بسم اله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد فمن نافلة القول أن عملا مهما كطلب العلم لا يمكن أن يكون دون اتباع لمنهجية معينة توصل الطالب إلى مراده،من أقرب المسالك وأيسر الطرائق وأقل الأزمان وأحسن الوسائل؛ ولهذا أرى التركيز على هذا المجلس الفريد في المواقع الشبكية اليوم؛إذ لا بد من الأخذ بيد الطالب المبتدئ إلى طريق الصواب في طلب العلم مع بيان أهمية الالتزام بآدابه الضرورية ومنهجه السليم وكل ما يتعلق بذلك من المراحل والمعينات؛ليلتز مها،والمعوقات ؛ليتجنبها، وتحذيره من الإعراض عن المنهج وبيان أضرار ذلك عليه وعلى الأمة.
ولا يمكن هذا إلا أن يقوم أهل العلم المعتبرين ببيان ذلك هنا بعرض تراثنا الضخم الممتد في هذا الجانب،وهو جانب كثر فيه الكلام قديما وحديثا،وكتب فيه الغث والسمين،كما أن لكل أهل بلد طريقتهم التي اعتادوا عليها في طلب العلم وورثوها عن أسلافهم،فلا بد من عرض تلك الكتب والطرائق والتجارب،وتحليل ها ومناقشتها بالتحاور حولها واستخلاص فوائدها؛ للوصول إلى منهجية أو عدة منهجيات حديثة تكون الأصلح لطالب العلم اليوم على ضوء التطورات التقنية والتعليمية والتربوية والوسائل الحديثة التي لا بد من الاستفادة منها في طلب العلم.
وفي هذا الشأن قضايا كثيرة في حاجة إلى النظر والتحاور فيها،وأسئلة عديدة تحتاج إلى الإجابة السديدة من أهل الشأن والاختصاص لا من عامة الناس،مثل:
1- لماذا ومتى وأين وكيف نطلب العلم ؟ ومن أين البداية وما الطريق وما مراحله وما عدة طالب العلم في كل مرحلة ؟
2-هل يمكن طلب العلم عن طريق المؤسسات الرسمية فقط ؟ أو عن طريق المساجد والحلقات وبيوت العلماء فقط ؟ أو لا بد من الجمع بين الطريقين ؟
3-هل بد أن يتعلم طالب العلم طريقة طلبه قبل طلب العلم نفسه؟ وهل لا بد من طلب العلم على يد شيخ خبير ماهر أو تكفي الوسائل الحديثة والقديمة كالكتب والأشرطة والمواقع ونحو ذلك مما عرف اليوم ؟
والأسئلة في هذا الموضوع تتوالى ويتولد بعضها من بعض ولا تكاد تنتهي.والإجابات أكثر؛لكثرة المؤلفات في هذا المجال منذ ألف الإمام سحنون - رحمه الله - كتابه(آداب المتعلمين) و الإمام ابن عبد البر -رحمه الله - كتابه (جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في تحصيله وحمله) والإمام الخطيب البغدادي -رحمه الله - كتابه(الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ) وغيرهم من أهل العلم قديما وحديثا. وقد استفاض التأليف في هذا الموضوع اليوم؛فترى الكتاب والكتابين والثلاثة والأكثر تصدر كل عام بين كبير وصغير.
أبارك للجميع فتح هذا المجلس المهم ،وأدعو إلى التحاور في هذا الموضوع بجد واهتمام وتركيز.
والله يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى من صالح القول والعمل .