شيئ وقر في القلب *


عبدالله بن أحمد الحويل


*يقول
حــُبـّبَ إليّ من الكتب: السير والتراجم وجـُعلت قرةُ عيني في (كتب أخبار الصالحين) من سلف هذه الأمة.


* فكنتُ أعجبُ ولا ينقضي عجبي من تسامقِ مراتب القوم في العبادة، وتسامي درجاتهم في الإيمان، وغرائب أحوالهم في الزهد
ثم لا ألبثُ إلا أن أردد كما كان إمامُ أهل السنة أحمد بن حنبل يردد: أين نحنُ من هؤلاء!!


* وطفقتُ أبحثُ جاهداً عن (مكنون) دواخلهم، و(مصون) طواياهم، و(مكتوم) ضمائرهم.


* أفتشُ عن (السر) الذي حوته (خزائنُ صدورهم) فأوصلهم لهذه المقامات الرفيعة لعلّ (قلوبنا) تصلحُ بما(صلحت) به قلوبُ هؤلاء العظماء فنصلُ لبعض ما وصلوا إليه من الأحوالِ الإيمانية السامقة.


* ثم مرّ بي كلامُ بكر بن عبدالله المزني عن صدِّيق هذه الأمة:
(والله ماسبقهم أبوبكر بكثرةِ صلاةٍ ولا صيامٍ ولكن بشيء وقرَ في قلبه)!!


فزاد شغفي لمعرفةِ هذا (الشيء) الذي وقرَ في قلبه رضي الله عنه فـ(فاقَ) به الأمة.


* ثم قرأتُ في سيرة الإمام مالك
فاستوقفتني مقولةٌ للإمامِ ابن المبارك رحمه الله:


مارأيتُ رجلاً ارتفع مثل مالك بن أنس ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون له (سريرة)!!


ولما سئل رحمه الله عن إبراهيم بن أدهم فقال: له فضل في نفسه، صاحب (سرائر)!!


فزاد حرصي على استبثاث (سر) القوم والسعي في استكشاف (مكنونهم).


* وبقي هذا (الهاجسُ) يمورُ في فؤادي وبينما أنا على هذا الحال إذ بي أقرأ حديثاً نبوياً كريماً طار به قلبي فرحاً وطفحتْ لأجله روحي سروراً أظهر لي ماكان خافياً، وأذاع لي ماكان كاتماً، وأبان لي ماكان مبهما.ً


هل أنت مستعدٌ لمعرفة (السر) الذي سيغيّر حياتك؟؟


يقولُ النبي صلى الله عليه وسلم:
{صلح أول هذه الأمة بالزهد و(اليقين)، ويهلك آخرها بالبخل والأمل} رواه الطبراني وأحمد في الزهد وصححه الألباني.


* هل أدركتَ الآن ما (الشيء) الذي وقرَ في قلب أبي بكر وما (السرُ) الذي ارتفع به أمثال مالك وإبراهيم بن أدهم والحسن البصري وأحمد بن حنبل؟؟
إنه (اليقينُ) يا سادة.


* اليقين الذي قال عنه العالمُ الرباني طبيب القلوب
ابن القيم رحمه الله:


(اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد، وفيه تفاضل العارفون، وفيه تنافس المتنافسون، وإليه شمـّر العاملون).