تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أسئلة بيانية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,773

    افتراضي أسئلة بيانية

    أسئلة بيانية (1)

    بين التقوى والإحسان

    فاضل السامرائي





    قال تعالى في سورة البقرة: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 2]، وقال في سورة لقمان: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيم * هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِين﴾ [سورة لقمان].

    السؤال: لماذا زاد الرحمة على الهدى في آية لقمان؟
    الجواب:
    إن آية البقرة في المتقين، والمتقي هو الذي يحفظ نفسه. وأما آية لقمان ففي المحسنين، والمحسن هو الذي يُحسن إلى نفسه وإلى غيره، قال تعالى: ﴿وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾ [القصص: 77]. وقال: ﴿وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانًا﴾ [النساء: 36]. وقال: ﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ﴾ [الإسراء: 7].
    جاء في «المفردات» للراغب: «الإحسان على وجهين:
    أحدهما: الإنعام على الغير. يقال: أحسِن إلى فلان.
    والثاني: إحسان في فعله، وذلك إذا علم علماً حسناً أو عمل عملاً حسناً» [المفردات: (حسن)].
    فلما ذكر في آية لقمان أنهم محسنون زاد لهم الرحمة على الهدى، وذلك أنهم زادوا في الوصف على المتقين بأن أحسنوا إلى غيرهم وإلى أنفسهم فزاد الله لهم في الجزاء.
    ثم إنَّ الإحسان إلى الآخرين إنما هو من الرحمة فزاد الله تعالى لهم الرحمة لما رحموا الآخرين.
    ولم تقتصر هذه الزيادة لهم في الدنيا بل زاد الله تعالى لهم الجزاء في الآخرة أيضاً، قال تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: 26].

    فكما زادوا في الدنيا من الخير زاد الله تعالى لهم فيه في الدنيا والآخرة، والجزاء من جنس العمل.






    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,773

    افتراضي رد: أسئلة بيانية

    أسئلة بيانية (2)
    نظرات في آيات التحدي والإعجاز
    فاضل السامرائي





    قال في سورة البقرة: ﴿وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين﴾ [سورة البقرة 23-24].
    وقال في سورة يونس: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِين * بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ﴾ [سورة يونس 38-39].
    وقال في سورة هود: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِين * فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُون﴾ [سورة هود 13-14].
    السؤال:
    أ – لماذا قال في البقرة: ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾ [البقرة: 23]. بذكر ﴿مِنْ﴾ مع المِثْل ولم يذكرها في سورة يونس ولا في هود؟
    ب – لماذا قال تعالى في سورة البقرة: ﴿وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: 23]، وقال في يونس وهود: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ ؟.
    ج ـ لماذا شدَّد التحذير في سورة البقرة فقال: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 24]. ولم يقل مثل ذلك في يونس ولا في هود؟
    الجواب:
    أ – إن معنى: (ائتني بشيء من مثله) يختلف عن قولك: (ائتني بشيء مثله)، فإن قولك: (ائتني بشيء من مثله) يعني افتراض أن له مِثْلاً فتقول: ائتني بشيء من هذا المثل.
    يقال: إن لهذا الشيء أمثالاً؛ فتقول: ائتني بشيء من مثله أي: من هذه الأمثال.
    أما قولك: (ائتني بشيء مثله) فإنك لا تفترضُ أنَّ له مِثلاً فقد يكون أن له مثلاً أو لا يكون فاستحدِثْ أنت مثله. كأن تقول لصاحبك: ائتني بشِعْرٍ مثلِ هذا، أي: بشِعْرٍ مماثل له سواء كان مُستحدثاً أم موجوداً.
    وبعد هذه المقدمة في التفريق بين مَعْنَيَيْ (من مثله) و (مثله) نقول:
    ب – قوله: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: 23] أعم من قوله: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [يونس: 38]، في يونس وهود لأن مظنة الافتراء واحد من أمور الريبة. فالريبة قد تكون من مظنة الافتراء أو غيره، فإنهم قالوا: ساحر أو مجنون أو يعلِّمه بشر وما إلى ذلك.
    ج – قوله في البقرة: ﴿مِنْ مِثْلِهِ﴾ يحتمل أن يكون من مثل القرآن أو من مثل الرسول أي من شخص أمي لم يتعلم.
    وهو أعم مما في الآيتين في يونس وهود فإنهما نص في أن المطلوب أن يأتوا بمثل القرآن.
    فناسب العموم العموم، وإن كان المعنى الأول هو الأظهر.
    د - حذف مفعولي ﴿تَفْعَلُوا﴾ و ﴿وَلَنْ تَفْعَلُوا﴾ مجانسة للإطلاق وإن كان المقصود معلوماً.
    هـ - قال في سورتي يونس وهود: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ﴾ [يونس: 38] فقال: ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ﴾ [يونس: 38] أو: ﴿بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ﴾ أي: افتروا أنتم كما افترى.
    و – لا يحسن بعد قوله: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا﴾ [البقرة: 23] أن يقال: (فائتوا بسورة من مثله مفتراة) من جهتين:
    الأولى: أنهم لم يقولوا: (افتراه) كما في آيتي يونس وهود.
    والجهة الأخرى: أنه لا يحسن بعد قوله: ﴿مِنْ مِثْلِهِ﴾ أن يقول: (مفتراة) لأنه افترض أن له مثلاً فهو إذن ليس بمفترى.
    ح – لا يحسن بعد قوله: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ﴾ في يونس وهود أن يقال: ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾.
    فإنهم قالوا: (افتراه) وإذن ليس له مثل. وقوله: (من مثله) يقتضي أن له مثلاً، وإنما ينبغي أن يقال: (فائتوا بسورة مثله)، أي: افتروا أنتم أيضاً.
    ط – لم يقل في سورة البقرة: (وادعوا مَن استطعتم من دون الله) لأنه افترض أن له مثلاً، ومعنى ذلك أن هناك مَن استطاع أن يفعل، إذن فليأتوا بشيء مما فعله المستطيع. فإن الغرض من دعوة من استطاعوا أن يفعلوا مثله وهو قد افترض أن له مثلاً فدعاهم إلى أن يأتوا بشيء مما فعله هؤلاء.
    ي – قال: ﴿وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 23] أي: ادعوا مَن يشهد لكم أن هذا الكلام مثل هذا.
    وعلى هذا فالآية تقتضي دعاء مَن استطاعوا ودعاء الشهداء، فالأوّلون دعاهم بقوله: ﴿مِنْ مِثْلِهِ﴾ لأنه افترض أن هناك مَن استطاع أن يأتي بمثله. والشهداء دعاهم للشهادة، وهذا أوسع وأعم فناسب العموم العموم.
    ك – ذكر بعد آية البقرة أن يتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة لأن الذي لا يؤمن بعد إقامة الحجة عليه ولم يستعمل عقله إنما هو بمنزلة الحجارة فقرن بينهما.
    ل – لما قال في أول سورة البقرة: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ [البقرة: 2]، ناسب أن يقول: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ﴾ [البقرة: 23].

    كما ناسب أن يقطع بعدم الاستطاعة على الفعل بقوله: ﴿وَلَنْ تَفْعَلُوا﴾ [البقرة: 24] لأنه ذكر ابتداءً أنه لا ريب فيه.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •