قال ابن حجر في الفتح: (6/ 198): عند شرحه لحديث: (3004)، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد ...)، قال: (قوله: (جاء رجل): يحتمل أن يكون هو جاهمة بن العباس بن مرداس، فقد روى النسائي وأحمد من طريق معاوية بن جاهمة أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أردت الغزو وجئت لأستشيرك، فقال: (هل لك من أم)، قال: نعم، قال: (الزمها ...). الحديث.
ورواه البيهقي من طريق بن جُريج عن محمد بن طلحة بن رُكَانة، عن مُعاوية بن جَاهِمَة السُّلمي، عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستأذنه في الجهاد فذكره، وقد اختلف في إسناده على محمد بن طلحة اختلافًا كثيرًا بينته في ترجمة جَاهِمَة من كتابي في الصحابة).

قلت: يعني في كتابه: (الإصابة في معرفة الصحابة): (2/ 141 - 144):
1058 - جَاهِمَة بن العباس بن مرداس السلمي.

نسبه ابن ماجه في السنن.
وقال ابن السَّكَن: يقال، هو ابن العباس بن مرداس.
وذكره ابن سَعد في طبقة من شهد الخندق وقال أسلم وصحب.
وروى البَغَوِي، وابن أبي خيثمة والطبراني من طريق سفيان بن حبيب، عَن ابن جريج، عَن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عَن معاوية بن جاهمة السلمي، عَن أَبيه، قال: أَتيتُ النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم استشيره في الجهاد، فقال: (هل لك أُم)؟، قلت: نعم، قال: (الزمها).
وقد اختلف فيه علي بن جُريج وقد جوَّده سفيان بن حَبيب، لكن أسقط من السند طلحة قاله البغوي.
، ويُقال: عَن يحيى بن سعيد القطان، عَن ابن جُريج مثله، ورواه يحيى بن سعيد الأموي، عَن ابن جريج، عَن محمد بن طلحة بن يزيد بن رُكَانة، عَن أَبيه، عَن مُعاوية بن جاهمة، قال: أَتيتُ النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم.
أَخرجه البغوي، عَن شريح بن يونس، عَن الأموي، ثم رواه من طريق حجاج بن محمد، عَن ابن جريج فخالف في نسب محمد بن طلحة فقال، عَن محمد بن طلحة بن عَبد الله بن عبد الرحمن، عَن أَبيه طلحة، عَن مُعاوية بن جَاهِمَة أنَّ جَاهِمَة جاء إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فذكر الحديث.
وكذا أَخرجه النسائي، وابن ماجه من طريق حجاج.
قال البيهقي رواية حجاج أصح وتابعه أَبو عاصم وهي عند ابن شاهين في ترجمة معاوية بن جاهمة.
قلت: ورواه أَحمد بن حنبل، عَن روح بن عبادة كرواية حجاج.
وأَخرجه ابن ماجة من طريق محمد بن إسحاق فقال، عَن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر وافق حجاجًا لكن حذف عَبد الله بن طلحة.
أَخرجه ابن شَاهِين في ترجمة معاوية بن جَاهِمَة من رواية إبراهيم ابن سَعد، عَن ابن إسحاق فأثبته وتابعه محمد بن سلمة الخُزاعيّ، عَن محمد بن إسحاق هذا هو المشهور عنه.
وقيل، عَن ابن إسحاق، عَن الزُّهْرِيّ، عَن ابن طلحة، عَن معاوية السلمي.
وقال ابن لهيعة، عَن يونس بن يزيد، عَن ابن إسحاق بهذا الإسناد لكن حرَّف اسم الصحابي ونسبته قال، عَن جَهْم الأسلمي.
ورواه عبد الرحمن بن سليمان، عَن ابن إسحاق فقال، عَن محمد بن طلحة، عَن أَبيه
طلحة بن معاوية بن جَاهِمَة، قال: أَتيتُ النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم.
وهو غلط نشأ، عَن تصحيف وتقليب.
والصواب، عَن محمد بن طلحة، عَن معاوية بن جاهمة، عَن أَبيه فصحف (عَن) فصارت (بن) وقدم قوله، عَن أَبيه فخرج منه أن لطلحة صحبة وليس كذلك بل ليس بينه وبين معاوية بن جَاهِمَة نسب ولو كان الأمر على ظاهر الإسناد لكان هؤلاء أربعة في نسق صحبوا النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم طلحة بن معاوية بن جَاهِمَة بن العباس بن مِرْدَاس.
وقد أخرج الطبراني من طريق سليمان بن حرب، عَن محمد بن طلحة بن مصرف، عَن معاوية بن درهم أن درهمًا جاء إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فقال: (جئتك أستشيرك في الغزو، وقال: (ألك أُمّ، أَمْ لا)؟، قال: نعم، قال: (فالزمها).
وهذه قصة جَاهِمَة بعينها؛ فإن كان جَاهِمَة تحرَّف بدرهم، ووقع في نسبه محمد بن طلحة فوهم في اسم جده، وإلا فهي قصة أخرى وقعت لآخر).