[align=center]طفلة صغيرة .. مذ أقبلت إلى الحياة و في عينيها صورة رجل واحد ..
يغيب عنها كل النهار .. فتشتاق لمقدمه مساء من عمله ..
إذا لمحته عائدا ً و قد حان وقت الأصيل ، قالت في لهفة يعتريها شيء من الخجل : بابا .. بابا ..
يدعوها .. أن تعالي .. ، و يشير إلى خده .. أن قبّليني ..
تُغالب الخجل .. فتأتي .. و قد لا تأتي ..
تلاحقه أحيانا ً مثل ظله .. لا لشيء ، و إنما لتنال شرف قربه !!
يلاعبها حتى لكأنه طفل معها !
كم هي فريدة من نوعها هذه العلاقة ؟!
*****
كبرت الطفلة .. و كل فتاة بأبيها معجبة ..
تلك الصورة في عينيها ما زالت ..
بيد أنها صارت باللونين الأسود و الأبيض ..
أ هو ماض ٍ قد لا يعود .. أم زمان من حب ٍ لا يعيش ؟!
أم .. " نعيب زماننا و العيب فينا .. و ما لزماننا عيب سوانا " ؟!
كم كنتَ تُضحكني يا أبي .. و اليوم كثيرا ً ما تبكيني .. ! تسألني عن حالي ،، ما ينقصني ..؟ و اليوم أطلبك الحآجات ِ ..
لا أذكر آخر قُبلة جبين ٍ حانية ٍ .. أم آخر لمسة كفّ ٍ حانية ٍ ..
لا أدري أ ألوم الغلظة فيك .. أم بُعدك رغم القرب ؟!
لو تدري .. أني أحتاجك _ بعد الله _ أكثر من ذي قبل ..
أخشى للعقد أن يفرط ، أخشى للدرة أن تسقط ..
***********
أيها الأب الفاضل :
إن من الحقوق الشرعية لابنتك الحقوق المعنوية و أهمها : الرعاية ، التي تتضمّن : الحب و الحنان ، و الرحمة و حسن المصاحبة ، و الاحترام ، و الحرص على مصلحتها الدينية و الدنيوية ، و توفير الأمن و الاستقرار النفسي .
قال صلى الله عليه وسلم : " رويدك بالقوارير " أخرجه البخاري في صحيحه ( 5809 ) ، و مسلم في صحيحه ( 2323 ) .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما رأيت أحدا من الناس كان أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم كلاما و لا حديثا و لاجلسة من فاطمة رضي الله عنها . و كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآها أقبلت رحّب بها ، ثم قام إليها فقبّلها ، ثم أخذ بيدها فجاء بها حتى يجلسها في مكانه ، و كان إذا أتاها النبي صلى الله عليه وسلم رحبت به ، ثم قامت إليه فقبلته . أخرجه النسائي في سننه الكبير (9236) وأبو داود في سننه (5217) والترمذي في جامعه (3872) .
روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ((من عَالَ جَارِيَتَيْنِ حتى تَبْلُغَا جاء يوم الْقِيَامَةِ أنا وهو)) وَضَمَّ أَصَابِعَهُ . أخرجه مسلم في صحيحه (2631).
روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من كان له ثلاث بنات يؤويهن و يكفيهن و يرحمهن فقد وجبت له الجنة البتّة " . فقال رجل من القوم : و ثنتين يا رسول الله ؟ قال : " وثنتين " ( رواه البخاري في الأدب المفرد و اللفظ له 78 ، و حسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد 58 .
والحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيد الأنام و المرسلين و على آله وصحبه و من والاه إلى يوم الدين .
بقلم : إيمان الغامدي[/align] .