بداية أشكرك على تفاعلك ولكن اسمح لي أخالفك فيما ذهبت إليه .
كلام سليم .إستعمال الأسباب الحسية و المادية لعلاج الأمراض العضوية يستوي فيها الكافر و المؤمن و هي خاضعة للبحث و الإستكشاف و الحكم كما قال صلى الله عليه و سلم " ... علمه من علمه و جهله من جهله . "
[quoe]أما ما وصلَنا من رقى الرسول صلى الله عليه و سلم و صحابته رضي الله عنهم للأمراض العضوية بالقرآن فهو بمثابة الدعاء المستجاب . و الدعاء المستجاب يقول الله عنه : " إنّما يتقبل الله من المتقين " .
الصحابي الذي قرأ الفاتحة ـ على سيد القوم الذي لدغته عقرب وكان كافراً ـ الله أعلم إن كان طبيبا او راقيا و لكنه كان متيقنا أنه إذا وكل الأمر إلى الله فيُستجاب له و لذلك اشترط عليهم أن يجعلوا له جعلة . دعا الصحابي الله قائلا : " إياك نعبد و إياك نستعين " كما قال صلى الله عليه و سلم : " لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا "[/quote]
استدلال فيه نظر إذ لا يلزم من الاشتراط أن يكونوا على يقين من الشفاء بل يكون من باب غلبة الظن..و لذلك اشترط عليهم أن يجعلوا له جعلة .
أخي هذا لا يتنافى هذا مع ماتقدم فسعي كل أهل زمان ومكان يختلف عن سعي غيرهم وكلٌ بحسبه .أما قولك : " وسعينا له بكل شيء " فأقول كان علمهم بالطب محدود جدا و أنت تعلم أنّ اليوم أبسط ممرض و ليس حتى طبيب يستطيع أن يعطيك تلقيحا ضد السم فتشفى .
على أي أساس جعلت العلاج بالرقية ظني الشفاء والعلاج المادي قطعي الشفاء بإطلاق , إذ لا يخفى عليك أن العلاج بالرقية والعلاج المادي لهما شروط وموانع ومتى ماوُجدت الشروط وانتفت الموانع تحققت المصلحة المرجوة وإلا فلا , فلذلك العلاج الشرعي هو الجمع بين الرقية والعلاج المادي جنباً إلى جنب ومتى ماتعذر أحدهما كرهاً اكتفينا بالآخر اضطراراً .قولك صحيح أن نجمع بين العلاج بالقرآن أي الدعاء (( من أراد أن يُحَدِّث ربه فليدعه و من أراد أن يُحدِّثه ربه فليقرأ القرآن )) و العلاج المادي و لكن علينا أن نبيّن أنّنا لسنا على يقين أنّ القرآن سينفع أي أنّ عندنا شك في الإستجابة لدعائنا و لذلك أضفنا العلاج المادي بمعنى آخر إن لم ينفع القرآن فسينفع العلاج المادي . و هذا راجع لضعف توكلنا على الله . وحالنا ليس كحال الصحابة . قيل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّه كان يقرأ الفاتحة على المريض فيشفى بإذن الله سواء كان المرض عضوي أو غير عضوي . كما قيل : " الفاتحة هي الفاتحة و لكن أين قلب عمر "
المسلمون يفضلول علاج الأمراض العضوية في الدول الأروبية و الأمريكية بدلا من العلاج بالدعاء في بلدانهم لأنّ القضية أصبحت بعد نذرة أصحاب الدعاء المستجاب قضية علم و جهل : " علمه من علمه و جهله من جهله "