جزاكم الله خيرا
(16)
قديما:
إنه صحيح الفكر والاعتقاد
لأنه متبع للسنة مقتف للإثر، لا يقدم بين يدي الله ورسوله..
ولو خالفني فيما يسوغ فيه الاجتهاد، وفيما استفرغ فيه الوسع ولو أخطأ!
حديثا:
إنه صحيح الفكر والاعتقاد
لأنه يوافقني في اختياراتـــي وفيما يسوغ فيه الاختلاف!
(17)
" إنه دائم الخلاف والاختلاف معي، ولكنه دائما يتمنى لي الخير بل ويسعى لي فيه!!"
كذا قال عن عدوه اللدود!!
لماذا لا نكون كلنا كذلك؟
تفقد قلبك
بارك الله فيك
متابعه بإذن المولى
وفيك بارك أختي وأصلح حالك وأقر عينك في الدنيا والآخرة بما يرضيه
(18)
أعلم أنني أعلم العلماء وأحكم الحكماء وأبرع أهل الأرض وأكثرهم ذكاء وحنكة وخبرة......الخ
ولكن هل يغني هذا عني من الله شيئا؟؟!!
(19)
إذا أتتكَ نصيحة سديدة من فم غليظ ...فاعمل بها وتغافل عن غلظته!!
فإن يكُ صاحبها حاسدا.....فعملك بها كيد له وذاك يكفيه!
وإن يكُ محبا.....فلومك له يؤذيه. فقد أراد صالحك!
وإن يكُ معذورا ....فلا حاجة لك في جُرحه باللوم والتقريع!!
وإن يكن بحاجة لنصح بـأن يترفق ...فليس هذا موضعها لشبهة انتصارك لنفسك!
وإن تكُ مخطئا في نعتك نصحه بالغلظة...فقد تركتَ طرقَ باب جدلٍ لو فتح عليك فأنت الملوم!!
(20)
قبل أن نطلب العلم كنا نفتي بلا علم!!
فلما خُيّرنا، وجدنا أن الكف عن الفتيا أصعب من طلب العلم...فطلبناه.
ولما طلبنا العلم تيقنا أن الكف عن الفتيا أيسر من الطلب!!
فكففنا عن الفتيا وشققنا طريق الطلب عادة وإدمانا.
ولكن لا يخلو اللسان من زلقٍ!!
(21)
مدارة الصديق لك -إذ ينصحك- إهانة
لقد ظن أنك لن تحتمل نصحه وهو عليك شفوق ولك محب.
لكن...أخشى أن فرط تحسسك وغضبك لنفسك هو ما دفعه لذلك!
(22)
ينبغي علينا إذا أحببنا ألا نصل بمحبتنا إلى درجة تجعلنا إذا غضبنا...أبغضنا!
ولن نجد هذا الشعور المتوازن إلا في الحب في الله.
(23)
إنني ذكي جدا...
لهذا لا أتراجع عن رأيي وأعلم أن فهمي فقط هو الصواب
فعرفتُ أن هذا الذكاء لم يكن بالقدر الكافي الذي يبصرني بآفات نفسي!! فهو وبالٌ على صاحبه.
(24)
أقصر طريق لكي يبغضك الناس:
افترض أنهم جميعا حمقى مجادلون أغبياء كسالى وقحون...وصفات أخرى
ثم ألقِ فائدتك التي ليس لها مثيل على ((عجالة))... وأغلق عليهم باب ((الجدل))!!
(25)
لا تغضب إذا سرق أحدهم جهدك ونسبه لنفسه
فإنما لك غنم وعليه غرم وجزاه الله خيرا على نشر العلم
(26)
أشد اللحظات ..حينما تنتهي من كتاب شيق..فتشعر بالضياع
لا وقتك يسمح بإعادة قراءته..ولا التشويق يمس قلبك كعادته..ولو أعدته!
وإن كان كتابا بالعلوم ثريا..تكرر قراءته...ولكن تشعر أنك قضيت وقتا أكثر من المطلوب معه!
تتمنى لو تستطيع حفظه والاستفادة منه دفعة واحدة منعا للملل والإطــــــــــ ـــــــــــــال ة وقطعا للسآمة والملالة...
كتاب واحد فقط... إن تحفظه كاسمك.. تشتاق بعدُ لقراءته!
ولو قرأته آلاف المرات ما تمل، وتعيد أسطره مرارا فلا تكل..
وطالما أنت تقرأ تشعر بلذة ...ولئن سكت تشعر بحسرة..
تسر به وترفع صوتك...تقرأ بعينك أو تسمع بأذنك...
شعور لا يوصف من الانشراح...
وإن هجرته قليلا...تغير قلبك...ونادى في لوعة وترجاك...وأقسم برب العرش إنه لفي اشتياق!!
فهل عرفته؟
(27)
إذا أسأت الظن بــــــــــــــ ـــــــــــ(كل) كلمة تقال لك أصابك من الوساوس والهموم والغموم ما يشغل قلبك ويضيع وقتك..
وإذا غضضت الطرف عن الكثير مما يقال جمعت شتات نفسك فيسلم القلب.
(28)
أيها المتكبر على الخلق حاملا القِدْر الذي تجمع فيه العلم فوق رأسك عاليا...
هلّا خفضت رأسك قليلا فيستطيع من حولك أن يغترفوا من القِدر شيئا ينفعهم؟
هلّا ثنيت ركبك كثيرا فيستطيع من عنده علم أن يصب من قِدره في قِدرك؟؟
(29)
فكرتُ أن كل إنسان لابد أن فيه عيبا ما..فكل من قابلت ولكل من قرأت لابد أن به عيبا وفيه نقصا...
فطفقت أفتش في عيوب الناس...لألتمس له العذر! أو أبذل له النصح!!
ولكن أفزعني يوما أنني لابد داخلة في لفظ (كل) فأقبلتُ على شأني وعيب نفسي فألهاني ذلك عن عيوب الناس...
وإن كان الطبع يغالب التطبع!!
(30)
لم أجد مثل القرار في البيوت أجمع لقلب المرأة، وزيادة لإيمانها، وانشراحا لصدرها، وأقوم لمداومتها على فرائض الشرع ومستحباته، وأقرب للقيام بحقوق رعيتها، وصلاحا للمجتمع بأسره...وأرضى لربها
فإن خرجت لمصلحة راجحة فعليها ألا تداوم على الخروج - قدر استطاعتها- فتتعب بدنها ويفسد قلبها وعملها.
لِمَ تشق على نفسها ...ولَمْ يشق الشرع عليها؟!
(31)
إنني مظلوم دائما، إنهم يكرهونني، إنهم يضطهدونني، إنهم لا يتقبلون كلامي رغم أن معي حق لمجرد أنني أتطاول (!!)، إنهم يقابلون شدتي بمثلها (!!)، إنهم جميعا مخطئون وأنا على صواب ولكن أتعجب أنهم لا يقرون لي بهذا (!!)، إنهم .......!
توقف لحظة
ليس منطقيا أن يكون كل الناس* على خطأ وأنا فقط على صواب!!
راجع نفسك
---------------
* أي من أهل السنة والجماعة
(32)
ليس المتواضع من يلعن نفسه على ملأ، لكن المتواضع من يعرف قدر نفسه ويلزمه،
وإذا تحدث أعطى لنفسه ولغيره مساحة من الأخذ والعطاء،
وإذا سكت فلكي يتثبت ولا يتسرع، ثم يقر للحق أينما كان
وهو لا يسيء الظن بإخوانه بل يسيء الظن في فهمه لإخوانه،
ولا ينظر للناس من برج عال فيتكلم ويتحرك بلسان حال: كلكم رعاع وأنا أنا الفقيه النحرير.
(33)
أهم تجربة يحرص الكبير على أن يفيد بها الصغير ولا يستفيد منها إلا من وفقهم الله توفيقا وهم قليل:
فيعلم الصغير أنه لو كان في نفس موقف الكبير لفعل مثله - فلا يلومه على ذلك، بل يتفهم ويستعين بالله ويحاول التغيير...
وتمر السنون ويتبع الصغير المعترض خطا الكبير المضطهد حذو الخطوة.
فهل عرفتم لهذه التجربة اسما يليق بها؟
(34)
ماذا ربحت يا مسكين إذا انتصرت على محاورك وأنت على خطأ؟؟
هلّا تركت لنفسك مساحة للتراجع
جزاك الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة.
أتسمحين لي بإضافة هذه الدرر على صفحتك؟؟
لنتأمل قول الله تعالى ((وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)).
لا ظلم هناك لأن العدل قائم , ذاك العدل الذي قامت به السماوات والأرض, إذا كان سؤالك لنفسك من أي أهل الطاعات أنتِ ؟ وماذا فعلتِ من الطاعات وماذا تركت من المنكرات ؟ أقول : ماذا أعددت ليوم قال الله فيه ((وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ )).
هذا اليوم العظيم ليس أربع وعشرين ساعة ولكن (وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) لذا فإن المحاسبة تصدر من نفسٍ تقية كما قال أحد السلف " لا يكون المؤمن تقيا حتى يكون أشد محاسبة لنفسه من الشريك الخوّان لشريكه "