهِدِينَ فِي التَّعَصُّبِ لِلرِّجَالِ، وَاقِفِينَ مَعَ الْحُجَّةِ وَالِاسْتِدْلَا لِ، يَسِيرُونَ مَعَ الْحَقِّ أَيْنَ سَارَتْ رَكَائِبُهُ، وَيَسْتَقِلُّون َ مَعَ الصَّوَابِ حَيْثُ اسْتَقَلَّتْ مَضَارِبُهُ، إذَا بَدَا لَهُمْ الدَّلِيلُ بِأُخْذَتِهِ طَارُوا إلَيْهِ زَرَافَاتٍ وَوُحْدَانًا، وَإِذَا دَعَاهُمْ الرَّسُولُ إلَى أَمْرٍ انْتَدَبُوا إلَيْهِ وَلَا يَسْأَلُونَهُ عَمَّا قَالَ بُرْهَانًا، وَنُصُوصُهُ أَجَلُّ فِي صُدُورِهِمْ وَأَعْظَمُ فِي نُفُوسِهِمْ مِنْ أَنْ يُقَدِّمُوا عَلَيْهَا قَوْلَ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ، أَوْ يُعَارِضُوهَا بِرَأْيٍ أَوْ قِيَاسٍ
    ويقول شيخ الإسلام رحمه الله مبينا خطأ الظاهرية في إنكار القياس الجلي:
    وَمَنْ لَمْ يَلْحَظْ الْمَعَانِيَ مِنْ خِطَابِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَلَا يَفْهَمُ تَنْبِيهَ الْخِطَابِ وَفَحْوَاهُ مِنْ أَهْلِ الظَّاهِرِ؛ كَاَلَّذِينَ يَقُولُونَ: إنَّ قَوْلَهُ: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} لَا يُفِيدُ النَّهْيَ عَنْ الضَّرْبِ. وَهُوَ إحْدَى الرِّوَايَتَيْن ِ عَنْ دَاوُد؛ وَاخْتَارَهُ ابْنُ حَزْمٍ وَهَذَا فِي غَايَةِ الضَّعْفِ بَلْ وَكَذَلِكَ قِيَاسُ الْأَوْلَى وَإِنْ لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ الْخِطَابُ لَكِنْ عُرِفَ أَنَّهُ أَوْلَى بِالْحُكْمِ مِنْ الْمَنْطُوقِ بِهَذَا فَإِنْكَارُهُ مِنْ بِدَعِ الظَّاهِرِيَّةِ الَّتِي لَمْ يَسْبِقْهُمْ بِهَا أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ فَمَا زَالَ السَّلَفُ يَحْتَجُّونَ بِمِثْلِ هَذَا وَهَذَا. انتهى.

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    ليس في شرع الله تعالى من مصادر للوحي غير القرآن والسنَّة ، فهما مرجع المسلمين في اعتقادهم ، وأحكامهم ، وقد أمرنا الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في تلقي الأحكام ، لا غير ، وأمرنا عند التنازع والاختلاف أن نرجع إلى الكتاب والسنَّة ليكونا حكماً بين المختلفين .
    قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) النساء/ 59 ، وقال تعالى : ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) الشورى/ 10 .
    وإذا علمنا أن القياس ليس من مصادر التشريع : فهو لا يناقض أنه وسيلة لإثبات الأحكام الشرعية التي تشترك مع المنصوص عليه بجامع العلة بينهما ، وهذا لا يتناقض مع الآيات المذكورة ؛ لأن القياس كان على وارد في نصوص الوحي ، والشريعة لا تفرِّق بين متماثليْن ، ومثله يقال في الإجماع ، حيث لا إجماع إلا على نص من الوحي ، فصارت مصادر التشريع : الكتاب والسنَّة ، وأما الإجماع والقياس فمرجعهما إلى نصوص الوحي ، فتسميتهما " مصادر تشريع " هي مسألة اصطلاحية ، فيها نوع من التسامح في العبارة ، والمراد بها : أنه من المصادر المعرفة بتشريع الله ، والموصلة إليه .
    وانظر جواب السؤال رقم : ( 112268 ) .
    ثانياً:
    أما نفاة القياس مطلقاً فهم الظاهرية ، وعلى رأسهم : أبو محمد ابن حزم ، وقد ساق الأدلة والأقوال الكثيرة على نفي القياس في الشرع مطلقاً ، وقد ردَّ عليه أئمة التحقيق ، وتتبعوا أدلته وأقواله بالرد والنقض ، وبينوا أنه ليس كل قياس معتبر ، كما لا يمكن رد القياس الصحيح المنضبط ونفيه من الشرع .
    ومن الأئمة الذين تتبعوا أقوال الظاهرية بنفي القياس وردوا عليهم : الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه " إعلام الموقعين " ، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي في كتابه " أضواء البيان " .
    وبعد أن ساق الشنقيطي رحمه الله مجمل أدلة الظاهرية في نفي القياس ختم ذلك بقوله :
    اعلم أن تحقيق المقام في هذه المسألة التي وقع فيها من الاختلاف ما رأيت : أن القياس قسمان : قياس صحيح ، وقياس فاسد .
    أما القياس الفاسد : فهو الذي ترِدُ عليه الأدلة التي ذكرها الظاهرية ، وتدل على بطلانه ، ولا شك أنه باطل ، وأنه ليس من الدِّين كما قالوا ، وكما هو الحق .
    وأما القياس الصحيح : فلا يرِد عليه شيء من تلك الأدلة ، ولا يناقض بعضه بعضاً ، ولا يناقض البتة نصّاً صحيحاً من كتاب ، أو سنَّة ، فكما لا تتناقض دلالة النصوص الصحيحة : فإنه لا تتناقض دلالة الأقيسة الصحيحة ، ولا دلالة النص الصريح والقياس الصحيح ، بل كلها متصادقة ، متعاضدة ، متناصرة ، يصدق بعضها بعضاً ، ويشهد بعضها لبعض ، فلا يناقض القياس الصحيح النصَّ الصحيح أبداً .
    وضابط القياس الصحيح هو : أن تكون العلة التي علق الشارع بها الحكم وشرعه من أجلها موجودة بتمامها في الفرع ، من غير معارض في الفرع يمنع حكمها فيه ، وكذلك القياس المعروف بـ " القياس في معنى الأصل " الذي هو الإلحاق بنفي الفارق المؤثر في الحكم . فمثل ذلك لا تأتي الشريعة بخلافه ، ولا يعارض نصّاً ، ولا يتعارض هو في نفسه . وسنضرب لك أمثلة من ذلك تستدل بها على جهل الظاهرية القادح ، الفاضح ، وقولهم على الله ، وعلى رسوله ، وعلى دينه أبطل الباطل ، الذي لا يشك عاقل في بطلانه ، وعظم ضرره على الدين ، بدعوى أنهم واقفون مع النصوص ، وأن كل ما لم يصرح بلفظه في كتاب ، أو سنَّة فهو معفو عنه ، ولو صرح بعلة الحكم المشتملة على مقصود الشارع من حكمة التشريع ، فأهدروا المصالح المقصودة من التشريع ، وقالوا على الله ما يقتضي أنه يشرع المضار الظاهرة لخلقه .
    فمن ذلك : ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه : من أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لاَ يَقْضِينَّ حَكَمٌ بَيْنَ اثْنَين وَهُوَ غَضْبان ) ، فالنَّبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح نهى عن الحُكم في وقت الغضب ، ولا يشك عاقل أنه خص وقت الغضب بالنهي دون وقت الرضا ؛ لأن الغضب يشوِّش الفكر ، فيمنع من استيفاء النظر في الحكم ، فيكون ذلك سبباً لضياع حقوق المسلمين ، فيلزم على قول الظاهرية - كما قدمنا إيضاحه - : أن النهي يختص بحالة الغضب ، ولا يتعداها إلى غيرها من حالات تشويش الفكر المانعة من استيفاء النظر في الحكم ، فلو كان القاضي في حزن مفرط يؤثر عليه تأثيراً أشد من تأثير الغضب بأضعاف ، أو كان في جوع ، أو عطش مفرط يؤثر عليه أعظم من تأثير الغضب : فعلى قول الظاهرية : فحُكمُه بين الناس في تلك الحالات المانعة من استيفاء النظر في الحكم : عفو ، جائز ؛ لأن الله سكت عنه في زعمهم ، فيكون الله قد عفا للقاضي عن التسبب في إضاعة حقوق المسلمين التي نصبه الإمام من أجل صيانتها وحفظها من الضياع ، مع أن تنصيص النَّبي صلى الله عليه وسلم على النهي عن الحكم في حالة الغضب دليل واضح على المنع من الحكم في حالة تشويش الفكر تشويشاً كتشويش الغضب أو أشد منه ، كما لا يخفى على عاقل ، فانظر عقول الظاهرية ، وقولهم على الله ما يقتضي أنه أباح للقضاة الحكم في حقوق المسلمين في الأحوال المانعة من القدرة على استيفاء النظر في الأحكام ، مع نهي النَّبي صلى الله عليه وسلم الصريح عن ذلك في صورة من صوره ، وهي الغضب ، بزعمهم أنهم واقفون مع النصوص .
    ومن ذلك : قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُواْ لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ، فالله جل وعلا في هذه الآية الكريمة نص على أن الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء يجلدون ثمانين جلدة ، وترد شهادتهم ، ويحكم بفسقهم ، ثم استثنى من ذلك من تاب من القاذفين من بعد ذلك ، وأصلح ، ولم يتعرض في هذا النص لحكم الذين يرمون المحصنين الذكور .
    فيلزم على قول الظاهرية : أن من قذف محصناً ذكراً ليس على أئمة المسلمين جلدَه ، ولا رد شهادته ، ولا الحكم بفسقه ؛ لأن الله سكت عن ذلك في زعمهم ، وما سكت عنه فهو عفو ! .
    فانظر عقول الظاهرية ، وما يقولون على الله ورسوله من عظائم الأمور ، بدعوى الوقوف مع النص .
    ودعوى بعض الظاهرية : أن آية ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ) شاملة للذكور بلفظها ، بدعوى أن المعنى : يرمون الفروج المحصنات من فروج الإناث ، والذكور : من تلاعبهم ، وجهلهم بنصوص الشرع ، وهل تمكن تلك الدعوى في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ ) ؟! ، فهل يمكنهم أن يقولوا : إن الفروج هي الغافلات المؤمنات ، وكذلك قوله تعالى : ( وَالْمُحْصَنَات ُ مِنَ النِّسَآءِ ) ، وقوله تعالى : ( مُحْصَنَات غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ) كما هو واضح .
    ومن ذلك نهيه صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد : فإنه لا يشك عاقل أن علة نهيه عنه أن البول يستقر فيه لركوده فيقذره ، فيلزم على قول الظاهرية : أنه لو ملأ آنية كثيرة من البول ، ثم صبها في الماء الراكد ، أو تغوط فيه : أن كل ذلك عفو ؛ لأنه مسكوت عنه ، فيكون الله - على قولهم - ينهى عن جعل قليل من البول فيه إذا باشر البول فيه ، ويأذن في جعل أضعاف ذلك من البول فيه ، بصبه فيه من الآنية ، وكذلك يأذن في التغوط فيها .
    وهذا لو صدر من أدنى عاقل : لكان تناقضاً معيباً عند جميع العقلاء ، فكيف بمن ينسب ذلك إلى الله ورسوله عياذاً بالله تعالى بدعوى الوقوف مع النصوص ، وربما ظن الإنسان الأجر ، والقربة فيما هو إلى الإثم والمعصية أقرب ، .....
    ومن ذلك : نهيه صلى الله عليه وسلم عن التضحية بالعوراء ، مع سكوته عن حكم التضحية بالعمياء ، فإنه يلزم على قول الظاهرية : أن يناط ذلك الحكم بخصوص لفظ العوَر خاصة . فتكون العمياء مما سكت الله عن حكم التضحية به ، فيكون ذلك عفواً ، وإدخال العمياء في اسم العوراء لغة غير صحيح ؛ لأن المفهوم من العوَر غير المفهوم من العمَى ؛ لأن العور لا يطلق إلا في صورة فيها عين تبصر ، بخلاف العمَى فلا يطلق في ذلك ، وتفسير العور : بأنه عمى إحدى العينين لا ينافي المغايرة ؛ لأن العمى المقيد بإحدى العينين غير العمى الشامل للعينين معاً ، وبالجملة : فالمعنى المفهوم من لفظ العور غير المعنى المفهوم من لفظ العمى . فوقوف الظاهرية مع لفظ النص يلزمه جواز التضحية بالعمياء ؛ لأنها مسكوت عنها .
    وأمثال هذا منهم كثيرة جدّاً .
    وقصدنا : التنبيه على بطلان أساس دعواهم ، وهو الوقوف مع اللفظ من غير نظر إلى معاني التشريع ، والحكم ، والمصالح التي هي مناط الأحكام ، وإلحاق النظير بنظيره الذي لا فرق بينه وبينه يؤثر في الحكم .
    " أضواء البيان " ( 4 / 211 – 214 ) .
    المصدر الاسلام سؤال وجواب

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Jun 2014
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    416

    افتراضي رد: هل في الجنة تدارس ل مسائل العلم وبحث ونظر !!

    الرأي كالليل مسود جوانبه
    والليل لا ينجلي إلا بإصباح
    فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى
    مصباح رأيك تزدد ضوء مصباح

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •