صديقتي!
يا لها من ذكريات ..!!
* * *
عندما رن الهاتف واتصلتي بي لأسألك في روتينية...لماذا كنت غائبة؟! (هي المتصلة!!)
فتقولي كنت على سفر!!
فأهتف في دهشة والآن عدت؟!
لتهمسي في نفسك في سخرية: الحمقاء تظن أنني أهاتفها ما أن عدتُ من السفر!
ثم تقولي في لباقة بصوت عال: بل عدتُ من يومين! ثم تنتقلي للسؤال عم كنتِ تريدين!!........
ما كنتِ تتوقعين أن تسارعي يوما إلى الهاتف كلما عدتِ أو خرجتِ من البيت ...لتتصلي بي!
وما كنتُ أتوقع أن أفعل ذات الأمر معك!!
* * *
من أين أبدأ ومن أي منحنيات الذكريات أمر؟!...أمِن حين تغيرتُ أم من حين تغيرتي؟؟..أم من .........؟؟!
لعل المناسب أن أبدأ من البداية......
حين جلستُ أستمع في ملل بعد انتهاء دوام الدراسة إلى قصة حياتك!
لستُ أتذكر ملابسات الجِلسة..
كما لستُ أدري ما هي الخصلة الحسنة في أخلاقي التي دفعتني يومها للجلوس أستمع في سأم حقيقي لما تقصيه عليّ، وأشرد بذهني وأتسائل ...متى ستنتهي؟ وماذا تريد؟!
لستُ صديقتها وليست صديقتي!!
* * *
لم تكن وقتها ترتدي النقاب...وكنت وقتها قد مر على دخولي عالم الالتزام عامان!
عامان قضيتهما بين أوراق المذاكرة في مدارس الراهبات...أتحدا م ويتحدونني.....
عامان لم أتخلق فيهما بخلق إلا التحدي..
والغضب...
والشدة...
والجفاوة...
والوحدة...
عامان ما بين الأوراق والكتب...ونظرات التحدي...والابتس مات القاسية...
وتلك نقطة مشتركة بيني وبين صديقتي!!..هي كذلك كانت في مدارس الراهبات ..
العلم الشرعي الذي حزته فقط هو أن من ليس معي فهو ضدي..
من لا ترتدي النقاب فهي بالتأكيد حمقاء متساهلة مفرطة في أمر دينها...
ترجيح الحرام واجب شرعي....والأخذ بالأصعب والأشق...هو الراجح دوما..
الترهيب حتى يقنط السامع من رحمة الله...أما الترغيب فهو أمر ينم عن ضعف الدين والتقى!
وأشرق بعدهما أمل جديد...أن دخلت جامعة الأزهر! وسطعت نفسي وأنا أمنيها بالعلم الشرعي!! لأتلقى صدمة قاسية...
لا علم
ولا شرعي : ))
فما ظنكم في ظني بــــــــــــــ ــــــــــها؟!
* * *
جلستُ يومها أستمع لها في ملل ويسقط جل ما تقول من ذاكرتي وأنا أتظاهر بالاهتمام...
ثم افترقنا..وأتتني في اليوم التالي تقص علي بهدوئها المعهود وأستمع لها بسأم مفروض..
قرعت أذني كلمات..."الكلب...طفقت أجري.......تذكرتُ أنني نسيت الأذكار ....صرخت يارب...انصرف...قال أحدهم ......"
قلت لها وأنا لا أفهم: ماذا حدث؟؟!
......
فماذا حدث؟؟!!
يــــــــــــــ ــــــتبع بإذن الله...وأحتفظ بحقي في التشويق والإثارة..
:^)