الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (1/ 26 - 27):
إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن عبد الله الْآمِدِيّ، ثمَّ الدِّمَشْقِي برهَان الدّين، نزيل الْقَاهِرَة، مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ صَغِير على دين النَّصْرَانِيَّ ة، فَحَمله وَصِيّه الشَّيْخ عبد الله الدِّمَشْقِي، وأحضره مجْلِس الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن تَيْمِية فَأسلم على يَده، وَصَحبه، ثمَّ صحب أَصْحَابه، وَأخذ عَنْهُم وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي، وَسمع الحَدِيث الْكثير، وَطلب بِنَفسِهِ، وَكتب الطباق، وَدَار على الشُّيُوخ روى عَن أَحْمد كشتغدي، وَإِبْرَاهِيم بن الخيمي، وَالْحسن بن عبد الرَّحْمَن الأربلي، وشمس الدّين ابْن السراج كَاتب الْمَنْسُوب، وَأبي الْفَتْح الْمَيْدُومِيُّ وَغَيرهم وَكَانَ دينًا خيرًا فَاضلًا، قَرَأت عَلَيْهِ عدَّة أَجزَاء.
قلت -القائل ابن حجر- لَهُ مرّة أخْبركُم رَضِي الله عَنْكُم وَعَن والديكم فَنظر إِلَيّ مُنْكرا وَقَالَ مَا كَانَا على الْإِسْلَام، وَكَانَ ممتحنًا بحب ابْن تَيْمِية، وَنسخ غَالب تصانيفه بِخَطِّهِ، وَكَانَ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ، وَينْهى عَن الْمُنكر؛ برياضة، وتؤدة، ويناظر فِي مسَائِل ابْن تَيْمِية من غير مماراة، وَكَانَ حسن الْوَجْه، منور الشيبة، لطيف المحاضرة، وَمَات فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر شَوَّال سنة 797