هل صوت المرأة عورة ؟
قال الشيخ رحمه الله :
من تأمل نصوص الكتاب والسنة وجدها تدل على أن صوت المرأة ليس بعورة بل بعضها على ذلك بأدنى نظر :
فمن ذلك قوله تعالى يخاطب نساء النبي صلي الله عليه وسلم : ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) .
فإن النهي عن الخضوع بالقول وإباحة القول المعروف يدل على أن صوتها ليس بعورة إذ لو كان عورة لكان مطلق القول منها منكراً ولم يكن منها قول معروف ولكان تخصيص النهي بالخضوع عديم الفائدة .
وأما السنة فالأدلة على ذلك كثيرة فالنساء اللاتي يأتين إلي النبي صلي الله عليه وسلم يخاطبنه بحضور الرجال ولا ينهاهن ولا يأمر الرجال بالقيام ولو كان الصوت عورة لكان سماعه منكراً ووجب أحد الأمرين لأن النبي صلي الله عليه وسلم لا يقر منكر .
وقد صرح فقهاؤنا الحنابلة بأن صوت المرأة ليس بعورة انظر شرح المنتهى وشرح الإقناع وغاية المنتهى والفروع .
وأما قول النبي صلي الله عليه وسلم : ( إذا نابكم شيء في الصلاة فليسبح الرجال وليصفق النساء ) .
فهذا مقيد في الصلاة وظاهر الحديث أنه لا فرق بين أن تكون مع الرجال أو في بيت لا يحضرها إلا النساء أو محارم والعلم عند الله تعالى .

وقال الشيخ رحمه الله في موضع آخر :

صوت المرأة ليس بعورة لقول الله تبارك وتعالى : ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) فنهي الله عز وجل عن الخضوع بالقول يدل على جواز أصل القول لأن النهي عن الأخص يدل على جواز الأعم وعلى هذا فالمرأة ليس صوتها عورة فيجوز أن تتكلم بحضرة الرجال إلا إذا خافت فتنة فحينئذ يكون هذا السبب هو الذي يقتضي منع رفع صوتها .
فإذا قال قائل : أليست المرأة مأمورة بخفض الصوت عند التلبية مع أن الأصل في التلبية أن تكون جهراً ؟ قلنا : بلى الأمر كذلك تؤمر المرأة بخفض الصوت في التلبية وبخفض الصوت في أذكار الصلوات الفريضة إذا صلين مع الجماعة وذلك لأن إظهار المرأة صوتها يخشى منه أن يتعلق بصوتها أحد من الرجال يسمعه فيحصل بذلك فتنة ولهذا قلنا : إنه لا بأس برفع المرأة صوتها في حضرة الرجال ما لم تخش الفتنة أما الخضوع بالقول فهذا حرام بكل حال .

وقال الشيخ رحمه الله في موضع آخر :

صوت المرأة ليس بعورة بنص القرآن قال الله تبارك تعالى لأمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ) فقوله : فلا تخضعن بالقول إذنٌ بالكلام مع الرجال وأن المرأة لا بأس أن يسمع صوتها الرجل لكن بدون خضوع وكذلك كانت النساء في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تأتي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام في مجلسه تأتي المرأة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في مجلسه وتسأله والرجال حاضرون .
المرجع : سلسلة لقاءات الباب المفتوح