قال العلامة المفسر عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله :
في كتابه " الفواكه الشهية في الخطب المنبرية "
إن طلب العلم قربة وثواب عند رب العالمين، والإعراض عنه شر وخسران مبين.
فيا أيها المعرضون عن طلب العلم ما هو عذركم عند الله ، وأنتم في العافية تتمتعون؟
وماذا يمنعكم منه وأنتم في أرزاق ربكم ترتعون .
أترضون لأنفسكم أن تكونوا كالبهائم السائمة ؟
أتختارون الهوى على الهدى والقلوب منكم ساهية هائمة ؟
أتسلكون طرق الجهل وهي الطرق الواهية، وتدعون سبل الهدى وهي السبل الواضحة النافعة ؟
أترضى إذا قيل لك: من ربك وما دينك ومن نبيك لم تحر الجواب !!
وإذا قيل: كيف تصلي وتتعبد أجبت بغير الصواب ؟
وكيف تبيع وتشتري وتعامل وأنت لم تعرف الحلال من الحرام ؟
أما والله إنها حالة لا يرضاها إلا أشباه الأنعام .
فكونوا- رحمكم الله- متعلمين .
فإن لم تفعلوا فاحضروا مجالس العلم مستمعين ومستفيدين .
واسألوا أهل العلم مسترشدين متبصرين .
فإن لم تفعلوا وأعرضتم عن العلم بالكلية فقد هلكتم، وكنتم من الخاسرين .
...أما علمتم ...
أن الاشتغال بالعلم من أجل العبادات وأفضل الطاعات والقربات .
وموجب لرضى رب الأرض والسماوات .
ومجلس علم تجلسه خير لك من الدنيا وما فيها .
وفائدة تستفيدها وتنتفع بها لا شيء يزنها ويساويها ؟
فاتقوا الله عباد الله، واشتغلوا بما خلقتم له من معرفة الله وعبادته .
وسلوا ربكم أن يمدكم بتوفيقه ولطفه وإعانته .
قال الله تعالى :
{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} [الزمر: 9]
فما هو عذرنا عند الله إن أعرضنا عن تعلم ديننا ؟؟!!
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...