بارك الله فيكم، وزادكم فضلاً.ومن ذلك قولُ كُثَيِّرٍ:
وقال ليَ الواشونَ ويحَك إنها ** بغيرِكَ حقًّا يا كَثيرُ تهيمُ
وقول أبي تمام:
فكأنَّ قُسًّا في عكاظٍ يخطُبُ ** وكَثِيرَ عزَّةَ يومَ بينٍ ينسِبُ
وقوله أيضًا:
لو يفاجي ذكر المديح كَثيرًا ** بمعانيه خالهن نسيبا
طاب فيه المديح والتذ حتى ** فاق وصف الديار والتشبيبا
أراد أن كثيرًا لو فاجأه هذا المديح - على حسن نسيبه - لخاله نسيبا، وخص كثيرًا لشهرته بالنسيب وبراعته، واحتمل ضرورة الشعر، ورد كثيرا إلى التكبير فقال: كَثيرا، ولم يقل: جميلا ولا جريرا ولا غيرهما مما لا ضرورة في اسمه...
وذلك لعلم أبي تمام بتقدم كثير في النسيب على غيره، وشهرته بالتجويد فيه، على أن جميلا لا شعر له مما يعتد به إلا في النسيب والغزل. اهـ من الموازنة للآمدي بتصرف (1/ 10-11)