اعلم أن للعلم طغياناً .. كما أن للغنى وجاه الرياسة طغياناً .. فلا يحملنَّك طغيان العلم على الظلم والتعدي .. واحتقار الخلق .. ورد الحق!
ولطغيان العلم علامات:
منها: احتكار الآراء، والأقوال والأفهام؛ فلا رأي إلا رأيك، ولا قول إلا قولك، ولا فهم إلا فهمك .. وعلى مبدأ فرعون الأول: ) مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (!
ومنها: اعتبار قولك صواباً لا يحتمل الخطأ .. وقول غيرك خطأ لا يحتمل الصواب ..!
ومنها: احتقارك للآخرين ـ وبخاصة منهم أقرانك من أهل العلم ـ وازدراؤك بأقوالهم وآرائهم ..!
ومنها: الاستخفاف بعقول الآخرين .. وبأعمالهم .. واجتهاداتهم .. وأنهم ليسوا على شيء ..!
ومنها: انتفاء التواضع والذلة للمؤمنين ..!
ومنها: سرعة الغضب .. وارتفاع الضغط .. واحمرار الوجه .. عندما يُعقب عليك بقول أو فهم مغاير لقولك أو فهمك .. بغض النظر عن مدى صحة التعقيب من عدمه .. وكأنك فوق التعقيب أو أن يُقال لك أخطأت!
ومنها: أن لا تقبل نصحاً .. ولا توجيهاً .. ولا رأياً .. ولا إرشاداً من أحدٍ .. وكأنك فوق ذلك كله ..!
ومنها: أن تُنصت الناس لقولك .. ولا تَنصت لأقوالهم .. ولا تعيرهم اهتمامك وسمعك!
ومنها: أن تجد في نفسك حرجاً من الرجوع إلى الحق فيما أخطأت فيه ..!
ومنها: الاستمرار في الخطأ .. والتمادي به مع علمك بأنه خطأ .. حتى لا يُقال فلان تراجع .. أو كان على خطأ!
ومنها: الشعور بنشوة الاستعلاء على عباد الله .. وأنك شيء آخر ومختلف .. وكأنك من طينة أخرى غير طينة بني آدم!