بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد و فرائد أثرية
الحمد لله ربِّ العالمين, و الصلاة و السلام على نبينا محمد ,و على آله و صحبه أجمعين .
إنَّ الله قيَّضَ لهذه الأمة مَنْ يقوم بحماية سنة النبي (صلى الله عليه و سلم )مِنَ التحريف و التبديل , فأخذوا على عاتِقهم ذَبَّ الكذب عَن رسول الله( صلى الله عليه و سلم ).
فكانوا بِحق مِنْ أهل الحديث , الفرقة الناجية , والطائفة المنصورة , فأصَّلوا أُصولاً و قعَّدوا قواعد آخذين بعَين الاعتبار موازين مُنضبطة تُعبِّر بحق عَن أهمية هذا المنهج , و هذا يُعد مفخرة مِنْ مفاخر هذه الأمة ,
و هذا الجهد الذي بذله أهل الحديث مِن تأصيل الأصول و تقعيد القواعد , التي يمكن اعتمادها للوصول إلى العلم و المعرفة , حتى تتحقق مِن خلاله الحفاظ على هذه الأمة مِن تسلُّل الأعداء و عَبَثِ العابثين و تميِّيع المُمَيِّعين .
و مما ينبغي التنبيه له أنَّ كتب السلف مليئة بهذه الأصول والقواعد الحديثيّة , فلابد مِن طالب العلم إمعان النظر والتتبع لهذه الفوائد و الفرائد , و لهذا أحببتُ أنْ يشاركني في هذا الفضل إخواني طلاّب العلم .
عَن حذيفة- رضي الله عنه -مرفوعاً :" لا ينبغي لمسلم أنْ يُذل نفسه , قيل كيف يذل نفسه ؟ قال:" يتعرض من البلاء ما لا يطيق "
(رواه أحمد و الترمذي و هو صحيح)
سُئل الحسن البصري -رحمه الله -: عَن أنفع الأدب , فقال : التفقُّه في الدين , و الزهد في الدنيا , و المعرفة بما لله عليك"
(الآداب الشرعية / المقدمة )
عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال :" أعزُّ الناس عليَّ جليسي الذي يتخطى الناسَ إليَّ , أما و الله إنَّ الذباب يقع عليه فيشُق عليَّ "
(بهجة المجالس لابن عبد البر)
قال ابن المبارك- رحمه الله- :" طلبنا الأدب حين فاتنا المؤدِّبون "
(الحلية 8/169)
قال مهران -رحمه الله- :" ثلاثة لا تَبْلُوَنَّ نفسك بِهنَّ : لا تَدخُلنَّ على سلطان وإنْ قلتَ آمره بطاعة ,
و لا تدخلنَّ على امرأة و إنْ قلتَ أعلمُها كتابَ الله , و لا تُصغينَّ سمعك لِذي هوىً فإنَّك لا تدري ما تعلّق قلبُك منه "
(الآداب الشرعية 2/18)
قال جماعة بن مرارة لأبي بكر الصديق( رضي الله عنه) :" إذا كان الرأيُ عند مَنْ لا يُقبَل منه , و السلاح عند مَنْ لا يستعمله , و المال عند مَنْ لا ينفقه ضاعت الأُمور "
(بهجة المجالس لابن عبد البر)
قال ابن القيم- رحمه الله- عَنْ تدرٌّج الشيطان في إغواء الناس عَنْ طريق : الكفر , البدعة , الكبائر , الصغائر , الأعمال المرجوحة , تسليط جنده عليهم "
(مدارج السالكين 1/222-225)
"قد يذكر البخاري المتن بغير إسناد , و قد يُورِده معلقاً , و إنما يفعل هذا لأنه أراد الإحتجاج للمسألة التي ترجم لها, و أشار إلي الحديث لكَونِه معلوما ً, و قد لا يكون ممّا تقدم , و ربما تقدَّم قريباً "
(إرشاد المقلدين عند اختلاف المجتهدين ص 164)
قال الإمام النووي -رحمه الله -:" قولهم أصحُّ شيء في هذا الباب كذا " لا يلزم قولهم هذا صحة الحديث
و مرادهم : أرجحه أو أقله ضعفاً "
(الأذكار ص 169)


الذين سبقوا الإمام الترمذي بالتعبير بالحديث الحسن : الإمام أحمد , الشافعي , البخاري ,
محمد بن عبد الله بن نُمير شيخ شيوخ الترمذي , يعقوب بن شيبة الدوسي , و هو معاصر للبخاري و مسلم , أبو حاتم الرازي , أبو زرعة الرازي "
(قواعد في علوم الحديث ص 102 – 106 / حاشية )
"يُقبل الجرح مبهماً في الرجل إن لم يُوثقه أحد "
(لسان الميزان 1/16)
"إذا كان في الإسناد راوٍ أخرج له صاحب ( الصحيح ) و فيه مقال , لا يقال فيه : (صحيح ) بل يقال إنَّه
( قوي الإسناد ) ".
(فتح الباري 9/514)
جزم ابن القيم -رحمه الله- بسماع الحسن مِنْ سَمُرَة في حديث الشُفعة " جار الدار أحق بالدار "
(إعلام الموقعين 2/125)
مذهب الإمام مسلم : أن حدثنا لما سمعه من لفظ الشيخ خاصة , و أخبرنا لما قُرئَ على الشيخ
و مذهب الإمام البخاري : إطلاق حدثنا و أخبرنا فيما قرئ على الشيخ "
(صيانة صحيح مسلم من الإخلال و الغلط ص 32)
قال الشيخ الألباني – رحمه الله – "فَمَنْ سبَّح باليسرى فقد عصى , و مَنْ سبَّح باليدين معاً كما يفعل كثيرون فقد خلطوا عملاً صالحاً و آخر سيئاً , عسى اللهُ أنْ يتوب عليهم , و مَنْ خصَّه باليمنى فقد اهتدى ,
و أصاب سنة المصطفى ( صلى الله عليه و سلم )"
(صحيح الأدب المفرد ص 471)
قال ابن بطال- رحمه الله- :" المداراة من أخلاق المؤمنين و هي : خفض الجناح للناس , ولين الكلمة ,
و تَرْك الإغلاظ لهم في القول "
"و المداهنة فسَّرها العلماء بأنها : "معاشرة الفاسق , و إظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه "
(فتح الباري 10/528)
قال ابن المبارك- رحمه الله-: " الإسناد من الدين , ولولا الإسناد لقال مَنْ شاء ما شاء فإذا قيل له مَنْ حدثَّك ؟ نفى"
(المجروحين 1/181)
رجَّح الشيخ الألباني - رحمه الله- :" لفظ (بضع و سبعون) على لفظ ( بضع وستون )في حديث شُعَب الإيمان " (السلسلة الصحيحة رقم 1769)
إذا قال الترمذي في جامعه : "و في الباب عَنْ فلان وفلان , فإنَّه لا يريد الحديث المعيَّن , بل يريد أحاديث أُخَر يَصِحُّ أن تُكتَب في الباب "
(تدريب الراوي 1/237)
قال عبد الرحمن بن مهدي- رحمه الله-: " المحدِّثُون ثلاثة : رجل حافِظ مُتقن فهذا لا نختلف فيه ,
و آخر يُوهِم و الغالب على حديثه الصحة فهذا لا يُتْرك حديثه , و الآخر يُوهم و الغالب على حديثه الوَهم , فهذا متروك الحديث " (المحدث الفاصل ص 406)
قال الربيع رحمه الله :" كان الشافعي إذا قال أخبرنا الثقة فإنه يريد به يحيى بن حسان "
(مناقب الشافعي 1/533)
و قال -رحمه الله- : كان الشافعي إذا قال: حدثنا مَنْ لا أتهم , يريد به إبراهيم بن أبي يحيى – وهو شيخه "

(موضح أوهام الجمع و التفريق 1/24)
قال الشيخ الألباني- رحمه الله-: "فإني أشكرُ الله تعالى على ما وفقني و يسَّر لي مِنْ تحقيق هذا الكتاب
( الترغيب و الترهيب ) مرة أخرى, و قد دخلتُ في الخامسة و الثمانين مِنْ عمري بالتاريخ الهجري"
(مقدمة الترغيب و الترهيب )
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه

سمير المبحوح

19 / شوال / 1430 هــ