ماذا لو فعل الشيخ الآن مثلما كان يفعل الأعمش - وغيره - بتلاميذه وهو يربيهم ؟!
لكن الأصل اللين والرفق والرحمة ، والشدة أمر عارض في مواضع معينة، هذا هو الهدي.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .
عرض للطباعة
ماذا لو فعل الشيخ الآن مثلما كان يفعل الأعمش - وغيره - بتلاميذه وهو يربيهم ؟!
لكن الأصل اللين والرفق والرحمة ، والشدة أمر عارض في مواضع معينة، هذا هو الهدي.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .
قُمْ وكابد الليل الطويل
قُمْ ودع عنك الخمول
قُمْ وحيدًا لا تبالي بالنيام
قم فقد حان الرحيل
من المعوقات التي تعوق في طريق الطلب تواجد الأفكار الدعوية المختلفة ...
من المعوقات :
عدم الفقه بكتاب الله وآياته وبعلومه وتفسيراته وعدم العلم بسنة نبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبسيرته وغزواته وعدم الإلمام بأقواله وأفعاله وتقريراته
والجهل بقصص الأنبياء والمرسلين وأحوال الأمم السابقين ومناهج الصحابة والتابعين والأئمة السابقين .
ومنها أيضاً عدم دراسة اللغة العربية وقواعدها والتعمق فى الفقه وأصوله .
ولإزالة المعوقات لابد أن تكون : ممن جاد حفظهم ورق فهمهم وحسنت سيرتهم وطابت سريرتهم .
ومن المعوقات أيضا :
الغرور والكبر - وقد سبق الإشارة إليه عرضا في بعض المشاركات ، لكن لم ياخذ حقه كما ينبغي - فإن نظر الطالب لنفسه على أنه شيء ، فهو في الحقيقة ليس بشيء ، بل عليه أن يستقل علمه وعمله وأن يظهر ذله وانكساره وافتقاره لباريه سبحانه.
وقد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول كثيرا:
ما لي شيء، ولا مني شيء، ولا في شيء.
وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت :
أنا المكدي وابن المكدي ... وهكذا كان أبي وجدي
آه لو وجدت من يوجهني في بداية الطلب لوفرت على نفسي الكثير من الوقت والجهد
من المعوقات ضياع ما يكتب أو ضياع كتبه:
يتحدث السخاوي بكلِّ أسًى عن كتب شيخه الحافظ ابن حجر التي ضاعت بسبب الإعارة ، فيقول :
وقد ضاع له بسبب ذلك - أي : بسبب إعارته - شيءٌ كثيرٌ جدًّا ، بحيث أخبرني في سنة 851 ( أي : قبل وفاته بسنة واحدة ) أنه فَقَدَ من كتبه ما ينيف على مئة وخمسين مجلدة ، وربما بِيعَتْ في السوق ويشتريها !!
قال السخاوي : ورأينا بعد نحو عشرين سنة من وفاته شيئًا من نفائس كتبه - التي كنتُ أتلهف على الوقوف عليها - عند بعض مَن استعارها ، فاستمرَّت عنده حتى بيعت في تركته ، ومشى أمرها !
ومن المعوقات: عدم مجالسة العالم لفترات طويلة للتعلم من هديه وأدبه، فقد قال الإمام مالك كانت أمي تعممني وتقول: (اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه).
وربما يرجع السبب في ذلك لقلة المربين أو عدم إتاحة الفرص لطول المجالسة لظروف مادية وسياسة.
http://www.alukah.net/social/0/110719/
ولأهمية هذا الأمر: كيف أن يكون طالب العلم هو المعلم المربي؟! أليس ثمرة العلم العمل.
قال الشيخ عبد الكريم الخضير: (إن العلم لا ينفع إلا بالعمل؛ لأن هذا مستفيض على ألسنة أهل العلم، أن الثمرة من العلم هي العمل، كالثمرة من الشجر هي المقصودة منه، حتى لا يسبق إلى الذهن من قولهم: (إن العلم لا ينفع إلا بالعمل) تهوين أمر العلم والتساهل في طلبه، يعني كثير من الناس إذا سمع أن العلم لا قيمة له بدون عمل، يقول: إذًا لا داعي لئن أتعلم وأنا أرى كثيرًا ممن تعلم لا يعمل بعلمه، نقول: العلم مطلوب ومرغب فيه، ويجب وجوبًا عينيًا على بعض الناس، وكفائيًا على عموم الناس، ويستحب بالنسبة لسائر الناس، هذا بالنسبة للعلم، والعمل مطلوب أيضًا، لكن العلم متقدم على العمل كما ترجم الإمام البخاري -رحمه الله-: باب: العلم قبل القول والعمل.
يقول ابن حجر -رحمه الله-: قوله: فبدأ بالعلم، أي حيث قال: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [(19) سورة محمد] ثم قال: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} [(19) سورة محمد] والخطاب وإن كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- فهو متناول لأمته؛ لأن الأصل أنه هو القدوة وهو الأسوة.
العلم يهتف بالعمل، والمقولة التي سبقت وهي: أن العلم بدون عمل كالثمر بلا شجر، هذه لها حظ من النظر؛ لأن الثمرة العظمى من العلم هي العمل، فإذا تعلم وعمل بعلمه، ودعا الناس إليه ووجههم وأرشدهم إليه، استحق أن يدعى ربانيًا، فإذا علم هذا فميراث النبوة العلم والعمل والدعوة إلى هذا العلم والعمل، والصبر على ذلك، وهي المسائل الأربع التي قررها الإمام المجدد في الأصول الثلاثة، واستدل لها بسورة العصر التي قال فيها الإمام الشافعي: (لو ما أنزل الله على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم).
http://shkhudheir.com/pearls-of-benefits/893852393
https://islamhouse.com/ar/books/316846/
وهذا الجزء على صغره إلا أنه مفيد: (ثمرة العلم العمل)، للشيخ عبد الرَّزَّاق بن عبد المُحسن البدر.
نفع الله بكم
الخلل المنهجي من أسباب التقصير في طلب العلم:
قال الإمام الماوردي: (من أسباب التقصير: أن يغفل عن التعلم في الصغر، ثم يشتغل به في الكبر، فيستحي أن يبتدئ بما يبتدئ الصغير، ويستنكف أن يساويه الحدث الغرير، فيبدأ بأواخر العلوم، وأطرافها، ويهتم بحواشيها وأكنافها؛ ليتقدم على الصغير المبتدي، ويساوي الكبير المنتهي.
وهذا ممن رضي بخداع نفسه، وقنع بمداهنة حسه؛ لأن معقوله إن أحس، ومعقول كل ذي حس، يشهد بفساد هذا التصور، وينطق باختلال هذا التخيل؛ لأنه شيء لا يقوم في وهم.
وجهل ما يبتدئ به المتعلم أقبح من جهل ما ينتهي إليه العالم). [أدب الدين والدنيا: (صـ 50)].