عشرون مهارة ذهبية
شادي منصور محمد





تُعد المهارة المرتبطة بالبيئة التي يعيش فيها الإنسان، وما يتصل بها من معارف، وسلوكيات، وقيم، واتجاهات - "مهارةً حياتية"، وهدفي من هذا المقال هو مشاركة القارئ بعض المهارات الحياتية الضرورية، التي أراها في وجهة نظري "مهارات ذهبية"؛ لأن من عمل بها، أصبح صاحب شخصية بمواصفات ثرية ولامعة كالذهب، ولقد كتبت هذه المهارات بصورة مقصودة ومنظمة عن طريق الأنشطة والتطبيقات العملية؛ لتحسين ممارستها العملية ورفع كفاءتها مستقبلًا بإذن الله:

1- من مهارات التواصل مع الآخرين: الاعتراف بالفضل والجميل لأهله، وإنزال أهل الفضل والنُبل منازلهم، وقد تضمنت سورة الفاتحة تنبيهًا على ذلك وأكثر لمن أعمل ذهنه وعقله.



2- من مهارات الحياة: التخطيط الشخصي، وذلك بوضع أهداف وفق مدًى زمني محدد، ثم يسعى الطالب أو الموظف أو الباحث... إلخ لتحقيقها، ويستعين بالله في كتابة هذه الخطة ومراجعتها بين الفينة والأخرى، وبالطبع أعظم ما ينبغي أن يخطط له الإنسان هو فعل الطاعات والزيادة فيها.



3- من مهارات الحياة: حسن التعامل مع الأصدقاء، باختيارهم وفق معيار الدين وحسن الخلق، وبجميل التعامل معهم من التلطف والبشاشة، وحسن الاستقبال والإكرام، وإيصال الخير لهم، وقصة نبي الله إبراهيم تعلمنا فعل ذلك مع الأضياف الأغراب، فكيف بالأصدقاء؟



4- من المهارات الحياتية: مهارة إدارة الصراع والنزاع؛ فطبيعة الاحتكاك الدائم بين الناس واختلاف المصالح بينهم، يؤدي إلى بعض النزاع أحيانًا، وأولى خطوات الحل: ضبط النفس عند النزاع، وعدم التعدي بالقول أو الفعل، وتحديد سبب النزاع ومحاولة حله، أو إدخال وسيط للصلح بالعدل.



5- من مهارات الحياة اللازمة: إدارة العواطف والانفعالات، فلا تُؤذِ أحدًا بقولك عند رضاك أو غضبك، ولا تجرح بعبارة أو إشارة، بل تبحث عن ألطف العبارات وأرقها، وأذكى التصرفات وأليقها لتعبر بها عن مشاعرك الصادقة نحو الآخرين.



6- التفكير العلمي يقوم على إثبات الفرضيات بالحجج والبراهين الصحيحة، ولا يقبل إقامة الآراء والأقوال والأحكام والأفعال على مجرد الظن والهوى والتوقع.



7- تكوين الصداقات حاجة فطرية في الإنسان، وتقوم على المحبة في الله، والصدق في العلاقة، والتعاون على الخير، ولا تتم الصداقة ولا تكمل إلا ببذل كل صديق لصديقه صنوف الإحسان والبر والعطاء، ونفع الصديق لا يقتصر على الدنيا، بل يشمل الدنيا والآخرة، وكذلك ضرره لا يقتصر على الدنيا، بل يشمل الدنيا والآخرة.



8- من مهارات الحياة المهمة: مهارة الإنجاز للأعمال والتكاليف والواجبات والمهمات، تنجزها بأعلى جودة وأقل تكلفة ووقت وجهد، وييسر الله للإنسان إنجاز أعماله إذا صحت نيته، وابتغى بعمله حرث الآخرة وما عند الله من الثواب والأجر، واستعان به على ذلك.



9- من مهارات التواصل مع الآخرين: إقالة عثرتهم، وقبول اعتذارهم، والتجاوز عن أخطائهم، وشكر معروفهم وإحسانهم، وبذله لهم.



10- من مهارات النجاح الوظيفي: الصبر على الأذى، ومقابلة الإساءة بالإحسان؛ فالرئيس والزميل يُتوقع منهم الخطأ والزلل، ومقابلة ذلك باللطف واللين يحوله ويؤول به إلى خير ولين وتوفيق لك.



11- من الصور الإيجابية: أن تنظر في أحلك الظروف وأسوأ الأحوال إلى قرب فرج الله، وألَّا تيئس أو تقنط، بل تعتقد أن ما أصابك خير لك، ويرد الله به عنك أكثر منه وأسوأ، وتبادر للعمل منتظرًا تيسير الله وتوفيقه.



12- الحوار مهارة حياتية دائمة؛ لأننا نحتاج إلى التحاور مع الآخرين باستمرار، نحتاج إلى أن نستمع للآخرين، ونحترم وجهة نظرهم ولو خالفونا، وأن نبرهن على ما نقول أو ندعو إليه، وأن نجادل بالتي هي أحسن من القول والفعل.



13- الإيجابي يبحث عن فرص النجاح، ولا تثنيه العقبات، فهو متفائل ومؤمل بالنجاح باستمرار، يتعثر فيقوم سريعًا ويتعلم من تجاربه وأخطائه، هذا ديدنه مع نفسه ومع الآخرين، وربنا جل وعلا يفتح لنا أبواب توبته ورحمته باستمرار، ولا يقنطنا منها أبدًا، فإذا أخطأنا، تبنا وعدنا للصالحات.



14- من مهارات الحياة المهمة: الإبداع، وتعد سياحة الفكر والتأمل في الكون ومخلوقاته بوابة من بوابات تنمية الإبداع والابتكار، فمن الحيوانات يستعير تصورات لمنتجات جديدة، ومن حياة الطيور يستلهم أفكارًا لمشاريعَ نافعةٍ، ومن النباتات يكتشف طرقًا لحلول عملية؛ كما قال تعالى: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ ﴾ [يس: 33].



15- التفكير العلمي تطبيقاته في الحياة متعددة ومتنوعة، وتنظيم تفكيرك بطريقة منهجية سليمة يساعدك على مقاربة الصواب على الدوام، فعندما يعترضك أمر تريد أن تصل للأمثل والأصوب فيه، فحدِّدْ هذا الأمر بدقة، وحدد الحلول أو الطرق المؤدية إليه، ثم اختبر هذه الفروض وانظر أيها الذي يسنده الدليل الصحيح، واحذف ما سواه، ولو فكر المشركون بشكل سليم، لألغَوا كل عبادة للآلهة التي من دون الله.



16- من مهارات الحياة المهمة: مهارة الثقة بالنفس، ومعناها أن تعتقد أن الله وهبك من القدرات والخير ما يؤهلك للنجاح، ويبقى عليك السعي والتوكل على الله في تحصيل المطلوب، وما يزيدك يقينًا بذلك أن الله فاطر السماوات والأرض، وأنه على كل شيء قدير.



17- من مهارات التفكير العليا: مهارة المقارنة؛ فبضدها تتبين الأشياء، وتُدرك أسرار الأمور، وتتضح زوايا النظر، وتبرز الفروق والاختلافات، وتظهر التفاصيل، ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ ﴾ [فاطر: 19، 20].



18- من مجالات القراءة الواعية: قراءة القصص والتجارب الناجحة والفاشلة، وأخذ العبرة منها، واكتشاف أسباب النجاح والفشل، وأسباب الفوز والخسارة، وتحليل ذلك بشكل دقيق ومبرهن، وقد ذكر الله في كتابه أخبار الأمم التي قبلنا وقصصهم؛ حتى نقرأها ونتعلم منها.



19- من المهارات الحياتية المتكررة: مهارة اتخاذ القرار، والمرء لا يتخذ قراره إلا بعد تفكير وتأمل واستشارة واستخارة، ثم يعزم ويتوكل على الله ويعمل ما قرر، ويصبر على تنفيذ قراره، ويتحمل ما يلاقيه من أجل ذلك.



20- من السلوكيات الوظيفية المهمة: سلوك وخلق الأمانة بأنواعها وأشكالها المختلفة؛ مثل: الأمانة في الدوام، وفي إنجاز المهام، وفي حفظ أسرار العمل، وفي رعاية مصلحة العمل ومصلحة رب العمل، وهي سلوك مرغوب ومطلوب؛ طاعةً لله أولًا، ثم أمانةً تجاه كل صاحب عمل ومدير.