ثمرات من اللغة العربية
الشيخ صلاح نجيب الدق
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فهذه بعض الفوائد من لغتنا العربية المباركة، لغة القرآن الكريم، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
الحديقة والبستانالحديقة: البستان عليه حائط، وإن لم يكن عليه حائط فهو البستان وليس بحديقة؛ [تفسير القرطبي، ج: 13، ص: 221].
العِرْضالعرض: بكسر العين: موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو سَلَفِهِ، أو من يلزمه أمره؛ [النهاية في غريب الحديث، ج: 3، ص: 209].
القلبقال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله: "سمِّيَ القلب قلبًا؛ لتقلبه في الأمور، أو لأنه خالص ما في البدن، وخالصُ كلِّ شيء قلبه، أو لأنه وضع في الجسد مقلوبًا"؛ [فتح الباري لابن حجر العسقلاني، ج: 1، ص: 156].
الكربالكرب: معناه: شدة الحزن والغمِّ الذي يأخذ بالنفس؛ [لسان العرب لابن منظور، ج: 1، ص: 711].
الإشاعةهي الأحاديث والأقوال والأخبار التي يتناقلها الناس، والقصص التي يروونها دون التثبت من صحتها، أو التحقق من صدقها؛ [الإشاعات، إبراهيم محمد عياش، ص: 2].
الرجاء والتمنيالرجاء: يكون مع بذل الجهد واستفراغ الطاقة في الإتيان بأسباب الظفر والفوز.
التمني: حديث النفس بحصول ذلك مع تعطيل الأسباب الموصلة إليه؛ [الروح لابن القيم، ص: 304].
المبادرة والعجلةالمبادرة: انتهاز الفرصة في وقتها ولا يتركها، حتى إذا فاتت طلبها، فهو لا يطلب الأمور في أدبارها ولا قبل وقتها، بل إذا حضر وقتها، بادر إليها، ووثب عليها وثوب الأسد على فريسته، فهو بمنزلة من يبادر إلى أخذ الثمرة وقت كمال نضجها وإدراكها، والعَجَلَة: طلب أخذ الشيء قبل وقته، فهو لشدة حرصه عليه بمنزلة من يأخذ الثمرة قبل أوان إدراكها؛ [الروح لابن القيم، ص: 318].
الجَواد والمسرفالجواد: حكيم يضع العطاء في مواضعه.
والمسرف: مُبذِّر وقد يصادف عطاؤه موضعه، وكثيرًا لا يصادفه؛ [الروح لابن القيم، ص: 292].
الشجاعة والجرأةالشجاعة: من القلب، وهي ثباته واستقراره عند المخاوف، وهو خلق يتولد من الصبر وحسن الظن.
الجرأة: هي إقدام سببه قلة المبالاة وعدم النظر في العاقبة، بل تُقدِمُ النفس في غير موضع الإقدام؛ [الروح لابن القيم، ص: 293، 294].
الزهد والورعالزهد: ترك ما لا ينفع في الآخرة.
والورع: ترك ما يُخشَى ضرره في الآخرة؛ [الفوائد لابن القيم، ص: 215].
الهدية والرشوةالهَديَّة: هي كل ما يقدمه الإنسان لأخيه من طعام وشراب أو لباس أو نحوه عن طيب نفس، ومحبة صادقة، وأُخوَّةٍ صافية، وتعاون على البر والتقوى، والهدية من سنن النبيين؛ [الفرق بين الهدية والرشوة، ص: 5].
الرِّشوة: هي كل ما يُعطى لإبطال حق أو لإحقاق باطل، والرشوة من صفات أهل الضلال وأتباع الشيطان؛ [التعريفات لعبدالقادر الجرجاني، ص: 148].
المداراة والمداهنةالمداراة: الملاينة والملاطفة؛ [التوقيفات، عبدالرؤوف المناوي، ص: 301].
المداراة: هي الرفق بالجاهل في التعليم، وبالفاسق في النهي عن فعله، وترك الإغلاظ عليه؛ حيث لا يظهر ما هو فيه، والإنكار عليه بلطف القول والفعل، ولا سيما إذا احتيج إلى تألفه ونحو ذلك.
المداهنة: من الدِّهان: وهو الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه، وفسَّرها العلماء بأنها: معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه؛ [فتح الباري لابن حجر العسقلاني، ج: 10، ص: 528].
الثمن والقيمةالثمن: هو ما تراضى عليه البائع والمشتري، سواء كان أكثر من القيمة الحقيقية للشيء، أم أقل منها، أم مثلها.
القيمة: هي الثمن الحقيقي للشيء عن طريق تقويم أهل الخبرة؛ [الموسوعة الفقهية الكويتية، ج: 9، ص: 108].
سبورةجمعها: سبورات وسبابير: لوح كبير يُعلَّق أمام جمهور من الناس يُكتب عليه، فإذا استُغني عما فيه مُحيَ، وتستعمل عادة في المدارس، يُقال: كُتب الدرس على السبورة؛ [معجم اللغة العربية المعاصرة، ج: 2، ص: 1025].
الحضارةالحضارة في اللغة:
الحضارة: الإقامة في الحضر؛ أي: في المدن.
وهي ثمرة كل جهد يقوم به الإنسان لتحسين ظروف حياته، والرقي بها، سواء أكان المجهود المبذول للوصول إلى تلك الثمرة مقصودًا أم غير مقصود، في المجالين المادي والروحي؛ [الوسطية رؤية إيجابية، ص: 168].
الإشاعةالإشاعة: مأخوذة من شيع: أي: ذاع وفشا وظهر وانتشر، والجمع: شائعات وشوائع، يُقال: شاع الخبر: أي: ذاع وانتشر؛ [تاج العروس للزبيدي، ج: 21، ص: 308].
الرؤيا والحُلْمقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: "الرؤيا والحلم بمعنًى واحد، غير أن النبي صلى الله عليه وسلم خصَّ الخير باسم الرؤيا، والشر باسم الحلم"؛ [غريب الحديث لابن الجوزي، ج: 1، ص: 239].
الفتنةالفتنة: الابتلاء والامتحان والاختبار، وأصلها مأخوذ من قولك: فتنتُ الفضة والذهب إذا أذبتَهما بالنار لتميِّزَ الرديءَ من الجيد؛ [لسان العرب لابن منظور، ج: 5، ص: 3344].
الوفاءالوفاء: إتمام العهد وإكمال الشرط، يُقال: أوفيته الشيء، إذا قضيته إياه وافيًا، وتوفيت الشيء واستوفيته، إذا أخذته كله حتى لم تترك منه شيئًا؛ [معجم مقاييس اللغة لأحمد بن فارس، ج: 6، ص: 129].
الجهبذالنَّقَّاد، الخبير بغوامض الأمور، البارع العارف بطرق النقد، والجمع: الجهابذة؛ [تاج العروس، ج: 9، ص: 392].
المسجد الأقصىسمي "الأقصى"؛ لبعده من المسجد الحرام بمكة؛ [صحيح مسلم بشرح النووي، ج: 9، ص: 168].
المناقب والفضائلالمناقب: معناها الفضائل.
والفضائل: جمع فضيلة، وهي الخصلة الجميلة التي يحصل لصاحبها بسببها شرف وعلو منزلة، إما عند الله تعالى، وإما عند الناس؛ [مرقاة المفاتيح، علي الهروي، ج: 9، ص: 3875].
الوسوسةالوسوسة: هي الصوت الخفي وحديث النفس، والوسواس: هو الشيطان؛ [لسان العرب لابن منظور، ج: 6، ص: 254].
عروس"عروس" هكذا يُقال للرجل عروس، كما يقال ذلك للمرأة، لفظها واحد لكن يختلفان في الجمع، فيُقال: رجل عروس، ورجال عُرُس بضم العين والراء، وامرأة عروس، ونسوة عرائس؛ [صحيح مسلم بشرح النووي، ج: 11، ص: 32].
تعريف النعيقال القاضي عياض اليحصبي رحمه الله: "النعي: إشاعة خبر الميت"؛ [شرح صحيح مسلم للقاضي عياض اليحصبي، ج: 3، ص: 222].
الطبيبالطبيب في الأصل: هو الإنسان الماهر بالأمور، العارف بها، وبه سمي الطبيب الذي يعالج المرضى؛ [لسان العرب، ج: 1، ص: 554].
الماءالماء في اللغة:
كلمة الماء وحيدة وفريدة؛ فهي وحيدة في لفظها، وفريدة في معناها، لا مرادف لها، وهذا أمر عجيب في لغتنا العربية الغنية في مرادفات كلماتها؛ [مجلة الوعي الإسلامي، العدد: 613، ص: 43]، والماء: هو سائل شفاف، ليس له لون، ولا طعم، ولا رائحة، يتركب جزيء الماء من ذرتي هيدروجين وذرة أكسجين، يرتبط بعضها مع بعض بروابط كيميائية، ويرمز للماء بالرمز h2o فالرمز h2 يعني: ذرتي هيدروجين، والحرف o يعني: ذرة أكسجين، وهذه الجزيئات ترتبط معًا لتكوِّنَ الماء، وتحتوي كل قطرة ماء على خمسة آلاف مليون جزيء؛ [دورة الماء بين العلم والإيمان، عبدالدائم الكحيل، ص: 2].
ختامًا: أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذخرًا لي عنده يوم القيامة؛ ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم الكرام، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
__________________