قال الشيخ الفوزان في شرحه على لمعة الاعتقاد :
هناك بعض الشراح -سامحهم الله – يقول:رؤية الله في الدنياستحيلة.
وهذا غلط,رؤية الله في الدنيا ليست مستحيلة,بل هي ممكنة في الدنيا ولكن الناس لايستطيعونها,ول ذا سأل موسى عليه السلام ربه الرؤية,ولو كانت رؤيته في الدنيا غير ممكنة ما كان يليق بموسى أن يسأل شيٍئا مستحيلا,فليست رؤية الله في الدنيا مستحيلة,ولكن هي غير ممكنة لضعف مدارك الناس في هذه الحياة,وموسى لا يسأل المستحيل ولا يسأ ل المحرم.ا.هـ
ثم وجدة ممن قال بذلك العلامة العثيمين رحمه الله :
حيث قال في شرحه على لمعة الاعتقاد: رؤية الله في الدنيا مستحيلة لقوله تعالى لموسى وقد طلب رؤية الله (( لن تراني ))
ثم سؤل الشيخ عن ما جاء في شرح لمعة الاعتقاد من قول فضيلته: " رؤية الله في الدنيا مستحيلة". وقد ذكر الشنقيطي رحمه الله أن رؤية الله عز وجل بالأبصار جائزة عقلاً في الدنيا والآخرة، وأما شرعاً فهي جائزة وواقعة في الآخرة، وأما في الدنيا فممنوعة شرعاً. وما نقله النووي عن بعض أهل العلم من أن رؤية الله تعالى في الدنيا جائزة، فنرجو من فضيلتكم توضيح ذلك؟
فأجاب بقوله : ما ذكرته في شرح لمعة الاعتقاد لا ينافي ما ذكره الشيخ الشنقيطي وغيره من أن رؤية الله تعالى في الدنيا ممكنة، فإن قولي: " إنه مستحيل" أي بحسب خبر الله عز وجل بأنه لن يراه، إذ لا يمكن أن يتخلف مدلول خبره تعالى ، وقد جاءت بمثل ذلك السنة ، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن الدجال : " واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا " . أخرجه مسلم.
ثم اعلم أن المستحيل في حق الله تعالى نوعان:
أحدهما: مستحيل لكونه لا يليق بجلاله كالجهل والعجز ونحوهما، فهذا لا يمكن لمن عرف الله تعالى وقدره حق قدره أن يخطر بباله جوازه أو ينطق لسانه بسؤاله.
الثاني: مستحيل بالنسبة لغيره لكمال صفات الله تعالى، كرؤية الإنسان ربه في الدنيا، فإن هذا مستحيل لكون البشر لا يطيق أن يرى الله تعالى في الدنيا لنقص حياة البشر حينئذ. ولذلك تكون الرؤية ممكنة يوم القيامة لأن حياة البشر حينذاك أكمل.
وعلى كل حال فقد دلت النصوص وإجماع السلف على أن الله تعالى لم يره أحد في الدنيا يقظة، وإن كان قد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ما ظاهره أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم رأى الله تعالى، فالله أعلم.