السؤال

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هَلْ رُئِىَ - أَوْ كَلِمَةً غَيْرَهَا - فِيكُمُ الْمُغَرِّبُونَ ؟) قُلْتُ وَمَا الْمُغَرِّبُونَ ؟ قَالَ : (الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ) رواه أبو داود، وذكر حديث ابن عباس : ( خير ما تدوايتم ) في " باب الترجل" ، فهل هذا الحديث صحيح ؟
ملخص الجواب:

حديث المروي عن عائشة رضي الله عنها ، قالت قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (هَلْ رُئِىَ - أَوْ كَلِمَةً غَيْرَهَا - فِيكُمُ الْمُغَرِّبُونَ ) قُلْتُ وَمَا الْمُغَرِّبُونَ ؟ . قَالَ : (الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ ). حديث ضعيف لا يثبت ، فيه أكثر من علة.

نص الجواب

موضوعات ذات صلة



المحتوياتالحمد لله.
درجة حديث : هل رئي فيكم المغربون

الحديث المسئول عنه أخرجه أبو داود في "سننه" (5107) ، من طريق عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، عن أبيه ، عن أم حميد ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (هَلْ رُئِىَ - أَوْ كَلِمَةً غَيْرَهَا - فِيكُمُ الْمُغَرِّبُونَ ) قُلْتُ وَمَا الْمُغَرِّبُونَ ؟ . قَالَ : (الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ ).
والحديث ضعيف لا يثبت ، فيه أكثر من علة .
فيه أم حميد ، مجهولة لا يعرف حالها ، وقد ضعفه المنذري في "مختصر السنن" (3/409) لأجلها ، فقال :" أم حميد -هذه- لم تنسب، ولم يعرف لها اسم " انتهى .
قال ابن حجر في "تقريب التهذيب" (8726) :" لا يعرف حالها " انتهى .
وفيه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، ثقة إمام ، إلا أنه مشهور بالتدليس عن الضعفاء ، وقد عنعن .
ذكره ابن حجر في "طبقات المدلسين" (83) فقال :" مشهور بالعلم والثبت كثير الحديث ، وصفه النسائي وغيره بالتدليس ، قال الدارقطني : شر التدليس تدليس ابن جريج ، فإنه قبيح التدليس لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح " انتهى .
وأبوه عبد العزيز بن جريج ، ضعيف الحديث ، قال فيه البخاري :" لا يتابع على حديثه " . كذا من "التاريخ الكبير" (1564) ، ولينه الحافظ ابن حجر في "تقريب التهذيب" (4087) .
والحديث ضعفه الشيخ الألباني في تخريج "مشكاة المصابيح" (4564) .
معنى الحديث وشرح عبارة (الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ ).

وأما معنى الحديث : فهو مشاركة الجن للإنسان في ولده ، وهذا يحتمل عدة معان :
الأول : أن يترك الإنسان ذكر الله عند جماعه امرأته ، فيشاركه الجني في ذلك .
الثاني : أن يفتن الشيطان الإنسان ، فيأمره بالزنى .
الثالث : أن يلقي الشيطان إلى الكهان من الأخبار ما يفتن به الناس .
قال ابن الأثير في "النهاية" (3/657) :" الحديث [ إنّ فيكم مُغَرِّبين قيل : وما المُغَرِّبون ؟ قال : الذين تَشْرَك فيهم الْجِنُّ ] : سُمُّوا مُغَرِّبين لأنه دَخل فيهم عِرْقٌ غريب ، أو جاءوا من نَسَب بَعيد . وقيل : أرادَ بُمشَارَكة الجِنّ فيهم أمْرَهم : إياهم بالزنا ، وتَحْسِينَه لهم ، فجاء أولادُهم من غيرِ رِشْدَةٍ " انتهى .
وقال الطيبي في "شرح المشكاة" (9/2973) :" و( المغرِّبون ) بتشديد الراء وكسرها : المبعِدون عن ذكر الله تعالى عند الوقاع ، حتى شارك فيهم الشيطان. وقيل: سموا مغربين ؛ لأنه دخل فيهم عرق غريب ، أو جاء من نسب بعيد .
وقيل: أراد بمشاركة الجن فيهم أمرهم إياهم بالزنا ، وتحسينه لهم ، فجاء أولادهم من غير رِشْدة . ومنه قوله تعالى: وشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ والأَوْلادِ .
قيل: ويحتمل أن يراد به من كان له قرين من الجن يلقي إليه الأخبار وأصناف الكهانة ". انتهى .
والحديث ضعيف كما قدمنا .
وللاستزادة حول بعض آداب الجماع مما تكون حصنا بين العبد والشيطان الرجيم يمكن مراجعة هذه الأجوبة (5560) ، (21946)، (135477) .
والله أعلم .


https://islamqa.info/ar/answers/3297...A8%D9%88%D9%86