و كان أحمد وفيا لأمه ,
لدرجة أنه خشى أن تزعجها سيدة أخرى بأى منغصات,
فلم يتزوج حتى توفيت ,
و هو فى الثلاثين من عمره .
كانت البداية بزرع الورد الذى لا يذبل
بالكتاب المقدس المكرم المطهر
فأعانته أمه المثالية على تعلم القرآن المكرم ,
تلاوة و حفظا ,
حتى لبسا تاج البهاء ...
و وعى ابنها الذكر فى صدره و ختم القرآن حفظا ..
و فى الخامسة عشرة دخل حلقات العلماء
ليشرب من نهر السنة العذب السلسبيل
فجلس فى مجالس الحديث الشريف
حتى سمع ما ببغداد كله !
فقرر أن يجوب الدنيا , و يركب البحر
و يشرب الصبر
ليجمع كل كلمة قالها الحبيب صلى الله عليه سلم ,
و يحققها ( سندا و متنا ) ,
فيتأكد من صدق ناقليها عدلا ,
و يسمعها بنفسه منهم بلا واسطة ,
فيعلو به النقل و التوثيق العلمى التاريخى ,
فلا يكون بينه و بين النبى صلى الله عليه وسلم
إلا أقل عدد ممكن ,
كى لا تشوب النقل شوائب !
لا يهم الوقت
لا يهم الجهد
لا يهم التعب
لا يهم البرد
لا يهم المطر
فى سبيل الله نحيا
مع الحب نحلِّق
نشرب العلم نديا
قشعريرة السعادة فيها الدفء المطلوب ...