تحت العشرين - أهمية اليقين في حياة الشباب



أهمية اليقين في حياة الشباب


اليقين هو بغية كل مؤمن، ومطلب كل مسلم؛ فبه يعرف الإنسان مَن خلَقه، ولماذا خلقه؟ وما مصيره بعد الموت؟ لذلك ارتاح عقله من الفكر، وقلبه من الشك، وعندها يتوجه إليه بالعبادة، ويخصه بالطاعة؛ لذلك كان أكثر ما يحرص عليه المؤمن أن يبحث عن الوسائل التي تقوي يقينه بربه، وتملأ قلبه إيمانًا به وتصديقًا، ومن هذه الوسائل وأهمها ما يلي:
(1) التفكر في مخلوقات الله -عز وجل-، فمن يتأمل في هذا الكون ويتأمل ما فيه من تنوع تلك المخلوقات، وتباين الكائنات يدرك لا محالة أن من وراء هذا كله إلهًا خالقًا مدبرًا حكيمًا، وأنه يستحيل أن يكون هذا الكون كله أتى من لا شيء كما يزعم أهل الإلحاد.
(2) قراءة القرآن الكريم بتدبر؛ فالقرآن الكريم هو كلام الله -عز وجل- إلى خلقه، وحُجته على عباده؛ لذلك من أراد اليقين بالله، فليسمع كلامه، وليتدبر آياته.
(3) قراءة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - مليئة بدلائل نبوته، ناطقة بصدق رسالته.
(4) قراءة قصص الأنبياء، فقصص الأنبياء تُثبت اليقين في القلوب، وتغرسه في النفوس، وتملأ الروح بالأنس والطمأنينة؛ قال -تعالى-: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } (هود: 120).
(5) قراءة سير الصالحين، فقراءة أخبارهم ومطالعتها من روافد اليقين إلى القلوب، وهو بابٌ من الأبواب الموصلة إلى تقوية اليقين في النفوس.
(6) مجالسة الصالحين، إن مصاحبة الصالحين، وحضور مجالسهم، لها أثر كبير في تقوية اليقين بالله -عز وجل-؛ لأن الإنسان بطبعه يتأثر بمن حوله، ويتعلق قلبه بمن يُكثر من مصاحبتهم والجلوس إليهم.
(7) عدم سماع المشككين والجلوس إليهم؛ فلقد كثُر في زماننا الإلحاد والتشكيك في وجود الله -عز وجل-، وأصبح له دعاة يروجون له، ومواقع على الإنترنت تدعو إليه، لكي يشيعوا باطلهم، وينشروه فيما بينهم.
حقيقة اليقين
قال الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-: اليقين معناه: أن يكون مؤمناً بالله عن جزم ويقين، ويؤمن بأن الله ربه، معبوده الحق، وأن سواه لا يستحق العبادة، وأنه خالق كل شيء، وأنه الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وأنه -سبحانه- يجب أن يعبد وحده وأن يخص بالعبادة، ويجب على المؤمن أن يحذر شر لسانه في تنقص ربه أو نفي صفاته، أو التهاون بما أوجب عليه، وأن يكون متيقنًا أنه لا رب سواه ولا خالق سواه، ولا يستحق العبادة غيره -سبحانه وتعالى.
قصة وعبرة
الرجل الحكيم والتعامل مع المشكلات
يحكى أنّه كان هناك رجل حكيم يأتي إليه الناس من كلّ مكان لاستشارته، لكنهم كانوا في كلّ مرّة يحدّثونه عن المشكلات والمصاعب التي تواجههم، حتى سئم منهم.
وفي يوم من الأيام، جمعهم الرجل الحكيم وقصّ عليهم نكتة طريفة، فانفجر الجميع ضاحكين. بعد بضع دقائق، قصّ عليهم النكتة ذاتها مرّة أخرى، فابتسم عدد قليل منهم. ثمّ ما لبث أن قصّ الطرفة مرّة ثالثة، فلم يضحك أحد.
عندها ابتسم الحكيم وقال: - «لا يمكنكم أن تضحكوا على النكتة نفسها أكثر من مرّة، فلماذا تستمرون بالتذمر والبكاء على المشاكل نفسها في كلّ مرة؟!»
- العبرة المستفادة من هذه القصة: القلق لن يحلّ مشكلاتك، وإنّما هو مضيعة للوقت وهدر للطاقة.
النظر في الآيات الكونية يزيد الإيمان
قال الشيخ عبدالله بن جبرين - رحمه الله -: النظر في الآيات الكونية يعطي العاقل معرفة وإيمانا قويا بعظمة الخالق -سبحانه- وبأحقيته لأنْ يُعبد وحده؛ فإنه إذا نظر في هذا الكون وما فيه من العجائب عرف أن الذي كونه، والذي أوجده على كل شيء قدير، وأنه خالق كل شيء، وأن الذين عبدوا غير الله ما قدروه حق قدره، ولا عظموه حق تعظيمه؛ حيث رفعوا بعض المخلوقات إلى درجة الخالق، وصرفوا لها خالص حق الله -تعالى-، وجعلوا لها شيئا من التصرف والملك الذي هو حق الله -تعالى- وملكه.
مواقف مضيئة من حياة شباب الصحابة
من المواقف التي خلدها التاريخ موقف ابن عباس - رضي الله عنه - حبر الأمة وسماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - وصيته المشهورة وهو غلام صغير، وكان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار يقال له (عفير) فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعواعلى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف»، فأخذت هذه الكلمات من ابن عباس - رضي الله عنه - كل مأخذ؛ لأنه -رضي الله عنه - شعر أن له قيمة في هذا الوجود وأنه ليس على هامش الحياة؛ ولذلك خاطبه النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الأسلوب الرفيع الذي يبني في نفس كل من سمعه ووعاه عقيدة راسخة لا تزحزحها الجبال، ومحبة عظيمة لله الواحد الأحد تملأ القلوب هيبة وإجلالاً، فأثمر ذلك أن كان ابن عباس حبر الأمة وعالمها - رضي الله عنه .
الإلحاد من المشكلات الكبرى التي تواجه الشباب
من المشكلات الكبرى التي تواجه الشباب في الآونة الأخيرة، الإلحاد ومحاولة نشره بينهم، ونقصد بالإلحاد الكفر بالله، وإنكار وجوده، والميل عن طريق أهل الإيمان، والرشد، وظهور التكذيب بالخالق، والبعث، والجنة، والنار، والتطاول على الذات الإلهية أو على النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو على دين الإسلام، ونحو ذلك، وقد نبهنا الله -تعالى- على وجود الإلحاد منذ نزول القرآن الكريم فقال -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} (فصلت: 40)، وقال -تعالى-: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كانُواْ يَعْمَلُون}( الأعراف:180).
أهمية وضع أهداف مرحلية ومجزأة
الأهداف المجزأة (تقسيم العمل لمراحل)، خير من تحديد أهداف كبيرة فضفاضة، تعجزك وتقطع عن الإكمال.
- تريد حفظ القرآن، قلل المحفوظ تحفظ.
- تريد العلم، ابدأ بالأصول الضابطة وعليك بإتقانها، وابن عليها علومك.
- تريد تحقيق إنجاز في دراستك، ضع خطة زمنية ومراحل للعمل.

منقول